أنور قرقاش يلتقي المبعوث الياباني الخاص للسلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
التقى معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، سعادة السفير ايمورا تسوكاسا مبعوث اليابان الخاص للسلام في الشرق الأوسط.
وتناول اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الحالية في المنطقة، وأهمية العمل على إرساء الأمن والاستقرار بما يضمن السلام في المنطقة.
وأكد معاليه موقف الإمارات الداعي إلى وقف إطلاق النار والعمل على تهيئة الظروف لحل سياسي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في قيام دولته المستقلة، وضرورة معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات بما يكفل تخفيف المعاناة التي يواجهها سكان القطاع، إلى جانب التأكيد على عدم توسع نطاق الحرب والعودة إلى حلول سياسية مستدامة تُجنب المنطقة التأزيم المتكرر.
وأشار معاليه إلى ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، مشدداً على أن إطالة أمد الحرب سينعكس سلباً على المنطقة ويعمق الأزمات التي تشهدها.
واستعرض معالي الدكتور أنور قرقاش، جهود دولة الإمارات الإنسانية الرائدة في هذا الملف، ومنها إرسال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة سواء عبر المنافذ البرية رغم صعوبتها أوعبر الممر البحري انطلاقاً من قبرص، والإنزالات الجوية، إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات ومنها المستشفى الميداني الإماراتي ومشاريع تحلية المياه وغيرها من المبادرات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب أن يتوقف هذا الجنون في الشرق الأوسط ؟
وصل الشرق الأوسط فجر الجمعة إلى ذروة مآسيه حين اندلعت مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، بعد هجوم إسرائيلي مباغت استهدف منشآت نووية وعسكرية، واغتال قادة بارزين. مساء، جاء الرد الإيراني بمئات الصواريخ الباليستية التي أمطرت المدن الإسرائيلية في هجوم غير مسبوق. وهكذا، دخلت المنطقة عتبة حرب لا يعلم أحد كيف ستتوقف أو إلى أين ستنتهي.
لكن الأكيد أن هذه الحرب لا ينبغي أن تستمر؛ ليس فقط لأنها تنذر بانفجار إقليمي أكبر قد يبتلع دولا عربية بأكملها ويقوض استقرار الخليج ويضرب خطوط الطاقة في مقتل، بل لأن استمرارها يعني تعميق مأساة إنسانية جديدة، وتوسيع رقعة العنف في منطقة عانت طويلا من صراعات سياسية وعسكرية ومذهبية وعشرات الحروب العبثية التي لم تخلف إلا الفقر والدمار.
يمثل الهجوم الإسرائيلي خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكا جديدا للقانون الدولي، وهو، أيضا، فشل أخلاقي، واستمرار لمنطق القوة الذي لطالما عطّل أي أفق للحل العادل في الشرق الأوسط. لكن الإدانة لا تكفي.. وفي ذروة المأساة التي تعيشها المنطقة لا بد أن يكون الحديث صريحا وبعيدا عن المجاملات الدبلوماسية، والحقيقة هنا أن الولايات المتحدة، الحليف الأوثق لإسرائيل، كانت قادرة على منع هذا التصعيد، لكنها لم تفعل. لقد فشلت واشنطن، مرة أخرى، في منع هذه اللحظة الحاسمة في الشرق الأوسط، وفضلت سياسة الغموض والتواطؤ الصامت، رغم التحذيرات المتكررة من خطر الانفجار.
أما الغرب الأوروبي، الذي سارع في أوكرانيا إلى رسم خطوط حمراء وتقديم الدعم غير المشروط لأوكرانيا، يبدو مرتبكا أمام تصرفات حليفه في الشرق الأوسط، وهذا الارتباك وما يصاحبه من ازدواجية أخلاقية لا تمر دون ثمن، إنها تهدم الآن، أكثر من أي وقت مضى، ما تبقى من مصداقية النظام الدولي، وتمنح خصوم الديمقراطيات الليبرالية مادة خصبة لتغذية خطابهم.
هل نحتاج إلى مزيد من الموت كي نكتشف أن هناك طريقا آخر؟ رغم جنون المشهد في عتباته الأولى ما يزال وقف إطلاق النار الفوري ضرورة لا بد منها. لكن وقف النار لا يكفي وحده. بل يجب أن يُرفق بمشروع حل إقليمي شامل يبدأ من حوار متكافئ لا يقصي أحدا ولا يتجاهل جوهر الصراع المتمثل في القضية الفلسطينية.
وإذا كان الغرب يبرر مواقفه تجاه إيران بخطر امتلاك السلاح النووي، فإن المنطق ذاته يجب أن يُطبّق على إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية كاملة يتعامى عنها الجميع. إن أمن المنطقة لا يُبنى على ازدواجية الكيل، بل على معايير عادلة وواضحة.
لقد أثبتت السنوات والتجارب أن تجاوز القضية الفلسطينية في أي نقاش بالشرق الأوسط أو محاولة دفنها تحت ركام «الردع»، هو وهم لا يلبث أن يتحول إلى سلاح قاتل؛ فلا يمكن أن تستقر المنطقة دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة، على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وعلى المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا التي خبرت دمار الحروب، أن تبادر لصياغة مقاربة جديدة في المنطقة، مقاربة لا تُدار من غرف العمليات العسكرية، بل من منابر القانون الدولي إن كانت الضمائر الإنسانية قد انتهت وتلاشت. ولا بد أن يعاد الاعتبار للحوار بوصفه مسارا أساسيا للتفاهم بين الشعوب والحضارات والثقافات، وتثبت الحروب الآن في كل مكان أن الحوار هو البديل الأساسي لحالة الانهيار الشامل الذي يشهدها العالم.
لقد آن الأوان لأن يتوقف العالم عن النظر إلى الشرق الأوسط كمختبر لصراعات الآخرين، أو ساحة لتصريف فائض السلاح. هذه المنطقة المكلومة، الغنية بالحضارات، لا تستحق الحرب المتجددة، بل تستحق فرصة لحياة عادية، ولسلام لا يُقايَض، ولعدالة لا تُؤجَّل.