تلقى لهجة الخطاب الحاد للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بشأن المهاجرين صدى لدى عدد من الديمقراطيين سيحتاج الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، إليهم للفوز في سابق الرئاسة المقرر في نوفمبر، وهو ما قد يكون مصدر قلق للرئيس الحالي، وفق أسوشيتد برس.

وبينت نتائج استطلاع حديث للوكالة أن ما يقرب من ثلثي الأميركيين غير راضين عن كيفية تعامل الرئيس الديمقراطي مع أمن الحدود.

ونشر الرئيس الجمهوري السابق مؤخرا مقطعا قصيرا يحتوي على موسيقى أفلام الرعب ولقطات لمهاجرين غير شرعيين يُزعم أنهم يدخلون الولايات المتحدة من دول مثل الكاميرون وأفغانستان والصين.

ويقول ترامب في الفيديو الذي نشره على موقع التواصل الاجتماعي الخاص "تروث": "إنهم يأتون بالآلاف.. سوف نؤمن حدودنا. وسنستعيد السيادة".

President Trump - "WE WILL SECURE OUR BORDERS AND WE WILL RESTORE SOVEREIGNTY!!" pic.twitter.com/gaySyIr1bT

— TRUMP ARMY (@TRUMP_ARMY_) March 17, 2024

وهذا الخطاب يتردد صداه لدى العديد من مؤيدي ترامب الأساسيين منذ عقد من الزمن، عندما بدأت هتافات "بناء الجدار" تدوي في مسيراته.

لكن في إشارة قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة لبايدن، يبدو أن رسالة ترامب تلقى صدى لدى العناصر الرئيسية في التحالف الديمقراطي الذي سيحتاج بايدن إليه للفوز بمعركة نوفمبر.

ويصور بايدن وحلفاؤه مسألة الحدود بشكل مختلف تماما عن ترامب، ويقولون إنه نزاع سياسي يمكن للكونغرس إصلاحه، ويوجهون انتقادات إلى الجمهوريين في واشنطن لتراجعهم عن اتفاق وافق عليه لأمن الحدود.

وفي المقابل، يكثف ترامب في خطاباته ومنشوراته على الإنترنت خطابه المناهض للمهاجرين، واصفا إياهم بأنهم مجرمون خطرون "يسممون دماء" أميركا.

ووفقا لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة، فإن ما يقرب من ثلثي الأميركيين غير راضين عن  كيفية تعامل بايدن مع أمن الحدود، ومن بين هؤلاء 4 من كل 10 ديمقراطيين، و55 في المئة من السود و73 في المئة من الأميركيين من أصول لاتينية.

ووجد استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث، مؤخرا، أن 45 في المئة من الأميركيين وصفوا الوضع بأنه أزمة، في حين قال 32 في المئة إنه يمثل مشكلة كبيرة.

فيتريس بويس، الناشطة في مجال العدالة العرقية، كانت من بين أولئك الذين عبروا عن إحباطهم من سياسات الهجرة التي يتبعها بايدن ونهج المدينة في محاولتها إيواء المهاجرين الوافدين حديثا.

وقالت إن الديمقراطيين يجب أن يركزوا على الاستثمار الاقتصادي في مجتمعات السود، وليس القادمين الجدد، مضيفة: "إنهم يرسلون إلينا أشخاصا يتضورون جوعا، بنفس الطريقة التي يتضور بها السود جوعا في هذا البلد. إنهم يرسلون إلينا أشخاصا يريدون الهروب من ظروفهم في بلادهم للحصول على حياة أفضل، بينما يعاني الأشخاص هنا منذ أكثر من 100 عام".

غرايسي مارتينيز، وهي صاحبة شركة صغيرة من أصل لاتيني تعيش في إيغل باس، بولاية تكساس، المدينة الحدودية التي زارها ترامب في فبراير، قالت إنها صوتت من قبل لصالح الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، وما زالت ديمقراطية، لكنها الآن تدعم ترامب ويرجع ذلك أساسا إلى مسألة أمن الحدود.

وقالت: "هناك العديد والعديد من الناس يقدمون لهم العلاج والمال والهواتف"، بينما أولئك الذين يأتون بشكل قانوني يعاملون بشكل أسوأ.

ومن المؤكد أن مسألة الهجرة ستكون واحدة من القضايا الأساسية في انتخابات نوفمبر، ومن المتوقع أن يقضي بايدن وترامب الشهور الستة المقبلة في محاولة تصوير الطرف الآخر على أنه مخطئ فيما يتعلق بالقضية.

وأطلقت حملة إعادة انتخاب بايدن مؤخرا حملة إعلانية بقيمة 30 مليون دولار تستهدف الناخبين من أصول لاتينية في الولايات المتأرجحة، وتضمنت إعلانا رقميا، باللغتين الإنكليزية والإسبانية، يسلط الضوء على وصف ترامب السابق للمهاجرين بأنهم "مجرمون" و"مغتصبون".

ويدرس البيت الأبيض أيضا القيام بسلسلة من الإجراءات التنفيذية لتشديد قيود الهجرة.

وقال كيفن مونوز، المتحدث باسم حملة بايدن، إن "ترامب محتال لا يهمه سوى نفسه.. سوف نتأكد من أن الناخبين يعرفون ذلك في نوفمبر المقبل".

ومن المتوقع أن يقوم ترامب بحملته الانتخابية، الثلاثاء، في ويسكونسن وميشيغان، حيث من المتوقع أن يهاجم بايدن مرة أخرى بشأن الهجرة.

واستخدم حلفاء ترامب، وأبرزهم حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، الحافلات الممولة من الولايات لإرسال أكثر من 100 ألف مهاجر إلى المدن التي يقودها الديمقراطيون، مثل نيويورك ودنفر وشيكاغو.

وفي حين تم رفض البرنامج في البداية باعتباره حيلة جمهورية، فقد تدفق المهاجرون إلى هذه المدن، مما أدى إلى إجهاد ميزانياتها وتدافع القادة المحليون لتوفير السكن الطارئ والرعاية الطبية لهم.

ونشر أبوت الحرس الوطني في تكساس على الحدود، ووضع أسلاكا شائكة على طول أجزاء من نهر ريو غراندي في تحد لأوامر المحكمة العليا الأميركية، وقال إن ولايته يجب أن تكون قادرة على إنفاذ قوانين الهجرة الخاصة بها.

ويقول ينتشاكا، من أصل إسباني، إنه لم يكن أبدا معجبا بخطابات ترامب عن المهاجرين، لكنه بات متحمسا لفكرة دعم الرئيس السابق بسبب الواقع على الأرض.

وقال عن قوات تكساس التي تم إرسالها إلى الحدود: “أحتاج إلى تواجد هؤلاء الجنود".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی المئة

إقرأ أيضاً:

هل يدمر بايدن نفسه؟

في مختلف أنحاء العالم، تبدو الديمقراطيات هشة وفي موقف دفاعي. وتكثر المقارنات مع سبعينيات القرن العشرين وفترة ما بين الحربين العالميتين. في الولايات المتحدة، أشعل أداء دونالد ترامب القوي في استطلاعات الرأي الأخيرة شرارة موجة أخرى من الخوف من القومية الاستبدادية. من منظور كثيرين من أولئك الذين تابعوا عن كثب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عامي 2016 و2020، كان تقدمه في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثيرا للقلق والانزعاج.

الواقع أن أسوأ استراتيجية ينتهجها الديمقراطيون في مختلف أنحاء العالم، والديمقراطيون في الولايات المتحدة، تتمثل في تقليد خصومهم. فهذه مباراة لا يمكنهم الفوز بها. ومع ذلك، هذا هو على وجه التحديد ما يفعله كثيرون منهم. لنتأمل هنا الحزمة الجديدة من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن على الصين، والتي تمثل انقلابا أكثر تطرفا على السياسة التجارية الأمريكية التقليدية من أي شيء تبنّاه ترامب ذاته خلال رئاسته. في حين أَكَّـدَت العناوين الرئيسية على التعريفات الجمركية بنسبة 100% على المركبات الكهربائية الصينية، فإن القصة الحقيقية تتعلق بالبطاريات، والصلب، والألمنيوم، وأشباه الموصلات. وبرغم أن الجمهور لا يشتري هذه السلع بشكل مباشر، فإنها مدخلات في كثير من المنتجات والأجهزة المصنعة في الولايات المتحدة. المفترض أن إدارة بايدن تأمل ألا يشعر الأمريكيون بأي تأثير اقتصادي تقريبا، وأن يروا فقط أن الأمور ستصبح عصيبة مع الصين. نحن نعلم ما لن تفعله التعريفات الجمركية. فهي لن تخلق (أو «تعيد») وظائف وفيرة في الولايات المتحدة، لأن أمريكا إذا كان لها أن تصنع المركبات الكهربائية أو الألواح الشمسية على نطاق كبير، فإنها ستعتمد بالكامل تقريبا على مصانع آلية. ولن تعمل التعريفات الجمركية أيضا على تحسين العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، من خلال تشجيع «دعم الأصدقاء» على سبيل المثال. بل من المرجح أن يخسر المنتجون الأوروبيون أسواق المنتجات الهندسية المباعة للصين، مع زيادة الإنتاج الصناعي المحلي الصيني. لن تعمل التعريفات الجمركية أيضا على التعجيل بإزالة الكربون. بل على العكس من ذلك، من خلال جعل التكنولوجيات الخضراء الأساسية أكثر تكلفة (وبالتالي تأخير استيعابها على نطاق واسع)، سيجعل بايدن العالم أكثر سخونة. علاوة على ذلك، كما يظهر تقرير حديث صادر عن البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، تظل المعادن والعناصر الأرضية النادرة (الجاليوم والجرمانيوم) اللازمة لتصنيع الأجزاء المكلفة من تكنولوجيا البطاريات تُـسـتَـجـلَـب في الأغلب الأعم من الصين. أخيرا، لن تعمل التعريفات الجمركية على تحسين سجل الصين في مجال حقوق الإنسان. بل لن تؤدي إلا إلى تشجيع أولئك الذين يعتقدون بالفعل أن الخطاب الأمريكي بشأن حقوق الإنسان نفاق محض ويمكن تجاهله بأمان.

لكن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير: فهي ستساعد بايدن على خسارة الانتخابات. وبصرف النظر عن مدى ارتفاع الرسوم التي تفرضها الإدارة الحالية، فسوف يكون ترامب قادرا دائما على الادعاء بأنه سيرفعها إلى مستوى أعلى. وسوف يظل بايدن يبدو وكأنه يستجيب فقط لتحدي ترامب - وبطريقة هَـرِمة فاترة.

علاوة على ذلك، أثبتت الرسوم الجمركية صحة الحجج التي يسوقها الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدليل على أن النظام الدولي القديم مُـعَـطَّـل لأن أمريكا تتعامل باستخفاف ومراوغة مع القواعد. والأمر الأكثر أهمية (في سياق الانتخابات) هو أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تفاقم مشكلة زيادة التكاليف التي يتحمّلها الأمريكيون العاديون. لقد جعلت حملة ترامب الانتخابية مسألة التضخم بالفعل واحدة من قضاياها الرئيسية. وفي مهرجاناته الانتخابية، يزعم ترامب (كاذبا بكل تأكيد) أنه لم يعد بإمكانه تناول لحم الخنزير المقدد على شطائره؛ لأن تكلفته باهظة. الواقع أن الحوار الدائر حول التضخم يُساء فهمه على نطاق واسع. ومثلها كمثل كل الحكومات الغربية، تستطيع إدارة بايدن أن تشير إلى أن التضخم انخفض بسرعة وأصبح في نطاق الهدف القديم المحدد عند مستوى 2%. لكن هذا لا يهم الناس العاديين. فهم يرون أن التكاليف ارتفعت بشكل حاد منذ جائحة كوفيد-19، لتنهي بذلك فترة طويلة من استقرار الأسعار. في حين قد يبلغ التضخم التراكمي منذ عام 2020 نحو 20%، فإن التصورات بشأنه أسوأ، بسبب ميل المستهلكين ووسائل الإعلام إلى التركيز على عدد قليل فقط من العناصر التضخمية الإضافية، مثل لحم خنزير ترامب المقدد. فقد أصبح السكن والغذاء أكثر تكلفة بدرجة كبيرة. فجالون الحليب الذي كان يكلف 3.25 دولار في بداية عام 2020 أصبح سعره أكثر من 4 دولارات بحلول عام 2022؛ وارتفع سعر اثنتي عشرة بيضة من 1.45 دولار عند بداية الجائحة إلى 4.82 دولار في يناير 2023، قبل أن ينخفض إلى 2.86 دولار. في الوقت ذاته، لا يفكر الناخبون في الملابس وغيرها من البنود التي ظلت أسعارها مستقرة نسبيا - أو حتى انخفضت، كما في حالة المركبات الكهربائية. لكنهم من المحتمل أن يلاحظوا زيادة في أسعار مجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية نتيجة للتعريفات الجديدة. هنا، تقدم لنا سبعينيات القرن العشرين بعض الدروس. في ذلك الوقت، حاولت الولايات المتحدة استبعاد السيارات اليابانية وغيرها من السلع المصنّعة الأرخص والأكثر كفاءة. وكانت النتيجة مفيدة بشكل مؤقت فقط للمنتجين الأمريكيين. ففي الأمد المتوسط، خسروا الأسواق والمصداقية؛ وفي الأمد البعيد، كان عليهم التكيف متأخرين مع تقنيات جديدة. لقد كلفت سياسات الحماية شركات صناعة السيارات الأمريكية وقتا ثمينا في إجراء التغييرات، وفي نهاية المطاف دمرت الوظائف بدلا من خلقها. كما أدت إلى نفور المستهلكين الذين ساورهم القلق بشأن التضخم، مما ساهم في نهاية المطاف في هزيمة الرئيس جيمي كارتر في انتخابات عام 1980. في عام 2023، بذلت إدارة بايدن قصارى جهدها لتشرح للناس أنها لم تكن تنفصل عن الصين، بل كانت تعمل على «إزالة المخاطر» فحسب. لكنها الآن، في نوبة ذعر، تبنت سياسة عدوانية للانفصال الواعي. الواقع أن أي حكومة لن تلهم الناخبين فجأة لأنها قررت «الانفصال»، ولن تحقق أي تقدم حقيقي في مكافحة تغير المناخ من خلال تحويل التكاليف إلى آخرين. في عام 1944، لاحظ وزير الخزانة الأمريكي هنري مورجنثاو أن «الرخاء، مثله كمثل السلام، لا يتجزأ. ولا نملك ترف السماح بتناثره هنا أو هناك بين المحظوظين أو التمتع به على حساب آخرين». كانت هذه الرسالة صحيحة آنذاك، وهي صحيحة الآن. فالزعماء السياسيون يلهمون الثقة عندما يتمكنون من إثبات أن سياساتهم تعود بالنفع على الناس العاديين، وتخفض الأسعار، وتجعل المنتجات الأفضل متاحة. هذه هي الهيئة التي ينبغي للحكومات المقتدرة أن تبدو عليها، ومن الواضح أن كثيرا من الديمقراطيات حاليا لا تفي بالتزاماتها بتوفير المنافع العامة.

هارولد جيمس أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة برينستون. وهو متخصص في تاريخ الاقتصاد الألماني والعولمة.

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من ترامب على محاكمة ابن بايدن
  • "محاكمة هانتر بايدن غطاء لأعمال والده غير القانونية"..أول تعليق من مكتب ترامب على محاكمة بايدن الابن
  • ترامب عن اتهامه بوصف قتلى الجنود الأمريكيين بـ"مغفلين": تزييف من حثالة واشنطن
  • ترامب يتوعد خصومه السياسيين.. هل يسعى للانتقام؟
  • ماذا لو فاز؟.. ترامب يضع أهدافا مستقبلية أهمها “ملاحقة بايدن”
  • استطلاع: 54% من مؤيدي بايدن يدعمونه فقط لمعارضة ترامب في انتخابات الرئاسة
  • ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه!
  • هل يدمر بايدن نفسه؟
  • استطلاع: 60% من الأمريكيين يؤيدون ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • حيث غاب ترامب.. بايدن يكرم قتلى الحرب الأميركيين بزيارة مقبرة