عربي21:
2025-05-22@18:59:20 GMT

أزمة جديدة في وجه الأردن

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

كل فترة تقوم إسرائيل بتسريب معلومات جديدة، حول نيتها بناء جدار عازل بين الأردن وفلسطين، على طول الحدود، التي تمتد مئات الكيلومترات لاعتبارات مختلفة.

علينا أن نلاحظ 3 قصص إسرائيلية يتم تردادها سياسيا وأمنيا من جانب إسرائيل، الأولى أن إسرائيل تلقي القبض بشكل دائم على مجموعات أردنية أو من جنسيات مختلفة تحاول تهريب السلاح إلى الضفة الغربية، والقصد هنا أن الحدود في حالة فوضى، ولا حل سوى بناء هذا الجدار العازل، والثانية تتعلق بالنغمة الإسرائيلية حول محاولات تهريب سلاح من سورية ولبنان إلى الأردن ثم الضفة الغربية، من خلال جماعات تابعة لإيران حزب الله، والقصد هنا حرف البوصلة نحو استهداف أمن إسرائيل فيما الكل يعرف أننا أمام عصابات تهريب مخدرات من سورية، وإذا كانت هناك أسلحة مهربة فهي موجهة لجماعات محلية في الأردن، وليس للوصول إلى الضفة الغربية، لأن تهريب السلاح عبر الجولان أو جنوب لبنان إلى فلسطين أسهل وأقرب بكثير من تهريبه إلى الأردن ثم فلسطين، والثالثة أن هناك شكاوى إسرائيلية متواصلة من جانب مستوطني الأغوار، وتم تسريب إشارات كثيرة وتقارير إعلامية حول شكاوى مختلفة، بما يعني أن الاحتلال يريد حماية هؤلاء من خلال الجدار العازل الذي يتم التهديد به كل فترة.



هذه أزمة قديمة جديدة توجب اللجوء إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وإثارة أزمة في وجه الإسرائيليين، ولا بد من الوقوف مطولا عند إصرار البعض في عمان على عدم جواز الدخول في مواجهة مكلفة مع إسرائيل من خلال هكذا إجراءات، أو تجميد معاهدة وادي عربة، أو حتى إلغاء المعاهدة، لأن هذا التيار لا يقدم لك بالمقابل أي حل أمام التهديدات الإسرائيلية.

الجدار العازل لا يمكن أن تتم إقامته في وجه دولة لها حدود وجغرافيا كما الأردن دون غايات إستراتيجية أخطر، من بينها أيضا إنهاء كل مشروع الدولة الفلسطينية وحدودها في الأساس مع الأردن، ومصادرة أرض غور الأردن في الجهة الفلسطينية، وغير ذلك من أهداف لا توجب السكوت، خاصة أن إسرائيل سبق أن أقامت حاجزا من جبال الملح جنوب فلسطين يمتد على مساحة تقترب من أربعين كيلو متر بين فلسطين المحتلة والأردن، وكما هو معروف فإن إسرائيل محاطة بالجدران العازلة من كل الجهات، حول الضفة الغربية، ومع قطاع غزة، ومصر. 

الجدار العازل سوف يتسبب بكارثة بيئية والسبب أن إقامته ستؤثر على الزراعة والمياه الجوفية، وستؤثر على حركة الجريان السطحي لمياه الأمطار وتصريفها، وقد يؤدي إلى تراكم مياه الأمطار في مناطق معينة وتوقفها عن الوصول إلى مناطق أخرى، وقد يتسبب في فيضانات ببعض المناطق، وفي جفاف بمناطق أخرى، إضافة إلى أن هذا الجدار ستقام عليه محطات أمنية للرقابة والتشويش والتجسس بما يعني تأثير ذلك أمنيا وصحيا على المناطق الأردنية وسكانها من بحيرة طبريا وصولا إلى خليج العقبة، مرورا بالأغوار ووادي عربة.

هذه رسائل تهديد ضمنية، تؤخر إسرائيل تنفيذها لاعتبارات مالية أحيانا، أو بسبب انشغالها اليوم بحرب غزة، فيما يرى محللون أن إسرائيل ما دامت تخطط لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن-إذا استطاعت أصلا-فإن بناء جدار عازل يبدو مستحيلا، كونها تريد أن تبقى الحدود البرية مفتوحة على مدى مئات الكيلومترات لضمان تدفق الناس في حالة فوضى يتم تصنيعها، وأصحاب هذا الرأي يرون أن مشروع الجدار سيبقى مؤجلا حتى تتضح الصورة.

في كل الأحوال، نحن أمام وضع حساس في جوار الأردن، وداخل الأردن أيضا، لاعتبارات مختلفة، مما يجعل كل أملنا أن يمر عام 2024 بأقل الخسائر والكلف والأخطار علينا.
(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجدار العازل الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

بينها دول عربية وغربية... إدانة دبلوماسية واسعة لإسرائيل بعد إطلاق النار على وفد رسمي في الضفة الغربية

أثار إطلاق الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية تحذيرية باتجاه وفد دبلوماسي أجنبي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، موجة إدانات واستدعاءات دبلوماسية دولية غير مسبوقة، شملت دولًا من أربع قارات، إضافة إلى إدانات صريحة من الأمم المتحدة.

وكان الوفد الدبلوماسي يضم ممثلين عن دول أوربية وأمريكية وعربية، من بينهم دبلوماسيون من كندا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، إيطاليا، المكسيك، البرتغال، إسبانيا، الأوروغواي، مصر، تركيا والأردن، إلى جانب طاقم تابع للأمم المتحدة.

بمجرد تأكيد الواقعة، بادرت إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والأوروغواي وإسبانيا إلى استدعاء السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها، فيما طالبت دول أخرى بتفسيرات وتحقيق عاجل، أبرزها هولندا، المكسيك، كندا وتركيا.

ووصفت وزارة الخارجية الكندية الحادث بـ »الخطير »، مؤكدة أن أربعة كنديين كانوا ضمن الوفد، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن أحد أطقمها كان موجودًا أيضًا ضمن المجموعة، مؤكدة أن إطلاق النار « غير مقبول تمامًا ».

الجيش الإسرائيلي أقر بإطلاق « عيارات تحذيرية » بزعم أن الوفد « انحرف عن المسار المتفق عليه »، مدعيًا أنه لم تكن هناك نية للاستهداف المباشر، وأنه « يأسف للإزعاج ». لكن دولًا عدة رفضت هذا التبرير، ووصفت الحادث بأنه انتهاك للأعراف الدبلوماسية الدولية.

فيما دعت الخارجية الألمانية إلى « الكشف الفوري عن الملابسات »، اعتبرت الخارجية الفرنسية أن « ما حدث غير مقبول »، فيما أدانت مصر بـ »أشد العبارات » إطلاق النار على وفد يضم سفيرها. أما إيطاليا، فطالبت بوقف العمليات العسكرية في غزة والتركيز على مفاوضات سياسية.

من جهتها، نددت تركيا والأردن بما سمّته « جريمة مكتملة الأركان »، وطالبتا بـ »محاسبة منفذيها فورًا ».

الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، شدد على أن « أي استخدام للقوة ضد دبلوماسيين أثناء أداء مهامهم الرسمية هو أمر غير مقبول إطلاقًا »، مطالبًا بتحقيق دقيق ومحاسبة المسؤولين، ومؤكدًا أن الحادث شمل طاقمًا أمميًا.

تأتي هذه الحادثة وسط تصاعد الغضب الدولي تجاه السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، خاصة مع استمرار الحرب على غزة، والاتهامات باستخدام الحصار كسلاح للتجويع الجماعي. وتُظهر ردود الفعل المتعددة أن الحصانة السياسية التي كانت إسرائيل تتمتع بها دبلوماسيًا بدأت تتآكل تدريجيًا، حتى لدى حلفاء تقليديين.

مقالات مشابهة

  • 13 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • ‏الصين تدين إطلاق القوات الإسرائيلية النار تجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية وتعتبره "تهديدا" لسلامتهم
  • بينها دول عربية وغربية... إدانة دبلوماسية واسعة لإسرائيل بعد إطلاق النار على وفد رسمي في الضفة الغربية
  • طلقات تحذيرية من الجيش الإسرائيلي باتجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • الأردن: إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسي في الضفة جريمة تخالف الأعراف الدولية
  • الاحتلال يفتح النار على وفد دبلوماسي عربي أوروبي في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يهجّر 8 تجمعات سكنية في الضفة الغربية
  • عقوبات بريطانية ضد دانييلا فايس وشبكة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • إصابات برصاص الاحتلال واقتحامات عدة في الضفة الغربية