الوطن:
2025-05-09@07:43:02 GMT

د. أيمن عيدالحجار يكتب: قصة حديث

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

د. أيمن عيدالحجار يكتب: قصة حديث

عن أَبِى سَعِيدٍ الخُدْرِى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِى مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْى عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.

قصة هذا الحديث أن النبى عليه الصلاة والسلام حذَّر أصحابه من الجلوس فى الطرقات بغير داعٍ أو مصلحةٍ حتى لا يكون الإنسانُ عائقاً فى طريق الناسِ، وسبباً فى التضييق على المارَّة فى طريق سيرهم، فما كان من الصحابة الكرام إلا أن أبدوا عذرهم فى ذلك، بأن مصالحهم وأمور معاشهم ترتبط فى بعض الأوقات بالجلوس فى الطرقات كبيع وشراء وانتظار لحاجة تتعلق بأمور معاشهم، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن وجههم إلى التزام آداب الطريق طالما أنهم لا يستطيعون ترك ذلك طالما أن الحاجة ماسة لجلوسهم فى الطرق، وبيّن لهم جواز جلوسهم طالما التزموا بالآداب والأخلاق والسلوكيات الحميدة، وحذرهم عليه الصلاة والسلام من ترك الآداب المتعلقة بذلك، كما حثهم على ضرورة مراعاة تلك الآداب، حرصاً على سلامة الناس من كل ما يضرهم حساً ومعنى، فالناس شركاء فى طرقهم التى يسيرون فيها، فكان لهذه الطرق من الحقوق والواجبات التى تحفظ على الناس سلامتهم وأمنهم وتيسير معاشهم، كما أن الالتزام بهذه الآداب يُديم الألفة والمودة بينهم، ويمنع وقوع الأذى، وتطاول الناس على بعضهم باللسان واليد مما يجلب الشحناء والبغضاء بينهم، وأهم هذه الآداب: أن يغض الإنسان بصره عن مطالعة ما لا يحل له، فغض البصر قد جاء الأمر به فى قول الله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...» [النور: 30، 31] فالإنسان مسئول يوم القيامة عما رأى وأبصر «إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً» [الإسراء: 36].

ثم وجه صلى الله عليه وسلم إلى كف الأذى، ويشمل النهى عن كل ألوان الإيذاء، ومن ذلك الأذى بالقول أو الفعل أو الإشارة أو حتى مجرد النظر الذى يمتلئ غيظاً وقسوة. وأيضاً منه أذى الناس فى طرقهم التى يسيرون فيها سواء على أقدامهم أو بالسيارات، فينبغى ألا يقوم بتعطيل إشارة مرور، أو التسبب فى إيذاء المارة كالتبول فى الطرق العامة، أو إلقاء القمامة، أو تلويث الماء، فينبغى ألا يكون الإنسان سبباً فى إزعاج الناس فى طرقهم، بل عليه أن يميط الأذى عن الطريق كما قال صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ، قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الَّذِى يَتَخَلَّى فِى طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِى ظِلِّهِمْ» رواه مسلم.

وقال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «بَيْنَمَا رجل يمشى بطرِيق وجد غُصْن شوك فَأَخَّرَهُ فَشكر الله لَهُ فغفر الله لَه»، وَفِى رِوَايَة لمُسلم، قَالَ: «لقد رَأَيْت رجلاً يتقلَّبُ فِى الْجنَّة فِى شَجَرَة قطعهَا من ظَهْرِ الطَّرِيق كَانَت تُؤذى الْمُسلمين».

ومن الآداب أيضاً ردُّ السلام، حيث إن إفشاء السلام فيه إشاعة ونشر لثقافة السلام بين المجتمع وأفراده، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾ [النساء: 86].

ومن آداب الطريق أن يكون الإنسان حسن الكلام، لا يقول إلا خيراً، فينصح المارة والجالسين فى الطرق إذا وجد أن الأمر يحتاج إلى نصح وتوجيه وإرشاد، فإذا ما وجد إنساناً يتلفظ بألفاظ خادشة للحياء، أو يتلفظ بكلمات سُوقية فعليه أن يوجهه إلى خطأ هذا التصرف، أو أن يجد إنساناً يعتدى على إنسان بالضرب أو الشتم أو التنمر، فينبغى نصحه باللين واللطف وتوجيه مثل هؤلاء إلى أن يقولوا للنَّاس حُسناً، فذلك من علامات، وأمارات الإيمان بالله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه البخارى ومسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سماحة الإسلام حق الطريق صلى الله ع فى الطرق ى الله ع

إقرأ أيضاً:

هل يجوز دخول الحمام بخاتم عليه آية قرآنية؟.. الإفتاء توضح

أكد الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن دخول الحمام بخاتم منقوش عليه آية قرآنية جائز شرعًا، ولا إثم فيه.

جاء ذلك ردًا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول حكم دخول دورات المياه بخاتم مكتوب عليه آية قرآنية، حيث أوضح الشيخ عمران أن دورات المياه الحديثة تختلف كثيرًا عن تلك التي كانت في العصور السابقة، من حيث النظافة وطبيعة الاستخدام، وهو ما يجعل الأمر مقبولًا من الناحية الشرعية.

وأضاف: "أماكن قضاء الحاجة اليوم يراعى فيها النظافة بدرجة كبيرة، وبالتالي لا مانع من دخولها بخاتم يحتوي على نقوش دينية أو آيات قرآنية، ما دام محفوظًا ومصونًا عن الامتهان".

هل يشترط جمع حصي رمي الجمرات من خارج مزدلفة؟.. دار الإفتاء توضححكم دفع أموال لشخص لأداء الحج لغير القادر صحيا.. الإفتاء توضحهل يجوز الذهاب للحج "وعليّ أقساط"؟ .. الإفتاء تحسم الجدلالإفتاء: تربية كلب فى المنزل جائزة بشرط

ما يقال عند دخول الخلاء؟

يستحب لمن أراد دخول الحمام -أي الخلاء- أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث؛ لما روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ» متفقٌ عليه.

قال الإمام الشيرازي الشافعي في كتابه "التنبيه" (ص17 ط. عالم الكتب): [إذا أراد قضاء الحاجة فإن كان معه شيء فيه ذكر الله عز وجل نحاه ويقدم رجله اليسرى في الدخول واليمنى في الخروج ويقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه "الشرح الكبير على متن المقنع" (1/ 80 ط. دار الكتاب العربي): [قال رحمه الله: يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول بسم الله؛ لما روى علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول باسم الله» رواه ابن ماجه، ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، ومن الرجس النجس الشيطان الرجيم»؛ لما روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» متفق عليه] اهـ.

طباعة شارك الشيخ خالد عمران أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء دخول الخلاء دخول الحمام

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (والسلاح الأعظم)
  • دعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل
  • هل يجوز دخول الحمام بخاتم عليه آية قرآنية؟.. الإفتاء توضح
  • فاروق جعفر: أيمن الرمادي مدرب جيد.. ولكن المهمة ثقيلة عليه
  • محمد حامد جمعة يكتب: مقالة فيصل
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: .. (آخر التنهيدات)
  • خالد عمر يوسف يكتب: حلول البصيرة ام حمد لمسيرات بورتسودان
  • د.حماد عبدالله يكتب: أهمية الطرق الموازية وخطورتها أيضًا!!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نرجع….)