اختتمت بمدينة نيس الفرنسية أشغال المؤتمر الدولي الثالث للمحيطات، حيث اعتمدت أكثر من 170 دولة إعلانا يلزمها باتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على المحيطات واستخدامها بشكل مستدام، والتأكيد على المخاطر المتزايدة لاستخدام الوقود الأحفوري، والدعوة لتسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة.

وأفادت الأمم المتحدة أن الإعلان السياسي "محيطنا، مستقبلنا: متحدون من أجل تحرك عاجل" يدعو إلى خطوات ملموسة لتوسيع المناطق البحرية المحمية، وإزالة الكربون من قطاع النقل البحري، ومكافحة التلوث البحري، وتعبئة التمويل لصالح الدول الساحلية والجزرية الضعيفة، ضمن أولويات أخرى.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غوتيريش يدعو بافتتاح مؤتمر المحيطات إلى معاهدة دوليةlist 2 of 4ضعف التمويل وعدم الإيفاء بالالتزامات يعرقلان حماية المحيطاتlist 3 of 4خطة أوروبية لحماية المحيطات تخيّب آمال منظمات البيئةlist 4 of 4كينيا تستضيف مؤتمر "محيطنا" في 2026end of list

وتُعد نتيجة المؤتمر -المعروفة باسم "خطة عمل نيس للمحيطات"- إطارا من قسمين يشتملان على إعلان سياسي وأكثر من 800 التزام طوعي من جانب الحكومات والعلماء ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني منذ المؤتمر السابق.

وقال لي جون هوا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والأمين العام للمؤتمر "نختتم هذا الأسبوع التاريخي ليس فقط بالأمل، بل أيضا بالتزام ملموس واتجاه واضح وزخم لا يمكن إنكاره".

وأكد المسؤول الأممي ضرورة تنفيذ التعهدات التي قُدِّمت هذا الأسبوع بشكل صارم، وتتبعها وتوسيع نطاقها، مشيرا إلى أن الزخم الذي تم تحقيقه يجب أن يستمر إلى مؤتمر الأطراف "كوب 30" (COP30) والمنتديات العالمية والإقليمية للمحيطات، وعبر عمليات صنع القرار الوطنية، وترجمتها إلى تحرك وطني حاسم.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)  التزامات وتعهدات طموحة

ومن أبرز الالتزامات الطوعية -التي أُعلنت خلال المؤتمر- يؤكد البلاغ إعلان المفوضية الأوروبية ضمن "ميثاق المحيطات" استثمار مليار يورو لدعم حفظ المحيطات والعلوم والصيد المستدام.

إعلان

وأطلقت بنما وكندا بمشاركة 37 دولة "تحالف الطموح العالي من أجل محيط هادئ" ليكون أول مبادرة سياسية رفيعة للتصدي لتلوث الضوضاء بالمحيطات عالميًا.

وأطلقت ألمانيا برنامج عمل فوري بقيمة 100 مليون يورو (115 مليون دولار) لاستعادة وإزالة الذخائر المتبقية في بحري البلطيق والشمال، وتعهدت إسبانيا بإنشاء 5 مناطق بحرية محمية جديدة، مما يرفع نسبة الحماية إلى 25% من أراضيها البحرية.

كما تعهدت بولينيزيا الفرنسية الواقعة بالمحيط الهادي بإنشاء أكبر منطقة بحرية محمية في العالم، تغطي منطقتها الاقتصادية الخالصة بالكامل. وخصصت نيوزيلندا أكثر من 52 مليون دولار لتعزيز الحوكمة والإدارة والعلوم البحرية في منطقة جزر المحيط الهادي.

وفي السياق ذاته، أطلقت إندونيسيا بالتعاون مع البنك الدولي وشركاء آخرين "سند الشعاب المرجانية، وهي أداة مالية مبتكرة لحشد رؤوس أموالا خاصة لحماية الشعاب المرجانية داخل المناطق البحرية المحمية".

كما خصصت إيطاليا 6.5 ملايين يورو لتعزيز الرقابة التي تقوم بها خفر السواحل في المناطق البحرية المحمية ومنصات النفط، باستخدام نظام مراقبة فضائي يرصد تسربات النفط في الوقت الفعلي.

وحسب بيان الأمم المتحدة، ساهمت كندا بـ9 ملايين دولار لـ "تحالف العمل من أجل مخاطر المحيطات والقدرة على الصمود" لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الساحلية النامية في مواجهة تغير المناخ عبر حلول مستندة إلى الطبيعة.

كما تبنت وكالات أممية وشركاء عالميون عملية تصميم تشاركية لمبادرة "تمويل المحيط الواحد" وهو جهد طموح جديد لفتح آفاق تمويل بمليارات الدولارات من قطاعات تعتمد على المحيط والاقتصاد الأزرق.

وفي خطوة كبيرة نحو الدخول حيز التنفيذ لاتفاقية التنوع البيولوجي البحري مناطق خارج الولاية الوطنية، المعروفة بمعاهدة حماية أعالي البحار، يشير البيان إلى مصادقة 19 دولة إضافية على الاتفاقية على هامش المؤتمر، وقد وقّعت عليها 20 دولة أخرى، ليصل العدد الإجمالي إلى 136 توقيعا، و50 مصادقة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

إعلان

ولا تزال هناك حاجة إلى 10 مصادقات إضافية لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ. وتُعد الاتفاقية، التي تم تبنيها في يونيو/حزيران 2023، أداة قانونية حاسمة لحماية الحياة البحرية والنُظم البيئية في ثلثي المحيطات الواقعة خارج نطاق ولاية أي دولة.

من أهم نتائج قمة نيس الزخم الذي اكتسبته معاهدة أعالي البحار (رويترز) نحو عمل مستدام

وكان المؤتمر قد افتتح في 9 يونيو/حزيران وشهد مشاركة 55 من رؤساء الدول والحكومات، إلى جانب نحو 15 ألف مشارك من المجتمع المدني وقطاع الأعمال والعلوم، في المؤتمر الذي استضافته بشكل مشترك حكومتا فرنسا وكوستاريكا.

وتضمن المؤتمر أيضا أكثر من 450 فعالية جانبية تهدف إلى تسريع العمل، وحشد جميع الجهات الفاعلة للحفاظ على المحيطات واستخدامها بشكل مستدام.

كما أصدرت 10 لجان عمل متخصصة توصيات مستقبلية لتوجيه تنفيذ الإجراءات عبر مواضيع محورية، مثل التلوث البحري، والحلول القائمة على الطبيعة، ودور المرأة والشباب والشعوب الأصلية في إدارة المحيطات.

وخيم على المؤتمر غياب الولايات المتحدة التي انتهجت منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سياسات وصفت بكونها تتنكر للعمل المناخي، في حين سيُعقد المؤتمر الأممي الرابع للمحيطات عام 2028، باستضافة مشتركة من تشيلي وجمهورية كوريا، ينتظر أن يتم فيه مراقبة التزامات وتعهدات قمة نيس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مبادرات بيئية

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتعهد لبن غفير بخطة لتهجير الفلسطينيين من غزة..

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الخميس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهد لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بـ”البدء في تهجير آلاف الفلسطينيين من غزة خلال أسابيع ما لم يتم التوصل إلى صفقة مع حركة حماس”.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو “بدأ بالفعل مؤخرا في دفع خطوات عملية لصالح التهجير الطوعي لسكان غزة بهدف إبقاء بن غفير في الحكومة”.

وشملت الخطوات التي دفعها نتنياهو بحسب الصحيفة “عقد اجتماعات منتظمة حول موضوع الهجرة الطوعية بمعدل لا يقل عن مرة واحدة في الأسبوع، وتقسيم الصلاحيات بين مختلف الأجهزة، شارك فيها ممثلون عن جهاز الموساد ووزارة الخارجية الإسرائيلية”.

وقالت يديعوت أحرونوت “خلال هذه الاجتماعات وجّه نتنياهو الموساد بالإسراع في الاتصالات التي يجريها مع الدول المرشحة لاستيعاب الفلسطينيين من قطاع غزة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية -رفض ذكر اسمه- قوله إن “نتنياهو يقود خطوات ملموسة وقد انخرط في الأمر بقوة كبيرة، وبهذه الطريقة يحاول إقناع بن غفير بعدم الاستقالة”.

وادعى المسؤول أنه في إطار المحادثات التي أجرتها إسرائيل”تم التوصل إلى تفاهمات مع 5 دول ستستوعب المهاجرين من غزة، وتشمل الخطة تشجيع هجرة آلاف الفلسطينيين من غزة في الأسبوع الأول من تنفيذها”.

واعتبرت الصحيفة أن الجديد في هذا التوجه “هو أن إخراج الفلسطينيين سيكون عبر إسرائيل ومنها إلى الأردن، وليس عبر مصر كما كان مخططا في السابق”.

ولم تحدد الصحيفة الدول التي قالت إن إسرائيل تتفاوض معها لاستيعاب المهاجرين الفلسطينيين من غزة، لكنها أشارت إلى تقرير نشرته “القناة 12” الإسرائيلية الخاصة في 18 يوليو/تموز الجاري، وقالت فيه إن إسرائيل تُجري محادثات مع إثيوبيا وليبيا وإندونيسيا، إضافة إلى دول أخرى لاستيعاب الغزيين.

وأفادت الصحيفة بأن رئيس الموساد ديفيد برنيع الموجود حاليا في الولايات المتحدة تحدث عن هذه القضية مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومسؤولين أميركيين آخرين.

وتابعت أن برنيع أبلغ الأميركيين أن “تلك الدول أبدت استعدادها لاستيعاب أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة، وطلب مساعدة الولايات المتحدة بتقديم حوافز لها في المقابل”.

وذكرت الصحيفة أيضا أن نتنياهو وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بدفع خطة لاحتلال مناطق محددة من قطاع غزة إن لم يتم التوصل إلى صفقة، وذلك في محاولة للإبقاء عليه في الحكومة، وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة الحدودية الشمالية تعد أولى المناطق المرشحة للضم.

المصدر: وكالة الأناضول + يديعوت أحرونوت

مقالات مشابهة

  • المحيطات تزداد عتمة.. ما تأثير ذلك على النظم البحرية؟
  • العالم ينقلب على نتنياهو وهو لا يبالي
  • محاولة جديدة لصياغة معاهدة لوقف التلوث بالبلاستيك
  • الدعم الإماراتي لغزة.. مساعدات ودعم مالي تجاوز المليار دولار
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • للإبادة وجوه كثيرة .. التجويع سلاح حرب فعال في إثيوبيا وغزة
  • الإمارات.. جهود دبلوماسية استثنائية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • نتنياهو يتعهد لبن غفير بخطة لتهجير الفلسطينيين من غزة..
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • تقرير: 22 دولة فقط التزمت بتعهداتها الأممية حول الطاقة المتجددة