يشكو مزارعو البطاط في محافظة مأرب، شمال اليمن، من تعرضهم لخسائر فادحة بالرغم من الإنتاج الوفير وارتفاع كميات المحصول الذي تم جنيه هذا العام في ظل توسيع زراعة المحصول رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة جراء الحصار والحرب.

ويقول المزارعون إن أسعار بيع البطاط في مارب تراجعت بشكل كبير جداً، وأصبحت السلة تباع ما بين 5  إلى 7 آلاف ريال، وهذا يعد خسارة فادحة عليهم.

مشيرين إلى أن الكثير من المزارعين يواجهون صعوبة في تغطية نفقات زراعة البطاط هذا الموسم في ظل تكدس الكميات المعروضة في السوق المحلية في المحافظة وعدم وجود أسواق مركزية للتصدير للمحافظات المجاورة أو مخازن خاصة لاستيعاب الإنتاج الوفير هذا العام.

ويطالب المزارعون السلطات المحلية والحكومية بضرورة التحرك سريعاً واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي استمرار الخسائر التي يتكبدونها. موضحين، "رغم ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف الزراعة إلا أن إنتاج هذا العام من البطاط مرتفع في ظل توسع الزراعة واستصلاح مزيد من الأراضي الخصبة التي أهملت بسبب الحرب الحوثية".

بحسب مراقبين فإن هناك أسبابا عديدة وراء الخسارة الكبيرة التي يتكبدها المزراعون في محافظة مأرب ومنهم مزارعو البطاط، بينها الزراعة العشوائية وعدم التسويق الصحيح للسوق المحلية في المحافظة وخارجها، وأيضا عدم وجود سوق مركزي في المحافظة، وهو ما ساهم في احتكار أحد المتنفذين للمحاصيل والتلاعب بأسعارها بشكل كبير. ناهيك عن عدم وجود مشاريع صناعية تستوعب الإنتاج الزراعي الكبير، وارتفاع أجور وأسعار المدخلات الزراعية، وغلاء البذور وانهيار العملة وغيرها من الأسباب التي أدت في نهاية المطاف إلى خسائر فادحة للمزارعين.

وتنتج محافظة مأرب إلى جانب البطاط عدداً من المحاصيل الزراعية الأخرى مثل: الطماطم والسمسم والذرة المتنوعة والنخيل والمانجو، كما أنها تنتج من الحمضيات ما نسبته 75 في المئة من إنتاج اليمن من هذه الفاكهة الموسمية الشتوية.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

عبء الألقاب الجارحة

اعتدنا أنه إذا بلغت بنا الأمور حدًّا يتعذّر علينا فيه الوصول إلى إنسان نبحث عنه بسبب تشابه اسمه مع أسماء آخرين أو لعدم معرفتنا مكان سكنه أن نسأل عنه من خلال لقبه أو لقب أسرته. نفعل ذلك مُكرهين إذا كان اللقب جارحًا يحمل دلالة غير لائقة.

وتُتداول الألقاب في المجتمع على صورتين: الأولى تحمل دلالات إيجابية يُفاخر بها الأفراد والعوائل، بل ويحرصون على ترسيخها وضمان استمراريتها، فيما تحمل الصورة الثانية دلالات سلبية يبذل من أُلصقت بهم جهودًا مُضنية لإسقاطها ومحوها من ذاكرة الناس.

ورغم أنه لا توجد قاعدة ثابتة لإطلاق الألقاب، كون ذلك -بحسب ما يُتداول- يعتمد إما على موقف شخصيّ عابر دُوِّن لفرد، أو نتيجة حادثة جماعية وقعت وسجّلها التاريخ، لكن من المؤكد أن غير المرغوب منها يشكّل عبئًا ثقيلًا على حامله، حتى وإن كان الجميع يهمس بها في الخفاء.

هم يقومون بذلك لأنهم يعلمون أن الفعل منفِّر وغير مرحّب به، بسبب ما يحتمله من معنى أو صفة لا يشرُفُ بها أحد، كالبُخل والجبن وضعف الهمة والتخاذل والابتذال ودناءة النفس وضعف البأس.

يهمسون بهذه الألقاب بتحفّظ شديد فيما بينهم، لإدراكهم أنها تُطلق إما تشفّيًا أو ضغينة أو سخرية أو للإهانة والتقليل من الشأن، وقد رُوِّج لها جهلًا أو حقدًا، فرسخت في الأذهان مع مرور السنين.

ولأن أخلاقنا كمسلمين تفرض أن ينبني تعاملنا مع الآخر وفق أُسس من الاحترام، في عالم أصبح مُعرّضًا أكثر من أي وقت مضى للانسلاخ من الأخلاق والقيم النبيلة، نظرًا لتقدّم تقنية التواصل والاتصالات القادرة على عبور الحدود والفضاءات، بات من الأهمية إدراك أن تحقير الفرد والجماعات والنيل من كرامتهم وإنسانيتهم من شأنه أن يُحيلهم إلى أُناس فاقدين للثقة بأنفسهم، مهزومين لا يؤمنون بقدراتهم، فيكونون نتيجة ذلك أكثر ميلًا للعدوانية والعزلة لتجنّب الإيذاء النفسي من قِبل الآخرين.

ولهذا يقع على الفرد والجماعة واجب تصحيح الفاسد من المفاهيم والسلوكيات والعادات التي لم تعد مقبولة، وإدراك أن أدنى إثارة للأحقاد والنعرات والضغائن قادر على إلهاب مشاعر الكراهية، وتوسيع الفجوة بين أفراد المجتمع، وتعريض علاقاتهم للانهيار.

النقطة الأخيرة..

يقول نيتشه: «كلما ارتفعنا أكثر، كلما بدونا أصغر حجمًا لأولئك الذين لا يجيدون الطيران».

مقالات مشابهة

  • من القمة إلى الأزمة؟ تركيا على أعتاب عام بلا زيتون!
  • موسم في مهبّ الريح.. مزارعو البقاع اللبناني يواجهون قسوة المناخ وتخلّي الدولة
  • عبء الألقاب الجارحة
  • محافظ المنيا: اليد التي تبني هي نفسها التي تحمي وتحاسب
  • التنمية المحلية: برنامج «مشروعك» من أنجح المبادرات التنموية التي أطلقتها الدولة
  • 75.2 دولار متوسط خام عُمان في أول 5 أشهر من 2025
  • محافظ جنوب سيناء للجنة الإدارة المحلية: المحافظة تسير بخطي ثابتة نحو تحسين جودة الحياة وتوفير بنية تحتية متطورة
  • رجل وكلب يتعرضون للهجوم من سنجاب غاضب
  • الإدارة المحلية من جنوب سيناء: تنمية المحافظة أولوية وطنية ودعمنا مستمر لكل جهد مخلص
  • اجتماع بمأرب يناقش سير تنفيذ مشروع تطوير سلسلة القيمة لمحصول السمسم