مقال في نيويورك تايمز: ترامب فوق القانون لكن الحظ قد يتخلى عنه في النهاية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
انتقد مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" قرار محكمة استئناف نيويورك، الاثنين، خفض الغرامة المفروضة على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قضية احتيال تجاري، قائلا إن ما من أحد فوق القانون في الولايات المتحدة باستثناء ترامب.
وكان الكاتب جميل بوي يعلق في عموده بالصحيفة على قرار محكمة الاستئناف الذي قضى بخفض الغرامة على ترامب من 454 مليون دولار إلى 175 مليونا فقط، وإمهاله 10 أيام لتسديد المبلغ.
وفي الشهر الماضي، قررت محكمة في ولاية نيويورك أن ترامب مسؤول قانونيا عن تضخيم صافي ثروته وتضليل البنوك وشركات التأمين من أجل الحصول على قروض ميسرة لمختلف أعماله ومؤسساته التجارية. ومنحته المدعية العامة في الولاية مهلة 30 يوما لسداد الكفالة أثناء سعيه لاستئناف الحكم.
ووفق مقال "نيويورك تايمز"، لم يكن لدى ترامب، حتى يوم الأحد، الأموال الكافية لدفع الغرامة، ولم يتسن له العثور على شركة تتعهد بسداد ما يقارب نصف مليار دولار نيابة عنه.
معاملة تمييزيةوقال بوي إن متهما آخر كان سيواجه عواقب عجزه عن تأمين مبلغ الغرامة أمام المحكمة.
وضرب مثلا على ذلك بقضية جنائية المدعى عليه فيها واسمه كاليف براودر لم يكن قد تجاوز حينها 16 عاما من العمر عندما أُلقي عليه القبض بتهمة سرقة مزعومة، وأودع في السجن الرئيسي التابع لمدينة نيويورك في جزيرة رايكرز آيلاند القريبة، حيث أمضى فيه 3 سنوات دون محاكمة بعد أن عجزت عائلته عن تحمل كفالة بقيمة 3 آلاف دولار.
غير أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لترامب يوم الاثنين، وهو الموعد المحدد لدفع الغرامة، حيث قالت محكمة الاستئناف إنها ستقبل كفالة أصغر قيمة بكثير قدرها 175 مليون دولار، وهو ما اعتبره كاتب المقال انتصارا كبيرا وغير متوقع للرئيس السابق.
ومع أن من حق ترامب استئناف القرار، وهو ما يسعى إليه بالفعل، فإن ما يثير الغضب -برأي بوي- أن يحصل على "مجاملة غير مبررة" بعد سنوات من التدليس والاحتيال المتعمد على الشعب الأميركي، حسبما ورد بالمقال.
واعتبر الكاتب أن هذه المعاملة تعد نموذجا لعلاقة ترامب بمختلف المؤسسات الأميركية، إذ بدا أن هناك حزمة من القوانين خاصة بترامب تنطوي دوما على مبرر يسمح بالنظر في اتجاه آخر أو تتيح له فرصة ثانية، "وهذا هو الحاصل في وقع الأمر".
ظل لعقود يفلت من العقابوبحسب المقال، لم يحدث أن واجه ترامب طوال حياته المهنية كقطب عقارات ورجل أعمال ذائع الصيت، عواقب ذات مغزى بسبب سلوكه الاحتيالي، وحتى الإجرامي، فقد ظل يفلت لعقود من الزمن من العقاب بفضل "صفاقته، وشهرته واستعداده الجبان لتخويف منتقديه بمقاضاتهم، أو حتى مجرد تهديدهم بذلك".
وانتقد بوي وقوف الحزب الجمهوري دائما إلى جانب مرشحه المتوقع في انتخابات الرئاسة المقبلة، في كل الأحداث، مهما كانت مخالفة للقواعد والنظم السائدة.
خلاصة القول أن مدى إمكانية تحميل ترامب عواقب أفعاله، تتوقف على نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. فإن فاز فيها، فسوف يستخدم صلاحياته للعفو عن نفسه والنجاة من التدقيق القانوني، على الأقل في المحكمة الفدرالية، أما إذا خسر -والحديث لا يزال لكاتب المقال- فلربما يتخلى عنه الحظ أخيرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
خبير: مجازر تل أبيب في غزة مستمرة.. أين القانون الدولي من ذلك؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور علي الأعور، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن القانون الدولي حاضر ومحكمة العدل الدولية حاضرة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان حاضر بطلبه بإصدار مذكرة توقيف أو اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد 76 عاما من المجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف "الأعور"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، "السؤال المركزي، ما تأثير ذلك على الأرض؟ 9 أشهر والمذبحة مستمرة، أين القانون الدولي، وتأثير محكمة العدل الدولي؟".
وتابع: "في تقديري المظاهرات التي خرجت في أمريكا كان لها تأثير أكبر بكثير من محكمة العدل الدولية، فهناك اللوبي الصهيوني والجمهوريون يضغطون الآن على محكمة العدل الدولية وكريم خان وأعضاء من الفريق القانوني للضغط لعدم إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو".
وواصل: "المجازر مستمرة فيوم أمس سقط 210 شهداء في النصيرات، وقبلها مستشفى المعمداني بواقع 500 شهيد في ضربة واحدة، ومستشفى الشفاء، وتم قتل وحرق في داخل خيم النازحين في رفح الفلسطينية، والتي تعتبر أماكن آمنة".