لبنان ٢٤:
2025-10-16@12:12:59 GMT

هل ستندلع حرب لبنان؟ 4 أسئلة تكشف وضع جبهة الجنوب

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

هل ستندلع حرب لبنان؟ 4 أسئلة تكشف وضع جبهة الجنوب

فرضت عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي تحولات كبرى على ميزان الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وتجاوزت كسر قواعد الاشتباك، إلى تغييرات جذرية بطبيعة ومفهوم الحرب بين الطرفين، وانعكس ذلك على المستوطنات الشمالية، وعلى الجنوب اللبناني.

ومع مرور نصف عام على العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة، وامتداد تداعياته إلى جنوب لبنان، تحولت القرى الحدودية لساحة حرب، فهجرت أكثر من 91 ألف جنوبي، واستشهد نحو من 355 بينهم أكثر من 60 مدنيا.



وهنا، طرحت "الجزيرة نت" 4 أسئلة لتقييم أداء حزب الله وإسرائيل بهذه الحرب، وتسأل عن مآلاتها مع كل من المحللين والكاتبين السياسيين، حسين أيوب وعلي حمادة.   ما أبرز التحولات التي فرضها "طوفان الأقصى" على واقع الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة؟ قبل "طوفان الأقصى"، كانت هناك قواعد اشتباك واتفاقات غير موقعة وغير مكتوبة بين إسرائيل وحزب الله، عقب حرب 2006 وصدور القرار 1701، كما يقول المحلل والكاتب السياسي علي حمادة.

ومنذ ذلك الحين، سادت هدنة طويلة على الحدود، وقد أسهم ذلك بتشجيع سكان الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، لإعمار المدن والقرى وإقامة مشاريع سياحية وصناعية وخدماتية وزراعية، "على قاعدة أن توازن الرعب بين الطرفين سيمنع اندلاع الحرب مجددا"، بحسب حمادة.

أما بعد 7 تشرين الأول، فقد انقلبت قواعد الاشتباك المتفق عليها ضمنيا، و"انتقل الجنوب اللبناني لمرحلة المشاغلة والإسناد التي أعلنها حزب الله"، ويقول حمادة إنه "ثمة تغيير جوهري بوضعية الحدود التي أصبحت ملتهبة".

من جانبه، يعدد المحلل والكاتب السياسي حسين أيوب أبرز التحولات غير المسبوقة بمشهد الحدود، منذ إنشاء الدولة الإسرائيلية، ويقول: "للمرة الأولى، يوجد فصيل عربي (حزب الله) بموقع الهجوم وإسرائيل بموقع الدفاع عن النفس. للمرة الأولى، يتم تهجير كتلة سكانية إسرائيلية بالجليل الأعلى والأوسط والغربي، إلى بقعة ثانية، أي أن الإسرائيلي ليس وحده من يُهجر شعوب لبنان وسوريا وفلسطين".

وأضاف: "للمرة الأولى، يُصاب الاقتصاد الإسرائيلي بخسائر بقطاعاته شمالا، سياحة وزراعة وصناعة وخدمات، لتراكم خسائر أصابت وتصيب الاقتصاد الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. وللمرة الأولى يتراجع الجندي الإسرائيلي من مواقعه الأمامية للخلف على جبهة ممتدة بعرض 100 كيلومتر من الناقورة غربا حتى مزارع شبعا شرقا، بعدما دمرها الحزب بالقذائف والصواريخ".

ويتابع المتحدث نفسه: "للمرة الأولى يتكرس مفهوم جبهة مساندة لجبهة قتال رئيسية بغزة، وهذا النموذج قابل للتطوير".   ما الثابت وما المتغير بأداء كل من حزب الله وإسرائيل؟ أثبتت الحروب المتتالية بين حزب الله وإسرائيل أن المتغير أكبر من الثابت، وهنا يقول أيوب: "غداة تحرير الجنوب سنة 2000، قرر حزب الله تكييف بنيته العسكرية والتنظيمية على أساس تعهده بتنفيذ عملية أسر تؤدي لإطلاق الأسرى اللبنانيين الخمسة في سجون إسرائيل وأبرزهم سمير القنطار".

وعندما نفذ العملية بـ12 تموز 2006، وجد الحزب نفسه ليس بمواجهة عملية أسر موضعية، بل بحرب استمرت 33 يوماً خرج منها بدروس كان أبرزها وفق أيوب "الاستعداد لحرب برية آتية حتما، لأن إسرائيل المهزومة بحرب 2006، ستحاول إعادة توازن الرعب واستعادة الهيبة والثقة بجيشها الذي كان يفتخر بأنه لا يُقهر".

وفي العام 2012، وجد الحزب نفسه بحرب على أرض سوريا، وفق أيوب، كانت عكس التي استعد لوقوعها على أرض الجنوب، ويضيف: "انتقل حزب الله من التشكيلات الفدائية الأنصارية السرية لتشكيلات نظامية، وقاتل على الأرض السورية بوصفه جيشاً".

إلى ذلك، وضع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله معادلة الجليل الأعلى مقابل أي تهديد إسرائيلي للبنان. وبالفعل طوال 11 عاما، راكم حزب الله لتلك اللحظة بإنشاء وحدات عسكرية (وحدات النخبة) على غرار "فرقة الرضوان"، تيمنا باسم المسؤول العسكري بالحزب عماد مغنية الحاج رضوان الذي اغتيل بسوريا سنة 2008.

لكن منذ "طوفان الأقصى"، وجدت الفرقة نفسها بحرب استنزاف طويلة والالتزام بعدم المبادرة لرفع سقف المواجهة، بعدما كانت مدربة عقدياً وعسكرياً، بحسب أيوب.

أما علي حمادة، فيجد أن الحزب يريد حرب مشاغلة بضوابط لا تؤدي لحرب شاملة وتراعي مصالح إيران، بينما إسرائيل وفقا له، فتريد وقفا لإطلاق النار، ولا تريد حربا شاملة، لكنها تصعد لكي ترفع الثمن على حزب الله.

بميزان الربح والخسارة بين حزب الله وإسرائيل.. أين يتفوق كل طرف على الآخر؟ هناك تفوق إسرائيلي واضح من الناحية العسكرية والتكنولوجية، والمطاردات والاغتيالات والثمن الذي يدفعه الحزب بين كوادره وقيادته، وفق علي حمادة.

بالمقابل، يتسم حزب الله بالقدرة على التحمل التي تمنع إسرائيل من القول بأنها تفوقت وانتصرت.

ومع ذلك، يُذكر حمادة أن لدى حزب الله خسائر هائلة، وهناك تدمير واسع بمناطق الجنوب، لكن "جبهة الحزب الداخلية، ضمن البيئة الشيعية حصراً، متماسكة نسبياً حتى الآن".

بيد أن الجبهة الداخلية ضمن البيئات الأخرى غير متماسكة، وفق حمادة، ويقول إن "لدى الحزب مشكلة كبيرة مع مختلف الأطراف التي ترفض حرب المساندة، وستتفاقم في ما بعد بأنماط سياسية مختلفة".

ويجد حمادة أن إسرائيل تخوض حربا وجودية و"مستعدة لدفع ثمن أعلى من الذي دفعته قبل طوفان الأقصى، وهذا الجديد بالمسألة".

بالمقابل، يجد حسين أيوب أن الإسرائيلي يتمتع بالقدرة على التفوق بالحرب الجوية والاستخباراتية، بينما يستطيع حزب الله أن يتفوق بمنظومته الصاروخية، وأيضا بأي حرب برية محتملة.

كذلك، يرى علي حمادة أن تعثر المفاوضات سمة المرحلة المقبلة، ويرجح ألا تتوقف إسرائيل عن الحرب قبل إنهاء مسألة رفح وجوارها، عن طريق اجتياح أو عبر القضم المتدرج، والإبقاء على عمليات الكر والفر والتوغل بغية تقويض حركة حماس.

لذا، يرى حمادة أن الجنوب لن يكون بوابة تسوية، ولو توقف القتال بقرار من حزب الله، لأن مطالب إسرائيل الحدودية لا يقبلها الحزب، و"الخوف عندما تطول الأزمات أن تنزلق نحو الأخطر".   كذلك، يرجح حمادة أن يكون الجنوب بوابة لتوسيع الحرب بمستوى أكثر عنفا، وليس حرباً شاملة.

أما من يرجحون الضربة العسكرية الإسرائيلية للبنان، وفق حسين أيوب، فيستندون للآتي:

- الجيش الإسرائيلي بحالة تعبئة شاملة قد تدفعه باتجاه إكمال المعركة، وربما تكون يد الإسرائيلي أكثر قساوة على الزناد، لأن الجزء الأكبر من المدنيين اللبنانيين بالقرى الحدودية نزحوا، مما يخفف الضغط عنها أمام الأميركيين والأوروبيين.

- إسرائيل عاجزة عن تطمين المستوطنين بالشمال للعودة، كما لا تستطيع إقناع يهود العالم بالمجيء إليها. كذلك، فإن إسرائيل لن تجد بواشنطن رئيسا أكثر إسرائيلية من جو بايدن.

لكن أيوب لا يوافق على أن إسرائيل تريد المضي بالمعركة إذا التزم حزب الله بأي هدنة أو وقف للنار بغزة، ويجد مصيرهما مترابطا، استنادا للمعطيات الآتية:

- فكرة أن نتنياهو فاقد للعقل غير دقيقة. فالإسرائيلي يملك آلاف الذرائع بعمليات حزب الله منذ 8 تشرين الأول الماضي، وكان قادراً على خوض الحرب من دون استئذان أحد. لكن "نتنياهو براغماتي، ويعرف متى يقوم بالاستدارة الكاملة"، بحسب أيوب.

- الإسرائيلي يُوسّع رقعة الميدان والأهداف وصولاً إلى استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق، لكن التقديرات أن أكثر من 90% من ضرباته موجهة نحو أهداف محددة.

وأيضاً لا ضوء أخضر أميركيا للمعركة مع لبنان للآن، وإذا كان ملف غزة والضفة إسرائيلياً، فالملف اللبناني أميركي بالدرجة الأولى، ولا يستطيع الإسرائيلي اتخاذ قرار بحجم معركة معه دون الضوء الأخضر الأميركي.

وأخيراً، فإن الكلفة البشرية والاقتصادية والعسكرية التي ستدفعها إسرائيل من حرب لبنان ستكون عالية، بظل المدى الصاروخي الدقيق القادر على استهداف إسرائيل من كريات إلى إيلات. والأهم والأخطر أن حزب الله بمعنى من المعاني، "دُرة التاج" الإيراني بالإقليم، ولا سوريا ولا العراق ولا الحوثي سيقفون على الحياد إذا شُنت الحرب ضد لبنان. (الجزيرة نت)  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وإسرائیل طوفان الأقصى للمرة الأولى علی حمادة

إقرأ أيضاً:

أول أميركية مسلمة تترشح لولاية جورجيا تكشف أهداف حملتها للجزيرة نت

واشنطن- في ولاية أميركية خضعت لهيمنة الجمهوريين لأكثر من عقدين، تخوض النائبة في مجلس نواب جورجيا، رواء رمان -أول امرأة مسلمة تُنتخب في تاريخ الولاية- سباقا استثنائيا على منصب الحاكم.

وتحاول رمان ذات الجذور الفلسطينية والمولودة في الأردن أن تقدم نموذجا جديدا للقيادة السياسية في الجنوب الأميركي، يستند -حسب حملتها-، إلى العدالة الاجتماعية وجرأة الموقف من القضايا العالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

في هذا الحوار، تتحدث رواء رمان للجزيرة نت عن دوافع ترشحها، وموقفها من الحزب الديمقراطي خاصة بعد منعها من إلقاء كلمتها في المؤتمر الوطني للحزب العام الماضي، كما تستعرض ملامح برنامجها الاقتصادي والاجتماعي، وكيف تواجه تحديات الهوية والتمييز في ولاية متأرجحة مثل جورجيا.

وفي ما يلي نص الحوار:

من هي رواء رمان وما الأسباب التي دفعتها للترشح لمنصب حاكم ولاية جورجيا؟

وُلدتُ في الأردن لعائلة فلسطينية لاجئة، ونشأت في الولايات المتحدة منذ طفولتي. وفي عام 2022 فزت بعضوية الهيئة التشريعية في جورجيا، كأول امرأة مسلمة تُنتخب بتاريخ الولاية، وهو فوز شكل نقطة تحول في حياتي العامة.

وبعد أكثر من عقدين من سيطرة الجمهوريين على الحكم، شعرت أن الوقت قد حان للتحرك بشجاعة، خاصة أن الولاية شهدت إغلاق مستشفيات ريفية وتراجعا في مستوى التعليم، فيما لا يزال الحد الأدنى للأجور عند 5.15 دولارات في الساعة، وهو مبلغ لا يكفي للعيش الكريم لأي شخص.

أرغب في تأسيس حركة سياسية تضع مصلحة سكان جورجيا فوق مصالح الشركات الخاصة، وتسعى إلى رفع الأجور، وإعادة تشغيل المستشفيات، وتوفير الغذاء للأطفال، وتمكين المشاريع الصغيرة، إذ أعتبر هذه المعركة معركة عدالة اجتماعية بقدر ما هي معركة سياسية.

كيف تقيّمين فرصك في هذا السباق، لا سيما مع وجود خصوم داخل الحزب الديمقراطي يتمتعون بدعم مالي واسع وشبكات قوية؟ إعلان

عندما أعلنت ترشحي، خشيت أن أبدو حالمة أكثر من اللازم أو متوهمة وساذجة، لكن بعد أسابيع قليلة فوجئت بآلاف المتطوعين من أكثر من 40 مقاطعة يسعون لدعمي من خلال التواصل مع الناخبين، حينها أدركت أنني لست وحدي، وأن التغيير ليس حلما، بل مشروعا جماعيا قابلا للتحقق.

الحزب الديمقراطي لمّا ينخرط في هذا السباق، لكن هناك 7 مرشحين لكل منهم مساره المختلف، والمسار الذي أمثله لا يشاركني فيه أحد، لأنه يعتمد على تعبئة القواعد الشعبية من الشباب والمهاجرين والمسلمين والعرب.

جورجيا اليوم ولاية "أغلبية الأقليات"، لكنّ كثيرين من هؤلاء لا يشاركون في الانتخابات التمهيدية رغم مشاركتهم في الانتخابات العامة، وهم يشكلون القاعدة الطبيعية للجمهوريين، وهدفي هو بناء تحالف واسع من الناخبين الذين لم يسمع أحد صوتهم، لأن التغيير لا يُصنع بالمال بل بالمشاركة. وفي النهاية، من يُحرك الشارع هو من ينتصر.

كما أريد للمتطوعين الذين سيحملون حملتنا أن يكونوا أيضا شركاء في الحكم لاحقا، يمارسون الضغط على ممثليهم في الهيئة التشريعية لتمرير الإصلاحات التي انتخبونا من أجلها.

وهدفي أن تتحول طاقة الحملة إلى حركة ضغط شعبية تتابع عملها بعد الانتخابات، لأن التغيير لا يبدأ يوم الفوز بل يبدأ بعده.

رمان: هناك من يكرهنا ولن يتغير لكن هناك أيضا من لا يعرفنا وحين نحاوره يتغير موقفه تجاهنا (الجزيرة) تبدو إستراتيجيتك مشابهة لحملة زهران ممداني في نيويورك، فكيف تقيّمين تجربته وما الدروس التي يمكن الاستفادة منها؟

نمزح بيننا في الفريق بنكتة دائمة، حيث نكتب على لوحة صغيرة عدد المرات التي يُذكر فيها اسم زهران ممداني خلال اليوم، وقد فقدنا العد من كثرتها، لكن هذا لا يهم لأن زهران خاض بالضبط نوع الحملة التي كنا نحلم بها منذ زمن طويل، حملة قائمة على السياسة الواقعية، والالتصاق بالناس، والتنظيم الميداني الاحترافي.

يعرفه الجميع من خلال مقاطعه المصورة ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن خلف هذه الصورة يوجد فريق ميداني ضخم، وبرامج تدريبية للمتطوعين، وفهم عميق بأن أفضل من يوصل رسالة المرشح هم الناس أنفسهم.

وقد أثبت أن السياسة القاعدية قادرة على الانتصار إذا نُظمت جيدا، وأرى في تجربته برهانا عمليا على أن الحملات المبنية على الإيمان الجماعي يمكنها تغيير المعادلة حتى في مواجهة المال والنفوذ.

كيف تصفين علاقتك بالحزب الديمقراطي بعد منعك من إلقاء كلمتك في مؤتمر الحزب عام 2024 بسبب إشارتك إلى غزة؟ هل تعتقدين أن الحزب يمثل القيم التقدمية التي تؤمنين بها؟

الحزب ليس كيانا موحدا، بل شبكة من مئات التنظيمات المحلية، في مقاطعتي "غوينيت" مثلا، الحزب يعكس تماما القيم التقدمية التي أؤمن بها، لكن على المستوى الوطني، هناك انفصال واضح بين القيادة والقاعدة الشعبية.

ما حدث في المؤتمر لم يفاجئني، لكنه خيب أملي، فحين يُمنع سياسي من الحديث عن معاناة الأطفال في غزة، يفقد الحزب جزءا من مصداقيته، وكثير من الناخبين قالوا لي "إذا لم يستطع قادتنا قول الحقيقة عن ما يحدث في فلسطين، فكيف نثق بهم حين يتحدثون عن العدالة هنا؟".

إعلان

لهذا أقول دائما إن العدالة لا تتجزأ، ومن يخاف قول الحقيقة عن فلسطين لن يجرؤ على مواجهة الفساد في بلاده، ومن يخاف مواجهة اللوبيات في الخارج، لن يجرؤ على مواجهة نفوذ الشركات الكبرى في الداخل.

يتحدث برنامجك الانتخابي عن رفع الحد الأدنى للأجور وإعادة فتح المستشفيات الريفية ودعم برامج "ميديكيد".. كيف ستنفذين هذه الخطط في هيئة تشريعية يهيمن عليها الجمهوريون؟

لقد سئم الناس في جورجيا، بما في ذلك الناخبون الجمهوريون؛ إذ يعترف العديد من زملائي في الهيئة التشريعية من الحزب الآخر بأن المواطنين لم يعد بإمكانهم تحمل تكاليف المعيشة، وإذا فزت سأطرح تشريعاتي منذ اليوم الأول عبر نواب منتخبين يُعرفون باسم قادة المنصة التشريعية (Floor Leaders)، وهم من يقدمون مشاريع القوانين نيابة عن الحاكم.

سيتم رفع الأجور إلى 15 دولارا (في الساعة) تدريجيا، مع إلزام الشركات الكبرى بالتطبيق بسرعة، بينما تُمنح الشركات الصغيرة فترة انتقالية أطول مع بعض الإعفاءات الضريبية، كما سنعيد التوازن الضريبي لصالح المشاريع المحلية بدل الشركات الكبرى.

أما المستشفيات الريفية، فتعود الأزمة فيها أساسا إلى رفض الولاية توسيع برنامج ميديكيد (برنامج حكومي في الولايات المتحدة يهدف إلى توفير الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الدخل المحدود والعائلات ذات الموارد المالية المحدودة)، وهذا الرفض لا يؤثر فقط على الفقراء، بل يثقل كاهل أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يواجهون تكاليف الرعاية الصحية لموظفيهم.

وبالتالي فإن توسيع التغطية سيخفف العبء عنهم ويخلق بيئة تنافسية عادلة، لذلك، فإن توسيع ميديكيد ليس مجرد قرار إنساني، بل هو إصلاح اقتصادي يعيد التوازن إلى سوق العمل.

Now is the time to be brave. Republicans in Georgia have controlled our state for over 20 years leading to underfunded schools, closing hospitals, & low wages stuck at $5.15.

I'm running for Governor to change that. pic.twitter.com/E37ZDQgCb6

— Ruwa Romman (@ruwaromman) September 29, 2025

كيف تؤثر، في نظرك، خلفيتك الفلسطينية المسلمة على حملتك الانتخابية؟

أذكر أنه في اليوم الثاني فقط من الحملة الانتخابية، شنت الناشطة لورا لومر، المعروفة بعدائها للمسلمين، هجوما حادا عليّ، فانهالت بعدها منشورات أنصارها على مواقع التواصل، لكن المفاجأة كانت أن رد الفعل الشعبي جاء معاكسا تماما، حيث تدفقت رسائل الدعم من داخل جورجيا وخارجها.

لذلك، أنا واقعية، هناك من يكرهنا ولن يتغير، لكن هناك أيضا من لا يعرفنا، وحين نحاوره يتغير موقفه. حين يسألني البعض كيف سأتعامل مع الهجمات ضدي كمسلمة أو فلسطينية، أقول لهم، إذا كان حاكمكم فلسطينيا، فيجب أن تعلموا أن لديكم من لن يتخلف عن المعركة دفاعا عنكم، هذا جزء من تكويني.

العرب والجنوبيون الأميركيون متشابهون أكثر مما يظنون، قيم الإيمان والعائلة والكرامة تجمعنا، والفارق الوحيد أننا نحتسي الشاي بطرق مختلفة، بعضنا يفضله ساخنا وبعضنا مثلجا.

ما رسالتكِ للعرب والمسلمين والأقليات في أميركا، خاصة من يشعرون أن السياسة الأميركية لا تمثلهم؟

كل صوت مهم، أتذكر أن أحد أعضاء المجلس البلدي في مدينتي فاز بفارق 4 أصوات فقط. وفي انتخابات 2020، فاز بايدن في جورجيا بفارق لا يتجاوز 11 ألف صوت، أي أقل من 100 صوت في كل مقاطعة، حين يقول أحدهم إن صوته لا يغير شيئا، أقول له إن هذا بالضبط ما يريده خصومه.

وأذكر حين بدأت التطوع في حملة ميشيل نن وجايسون كارتر عام 2014، قال لي كثيرون "جورجيا ستظل جمهورية إلى الأبد"، لكن بعد 6 سنوات فقط، تغير الواقع.

التحول لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل منظم طويل قادته منظمات محلية ظلت مهمشة لسنوات، لكن الحفاظ عليه يتطلب استمرار المشاركة، لهذا أركز على جعل الشباب والمهاجرين جزءا من صنع القرار، لا مجرد ناخبين موسميين.

إعلان

وأعتقد أن ما نشهده اليوم، خصوصا بعد المأساة التي خلفتها الإبادة في غزة، يحمّلنا مسؤولية أخلاقية لتغيير الواقع السياسي حيثما استطعنا، وهذا يعني العمل على كل مستوى من مستويات الحكم، لأننا رأينا مجالس مدن ومجالس مقاطعات تحاول تمرير قرارات تمنع التظاهر.

وبالتالي، أتفهم تركيز الناس على السياسة الوطنية، لكن أذكرهم بأن كل سياسة ظالمة بدأت يوما في ولاية ما. وهنا تكمن قوتنا الحقيقية، وبالمقاومة المدنية نستطيع إيقاف كثير من الظلم قبل أن يتفاقم.

مقالات مشابهة

  • مجموعة العشرين: لوقف العدوان الإسرائيلي وإعادة إعمار الجنوب
  • أول أميركية مسلمة تترشح لولاية جورجيا تكشف أهداف حملتها للجزيرة نت
  • فضل الله: تأكيد على صمود المقاومة ودعم إعادة إعمار الجنوب
  • رغم وقف إطلاق النار.. إسرائيل تقصف سيارة جنوب لبنان
  • ندى حمادة معوّض تنفي أي توتر مع رجي
  • هل تفتح إسرائيل جبهة اليمن بعد غزة؟ قراءة في احتمالات المواجهة مع الحوثيين
  • اجتماعات الميكانيزم بين التصعيد الإسرائيلي ومشاريع ترامب للسلام
  • عدوان إسرائيل من المقاتلين إلى المهندسين والجرافات:ممنوع إعمار الجنوب
  • حزب الله يستخدم تحية هتلر.. إقرأوا ما قيلَ في إسرائيل
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار