الوطن:
2025-07-06@06:22:26 GMT

د. مصطفى عبدالسلام يكتب.. نهاية رمضان

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

د. مصطفى عبدالسلام يكتب.. نهاية رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد، فإننا فى نهاية شهر رمضان الفضيل ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن فتح الباب أمام الذين قصّروا فيما مضى من شهر رمضان، فأعطاهم فرصة أخيرة ومنحة ربانية لكى يتقربوا إلى الله عز وجل فيما بقى من شهر رمضان المبارك.

فها هى أيام شهر رمضان تمر سريعاً وتنقضى سريعاً وهى إما شاهدة على العباد أو شاهدة لهم، لذلك كان النبى، صلى الله عليه وسلم، يستغل العشر الأواخر ويجتهد فيها ما لا يجتهد فى غيره، حتى إن السيدة عائشة قالت كان يُحيى ليله ويوقظ أهله ويجدّ ويشد المئزر.

وكان صلى الله عليه وسلم ينقطع فى هذه الأيام للذكر والعبادة والتهجد والاعتكاف فقد كان من سنته، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعتكف فى العشر الأواخر من شهر رمضان طلباً لليلة القدر التى هى أعظم وأفضل من ألف شهر، التى قال عنها، صلى الله عليه وسلم، التمسوها فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فالسعيد مَن يستغل هذه الأيام بل الساعات بل اللحظات القليلة الباقية من شهر رمضان ويصلح ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح وبتجديد العهد بينه وبين الله سبحانه وتعالى بأن يستمر على الطاعة بعد رمضان وعلى الصيام وعلى القيام وعلى ترك المنكرات والفواحش وأن يستمر على الاستقامة قال الله لنبيه فاستقم كما أمرت ونقول دوماً فى صلاتنا: اهدنا الصراط المستقيم.

وقال صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل فعلينا جميعاً أن نستمر على الطاعة بعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك، فرب رمضان هو رب سائر الشهور والأيام وبعد أيام قلائل سيهل علينا العيد والعيد ليس بلبس الجديد وإنما العيد لمن خاف يوم الوعيد، العيد لمن عبدالله حقاً وصام حقاً وقام حقاً واستمر على طاعة الله، سبحانه وتعالى على الدوام والعيد له سنن وآداب كثيرة، منها الاغتسال ومنها التماس الطيب، أى العطر ومنها لبس أحسن الثياب ومنها الذهاب إلى صلاة العيد مبكراً والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر ومنها تناول شىء من الأطعمة قبل النزول لصلاة العيد ولو شربة ماء أو تمرة كذلك رفع الصوت بالتكبير.

ومن أهم سنن وآداب العيد التهنئة بالعيد، تهنئة الأحباب والأقارب والأصدقاء والجيران قال الله تعالى فى القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون أدخلوا السرور على أنفسكم وعلى أولادكم وعلى بيوتكم فى هذه الأيام الطيبة العظيمة المباركة، فهى أيام فرح وأيام خير وأيام رزق وأيام بركة وأيام توسعة على النفس والأهل والأولاد والأسرة وقد اقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا بعد كل عبادة عظيمة عيداً وفرحاً وسروراً، فبعد الانتهاء من شهر رمضان يأتى عيد الفطر وبعد الانتهاء من مناسك الحج وصيام تسعة ذى الحجة يأتى عيد الأضحى، وما سمى العيد إلا لأنه يعود ويتكرر ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه فى نهاية شهر رمضان يعتق من النار مثل ما أعتق فى الشهر كله، فقد قال، صلى الله عليه وسلم، إن الله سبحانه وتعالى فى كل ليلة من ليالى رمضان له عتقاء من النار، فإذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان أعتق مثل ما أعتق فى الشهر كله فالسعيد مَن نال هذا الشرف ومن نال هذا الوسام وأعتق من النار بطاعته ودعائه وصلته وقربه من الله سبحانه وتعالى ودعائه أن ينجيه الله سبحانه وتعالى من النار.

كما أخبر صلى الله عليه وسلم أن للصائم فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فالذى صام حقاً يفرح عند فطره بصيامه وقيامه وعبادته وقربه من الله سبحانه وتعالى هذا فى الدنيا ويفرح فى الآخرة حينما يرى ثواب عمله وثواب صيامه عند الله سبحانه وتعالى.

ولا ننس أبداً فى هذه الأيام أن نُخرج زكاة الفطر وأن نوسع على الفقراء والمساكين والمحتاجين فى هذه الأيام الطيبة المباركة، إذ ذكر الله فى القرآن: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِهِ فَصَلَّى» وكما حددت دار الإفتاء المصرية فى هذا العام أن زكاة الفطر أقل شىء للفرد 35 جنيهاً كحد أدنى عن الفرد الواحد فى الأسرة ومن زاد ووسع على الفقراء وسع الله سبحانه وتعالى عليه وأخبر صلى الله عليه وسلم، قائلاً عن الفقراء اغنوهم عن السؤال فى هذا اليوم أى وسعوا عليهم وأدخلوا عليهم الفرحة والبهجة والسرور.

وأخيراً أنادى على شهر الصيام وهو يلملم أوراقه ويرفعها إلى رب العباد، يا شهر الصيام فدتك نفسى. تمهل بالرحيل والانتقال، فما أدرى ما الحول، أتلقانى مع الأحياء حياً أو أنك ستلقانى فى اللحد بالياً.

أسأل الله أن يعيد علينا رمضان أياماً عديدة وأزمنة مديدة وأن يتسلم رمضان منا متقبَّلاً وأن يرحم فيه تقصيرنا وأن يجعل هذا العيد عيد خير ورحمة وبركة وفرح ورزق علينا وعلى العالمين وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهر رمضان بداية شهر رمضان نهاية شهر رمضان الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم فى هذه الأیام من شهر رمضان من النار

إقرأ أيضاً:

هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم الإسلام في العربون؟ وهل هو من حق البائع شرعًا؟ وهل له أن يتبرع به في وجهٍ من وجوه البر مثلًا إذا لم يكن من حقه؟.

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن أخذ العربون غير جائز شرعًا؛ لما ورد: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ" رواه أحمد وغيره، ولما فيه من الغرر وأكل أموال الناس بالباطل.

ونوهت بأنه يجب رد العربون إلى المشتري إذا كان على قيد الحياة، أو إلى ورثته إن كان قد توفِّي، فإن لم يستدل عليه ولا على ورثته، فإنه يتصدق بهذا المال في المصالح العامة للمسلمين، ولا يحلُّ للبائع الانتفاع به لنفسه.

قاتل زوجته هل يحق له أن يرثها ؟.. عالم بالأزهر يجيبعند عدم رغبة العميل في السلعة وإرجاعها.. من يتحمل تكلفة الشحن؟دعاء يوم تاسوعاء.. ردد أفضل أدعية الرزق والبركة ومغفرة الذنوبحكم صيام يوم تاسوعاء.. الإفتاء تجيب

تحريم البيع مع العربون

روى مالكٌ في "الموطأ" عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه: "أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ"، ورواه أيضًا أحمد والنسائي وأبو داود، ورواه الدارقطنيُّ، ورواه البيهقيُّ موصولًا، وقد فسَّر الإمام مالكٌ العربونَ كما أورده أبو داود في "السنن" (283/3) قال: [وَذلِكَ -وَاللهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْعَبْدَ أَوْ يَتَكَارَى الدَّابَّةَ ثُمَّ يَقُولُ: أُعْطِيكَ دِينَاراً عَلَى أَنِّي إِنْ تَرَكْتُ السِّلْعَةَ أو الكِرَاءَ فَمَا أَعْطَيْتُكَ لَكَ] اهـ بتصرف.

وهذا الحديث قد ورد من طرقٍ يقوي بعضها بعضًا، وهو يدل على تحريم البيع مع العربون؛ لما فيه من الشرط الفاسد، والغرر، وأكل أموال الناس بالباطل.
وقد نصَّ على بطلان البيع مع العربون وعلى تحريمه فقهاءُ مذاهب الأئمة؛ أبو حنيفة ومالك والشافعي، ورُويَ عن الإمام أحمد إجازتُه.

قال الشوكاني في بيان علة تحريم العربون: [وَالْعِلَّةُ فِي النَّهْيِ عَنْهُ اشْتِمَالُهُ عَلَى شَرْطَيْنِ فَاسِدَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا: شَرْطُ كَوْنِ مَا دَفَعَهُ إلَيْهِ يَكُونُ مَجَّانًا إنْ اخْتَارَ تَرْكَ السِّلْعَةِ. وَالثَّانِي: شَرْطُ الرَّدِّ عَلَى الْبَائِعِ إذَا لَمْ يَقَعْ مِنْهُ الرِّضَا بِالْبَيْعِ] اهـ، وأضافَ الشَّوكاني أنه إذا دار الأمر بين الحظر والإباحة ترجَّح الحظر. "نيل الأوطار" (5/ 153، 154)، و"الروضة الندية شرح الدرر البهية" (2/ 9)، و"المجموع للنووي شرح المهذب للشيرازي" (9/ 334، 335).


لمَّا كان ذلك: فإن استيلاءُ البائع على العربون غيرَ جائزٍ شرعًا؛ لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن بيع العربون.

التصرف في مبلغ العربون بعد الحصول عليه

إذا كان ذلك، فما طريق التصرُّف في مبلغ العربون الذي ظهر أنه من المحرَّمات؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن المسلِم إذا أخذ مالًا حرامًا كان عليه أن يصرفَه إلى مالكه إن كان معروفًا لديه، وعلى قيد الحياة، أو إلى وارثه إن كان قد مات، وإن كان غائبًا كان عليه انتظارُ حضوره وإيصالُه إليه، مع زوائده ومنافعه.

أما إن كان هذا المال الحرام لمالكٍ غير معيَّنٍ، ووقع اليأس من التعرُّف على ذاته، ولا يُدْرَى أمات عن وارثٍ أم لا، كان على حائزِ هذا المال الحرام في هذه الحال التصدُّقُ به؛ كإنفاقه في بناء المساجد والقناطر والمستشفيات.

وذهب بعض الفقهاء إلى عدم جواز التصدُّق بالمال الحرام؛ لأن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا.

وقد استدل جمهرة الفقهاء على ما قالوا من التصدق بالمال الحرام إذا لم يوجد مالكُه أو وارثُه بخبر الشاة الْمَصْلِيَّةِ التي أمر الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتصدُّقِ بها بعد أن قدمت إليه فكلمته بأنها حرامٌ؛ إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَطْعِمُوهَا الْأُسَارَى» رواه أحمد، وهو في "الدر المختار"، وحاشية "رد المحتار" لابن عابدين (3 / 498، 499 في كتاب اللقطة)، و"إحياء علوم الدين" للغزالي في (كتاب الحلال والحرام)، وأخرج العراقي الحديث عن أحمد بسندٍ جيد بهامشه.

ولما قامر أبو بكر رضي الله عنه المشركين بعد نزول قول الله سبحانه: ﴿الم غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ [الروم: 1]، وكان هذا بإذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحقَّقَ اللهُ صدقَهُ، وجاء أبو بكر رضي الله عنه بما قامر المشركين به، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هذا سُحْتٌ فتصدَّق به». وكان قد نزل تحريمُ القِمار بعد إذن الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله عنه في المخاطرة مع الكفار.


وكذلك أُثر عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنه اشترى جاريةً فلم يظفر بمالكها ليعطيه ثمنها، فطلبه كثيرًا، فلم يظفر به، فتصدَّق بثمنها، وقال: "اللهم هذا عنه إن رضي، وإلا فالأجر لي". "إحياء علوم الدين" للغزالي، وتخريج العراقي بهامشه.

واستدلوا أيضًا بالقياس فقالوا: إن هذا المالَ مُردَّدٌ بين أن يضيع وبين أن يُصرفَ إلى خيرٍ إذ وقع اليأسُ من مَالِكه، وبالضرورة يُعلَم أن صرفه إلى خيرٍ أولى من رميه؛ لأن رميه لا يأتي بفائدةٍ، أما إعطاؤه للفقير أو لجهةٍ خيريةٍ ففيه الفائدة بالانتفاع به، وفيه انتفاعُ مالكه بالأجرِ ولو كان بغير اختياره؛ كما يدل على هذا الخبرُ الصحيحُ: «لَا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلَا دَابَّةٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا كَانَتْ له صدقة» رواه ابن حبان. ولا شك أن ما يأكل الطير من الزرع بغير اختيار الزارع، وقد أثبت له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأجر.


وردَّ الإمامُ الغزاليُّ على القائلين بعدم جواز التصدُّق بالمال الحرام بقوله: [وأما قول القائل لا نتصدق إلا بالطيب فذلك إذا طلبنا الأجر لأنفسنا ونحن الآن نطلب الخلاص من المظلمة لا الأجر، وترددنا بين التضييع وبين التصدق ورجحنا التصدق على التضييع، وقول القائل: لا نرضى لغيرنا ما لا نرضاه لأنفسنا فهو كذلك، ولكنه علينا حرامٌ؛ لاستغنائنا عنه، وللفقير حلالٌ إذا أحلَّه دليلُ الشرع، وإذا افترضت المصلحةُ التحليلَ وجب التحليلُ] اهـ. "إحياء علوم الدين" في النظر الثاني في المصرف (5/ 882: 890، ط. لجنة نشر الثقافة الإسلامية بالقاهرة سنة 1356هـ).

وأكدت بناء على ذلك، أن مبلغ العربون الذي دفعه المشتري إلى البائع ولم تتم الصفقة محرَّمًا على البائع، ويتعيَّنُ عليه ردُّه إلى المشتري إذا كان معروفًا لديه وعلى قيد الحياة، وإلى ورثته إن كان قد توفي، فإن لم يُعلم بذاته ولا بورثته فعلى البائع التصدُّق بمبلغ العربون في المصالح العامة للمسلمين، كبناء المساجد أو المستشفيات؛ لأنَّ عليه التخلُّص مما حازه من مال مُحرَّمٍ، ولا يحلُّ له الانتفاع به لنفسه؛ لأن كلَّ مسلمٍ مسؤولٌ عن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه كما جاء في الحديث الشريف في "صحيح الترمذي" (9/ 252).

طباعة شارك تحريم البيع مع العربون العربون حكم الإسلام في العربون هل العربون من حق البائع التصرف في مبلغ العربون بعد الحصول عليه

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الحب "المؤرق" !!
  • مصطفى الشيمي يكتب: ما تبقّى من الحذف
  • سندس قطان: الإنجاب المحدود أفضل والتربية توفيق إلهي.. فيديو
  • مكة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ماذا حدث يوم عاشوراء؟.. 5 مشاهد عجيبة لا يعرفها كثيرون
  • فضل صيام يوم عاشوراء.. فرصة لا تضيعها
  • حكم صيام يوم عاشوراء فقط .. دار الإفتاء تجيب
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر التى فى خاطري !!
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب