موقع النيلين:
2025-05-23@09:38:03 GMT

« أنقذوا السودان».. نداء لشريان حياة عالمي

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT


قبل عام تقريبًا اندلعت حرب مركزية في الخرطوم -ولا تزال مستعرة- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفيما تدل مؤشرات كثيرة على أن الحرب بين الطرفين، لم تكن في وارد الحدوث بتلك الطريقة المفاجئة (إلا بافتراض تورط طرف ثالث في إشعالها بينهما) إذا ما عرفنا، مثلًا، أن قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي هو في الوقت نفسه كان نائبًا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي يرأسه البرهان، وإذا ما عرفنا -عبر تصريحات كثيرة- للفريق البرهان تصف قوات الدعم السريع بأنها قوة عسكرية وطنية رديفة للجيش.

وإذا ما عرفنا كذلك أن قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان هو الذي طالب بتعيين الجنرال حميدتي نائبًا له في مجلس السيادة الانتقالي الذي حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية بعد الثورة بموجب الوثيقة الدستورية الموقعة بين المكون العسكري (الجيش وقوات الدعم السريع) وتحالف قوى الحرية والتغيير في 17 أغسطس 2019م.

اليوم تفاقمت آثار الكارثة الانسانية للحرب من خلال اللجوء والنزوح بشكل غير مسبوق إذ وصفت تقارير الأمم المتحدة أن ما حدث للسودانيين من نزوح ولجوء بسبب هذه الحرب هو الأكبر، وأن عدد النازحين واللاجئين بسبب الحرب بلغ 8 ملايين في أقل من سنة هو رقم غير مسبوق في قوائم الأمم المتحدة.

رغم فداحة ما حدث لا تزال الحرب (التي وصفها كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وخصمه قائد الدعم السريع الفريق «حميدتي» بأنها حرب عبثية) دائرةً على نحو من العنف غير مسبوق ومن خلال محاولات الإلغاء المتبادل بين الطرفين.

في ظل هذا الوضع الكارثي بكل المقاييس، تعمل تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) (التي عقدت اجتماعاتها التحضيرية في أكتوبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واختارت الدكتور عبد الله حمدوك) في ظروف استثنائية من أجل تقديم ما يمكن للتخفيف عن السودانيين، بوصفها تحالفًا وطنيًا عريضًا يدعو كل السودانيين بكافة أطيافهم السياسية ومكوناتهم المدنية للوقوف ضد الحرب والعمل لإقناع طرفي الحرب بالجنوح إلى السلم، والتواصل مع المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على الطرفين.

وعقدت تنسيقية (تقدم) أمس الأول 23 مارس 2024 بمبادرة من د. عبد الله حمدوك اجتماعًا (أونلاين) جمع عددًا واسعًا من المدنيين السودانيين من قطاعات متعددة من الفاعلين في العون الانساني المحليين وأصحاب الأعمال والقيادات الدينية والأهلية والمبدعين والمثقفين والسودانيين/العاملين في المنظمات الدولية، حيث تداولوا بشكل مستفيض حول الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب 15 أبريل 2023 وتداعياتها الكارثية.

استعرض الاجتماع الوضع الإنساني منذ اندلاع الحرب التي انطلقت من العاصمة الخرطوم لتنتشر بعدها في عدة مناطق بدءًا بكافة ولايات دارفور وكردفان وصولًا لولاية الجزيرة وتخوم ولايات القضارف وسنار ونهر النيل والنيل الأبيض، حيث فاقت حصيلة الضحايا عشرات الآلاف بنهاية 2023م وفق الأرقام المسجلة، وشهدت هذه الأشهر الـ 11 ارتكاب فظائع واسعة ضد المدنيين؛ من مجازر وعنف على أساس عرقي واغتيالات وجرائم اغتصاب وعنف جنسي، وتهجير وسلب للممتلكات الخاصة وقصف للمدنيين وتهديم للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية.

ولقد فاقمت الحرب من الآثار الإنسانية، وقادت البلاد في اتجاه للمجاعة شمل أكثر 8 ملايين نازح ولاجئ، وأدى لانهيار النظام الصحي وقطاع الخدمات وانتشار الأوبئة وتفاقم الإشكالات الصحية.

هذا الالتفات إلى معاناة الشعب السوداني المتفاقمة على نحو عالمي غير مسبوق جراء هذه الحرب العبثية، عكس وجهاً آخر للجهود التي تنشط عبرها تنسيقية «تقدم» التي تدرك تمامًا أن التعاون من أجل تقديم العون الانساني لمتضرري الحرب موقف أخلاقي نبيل وعابر للاختلافات السياسية، حيث خرج الاجتماع بتوصيات مهمة منها «تشكيل منصة تعنى بتنسيق الجهود الانسانية المحلية وعرض الأوضاع الإنسانية بصورة دورية والتواصل مع المنظمات الأممية والاقليمية وتوظيف التكنولوجيا والإعلام بالصورة التي تحقق الغايات المنشودة»
كان الاجتماع بادرة حقيقية من (تقدم) للاهتمام بالآثار الإنسانية للحرب، سيما وأنه يأتي قبيل مؤتمر باريس الدولي حول السودان في 15 أبريل المقبل الذي سيخصص للأعمال الإنسانية تلبيةً للنداء الذي وجهته الأمم المتحدة وشركاؤها في 7 فبراير لجمع 4.1 مليار دولار من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة.

محمد جميل أحمد – صحيفة عمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع غیر مسبوق

إقرأ أيضاً:

لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان في فترة وجيزة

ولاية الخرطوم التي تم تطهيرها من الدعم السريع كانت تضم كل معسكرات قوات الدعم السريع الأساسية وهي معسكرات لم تسيطر عليها المليشيا بالقوة بل كانت موجودة فيها قبل الحرب، وآخرها معسكر صالحة.

قوات الدعم السريع كانت جزءا من القوات النظامية لها معسكراتها وتتولى تأمين العاصمة والمرافق الحيوية فيها، ولقد أتاح لها هذا الوضع أن تستعد للحرب وتحشد لها كل الإمكانيات، فبدأت الحرب وهي في أتم الاستعداد.

لذلك فتحرير كامل ولاية الخرطوم من المليشيا هو ليس مجرد استعادة مناطق سيطرت عليها المليشيا خلال الحرب وحسب، وإنما يعني أيضا طردها من كل مقراتها التي وجدت فيها قبل الحرب.

وهذا يعطي فكرة أفضل عن حجم المعركة التي خاضها الجيش ومدى خسارة قوات الدعم السريع وأيضا مدى صعوبة عودة الدعم السريع لاحتلال العاصمة مرة أخرى.

فالحرب لم تبدأ باجتياح قوات الدعم السريع للعاصمة من خارجها والسيطرة عليها، فقد كانت القوات تنتشر في العاصمة وحولها وفي المرافق الحكومية بما في ذلك القصر الجمهوري والمطار ومباني الإذاعة والتلفزيون وغيرها، ولها معسكراتها الثابتة المدججة بالجيش والسلاح وفوق ذلك حشدت قوات من خارج العاصمة قبل الحرب وعملت على نشرها خارج المعسكرات وفي المناطق السكنية. والحرب بدأت بمحاولة للاستيلاء على السلطة من الداخل وليس باجتياح عسكري للعاصمة.

ولذلك فإن إعلان خلو العاصمة بمدنها الثلاث وكامل ولاية الخرطوم هو إعلان لطرد قوات الدعم السريع من كل معسراتها الثابتة ومن كل المواقع التي كانت تحرسها وتسيطر عليها بوصفها جزءا من الأجهزة الأمنية للدولة، هذا بالإضافة إلى المناطق التي سيطرت عليها أثناء الحرب بالطبع مثل المرافق المدنية وبعض معسكرات الجيش التي انسحب منها.

لو قلت لشخص أن يتصور لك كيف يمكن إخراج الدعم السريع من العاصمة قبل الحرب سيقول لك هذه مهمة عسيرة للغاية، فهذه القوات لها معسكرات حول العاصمة وتنتشر في عدد من المواقع الهامة وعملية إخراجها بالقوة قد لا تنجح مهما كانت التكلفة. ولكن في النهاية تم طرد قوات الدعم السريع من العاصمة، ولن تعود إليها مرة أخرى أبدا، فهي من البداية لم تدخلها عنوة بل تم استجلابها من دارفور ونشرها في العاصمة ثم لاحقا منحها معسكرات كانت تابعة لقوت هيئة العمليات أو للجيش. وهذه الوضعية هي التي مكنتها من السيطرة على العاصمة ثم الانتشار في باقي الولايات بعد شل الدولة كليا وشل حركة الجيش وبقية الأجهزة النظامية؛ ضربة في مركز الدولة كادت أن تعصف بها، ولولا لطف الله وتضحيات أبطال الجيش والمجاهدين في اللحظات الأولى للحرب لتم تدمير وسحق الجيش السوداني وإنهاء وجوده إلى الأبد. لقد كنا على بعد خطوات من تدمير جيش كامل!

لولا نقل المليشيا للحرب خارج العاصمة إلى دارفور وكردفان وولايات الوسط، لكان تحرير العاصمة هو نهاية الحرب. من نقل الحرب خارج العاصمة وحولها من محاولة استيلاء على السلطة وصراع في المركز إلى حرب شاملة استهدفت المواطن في نفسه وماله وعرضه هو الدعم السريع وليس الجيش الذي كان محاصرا في مقراته يدافع عن نفسه ضد هجمات الدعم السريع.

ومهما حاولت المليشيا الهروب وتوسيع دائرة الحرب بالانتشار في الولايات أو باستهداف ولايات بعيدة بالمسيرات، تبقى الحقيقة الأساسية هي أن هذه الحرب قد بدأت في العاصمة وانتهت في العاصمة. قوات الدعم السريع انتهت وفقدت كل مقراتها في العاصمة ولم يعد لها وجود، وهي الآن عبارة عن مليشيات تحاول أن تحتمي ببعض القبائل وتستخدمها كوقود. ولكنها كقوات قد انتهت.

إستعادة السيطرة على مدن كردفان ودارفور ستكون أسهل وأسرع بكثير من معركة العاصمة، والتي لم تستغرق إلا عدة أشهر بعد بدء الجيش للمرحلة الهجومية الواسعة ضمن خططه لإدارة الحرب.

لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان وعدة دول أخرى في فترة وجيزة.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلن عقوبات على السودان لاستخدامه أسلحة كيماوية في الحرب الحالية
  • هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
  • لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان في فترة وجيزة
  • السودان.. تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء واستعادة أم رمتة من الدعم السريع
  • بعد الخرطوم.. السودان يعلن خلو ولاية النيل الأبيض من (الدعم السريع)
  • الإعدام شنقًا على فرد بقوات مستشار لقائد الدعم السريع في سرقة ذهب بالخرطوم حصل عليه بطريقة مثيرة
  • الجيش السوداني يوجه ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع بدارفور
  • السودان يعلن "تحرير الخرطوم" ويتهم الإمارات بالتدخل العسكري المباشر في الحرب
  • الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير