مجلة إسرائيلية: نحن أمام خيارين أحلاهما مر
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أفاد مقال في مجلة إسرائيلية بأن عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أحدث موجات من الصدمة في عموم إسرائيل.
وجاء في المقال، الذي كتبه الصحفي ميرون رابوبورت في مجلة "972+" الرقمية، أن إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا كان مقررا أن يعقده وفد إسرائيلي في وقت لاحق مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن عزز الانطباع بأن إسرائيل باتت معزولة على الساحة الدولية.
كما ترك الإلغاء انطباعا بأن نتنياهو يُعرض التحالف مع الولايات المتحدة للخطر والذي يعتبره كاتب المقال أهم رصيد لدولة إسرائيل.
ولكن رغم الانتقادات اللاذعة لتعامل نتنياهو مع هذه القضايا الحساسة -وفق رابوبورت- فقد أجمع حتى خصومه في المعسكر الليبرالي وفي اليمين المعتدل على رفض قرار مجلس الأمن الدولي.
تباينات
ويرى الصحفي الإسرائيلي أن هذا الرفض لوقف إطلاق النار يعبر عن دعم الأحزاب لاجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حتى ولو لم يدَّعِ نتنياهو أن العملية ستحقق "النصر الكامل" الذي وعد به و"طال انتظاره".
وقد يبدو رفض وقف إطلاق النار أمرا غريبا للبعض، كما يقول رابوبورت، فالعديد من الإسرائيليين يتقبلون الرأي القائل إن نتنياهو يواصل شن الحرب لتحقيق مصالحه السياسية ومآربه الشخصية.
ثم إن عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -على سبيل المثال- يتبرمون من "تراخي" نتنياهو إزاء الإفراج عنهم، ويرفعون عقيرتهم المطالبة بضرورة التوصل إلى "صفقة الآن".
وحتى داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هناك كثيرون يقولون جهارا نهارا إن القضاء على "حماس" هدف يتعذر تحقيقه.
وينقل كاتب المقال، في هذا الصدد، عن المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي رونون مانيليس، قوله مؤخرا إن الزعم بأن "ثمة نصرا كاملا سيتحقق يوما من الأيام في غزة" لا يعدو أن يكون "كذبة كبيرة".
ويضيف أيضا أن إسرائيل "لن تستطيع القضاء على حماس نهائيا في عملية عسكرية تستغرق بضعة أشهر فقط".
مآرب شخصيةويتساءل رابوبورت: "إذا كانت قناعة الناس آخذة في الازدياد بأن نتنياهو يواصل الحرب من أجل مآرب شخصية، وأن إخفاق الحرب في الإطاحة بحماس والإفراج عن الأسرى أصبحت جلية، وأن استمرار القتال قد يضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة، فكيف يمكن للمرء تبرير إجماع الرأي في إسرائيل بخطورة وقف إطلاق النار؟
ويجيب الكاتب بأن أحد التبريرات يكمن في الصدمة التي أحدثها هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
أما التبرير الآخر فهو يتعلق بـ"موهبة" نتنياهو في الخطابة التي لا يمكن إنكارها، والتي نجحت -رغم ضعفه السياسي- في غرس شعار "النصر الكامل" في أذهان حتى أولئك الذين لا يصدقون كلمة واحدة مما يقول، ومن يدركون "عن وعي أو من غير وعي" أن هذا النصر مستحيل.
ويؤمن رابوبورت أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول "قضى على الخرافة التي كانت تعشعش في أذهان الإسرائيليين قبل ذلك بأن القضية الفلسطينية لا تزعجهم كثيرا"، فقد عادت القضية الفلسطينية، بكامل عنفوانها، إلى الواجهة، على حد تعبير المقال.
تهديد أكبرغير أن الكاتب يرى أن هناك تهديدا أكبر يتمثل في أن وقف إطلاق النار قد يجبر الإسرائيليين على مواجهة أسئلة جوهرية.
وتتمثل في أن الحقيقة والسبيل الوحيد لكي يعيش اليهود بأمان هو عبر تسوية سياسية تحترم حقوق الفلسطينيين، إذا لم يتسنَّ إحراز النصر الكامل في الحرب.
ويخلص الصحفي الإسرائيلي إلى القول إن الرفض التام لوقف إطلاق النار وتصويره على أنه تهديد لإسرائيل يثبت "أننا أبعد ما نكون عن الاعتراف بهذه الحقيقة".
وأعرب عن اعتقاده بأنه من غير الواضح ما إذا كان الخلاف مع الإدارة الأميركية سيقنع الإسرائيليين بالتخلي عن مواصلة الحرب وإعطاء فرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين.
وتابع أن المؤكد هو أن إسرائيل باتت أقرب إلى الاختيار بين وقف إطلاق النار وإمكانية فتح حوار مع الفلسطينيين، أو المضي في حرب لا نهاية لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
"تعمّد إطالة حرب غزة".. وسائل إعلام إسرائيلية: مصلحة نتنياهو السياسية تتجاوز توصيات الجيش
كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارات عسكرية أثرت على مسار حرب غزة، ما أدى إلى تمديدها خلافًا لرأي القيادة العسكرية. اعلان
اتهم مسؤولون إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعمد إطالة أمد الحرب على قطاع غزة، خلافًا لتوصيات القيادة العسكرية، معتبرين أن قراراته تأثرت بمصالحه السياسية والشخصية، وفق ما كشفه تحقيق موسّع أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، استنادًا إلى مقابلات ووثائق رسمية.
تحقيق استغرق 6 أشهرنشرت الصحيفة تحقيقًا استقصائيًا، الجمعة، أوضحت فيه أن العمل عليه استمر 6 أشهر، وشمل مقابلات مع أكثر من 100 مسؤول من إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، إضافة إلى مراجعة عشرات الوثائق والسجلات الحكومية.
وبحسب التحقيق، فإن نهج نتنياهو تجاه حركة حماس قبل الحرب ساهم في تعزيز قوتها ومنحها الوقت الكافي للاستعداد، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقى في تموز/يوليو 2023 تقريرًا استخباراتيًا حذر من أن أعداء إسرائيل، بمن فيهم حماس، رصدوا الاضطرابات الداخلية الناتجة عن خطته لإضعاف القضاء، وبدأوا الاستعداد لهجوم واسع. إلا أن نتنياهو تجاهل هذه التحذيرات ومضى قدمًا في التعديلات القضائية، مما فاقم من الانقسام الداخلي.
Relatedعشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإيران تتصدّر اللقاء ضربة موجعة.. هجوم "معقّد" لحماس في بيت حانون يقتل 5 جنود إسرائيليين ويصيب 14 آخريناحتجاجات في تل أبيب ضد بنيامين نتنياهو وحكومتهمحاولة لتحميل الجيش المسؤوليةوأفاد التحقيق أن نتنياهو حاول، بعد هجوم طوفان الأقصى، التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على القادة العسكريين. ووجّه فريقه الإعلامي المؤثرين المتعاطفين لتصوير الجنرالات كمسؤولين عن "أسوأ إخفاق أمني" في تاريخ إسرائيل. كما سعت الحكومة لمنع تسريب أي محاضر رسمية قد تُظهر تقصير القيادة السياسية، وقيّدت تسجيل اجتماعات الجيش الرسمية.
وبحسب الصحيفة، رفض نتنياهو عرضًا من زعيم المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية عقب اندلاع الحرب، مفضّلًا البقاء في ائتلاف مع قوى يمينية متطرفة، اعتبر أنها ستدعم استمراره في الحكم بعد انتهاء العمليات العسكرية.
هذا الخيار، وفق التحقيق، جعل نتنياهو "رهينة" لمطالب اليمين المتشدد، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو المفاوضات مع حماس، ما أدى إلى إطالة أمد الحرب رغم اعتراضات الجيش.
قرارات تعاكس رؤية الجنرالاتأشارت نيويورك تايمز إلى أن نتنياهو تجاهل تحذيرات قادة الجيش من عدم جدوى استمرار القتال، واستمر في العمليات العسكرية خلال نيسان وتموز 2024، كما انتهك هدنة تم التوصل إليها في كانون الثاني، لأسباب تتعلق بحماية تحالفه الحاكم.
هذا واستؤنفت يوم الثلاثاء الماضي المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة وسط جهود مكثفة من الوسطاء لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وإنهاء الحرب.
وخلال مأدبة عشاء خاصة أقيمت على شرف نتنياهو في البيت الأبيض مساء الاثنين، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حركة حماس أبدت استعدادها للتفاوض والتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأمور تسير على ما يرام، وأنه لا توجد عراقيل كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الطرفين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة