محللان: واشنطن كشرت عن أنيابها مع نتنياهو لتستعيد زمام المبادرة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
رغم اتفاقهما على أهداف الحرب في قطاع غزة فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تختلفان بشأن طريقة إدارة هذه الحرب، وهو ما أكد عليه ضيفا برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" غير مستبعدين أن تأخذ واشنطن زمام المبادرة مستقبلا في هذه المسألة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب أن الولايات المتحدة تحاول تعريف أهداف الحرب في غزة بطريقة قابلة للتطبيق، في حين يتمسك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بموقفه القاضي بضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة.
وبشأن علاقة واشنطن وتل أبيب، قال أيوب في حديثه لحلقة (2024/3/29) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" إن الضرر قد حصل بدليل أن أسئلة كبرى تطرح في الولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت إسرائيل تشكل ذخرا إستراتيجيا لهم.
وتوقع أن تكون آثار التوترات بين الجانبين بعيدة المدى، موضحا أنه لهذا السبب لجأت إدارة الرئيس جو بايدن إلى استعمال العصا والجزرة مع نتنياهو، فمن جهة تعرض عليه جزرة استمرار مشروع التطبيع ضمن مشروع إقليمي أميركي وإدخال السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة من البوابة الإنسانية.
ومن جهة أخرى، فقد كشرت الولايات المتحدة عن أنيابها قليلا لكي تستعيد زمام المبادرة، وفي الوقت نفسه تستمر في دعم إسرائيل كما يقول أيوب الذي أشار أيضا إلى أن تصادم نتنياهو مع الإدارات الأميركية المتعاقبة سببه موقفه من الفلسطينيين، حيث إنه انتخب على أساس أنه الشخص الذي سينهي اتفاقية أوسلو ولا يريد أن يعترف أبدا بإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ويستقوي نتنياهو -يواصل أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية- بحلفائه داخل الكونغرس الأميركي، لكن مبالغته في تحدي إدارة بايدن ألّبت ضده حتى المشرعين من أصدقاء إسرائيل، مؤكدا أن رئيس وزراء إسرائيل لم يستطع هذه المرة أن يحصل على فرصة مخاطبة الكونغرس الأميركي، حيث رفض طلبه.
سوء تفاهمومن وجهة نظر الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي فإنه لا مشكلة في العلاقة الجوهرية والعضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي حصل هو مجرد سوء تفاهم بينهما، مؤكدا أنهما تتفقان على هدف الحرب في غزة، وهو تدمير المقاومة الفلسطينية في القطاع.
ووفق مكي، فقد حصل سوء التفاهم بين واشنطن وتل أبيب لأن نتنياهو يقود الحرب بطريقة سببت للحليف الأميركي حرجا أخلاقيا، بالإضافة إلى أن التدمير الذي مارسه جيش الاحتلال في غزة لم يؤد إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية التي أظهرت الكثير من القوة وتمكنت من صد الهجمات الإسرائيلية.
ويشير الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى قضية رفح التي شكلت -حسب رأيه- خلافا بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي بايدن، ويقول إن إسرائيل تريد الاجتياح، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك.
وبعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة قدمت واشنطن مقترحا يقضي بأن تقتصر العمليات الإسرائيلية في رفح على ضرب نوعي لقيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رفح وليس هجوما شاملا، مؤكدا أن نتنياهو قرر بعد ذلك أن يرسل مباشرة وفده إلى واشنطن والذي كان قد منعه من الذهاب، مرجحا أن واشنطن قد تأخذ زمام المبادرة مستقبلا بشأن إدارة الحرب في غزة.
وتحدث مكي عن مرحلة ما بعد الحرب مع تشكيل حكومة فلسطينية والتي قال رئيسها المعين الاقتصادي محمد مصطفى إنها ستقوم بإدارة غزة، وهي من تقوم بالإعمار وتوزيع المساعدات وأن يكون لها شرطة وجيش وبدعم دولي وربما عربي، يضيف مكي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة زمام المبادرة الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
السفير محمد حجازي لـ «الأسبوع»: واشنطن لم تعد تثق في إسرائيل.. وترامب يريد وضع حد للصراع
منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي، والعالم أجمع يتفاجأ بالقرارات والتصريحات غير المنطقية أحيانا، انتشرت حالة من الاندهاش والقلق وأثيرت التساؤلات بسبب الخطوات غير المتوقعة، هل دونالد ترامب يضع أسسا جديدة للنظام العالمي؟ أم أن الولايات المتحدة على وشك السقوط وهو يفعل كل ما بوسعه لتثبيت قيادتها للعالم؟ لم يتخيل أي أحد أن تقدم واشنطن على الاتفاق بشكل مباشر مع جماعة الحوثي لوقف إطلاق النار، والذي لم يشترط فيه وقف الهجمات على تل أبيب، فهل من الممكن أن الأمن الإسرائيلي لم يعد ضمن الاعتبارات الأساسية للولايات المتحدة؟ وكانت المفاجأة بالنسبة لإسرائيل نفسها هو اتفاق واشنطن بشكل مباشر أيضا مع حركة حماس، والذي نتج عنه إطلاق سراح المحتجز الأمريكي عيدان ألكسندر، فهل يعد ذلك دليلا على تزعزع الثقة بين ترامب ونتنياهو؟
تعليقا على ذلك، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حركة حماس يأتي بسبب عدم ثقة الرئيس ترامب في أن نتنياهو يريد وضع حد لهذا الصراع، أو سعيه بجد في تحرير المحتجز الأمريكي، عيدان ألكسندر.
وأوضح السفير محمد حجازي في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن السياسية بالنسبة للولايات المتحدة ولمعظم الدول هي لعبة المصالح، وبالتالي كانت المصلحة الأمريكية تكمن في هذا الوقت في الاتفاق المباشر مع حماس بدون علم إسرائيل، مضيفا أن ذلك يتضح أيضا في إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين الذي لم يشمل وقف توجيه الضرباتٍ لإسرائيل.
وأشار «حجازي» إلى أن ذلك يؤكد أن أمريكا تكسر مبادئها السابقة، وتتخذ مسارا جديدا لتحقيق مصالحها.
وأضاف السفير «حجازي» أن ترامب في الفترة الحالية يشعر بإحباط متزايد من تعامل إسرائيل مع صراعها في غزة، ولذلك جاءت المحادثات المباشرة التي يهدف ترامب من خلالها إلى التعرف بشكل أوضح على موقف حماس.
وأشار إلى أن ذلك يوحي بأنهم يعتقدون أن لديهم القدرة على تجاوز القضايا والعوائق في المفاوضات بشكل أكثر فعالية، وأنهم يستطيعون التأثير على حماس، لافتا إلى أنه من الواضح أن الرئيس ترامب يريد التوصل إلى اتفاق.
وبشأن تأييد واشنطن للهجمات الإسرائيلية قال «حجازي» إنه من الواضح أن ثقة أمريكا في إسرائيل تتزحزح يوما بعد يوم، ويتضح ذلك من عدم زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لإسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع عقب زيارته لإيطاليا، بعدما استأنفت إسرائيل لهجماتها على غزة، أي أنها رسالة تنفي التأييد الدراماتيكي لهذه الهجمات.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنه مع ذلك فإحباطات ترامب لا تغيّر من موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل، فهي ستظل أقوى حلفاء أمريكا، ولكنه أظهر استعداده للتعامل مع تحركات السياسة الخارجية الأمريكية دون التزام مباشر بإسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إعلان وقف إطلاق النار مع الحوثيين - والذي لم يشمل توجيه ضرباتٍ لإسرائيل، واستمرار محادثات الاتفاق النووي مع إيران، بينما ضغطت إسرائيل لتوجيه ضرباتٍ للبرنامج النووي الإيراني.
وأشار إلى أن التحركات الأمريكية الأخيرة تعكس أن ترامب سيفعل ما يعتقد أنه في مصلحة الولايات المتحدة، وأن الاعتبارات الإسرائيلية ليست في مقدمة اهتماماته، مضيفا أن هذا لا يعكس بالضرورة قطيعته مع إسرائيل، ولكنه يريد وضع حدٍّ للصراع.
اقرأ أيضاًالسفير محمد حجازي: الدول العربية تبنت خطة واقعية وعملية لإعمار غزة دون تهجير
السفير محمد حجازي: قمة الدول الثمانِ جاءت في توقيت بالغ الخطورة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي
السفير محمد حجازي: مصر تبذل كل الجهود لوقف الحرب في غزة