صحيح أنه في أيام الصوم والتوبة والصلاة تكثر أعمال الرحمة، التي يحرص القائمون بها من كل الطوائف على ألا تدري يسراهم ما تفعله يمناهم، والأهمّ أن تُصان كرامة المتلقي، وإن كانت الحاجات ماسّة، ولكن السعي إليها يجب ألا يفقد الساعين إليها ما لم يكونوا ليقبلوا به يوم كانت الأيام أيامَ خير وعزّ، ويوم لم يكن اللبناني ليقبل بأن يلمّ ما وقع منه على الأرض حتى ولو كان نصفه.


فعمل الخير لا يكتمل إلاّ إذا اقترن بحفظ كرامة أي انسان أيًا بلغت درجة حاجته إلى ما كان يفضل عنه. وهذا العمل يكون مقبولًا أمام الله إن لم يرافقه التباهي والتفاخر والتبجح وتربيح الجميل وحبّ الظهور.
هذا ما كان سائدًا في غابر الأيام قبل أن تنضب الرحمة من قلوب كثيرين، وهو لا يزال يميّز الذين يتصدّقون بفرح، لأنهم يؤمنون بأن في العطاء المجاني فرحًا لا يضاهيه أي فرح آخر.  وقد يكون أجر الذين يعطون بصمت ومن دون ضجيج أو صخب كبيرًا أمام رب العالمين، الذي يوصي في كتبه المقدسة ألا يُرَدّ سائلٌ، أو أن يُقفَل بابٌ في وجه أي محتاج. والأمثلة في هذا المضمار كثيرة.
أمّا ما نشهده هذه الأيام من برامج على بعض شاشات التلفزة، وهي تتنافس في "إذلال" المواطنين عبر ما تغدق عليهم من هدايا عينية ومادية، سواء بالليرة اللبنانية أو بالدولار، يتخطّى كل حدود اللياقات في التعاطي مع الجمهور، الذي نراه ينساق غرائزيًا وراء موجة من التعاطي التجاري والتسويقي الرخيص، لما يعتمده معدّو هذه البرامج ومقدموها من وسائل أقل ما يُقال فيها إنها تدفع المواطنين إلى نوع من التسّول، مع ما يرافق هذه العملية من تشويه قد لا يكون مقصودًا لمعاني العطاء.
فما نشهده كل يوم من على هذه الشاشات يندى لها الجبين، خصوصًا عندما تتعالى الأيدي في الهواء طلبًا لربح غير مستحق، مع ما يرافق هذه العملية من تباهٍ في ممارسة ما يتعارض مع كرامة الانسان، الذي بلغ مستوى الطلب لدى البعض حدود الوقاحة بانتفاء عامل الحياء، الذي غالبًا ما كان يصحب كل سائل لحاجة. وكان يُقال لا تسأل أميرًا فتساويه. وفي هذا القول الكثير من الرفعة وعزّة النفس والإباء والعنفوان، وهي سمات نراها تتهاوى كل يوم وعلى الهواء مباشرة.
قد تكون الحاجة اليوم بفعل الأزمات الاقتصادية والمالية كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن يفقد المرء شيئًا من كرامته حتى ولو اضطرّ المحتاج إلى كسرة خبز لإعالة أهل بيته لأن يعمل ليلًا ونهارًا لكي يؤمّن بعرق الجبين لقمة العيش المجبولة في كثير من الأحيان بالدم.
يوم كانت برامج التسلية والترفيه مع جان كلود بولس أو رياض شرارة ترقى إلى مستوى من الأسئلة، التي كانت تحتاج إلى ثقافة ومعرفة عاليتين، كان الربح مستحقًّا، ولم يكن تسولًا كما هي الحال اليوم، عندما يُسأل السائل أن يكمل مثلًا شعبيًا كـ "يا جبل ما... فيأتي الجواب "ما يهزّك ريح". وهكذا دواليك حتى آخر المعزوفة المبكية لكثرة ما فيها وسائل تحقيرية لكرامة الانسان وعزة نفسه. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

توقيع 5 اتفاقيات و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذية بين سلطنة عُمان وإيران

مسقط - العمانية

شهد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/، وفخامةُ الدكتور إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بقصر العلم العامر، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامته للبلاد.

وقد تمّ التوقيع على 5 اتفاقيات تعاون، و10 مذكرات تفاهم، و3 برامج تنفيذية، تشمل مجالات متعددة وهي، التعاون القانوني والقضائي في القضايا المدنية والجزائية، وتسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم، تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، المساعدة الإدارية في الشؤون الجمركية، الأفضليات التجارية، التعليم التقني والتدريب المهني، تنظيم المعارض والمؤتمرات والفعاليات، دعم وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال،

التعاون في مجالات التعدين والمواد المعدنية، والإعلام والثقافة والمتاحف، التعاون الصحي والسياحي، الإسكان والتخطيط العمراني والبناء، الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى مراجعة دراسة جدوى مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.

وتأتي هذه الخطوة ترجمةً لرغبة الجانبين في تعزيز التعاون الثنائي، وتوسيع مجالات الشراكة بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

مقالات مشابهة

  • كليات الزراعة بمصر تمتلك برامج مميزة تنافس العالمية
  • أسعار برامج الحج السياحي.. والعقوبات السعودية للمخالفين
  • بسام البريكان: MBC تدعم رؤية 2030 عبر تعزيز قطاع الإعلام والترفيه في المملكة (صور)
  • السيد القائد: الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى.. بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بالهدى
  • أكثر من 11 ألف زائر لقلعة نخل خلال الربع الأول من العام الجاري
  • "كانت داخلة مع صحابها".. القبض على المتهم بالتحرش بطالبة في القاهرة
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • لا ماء ولا دواء ولا كرامة .. هكذا يحكم حزب الإصلاح مدينة تعز
  • شاهد.. هكذا كانت أجواء ليفربول قبل وبعد الحادث المروع
  • توقيع 5 اتفاقيات و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذية بين سلطنة عُمان وإيران