قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن غزوة بدر الكبرى، أعظم معارك المسلمين لمواجهة الظلم وتحقيق العدل، وقد وقعت في ١٧ من رمضان من العام الثاني للهجرة النبوية المشرفة.

ملتقى "رمضانيات نسائية" بالجامع الأزهر يبين الدروس والعبر من غزوة بدر ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية يناقش الدروس والعبر المأخوذة من غزوة بدر الكبرى

أوضح مرصد الأزهر، أن سبب وقوعها أن المسلمين خرجوا بقيادة النبي (صلى الله عليه وسلم) ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان صخر بن حرب، كمحاولة للتعويض- أو شيء من التعويض- عن ممتلكاتهم التي بقيت في مكة واستولى عليها المشركون، إلا أنَّ أبا سفيان علم بذلك فغير الطريق إلى الساحل.

وتابع المرصد: هذا استفز أهل مكة –لكبرهم الشديد- فخرجوا لمحاربة المسلمين، والتقى الجمعان ونصر الله ـ عز وجل ـ رسوله والمؤمنين نصرًا عزيزًا رغم قلة عددهم وضعف عدتهم، وكانوا صائمين، وهذا الانتصار الكبير أكسب المسلمين روحًا معنوية عالية، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم في قريش وغيرها.

شومان: الدرس الأكبر من غزوة بدر أن التوكل على الله مفتاح الانتصار

من جانبه قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، إنَّ من النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرج صحابته من مكة بعد تعرضه لأذى كبير هو ومن معه، ما اضطرهم لترك مكة، ولم يكتفي أهل مكة بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم مكة ومن معه، ولكنهم تعنتو ورفضو أن يغادر المهاجرون مكة بأي شيء من أموالهم إلا ما استطاعوا حمله مما خف، مبينا أن المسلمين حين وصلوا إلى المدينة المنورة عانو معاناة شديدة، بعد أن كانوا أغنياء يعيشون على أرضهم ودورهم ولديهم الكثير من الأموال، إلا أن أهل المدينة فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لإخوانهم المهاجرين وآثروهم على أنفسهم في مشهد سجله القرآن الكريم "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".

وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، أنه وبعد أن استقر للمسلمين المقام في المدينة، علم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أن قافلة عائدة من الشام إلى مكة يقودها سفيان بن حرب، وحينها خرج النبي "صلى الله عليه وسلم" ومعه بعض الصحابة، لأخذ هذه القافلة، كتعويض عن بعض أموال المسلمين التي صادرتها قريش منهم عند الهجرة، مبينا أن بدرا لم تكن غزوة ولا حربا بالمعنى المعتاد، ولذلك خرج من المسلمين عدد قليل غير مسلح تسليح الحرب مع نبينا الكريم، فكان عددهم ثلاثمائة شخص، وهذا ليس الجيش الذي يخرج لحرب، فوصل الخبر لأبي سفيان، والذي غير من مسار القافلة ليفلت بها ويصل بها إلى قريش، وأرسل كذلك لقريش يستصرخهم لحماية قافلتهم، فخرجت قريش بأعداد جرارة وأسلحة متنوعة، متوعدين النبي ومن معه.

وأضاف الدكتور عباس شومان أن النبي خير صحابته بين خوض هذه الحرب غير المتكافئة، وبين الرجوع إلى المدينة المنورة، فتسابق المهاجرون والأنصار في تأييده صلى الله عليه وسلم بالمواجهة وعدم الانسحاب، ودارت المعركة، وكان أول انتصار كبير للمسلمين على المشركين في غزوة بدر، التي وقعت في السابع عشر من رمضان، في العام الثاني من الهجرة، وفيها كسر المسلمون شوكة الكافرين، وأعلنوا استحواذهم على ميزان القوة، وأصبحوا قوة يحسب لها ألف حساب، حيث انتصر المسلمون وعلت رايتهم عالية خفاقة، انتصر بضعة رجال على جيش جرار بقوة العزيمة.

انتصار المسلمين في غزوة بدر قد تحقق بفضل التوكل على الله تعالى والثقة في نصره

وتابع أن انتصار المسلمين في غزوة بدر قد تحقق بفضل التوكل على الله تعالى والثقة في نصره، حيث تحقق هذا النصر العظيم بقوة الإيمان والتوكل على الله، وهو الدرس الأكبر من غزوة بدر ومفتاح كل انتصار، موضحا أن غزوة بدر كانت أول فتح وقع للمسلمين، تلاه فتح مكة وحروب وانتصارات وفتوحات أخرى آخرها حرب العاشر من رمضان في العام 1973، مضيفا أن الله قاهر فوق خلقه وسينصر دينه على جميع من مكر له، وعلى جميع من اعتدى على المسلمين في أي مكان، سينتهي الأمر بنصر كنصر بدر وكنصر أكتوبر، وجميع انتصارات المسلمين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر مرصد الأزهر مكافحة التطرف غزوة بدر معارك المسلمين الهجرة النبوية صلى الله علیه وسلم من غزوة بدر على الله

إقرأ أيضاً:

عباس شومان يحذر من مخاطر وسائل التواصل ويؤكد على ضرورة انتقاء مصادر المعرفة

أكد الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء - رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، على الدور الفعّال الذي تقوم به مؤسسات الأزهر الشريف في دعم الأنشطة التي ترسّخ العمل المجتمعي، وتعمل على توعية المواطنين.

وكيل الأزهر يناقش دكتوراه حول الإلحاد في المواقع الإلكترونية .. الخميسليس مجرد سفر..ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش فلسفة عبادة الحج

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحت عنوان: "الوعي المجتمعي ودوره في مواجهة التحديات المعاصرة".

وأوضح الدكتور شومان دور فرع المنظمة في العمل العام والمجتمعي، وترسيخ وسطية الإسلام، والتوعية بقيمة العلم والمعرفة والثقافة، لمواجهة مختلف التحديات المعاصرة، لا سيما في ظل التعاون المثمر مع شركاء الوطن.

كما أشار إلى أن التعليم لا ينبغي أن يُنظر إليه كوسيلة فحسب، بل كغاية في حد ذاته، مشيدًا بنماذج عديدة في المجتمع ممن لم يحصلوا على شهادات عليا، إلا أنهم قدّموا بعلمهم وثقافتهم الكثير للمجتمع بحكمتهم وخبرتهم.

وحذَّر أمين عام هيئة كبار العلماء، من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، والمحتوى الإعلامي غير الهادف، الذي وصفه بـ"المصاطب الإعلامية"، مؤكداً أنها لا تحقق أي فائدة، بل تُعد مصدر فساد، خصوصاً على مستوى الأسرة، التي تُعد نواة المجتمع.

وفي سياق الحديث عن الأسرة، نبَّه إلى خطورة استهداف العقول، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، لافتًا إلى أن بعض من يرفعون شعارات حقوق المرأة، إنما ينتقصون من مكانتها الحقيقية، وحقوقها الأصيلة.

واختتم رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، حديثه بالتأكيد على أهمية انتقاء المصادر التي يستقي منها الأفراد علمهم ومعرفتهم، لما لذلك من أثر كبير في بناء وعي سليم ومستنير.

و في ختام كلمته قام الدكتور عباس شومان بالإجابة عن أسئلة واستفسارات الحضور.

طباعة شارك عباس شومان الأزهر كلية الشريعة والقانون وسائل التواصل مخاطر وسائل التواصل

مقالات مشابهة

  • عباس شومان يحذر من مخاطر وسائل التواصل ويؤكد على ضرورة انتقاء مصادر المعرفة
  • حكم طواف الحاج بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك.. الأزهر للفتوى يوضح
  • فضل حج بيت الله الحرام.. الأزهر للفتوى يوضح
  • تراجع البطالة في مصر إلى 6.4%.. وخبير يوضح أسباب الانخفاض
  • رئيس المصري البورسعيدي يكشف أسباب استقالته.. ويؤكد: انتشلت النادى من ديونه
  • حكماء المسلمين يشارك في مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر
  • الحصيني يوضح أسباب نشاط الرياح في هذا الوقت من العام
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
  • بزشكيان: مواجهة الظلم واجب على المسلمين