لا تُراهنوا على العقاب
لأن محاكمة البعض في الماضي
لم تمنع آخرين
من جرائم قتلٍ جديدة.
عليكم أن تجرِّبوا حلولًا أخرى
كأن تتجاهلوا الاثنين: القتيل والقاتل
كُلوا
أو اضحكوا
أو ناموا
تنزَّهوا بين الأشلاء
كأنكم في حدائق
عيشوا
كما لو أن الصرخات أغنيات
والدمَ كوكا كولا.
حاولوا أن تقنعوا الآباء
بشكر من قتلوا أبناءهم
بمسامحتهم
كأطفال
كسروا ألعابهم في لحظة غضب
وحرِّضوا الأمهات على الرقص في المآتم
أنا أحلم بيومٍ قريب
تستقبل فيه كل أُم
قاتلَ ابنِها في سرادق العزاء
تقول له بحنانٍ حقيقي:
راح ابني، وأنت ابني
تحضن وجهه بين كفَّيها
وتهمس له:
يا لروعة عينيك
إنك أجمل منه.
ابتسموا للقتلة
صافحوا
بحرارة
أيديهم الحمراء
بعد كل مذبحة
حينها سيصابون بالملل
من القتل البارد بلا حزن ولا دموع.
إنني أتوقَّع
أن يتحوَّلوا
- بمرور الوقت -
إلى مِهنٍ أخرى
ليس بائعي زهور
هذه مبالغة شديدة
وفيها إهانة لكبريائهم
لكفاحهم الشاق في التحوُّل من بشرٍ إلى وحوش
لسهرِ الليالي من أجل ترويض الضمائر على النوم العميق.
يمكن لأقلِّهم عنفًا
أن يعملوا في محلات دفن الموتى
ليصبِّروا أنفسهم بشمِّ رائحة الجثث
بينما الأكثرُ شراسة
سيشتغلون جزَّارين
ليُشبعوا رغبتهم في الذبح.
عماد أبو صالح شاعر مصري
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جيهان مديح: المشاركة في انتخابات الشيوخ واجب وطني ورسالة وعي من الشعب
أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن الإقبال على المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ يعد تجسيدا مباشرا لوعي الشعب المصري بحجم التحديات التي تواجه الدولة في هذه المرحلة الدقيقة، ويعكس انحيازا جماهيريا صريحا لمسار الاستقرار الوطني وبناء مؤسسات قوية في ظل الجمهورية الجديدة.
وشددت مديح في تصريحات صحفية لها اليوم، على أن الاستحقاق الانتخابي المرتقب ليس مجرد ممارسة ديمقراطية، بل موقف وطني وسياسي بالغ الأهمية، يعكس مدى تمسّك المصريين بوحدتهم، وثقتهم في دولتهم، وإدراكهم لحجم المؤامرات التي تستهدف زعزعة الاستقرار وتمزيق النسيج الوطني.
ولفتت إلى أن كل صوت يدلى به داخل صندوق الانتخاب هو صوت ضد محاولات العبث بالهوية المصرية، وضد من يسعون لخلق الفوضى أو بث الشك في جدوى المؤسسات، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ يمثل الذراع التشريعي الذي يثري الحوار السياسي، ويعزز من صناعة القرار الوطني القائم على الرؤية والخبرة.
وشددت على أن المشاركة من المصريين في الخارج أيضًا تعد رسالة سياسية قوية للعالم، مفادها أن الشعب المصري في الداخل والخارج يقف صفًا واحدًا خلف دولته، ويشارك بوعي وإرادة في بناء المستقبل، بعيدًا عن دعاوى الإحباط والتشكيك، مؤكدة أن مصر لا تبنى بالصمت أو بالحياد، بل بالصوت، والموقف، والمشاركة الإيجابية.