مسقط- الرؤية

أعلنت شركة Visa- الرائدة عالميًا في مجال المدفوعات الرقمية- فتح باب التسجيل في سلطنة عُمان لنسخة السعودية والبحرين وسلطنة عمان من مبادرة "Visa في كل مكان" 2024، وهي مسابقة عالمية مفتوحة للابتكار أمام شركات التكنولوجيا المالية لتقديم حلولها المبتكرة لتحديات المدفوعات والتجارة المستقبلية.

وبالإضافة إلى الجائزة المالية، يحصل الفائزون في مبادرة "Visa في كل مكان" على إمكانية الوصول إلى شبكات Visa الواسعة من الشركاء في القطاعات المصرفية والتجارية والحكومية ورأس المال الاستثماري. ويستفيد الفائزون أيضًا من الحصول على التقدير من إحدى العلامات التجارية الأكثر موثوقية وقيمة في العالم.

ومع فتح باب التقديم حتى 22 أبريل، ستشهد نسخة السعودية والبحرين وسلطنة عمان من مبادرة "Visa في كل مكان" لهذا العام منافسة بحضور المشاركين في النهائيات من البلدان الثلاثة في شهر يونيو في الرياض، حيث سيتأهل الفائز للمشاركة في مسابقة افتراضية في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في 17 يوليو.

وستُشارك الشركة الفائزة في نهائيات منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في النهائيات العالمية، حيث تتنافس مع عدد من الفائزين من أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية في فعالية "تك كرانش ديسرابت" في سان فرانسيسكو في 29 أكتوبر 2024.

وبالنسبة للمشاركين في مجال التكنولوجيا المالية في عُمان، تعيد نسخة هذا العام من مبادرة "Visa في كل مكان" جائزة "إمباكت"، والتي تذهب إلى أحد المتنافسين الذي ابتكر حلاً يتمتع بتأثير اجتماعي إيجابي على المجتمعات التي يعمل فيها، وتشمل الأمثلة المبادرات التي من شأنها تعزيز الشمول المالي، أو تشجيع الاستدامة أو حماية البيئة.

وفي العام الماضي، فازت شركة "لمه" للتقنية المالية في السعودية بجائزة "إمباكت" لتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بحلول التمويل والدفع التقنية ذات الشمول المالي.

وتقدم نسخة هذا العام أيضاً جائزة "ابتكار شركات التكنولوجيا المالية في التميز في إدارة المخاطر"، والتي تذهب إلى شركات التكنولوجيا المالية المبتكرة المتخصصة في مجالات إدارة الاحتيال والأمن السيبراني ومخاطر الائتمان، وغيرها من الأمور الأخرى.

وقال مانيش غوتام المدير الإقليمي لشركة Visa في سلطنة عُمان: "تعد مبادرة "Visa في كل مكان" منصة رائدة لتمكين وتعزيز قدرات شركات التكنولوجيا المالية ورواد الأعمال من عرض حلولها الأكثر ابتكارا وتأثيرا لمواجهة التحديات المستقبلية في قطاعات المدفوعات والتجارة، ويسعدنا إعادتها مرة أخرى مجدداً هذا العام إلى سلطنة عُمان".

وأضاف: "تتمتع شركات التكنولوجيا المالية بالقدرة على تقديم مزايا اجتماعية واسعة للأسواق التي تعمل فيها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتقديم الخدمات المالية للذين يعانون أصلاً من نقص الخدمات، ونحن في Visa على قناعة بأنَّ الوصول إلى الاقتصاد الرقمي يتطلب الدعم الذي يؤدي إلى النمو العادل والشامل، وأن مبادرة Visa في كل مكان وسيلة مهمة لدعم رحلة نمو شركات التكنولوجيا المالية في عُمان ومساعدتها على اتخاذ خطوات وإن كانت صغيرة إلا أنها مهمة نحو إحداث تأثير كبير".

وتمَّ إطلاق البرنامج لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 2015 وسرعان ما توسع ليصبح برنامجاً عالميا، وقد شاركت حتى الآن ما يقرب من 15 ألف شركة ناشئة، وجمعت تمويلاً مشتركاً تجاوز 184 مليار ريال عماني (48 مليار دولار أمريكي. (

وشهدت مبادرة "Visa في كل مكان" في عام 2023 فوز شركة "درج ستوك" النيجيرية بالجائزة العالمية الكبرى للمبادرة التي تبلغ قيمتها 19,200 ريال عماني (50 ألف دولار)، بالإضافة إلى جائزة اختيار الجمهور البالغة 3,800 ريال عماني (10 آلاف دولار أمريكي. (

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حول التوجهات الاقتصادية العمانية وضرورات التكامل والتناغم

تصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - حراكا سياسيا واقتصاديا لافتا خلال الأشهر الماضية تكلل بزيارات «دولة» للعديد من الدول منها بلجيكا وهولندا وروسيا والجزائر، بهدف تعزيز المصالح الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية لعمان، على مختلف المسارات المحلية والدولية وإلى التوسع في أفق الاقتصاد العماني وإحداث نقلة نوعية في التبادلات التجارية مع العالم وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحويل عُمان إلى نموذج حضاري لدولة عريقة تحظى بثقة واحترام المنطقة والمجتمع الدولي.

وفي غضون ذلك ظهرت «القوة الناعمة» العمانية في أسمى تجلياتها إشراقا وتألقا واصطفافا مع المبادئ والحق على أكثر من صعيد إقليمي ودولي سواء لجهة استضافة المحادثات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران (قبل تخريبها إسرائيليا) أو التوصل إلى وقف الهجمات التي تشنها جماعة «الحوثي» على حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو نجاح دبلوماسي هائل يضاف إلى المدرسة السياسية العمانية في التعاطي مع تقلبات المنطقة والصراعات العالمية فضلا على انعكاسات هذه الخطوة البالغة الأهمية والأثر على خطوط واستقرار التجارية العالمية.

انطلاقا من هذا التوجه السامي الذي يعكس الفلسفة الاقتصادية لجلالة السلطان المعظم، لا بد من الإشارة إلى جملة من التحديات إزاء ترجمة هذا النهج المتقدم في مقاصده ومضامينه النبيلة إلى حراك اقتصادي ديناميكي في البلاد، حراك يتمتع بالسرعة والمرونة في استيعاب المتغيرات الاقتصادية العالمية سواء لجهة مشاريع التنويع الاقتصادي والتحولات نحو الطاقة النظيفة أو التواجد الحقيقي في خارطة الاستثمارات العالمية واستقطاب التكنولوجيا والارتقاء بالجهاز الإداري للدولة لمواكبة هذه التطلعات وخلق فرص عمل ملائمة للمواطنين.

في واقع الأمر، وعند النظر للمشهد الكلي - على مستوى «الماكرو» - يلاحظ ما يشبه عدم الاتساق والتناغم مع المشهد التفصيلي ـ على مستوى «المايكرو» - ولا يبدو أن بعض وحدات الجهاز الإداري الخدمي على ذات الدرجة من التفاعل والاستجابة لهذا الحراك الذي يتطلب السرعة والمرونة العالية في التعاطي معه بكل تفاصيله الإجرائية والإدارية والمالية وغيرها خاصة في جوانب الاقتصاد والتجارة والحكومة الإلكترونية وجوانب العمل والتعمين والتوظيف.

على ضفة الأنشطة الزراعية والصناعية على سبيل المثال، يشتكي أصحابها من تعرفة الكهرباء العالية والمرهقة وتناقضات المطالب الإجرائية لبعض الجهات الخدمية والتي يبدو أن الكثير منها غارق في (التركيز على الشجرة وليس الغابة) بمعنى أن هذه الوحدات لربما يفوتها أحيانا المشهد الكلي للتوجه الوطني الاستراتيجي وهو تفعيل مكامن القوة الاقتصادية والتجارية لعمان عبر تسهيل الأنشطة التجارية على مختلف الأصعدة في البلاد وجعل عمان دولة جاذبة للاستثمار والأهم تسهيل وتشجيع المواطنين بكل السبل إلى الارتقاء بأنشطتهم التجارية وتوفير البيئة المثلى بقوانينها وتسهيلاتها لهم بالدرجة الأولى، وسرعة استجابتها لشكاوى المواطنين والمقيمين، وأعتقد أنه لو كان الأمر كذلك لما احتجنا أن يوجه جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - بإنشاء منصة «تجاوب» وتجنبنا تكدس المراجعين في تلك الوحدات فضلا على مكاتب «سند».

ولهذا ليس من المستغرب أن تتعثر العديد من هذه المشاريع في قطاعات الأمن الغذائي والصناعي وغيرها، ولا يكفي على سبيل المثال أن نسهل منح مستثمر أرضا بنظام الانتفاع من جانب وزارة الإسكان والتطوير العمراني أو نتفاخر بسهولة منصة «استثمر في عمان» وغيرها ثم تفاجأ من جانب جهات أخرى بجملة معقدة من الإجراءات والرسوم والمتطلبات والشروط وغياب الخدمات.

نحتاج في عمان القرن الحادي والعشرين إلى التخلص من هذا الفكر البيروقراطي في ثنايا بعض الوحدات الخدمية في الجهاز الإداري للدولة والانتقال إلى فلسفة «البحث عن الحلول المباشرة والفورية» عوضا عن «البحث عن سبل التعطيل والتعقيد». ويؤمل أن تنسجم الرغبات حول تبسيط الإجراءات وتعزيز بيئة الأعمال التجارية وجودة الخدمات الحكومية بين التوجهات الاستراتيجية التي تعلن على أعلى مستوى في الحكومة وبين تنفيذها على مستوى المراجعين والمستفيدين والتعاملات اليومية مع منافذ الخدمات الحكومية.

خلاصة القول، لقد حبا الله عُمان بمكونات اقتصادية مختلفة في كافة القطاعات وقيادة تعمل بلا كلل للارتقاء بعمان بما يليق بها في القرن الحادي العشرين ولا مناص من احتواء هذه الممارسات البيروقراطية في بعض الوحدات الخدمية عبر خدمات حكومة إلكترونية متكاملة ومباشرة وميسرة وسهلة الاستخدام بكل شفافية وبرسوم رمزية تجعل من عمان إحدى أهم الوجهات الاستثمارية في المنطقة والإقليم وتشجع المواطنين بكل الوسائل إلى الاستفادة المباشرة من هذه البيئة المحفزة وبالتالي خلق مزيد من فرص العمل لأبنائهم وبناتهم.

وهناك تجارب دولية ناجحة في هذا السياق يمكن الاستفادة منها مثل تجربة دولة «إستونيا» خاصة ما يتعلق بالهوية الرقمية لكل مواطن حيث يمكن استخدامها للتصويت، وتوقيع الوثائق، ودفع الضرائب، والوصول إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت علما أن 99% من الخدمات الحكومية في إستونيا تتوفر عبر الإنترنت على مدار الساعة ويمكن للمواطنين القيام بمعظم المعاملات بدون زيارة أي جهة حكومية وما يسمى كذلك بالإقامة الإلكترونية حيث يمكن لأي شخص في العالم أن يصبح مقيّمًا إلكترونيا ويفتح شركة في إستونيا عن بُعد وهي المبادرة التي جذبت آلاف رواد الأعمال حول العالم وتطبيق فكرة حكومة بلا أوراق عبر نظام يُسمى X-Road يربط قواعد البيانات الحكومية بشكل آمن يتيح لكافة مكونات الحكومة تبادل المعلومات دون الحاجة إلى أوراق، وبالتالي يمكننا احتواء ممارسات غرائبية مثل مزاجية بعض الموظفين في التعامل مع المراجعين والتحجج بأن النظام «عطلان» أو المدير المعني في إجازة أو المزيد من المتطلبات الورقية والنسخ وما إلى ذلك من مشتتات الجهد والوقت والمال وسمعة المؤسسة.

يحيى العوفي كاتب ومترجم عماني

مقالات مشابهة

  • حول التوجهات الاقتصادية العمانية وضرورات التكامل والتناغم
  • «التجارة»: 15 يومًا متبقية لإيداع القوائم المالية للشركات المنتهية سنتُها المالية بنهاية 2024
  • “التجارة”: 15 يومًا متبقية لإيداع القوائم المالية للشركات المنتهية سنتُها المالية بنهاية 2024
  • قطاع الأعمال تشارك في مبادرة حياة كريمة وتحقق أرباحًا قياسية بنسبة نمو 89%
  • الرقابة المالية تضاعف نسبة استثمار شركات التأمين بصناديق السلع والمعادن إلى 10%
  • وزير قطاع الأعمال يبحث مع تحالف بقيادة روسال الروسية سبل التعاون بمجال الألومنيوم
  • الرقابة المالية تمد مهلة توفيق أوضاع كافة شركات التأمين لمدة عام.. تفاصيل
  • «المتأخر سيفوته القطار».. مسؤول يحذر من التراجع بمجال الذكاء الاصطناعي
  • شركات الصناعات الغذائية والمرطبات المدرجة في بورصة مسقط تسجل أداء جيدا في الربع الأول
  • مراجع غيث: الإصلاحات المنتظرة ينبغي أن تتركز على السياسة المالية أكثر من النقدية