كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": لا يجد لبنان نفسه معنياً كثيراً بالاتهامات التي توجهها إليه دولة قبرص لجهة أنه يُصدّر إليها أزمة النزوح السوري التي يرزح تحتها منذ سنوات.
فمع تلكؤ المجتمع الدولي عن مساعدته في حل هذه الأزمة، وتراجع التمويل المرصود للنازحين، كما للبنانيين الذين بات الآلاف منهم يرزحون تحت خط الفقر نتيجة هذه الأزمة وغيرها من الأزمات، تقول السلطات اللبنانية إنها تقوم بواجباتها فيما يتعلق بالتصدي للهجرة غير الشرعية عبر البحر، ولكن ضمن إمكاناتها المحدودة، خصوصاً أنها غير قادرة على ضبط الحدود الطويلة مع سوريا بعديد الجيش الحالي.


ودعت قبرص، الأربعاء، الاتحاد الأوروبي لاتخاذ «إجراء قوي» لوقف التدفق الكبير للاجئين الذين يصلون عن طريق البحر عبر لبنان، وهم لاجئون معظمهم من السوريين، قائلة إن قدرة الجزيرة على استقبال اللاجئين وصلت إلى «نقطة الانهيار».
وتم تسجيل وصول أكثر من 600 سوري إلى قبرص خلال 4 أيام فقط، عبر قوارب صغيرة، مستفيدين من الطقس المعتدل، علماً بأن الرحلة البحرية من لبنان أو سوريا إلى قبرص تستغرق نحو 10 ساعات فقط.
وناقش الرئيس القبرصي القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وقال إن لبنان يجب ألا «يُصدّر» مشكلته المتعلقة بالهجرة، كما بحث الموضوع في محادثة هاتفية مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وأعلن ميقاتي خلال جلسة مجلس الوزراء، الخميس، أنه أكد للسلطات القبرصية الحرص على أفضل العلاقات، مشدداً على رفض تصدير أزمة النازحين إليها. وقال ميقاتي: «نحن أمام واقع يجب على العالم تفهمه. النازحون يدخلون إلى لبنان خلسة، ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود. فإذا قررنا ترحيل السوري إلى بلاده نواجَه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا». وأضاف: «تواصلت مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، وتمنيت عليه أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان».
وتشير مصادر أمنية إلى أنه لا شيء تغيَّر فيما يتعلق بعملية التصدي للهجرة غير الشرعية، «إذ كنا وما زلنا نقوم بواجباتنا، ولكن حسب إمكاناتنا المحدودة»، قائلةً لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متروكون في مواجهة هذه المشكلة وحيدين. فالجيش على الحدود البرية مع سوريا لديه 4 أفواج، أي نحو 4 آلاف عنصر، يقومون بتوقيف الداخلين خلسة وعلى المعابر غير الشرعية لإعادتهم، كما يقوم بمداهمات وملاحقات، ويقيم حواجز لهذا الغرض. ومن يتم توقيفهم في داخل لبنان يتم تسليمهم للأمن العام ليرحلهم، ومن يتم توقيفهم على الحدود نعيدهم فوراً إلى الأراضي السورية».
وتوضح المصادر أنه بالنسبة للبحر «فنحن نحاول بقدر إمكاناتنا أن نضبط الوضع، لكن لا شك أن هناك بعض المراكب تتسلل بعيداً عن الأنظار، كما أننا لا نستبعد أن تزداد عمليات التهريب مع بداية الصيف».
وتقول مصادر رسمية لبنانية إن «التمويل الدولي المرصود للنازحين السوريين كما لبرامج دعم اللبنانيين الأكثر فقراً، تراجَع، وبالتحديد من الولايات المتحدة وألمانيا، فيما تمويل الاتحاد الأوروبي لا يزال على حاله. ورغم ذلك، يبقى لبنان ملتزماً القوانين الدولية ومنع تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية عبر شواطئه»، لافتةً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأرقام تشير إلى أنه «عام 2023 انتقل 16 ألف شخص من لبنان بطريقة غير شرعية إلى أوروبا. وتوضح المصادر أن «هذه العمليات تنشط عادةً في تشرين الأول كما مع بداية فصل الصيف».

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

برلماني: زيارة الرئيس اللبناني تؤكد ريادة مصر ودعم الرئيس السيسي الدائم لاستقرار لبنان

أكد النائب عبده أبو عايشه، عضو مجلس الشيوخ، أن زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل دليلاً جديداً على مكانة مصر الإقليمية والدولية، والدور المحوري الذي تقوم به في دعم استقرار الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها لبنان.

عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

وأوضح أبو عايشه، في تصريح صحفي له اليوم، أن لقاء الرئيس السيسي بنظيره اللبناني عكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي تقوم على أساس من الأخوة العربية والتعاون المشترك، مشيراً إلى أن ما ورد في تصريحات الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك يعكس التزاماً راسخاً من مصر بدعم لبنان على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ. أن تأكيد الرئيس السيسي على رفض الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية، والدعوة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، يأتي في إطار موقف مصر الثابت والداعم للسيادة العربية ورفض التدخلات الخارجية، كما يعكس حرص القيادة المصرية على استقرار المنطقة، من خلال دعم المؤسسات الوطنية اللبنانية وتمكينها من القيام بدورها الكامل.

استعداد مصر لتوظيف خبراتها

وأشار عبده ابو عايشه، إلى أن مجالات التعاون التي تم التباحث حولها بين الجانبين، خاصة في قطاعات الاقتصاد، والطاقة، والبنية التحتية، وجهود إعادة الإعمار، تفتح آفاقاً واسعة لعلاقات استراتيجية متينة بين مصر ولبنان، وتؤكد استعداد مصر لتوظيف خبراتها في خدمة الشعب اللبناني الشقيق.

كما نوه نائب الدقهلية. إلى أهمية الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، والدعوة إلى إنهاء العدوان على غزة، وتنفيذ خطة إعادة الإعمار دون تهجير، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، مع التمسك بالحل العادل القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

واختتم النائب عبده ابو عايشه حديثه، بالتأكيد على أن مجلس النواب المصري يدعم كل خطوات الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز التعاون العربي المشترك، والوقوف إلى جانب لبنان حتى يعود إلى مساره الطبيعي كدولة مستقرة وآمنة ومزدهرة.

طباعة شارك السيسي الرئيس السيسي عبد الفتاح السيسي الدول العربية مجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • نساء الجنوب اللبناني يواجهن التحديات ويترشحن للانتخابات البلدية
  • جيش الاحتلال يشن غارات على مناطق بالجنوب اللبناني
  • تفاصيل اجتماع الرئيس عباس مع رئيس الوزراء اللبناني
  • قائد الجيش اللبناني: إسرائيل تعرقل الانتشار الكامل للجيش في الجنوب
  • الرئيس عباس يجتمع مع رئيس مجلس النواب اللبناني
  • سلاح حزب الله في السياقين اللبناني والإقليمي
  • ارتفاع أسعار الأمتعة يشعل أزمة في 7 من كبرى شركات الطيران
  • وزير الطاقة والمياه اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان
  • بلدية غزة نحذر من حدوث أزمة كبيرة في مياه الشرب
  • برلماني: زيارة الرئيس اللبناني تؤكد ريادة مصر ودعم الرئيس السيسي الدائم لاستقرار لبنان