8 مجازر جديدة بغزة ومعارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 77 فلسطينيا بينهم صحفيون وإصابة 108 آخرين في 8 مجازر ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمناطق متفرقة في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، كما زعم الاحتلال قصف مقاتلين من المقاومة بـ"مستشفى شهداء الأقصى" وسط القطاع. وبالتزامن مع ذلك تدور معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في عدة محاور بمدينة غزة.
وفي مدينة غزة، أفاد مراسل الجزيرة بقصف مقاتلات الاحتلال عمارة "الملش" في شارع النصر غربي مدينة غزة، كما نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت مخيم الشاطئ ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 10 آخرين بجروح.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بعدة قذائف "برج الغفري" بحي الرمال على شاطئ بحر مدينة غزة. ويعد هذا البرج الأعلى في مدينة غزة وتم استهدافه مرتين سابقا بقصف جوي ومدفعي خلال الحرب الجارية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
استشهاد 11 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف سيارة تقل مواطنين بخان يونس#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/gL8VVhGzip
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 31, 2024
وفي وسط القطاع، أفاد المراسل بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت سلسلة غارات استهدفت عددا من الأبراج السكنية في "مدينة الأسرى"، غرب مخيم النصيرات. وأضاف أن تلك الغارات أسفرت عن هدم عدد من المباني السكنية قي المدينة، فضلا عن إحداث دمار واسع النطاق.
مجرزة جديدةوفي دير البلح وسط القطاع أيضا، أفاد المراسل باستشهاد شخصين على الأقل، وإصابة 30 إثر قصف إسرائيلي لخيام للنازحين والصحفيين في باحة "مستشفى شهداء الأقصى"، وأضاف أن القصف تسبب أيضا بإصابة عدد من الصحفيين بعد سقوط قذائف قرب خيامهم.
ودان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بشدة هذه المجزرة ودعا المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ذات الصلة بالعمل الصحي والطبي إلى إدانة هذه الجريمة، وحمل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بسبب دعمهما العسكري والسياسي للاحتلال.
في المقابل، قال الاحتلال إنه قصف بطائرة مسيرة "غرفة عمليات" لحركة الجهاد الإسلامي زعم أن مقاتليها ينشطون في ساحة المستشفى، وقال في بيان إن المستشفى "لم يتضرر جراء الهجوم ولم يتأثر عمله الطبيعي"ه.
وإلى الجنوب، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 13 فلسطينيا بقصف آخر استهدف سيارة في خان يونس. وقال المراسل إن جثامين 11 شهيدا من هؤلاء نقلت إلى المستشفى الأوروبي.
حصيلة الشهداءوفي آخر حصيلة أعلنتها اليوم، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة ضحايا العدوان ارتفعت إلى 32 ألفا و782 شهيدا، و75 ألفا و300 جريح.
وقالت الوزارة إن عددا من الضحايا مازالوا عالقين تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي السياق، قالت قناة "الأقصى" إن 4 فلسطينيين بينهم طفلان استشهدوا قي مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وذلك جراء سوء التغذية والجفاف.
ويأتي تواصل العدوان وحملة التجويع رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، وإدخال المساعدات لمئات الآلاف من النازحين واللاجئين والسكان.
اشتباكات ضارية
في غضون ذلك، تدور معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في محاور بمدينة غزة، بينها محيط مجمع الشفاء الطبي، وكذلك في مناطق بخان يونس بينها حي الأمل.
وقد أظهرت لقطات مصورة قصفا إسرائيليا مع سماع أصوات اشتباكات في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة فجر اليوم.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنتا عن تنفيذ عمليات شملت استهداف دبابات وجنود في محيط مجمع الشفاء منذ اقتحمته قوات الاحتلال قبل نحو أسبوعين.
من جانبه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس إن العملية العسكرية في مجمع الشفاء الطبي بغزة حققت هدفها، وأدت إلى اغتيال قادة واعتقال مسلحين من الفصائل الفلسطينية، لكنه أكد أنها لم تنته بعد.
وأضاف من داخل مستشفى الشفاء أن العملية كانت معقدة، لكنها نُفذت بشكل صحيح وبمهنية، ولم تستهدف الفرق الطبية أو المرضى، وفق تعبيره.
في المقابل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوقع خلال اقتحامه مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة أكثر من 400 شهيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات مجمع الشفاء الطبی مدینة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".