المسلة:
2025-07-03@08:40:15 GMT

الارادة السياسية وبناء الانسان والدولة

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

الارادة السياسية وبناء الانسان والدولة

27 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي

لا يخفى على احد اهمية الارادة السياسية والشجاعة في ان تغير مجرى الحياة على مستوى التعليم والصحة لبناء مقومات الانسان العراقي . الاهمية تكمن في فهم الاخطار والتهديدات التي ممكن ان يتعرض لها المواطن من خلال تكثيف حملات الوعي . نعرف ان شخصية الانسان تتوازن على اساس القيم والافكار والمبادىء وحينما تكون هذه القواعد ثابتة ولا تتغير في كل حقبة حينها يمكننا ان نبشر بجيل رصين ومختلف.

لم تسلم التجربة العراقية في عهد النظام البعثي المباد من جريمة بتر وتغيير النظام التعليمي من خلال محو المناهج المعرفية والثقافية لتحل محلها ( صور القائد وشعاراته واقواله ) وفق مزاجيات مرحلية شكلت اكبر خطر على اجيال متعاقبة من تجربتنا السياسية في تلك الحقبة . ما زلنا نواجه تحديات كثيرة منها ما هو محلي او اقليمي . محليا نحتاج الى تطوير نظامنا التعليمي والصحي والانتقال الى الفضاء الرقمي من اجل انجاز اكبر قدر ممكن من الخدمات للمواطنين حتى نستطيع ان نتعايش مع التحولات التي تحصل في العالم على مستوى الثورة العلمية والصناعية الكبيرة . ممكن ان تشمل هذه الامور حتى المناطق الريفية النائية.

اخذ المواطن العراقي يصيبه القلق مما يروج له في مواقع التواصل الاجتماعي من سموم واكاذيب وادعاءات وشائعات ومعلومات مزيفة لا علاقة لها بالحقيقة الامر الذي من شأنه ان نكون على مستوى من الوعي الاجتماعي لدعم وتطوير الثقافة العامة بما في ذلك الثقافة السياسية لكي نؤسس الى جيل يخلق ويبدع ويكتشف يمتلك القدرة والكفاءة والتضحية وليس جيلا يتوارث التكرار والاجترار. نستطيع تحقيق ذلك من خلال مجموعة من النقاط في مقدمتها تعزيز مفهوم الامن القومي المتمثل بكل ما له علاقة بأمن المجتمع ( الامن الاجتماعي ) القائم على اطمئنان الانسان على نفسه وعقله ودينه واهله وبقية حقوقه الانسانية . بعد ذلك تأتي المواطنة والانتماء والاعتزاز بالارض والقيم والمرجعيات الوطنية والتضحية من اجل الوطن والثقة بالقيادات السياسية والعدل الذي يعتبر الدعامة الاساسية لحقوق الناس وواجباتهم والقانون الذي يكون هو المسؤول عن تحقيق وتطبيق ذلك.

لابد ان نعرف اهمية الارادة السياسية وضرورتها في المشروعات القومية التي من استراتيجياتها ‘ البناء والتنمية.
لقد كفل الدستور العراقي الديمقراطية وفرض سيادة القانون واحترام الانسان وتلك هي الدعائم التي جعلتنا نواجه كل تلك الاخطار بعزيمة واقتدار . وعليه لابد ان تكون في قمة اولوياتنا تنشيط الوعي المجتمعي والثقافي على مستوى الاحزاب والمؤسسات الدينية والاعلامية والامنية. مسؤولية المواجهة كبيرة ونحتاج ان تتصدى كل المنصات الاعلامية والسياسية والثقافية من اجل ان نحقق الوعي المجتمعي . علينا ان لا نهمل اي ازمة لان اهمالها يشكل معوق كبير من الصعوبة بمكان التغلب عليه . ان الضمانة الاكيدة للتغلب على اي ازمة هو التضامن فالسلوك الجمعي هو الرصيد الحقيقي الذي يضمن التقدم والتنمية.

في عصر المتغيرات المتسارعة في السياسة والاعلام ومواقع التواصل حيث تتغير بين فترة واخرى مظاهر واتجاهات واخلاقيات قد تتعارض مع قيمنا ومفاهيمنا الامر الذي من شأنه ان نؤكد على تقييم ومراجعة تلك التحديات من خلال الارشاد والتنظير والتوضيح في المدارس والجامعات والمؤسسات المهنية واعداد برامج تثقيفية من اجل تحقيق ضمان نفسي وثقافي رصين لبناء الانسان على مستوى مهني وفكري واخلاقي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: على مستوى من خلال من اجل

إقرأ أيضاً:

العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب

انعقد الاجتماع الاول لمجلس وزير العدل للعام 2025 بقاعة وزارة العدل بمجمع الوزارات ببورتسودان برئاسة وكيل وزارة العدل مولانا هويدا علي عوض الكريم وزير العدل المكلف بحضور جميع اعضاء المجلس حضوريا واسفيرياً . وذلك الاثنين.في البدء رحبت مولانا هويدا بكل اعضاء المجلس وقالت ان انعقاد هذا الاجتماع يجئ بهدف التشاور مع الادارات المتخصصة حول رؤية وزارة العدل في المرحلة القادمة وفقاً للتطورات التي تشهدها البلاد.واكدت مولانا هويدا أن وزارة العدل هي مستشار الدولة وأن استقرار السودان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسيادة حكم القانون وبسط هيبة الدولة وهنا يكمن في دورها في الاطار القانوني والدستوري وضبط الاداء القانوني في الدولة .ناقش الاجتماع عددا من التقارير المهمة ابرزها رؤية وزارة العدل الاستراتيجية التي قدمتها رئيس ادارة التخطيط والتطوير الاستراتيحي وأبانت أن رؤية وزارة العدل التي تتمثل في سلطة عدلية مستقلة لضمان استقرار السودان ببسط سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة كما اشارت الي اهمية الولاية علي الاعمال القانونية لضمان النزاهة والشفافية والحكم الرشيد .كما قدم المحامي العام لجمهورية السودان تقرير عن الدعاوي الدولية والاقليمية والرؤية المستقبلية حول التقاضي الدولي والأقليمي.و قدم رئيس ادارة التشريع تقرير عن موقف عن مشروع الطبعة المراجعة العاشرة للقوانين مشيرا الي أن القوانين التي تم تعديلها وتلك التي ألغيت والتي عدلت والتي صدرت جديدة بعد الطبعة المراجعة التاسعة بلغت عدد 270 قانون من جملة 363 وبهذا نجد عدد القوانين السارية في السودان 363 قانونا وبعد الانتهاء من طباعة المجلدات ستكون هنالك نسخة الكترونية توضع في قرص مدمج ومحمي لتسهل الوصول الي المعلومة المطلوبة وستكون هنالك ترجمة لقوانيين الطبعة العاشرة .كما قدم رئيس ادارة حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني مقرر الالية الوطنية تقرير عن المشاركة في الدورة (59) لمجلس حقوق الانسان بجنيف وقال انه تم تقديم عدد (6) بيانات وجدت الاشادة و التعاون من بعثة السودان بجنيف ” كما أكد علي ضرورة التنسيق بين الالية الوطنية لحقوق الانسان و الجهات المعنية بمجلس حقوق الانسان .وفي ختام الاجتماع أشاد المجلس بالتقارير المقدمة من رؤساء الادارات المتخصصة والادارات القانونية بالولايات المتاثرة بالحرب والولايات المستضيفة التي بذلت جهدا مقدرا في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شجون الهاجري بعد خروجها: الحمد لله الذي نجّانا دون أن نعلم
  • «شرطة أبوظبي» تعزز الوعي بخطورة آفة المخدرات وتدابير السلامة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • جيوبوليتيك من الجنوب: دعوة لتحرر الوعي وبناء مشروع حضاري جديد
  • عطيفي يطلع على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الأمل العربي
  • العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب
  • حالة الطقس اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025
  • “أصدقاء البيئة”.. مشروع نوعي يتجاوز المستهدفات ويعزز الوعي البيئي المجتمعي في المدارس
  • الفقر السياسي ينسحب مبكرًا.. والقوة السياسية والمالية تندقع الى الانتخابات
  • قداسة الانسان .. في حديقة الحيوان !