كلّ عام تتزاحم المناسبات في مدة قصيرة جدا، يجد من لم يخطط لها صعوبة كبيرة في تلبية الاحتياجات لها، خاصة أن هذه المناسبات تغلب عليها المصروفات غير الضرورية، دعيت لأول حفل «قرنقشوه» في حياتي هذا العام، سمعت قصصا عندما أظهرت استغرابي، فهذه حفلة كانت بسيطة جدا مقارنة بالحفلات الأخرى كما قيل لي، وكما شهدت على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي، فهي أشبه بحفل عرس تأتي الفتيات فيه بملابس خيطت خصوصا لهذا اليوم، وأنفقن مبالغ وجدتها فلكية بالنظر إلى أوضاع أسرهن المالية على التسريحات و«المكياج» الأسر التي اضطرت طبعا للذهاب إلى صالون من أجل ذلك.
الديكورات التي آل مصيرها إلى سلة المهملات بعد فعالية استمرت خمس ساعات تقريبا، وكل تلك التوزيعات باسم أطفال لا يدركون معناها، وكل ما يعني الكبار منهم هو ما تحويه تلك التغليفات من حلويات وألعاب، قبل ذلك بأسبوعين تقريبا كانت الأسر تتهيأ لرمضان، ورمضان منا بريء، بكميات مهولة من الأطعمة تعجّ بها البيوت و«بوفيهات» المطاعم على حد سواء ينتهي بها المصير أيضًا إلى سلة
المهملات، وبعدها بأسبوعين يأتي علينا العيد ويتكرر المشهد.
قلة من هذه الأسر لديها الإمكانيات المادية حقًا لكل هذه المصروفات، لكنها لن تعترف بذلك، وتضغط على نفسها، من أجل مجاراة من لديه الإمكانيات، في صراع أبدي لإظهار المكانة التي يعرفها الجميع إلا من يحاول التظاهر بعكس ذلك، وكل سنة نقع في الأخطاء ذاتها ولا نتعلم منها رغم أن التخطيط يوفر الكثير من الجهد والألم الذي يعقب هذا الصرف المجنون على مصروفات فعلا لا داعي لها.
الجميع يتعلل بأن المشكلة في الادخار لهذه المناسبات هي في عدم وجود فائض تدخره من الأساس في ظل انخفاض الدخل من جهة، وارتفاع النفقات من جهة أخرى، لكنها ستجد مبالغ كبيرة تصرفها وقت المناسبة، لكن الادخار هو الطريقة الوحيدة
لتنعم بمناسبات سعيدة بدون أعباء مالية تفسد عليك متعة المناسبات كثير من الأسر التي أعرف لديها (صندوق المناسبات) وهو إما أن يكون حسابا مصرفيا أو حصالة يتم الادخار فيها بشكل شهري، يلتزمون بها التزامهم بالفواتير الشهرية، وتجد هذه الأسر تخطط لمشترياتها قبل المناسبات بفترة طويلة، مستغلين التنزيلات الدورية، والعجيب أن أغلب هؤلاء النساء ربات بيوت غير عاملات.
مهارة الإدارة المالية لا تحتاج إلى شهادة جامعية، فهي من السهولة بمكان اكتسابها.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الأورمان تُسلم أكشاك دعمًا للأولى بالرعاية فى قري بني سويف
نجحت جمعية الأورمان فى تسليم أكشاك ل 10 مستفيدين من الأسر الأولى بالرعايا وذوي الهمم بقرية عزبة الصفيح بمركز ببا فى محافظة بني سويف.
وأكد رأفت السمان، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى ببني سويف، إن مجتمعنا اليوم يحتاج إلى تضافر جميع جهود مؤسسات الدولة من أجل تحقيق نهضة شاملة وخاصة في المناطق الأكثر احتياجا فى محافظة بني سويف، فضلًا عن تقديم كافة أنواع المساعدة التي تهدف إلى تنمية مستدامة حقيقية وملموسة.
من جانبه قال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن توزيع ال (10) أكشاك جاء بهدف إيجاد مصدر دخل ثابت للأسر الاولى بالرعاية، وتمكينها من الاعتماد على الذات في مواجهة أعباء الحياة حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، فضلا عن الحد من البطالة وبما يتماشى مع خطط التنمية التي تشهدها الدولة في شتى المجالات، بالاضافة الى توفير حياة كريمة للأسر الاكثر احتياجًا.
وأكد مدير عام الجمعية أن الحالات المستفيدة من الأكشاك تم الاستعلام عنها من الجمعية بحيث تتوافق ظروفها المعيشية والاشتراطات التي وضعتها الجمعية لضمان استفادة الأسر من المساعدات أقصى استفادة ممكنة ووصول المساعدات إلى الأسر المستحقة فقط.
ولفت مدير الجمعية، إلى التعاون الوثيق للجمعية مع محافظة بني سويف التي تقوم بتذليل كافة العقبات أمام عمل الجمعية، مضيفاً أن الجمعية تقوم بعمل مسح اجتماعي للفئات المستحقة ورصد الاحتياجات الرئيسية الأكثر إلحاحًا وتأثيرا على واقع معيشة الأسر الأشد احتياجًا في المناطق الجغرافية الفقيرة، لمساعدتها بالتعاون مع الجمعيات الأهلية بالقرى والنجوع، بهدف التوزيع العادل ووصول التبرعات لمستحقيها من الفقراء والأيتام بالمحافظة من خلال البحوث الميدانية التي تقوم بها الجمعية.
والجدير بالذكر أن جمعية الأورمان على مدار الأعوام السابقة نجحت فى تسليم عدد (1062) كشك بجميع قرى ومراكز محافظة بني سويف.