أول أميركية مسلمة تترشح لولاية جورجيا تكشف أهداف حملتها للجزيرة نت
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
واشنطن- في ولاية أميركية خضعت لهيمنة الجمهوريين لأكثر من عقدين، تخوض النائبة في مجلس نواب جورجيا، رواء رمان -أول امرأة مسلمة تُنتخب في تاريخ الولاية- سباقا استثنائيا على منصب الحاكم.
وتحاول رمان ذات الجذور الفلسطينية والمولودة في الأردن أن تقدم نموذجا جديدا للقيادة السياسية في الجنوب الأميركي، يستند -حسب حملتها-، إلى العدالة الاجتماعية وجرأة الموقف من القضايا العالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
في هذا الحوار، تتحدث رواء رمان للجزيرة نت عن دوافع ترشحها، وموقفها من الحزب الديمقراطي خاصة بعد منعها من إلقاء كلمتها في المؤتمر الوطني للحزب العام الماضي، كما تستعرض ملامح برنامجها الاقتصادي والاجتماعي، وكيف تواجه تحديات الهوية والتمييز في ولاية متأرجحة مثل جورجيا.
وفي ما يلي نص الحوار:
من هي رواء رمان وما الأسباب التي دفعتها للترشح لمنصب حاكم ولاية جورجيا؟وُلدتُ في الأردن لعائلة فلسطينية لاجئة، ونشأت في الولايات المتحدة منذ طفولتي. وفي عام 2022 فزت بعضوية الهيئة التشريعية في جورجيا، كأول امرأة مسلمة تُنتخب بتاريخ الولاية، وهو فوز شكل نقطة تحول في حياتي العامة.
وبعد أكثر من عقدين من سيطرة الجمهوريين على الحكم، شعرت أن الوقت قد حان للتحرك بشجاعة، خاصة أن الولاية شهدت إغلاق مستشفيات ريفية وتراجعا في مستوى التعليم، فيما لا يزال الحد الأدنى للأجور عند 5.15 دولارات في الساعة، وهو مبلغ لا يكفي للعيش الكريم لأي شخص.
أرغب في تأسيس حركة سياسية تضع مصلحة سكان جورجيا فوق مصالح الشركات الخاصة، وتسعى إلى رفع الأجور، وإعادة تشغيل المستشفيات، وتوفير الغذاء للأطفال، وتمكين المشاريع الصغيرة، إذ أعتبر هذه المعركة معركة عدالة اجتماعية بقدر ما هي معركة سياسية.
كيف تقيّمين فرصك في هذا السباق، لا سيما مع وجود خصوم داخل الحزب الديمقراطي يتمتعون بدعم مالي واسع وشبكات قوية؟ إعلانعندما أعلنت ترشحي، خشيت أن أبدو حالمة أكثر من اللازم أو متوهمة وساذجة، لكن بعد أسابيع قليلة فوجئت بآلاف المتطوعين من أكثر من 40 مقاطعة يسعون لدعمي من خلال التواصل مع الناخبين، حينها أدركت أنني لست وحدي، وأن التغيير ليس حلما، بل مشروعا جماعيا قابلا للتحقق.
الحزب الديمقراطي لمّا ينخرط في هذا السباق، لكن هناك 7 مرشحين لكل منهم مساره المختلف، والمسار الذي أمثله لا يشاركني فيه أحد، لأنه يعتمد على تعبئة القواعد الشعبية من الشباب والمهاجرين والمسلمين والعرب.
جورجيا اليوم ولاية "أغلبية الأقليات"، لكنّ كثيرين من هؤلاء لا يشاركون في الانتخابات التمهيدية رغم مشاركتهم في الانتخابات العامة، وهم يشكلون القاعدة الطبيعية للجمهوريين، وهدفي هو بناء تحالف واسع من الناخبين الذين لم يسمع أحد صوتهم، لأن التغيير لا يُصنع بالمال بل بالمشاركة. وفي النهاية، من يُحرك الشارع هو من ينتصر.
كما أريد للمتطوعين الذين سيحملون حملتنا أن يكونوا أيضا شركاء في الحكم لاحقا، يمارسون الضغط على ممثليهم في الهيئة التشريعية لتمرير الإصلاحات التي انتخبونا من أجلها.
وهدفي أن تتحول طاقة الحملة إلى حركة ضغط شعبية تتابع عملها بعد الانتخابات، لأن التغيير لا يبدأ يوم الفوز بل يبدأ بعده.
نمزح بيننا في الفريق بنكتة دائمة، حيث نكتب على لوحة صغيرة عدد المرات التي يُذكر فيها اسم زهران ممداني خلال اليوم، وقد فقدنا العد من كثرتها، لكن هذا لا يهم لأن زهران خاض بالضبط نوع الحملة التي كنا نحلم بها منذ زمن طويل، حملة قائمة على السياسة الواقعية، والالتصاق بالناس، والتنظيم الميداني الاحترافي.
يعرفه الجميع من خلال مقاطعه المصورة ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن خلف هذه الصورة يوجد فريق ميداني ضخم، وبرامج تدريبية للمتطوعين، وفهم عميق بأن أفضل من يوصل رسالة المرشح هم الناس أنفسهم.
وقد أثبت أن السياسة القاعدية قادرة على الانتصار إذا نُظمت جيدا، وأرى في تجربته برهانا عمليا على أن الحملات المبنية على الإيمان الجماعي يمكنها تغيير المعادلة حتى في مواجهة المال والنفوذ.
كيف تصفين علاقتك بالحزب الديمقراطي بعد منعك من إلقاء كلمتك في مؤتمر الحزب عام 2024 بسبب إشارتك إلى غزة؟ هل تعتقدين أن الحزب يمثل القيم التقدمية التي تؤمنين بها؟الحزب ليس كيانا موحدا، بل شبكة من مئات التنظيمات المحلية، في مقاطعتي "غوينيت" مثلا، الحزب يعكس تماما القيم التقدمية التي أؤمن بها، لكن على المستوى الوطني، هناك انفصال واضح بين القيادة والقاعدة الشعبية.
ما حدث في المؤتمر لم يفاجئني، لكنه خيب أملي، فحين يُمنع سياسي من الحديث عن معاناة الأطفال في غزة، يفقد الحزب جزءا من مصداقيته، وكثير من الناخبين قالوا لي "إذا لم يستطع قادتنا قول الحقيقة عن ما يحدث في فلسطين، فكيف نثق بهم حين يتحدثون عن العدالة هنا؟".
إعلانلهذا أقول دائما إن العدالة لا تتجزأ، ومن يخاف قول الحقيقة عن فلسطين لن يجرؤ على مواجهة الفساد في بلاده، ومن يخاف مواجهة اللوبيات في الخارج، لن يجرؤ على مواجهة نفوذ الشركات الكبرى في الداخل.
يتحدث برنامجك الانتخابي عن رفع الحد الأدنى للأجور وإعادة فتح المستشفيات الريفية ودعم برامج "ميديكيد".. كيف ستنفذين هذه الخطط في هيئة تشريعية يهيمن عليها الجمهوريون؟لقد سئم الناس في جورجيا، بما في ذلك الناخبون الجمهوريون؛ إذ يعترف العديد من زملائي في الهيئة التشريعية من الحزب الآخر بأن المواطنين لم يعد بإمكانهم تحمل تكاليف المعيشة، وإذا فزت سأطرح تشريعاتي منذ اليوم الأول عبر نواب منتخبين يُعرفون باسم قادة المنصة التشريعية (Floor Leaders)، وهم من يقدمون مشاريع القوانين نيابة عن الحاكم.
سيتم رفع الأجور إلى 15 دولارا (في الساعة) تدريجيا، مع إلزام الشركات الكبرى بالتطبيق بسرعة، بينما تُمنح الشركات الصغيرة فترة انتقالية أطول مع بعض الإعفاءات الضريبية، كما سنعيد التوازن الضريبي لصالح المشاريع المحلية بدل الشركات الكبرى.
أما المستشفيات الريفية، فتعود الأزمة فيها أساسا إلى رفض الولاية توسيع برنامج ميديكيد (برنامج حكومي في الولايات المتحدة يهدف إلى توفير الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الدخل المحدود والعائلات ذات الموارد المالية المحدودة)، وهذا الرفض لا يؤثر فقط على الفقراء، بل يثقل كاهل أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يواجهون تكاليف الرعاية الصحية لموظفيهم.
وبالتالي فإن توسيع التغطية سيخفف العبء عنهم ويخلق بيئة تنافسية عادلة، لذلك، فإن توسيع ميديكيد ليس مجرد قرار إنساني، بل هو إصلاح اقتصادي يعيد التوازن إلى سوق العمل.
Now is the time to be brave. Republicans in Georgia have controlled our state for over 20 years leading to underfunded schools, closing hospitals, & low wages stuck at $5.15.
I'm running for Governor to change that. pic.twitter.com/E37ZDQgCb6
— Ruwa Romman (@ruwaromman) September 29, 2025
كيف تؤثر، في نظرك، خلفيتك الفلسطينية المسلمة على حملتك الانتخابية؟أذكر أنه في اليوم الثاني فقط من الحملة الانتخابية، شنت الناشطة لورا لومر، المعروفة بعدائها للمسلمين، هجوما حادا عليّ، فانهالت بعدها منشورات أنصارها على مواقع التواصل، لكن المفاجأة كانت أن رد الفعل الشعبي جاء معاكسا تماما، حيث تدفقت رسائل الدعم من داخل جورجيا وخارجها.
لذلك، أنا واقعية، هناك من يكرهنا ولن يتغير، لكن هناك أيضا من لا يعرفنا، وحين نحاوره يتغير موقفه. حين يسألني البعض كيف سأتعامل مع الهجمات ضدي كمسلمة أو فلسطينية، أقول لهم، إذا كان حاكمكم فلسطينيا، فيجب أن تعلموا أن لديكم من لن يتخلف عن المعركة دفاعا عنكم، هذا جزء من تكويني.
العرب والجنوبيون الأميركيون متشابهون أكثر مما يظنون، قيم الإيمان والعائلة والكرامة تجمعنا، والفارق الوحيد أننا نحتسي الشاي بطرق مختلفة، بعضنا يفضله ساخنا وبعضنا مثلجا.
ما رسالتكِ للعرب والمسلمين والأقليات في أميركا، خاصة من يشعرون أن السياسة الأميركية لا تمثلهم؟كل صوت مهم، أتذكر أن أحد أعضاء المجلس البلدي في مدينتي فاز بفارق 4 أصوات فقط. وفي انتخابات 2020، فاز بايدن في جورجيا بفارق لا يتجاوز 11 ألف صوت، أي أقل من 100 صوت في كل مقاطعة، حين يقول أحدهم إن صوته لا يغير شيئا، أقول له إن هذا بالضبط ما يريده خصومه.
وأذكر حين بدأت التطوع في حملة ميشيل نن وجايسون كارتر عام 2014، قال لي كثيرون "جورجيا ستظل جمهورية إلى الأبد"، لكن بعد 6 سنوات فقط، تغير الواقع.
التحول لم يكن صدفة، بل ثمرة عمل منظم طويل قادته منظمات محلية ظلت مهمشة لسنوات، لكن الحفاظ عليه يتطلب استمرار المشاركة، لهذا أركز على جعل الشباب والمهاجرين جزءا من صنع القرار، لا مجرد ناخبين موسميين.
إعلانوأعتقد أن ما نشهده اليوم، خصوصا بعد المأساة التي خلفتها الإبادة في غزة، يحمّلنا مسؤولية أخلاقية لتغيير الواقع السياسي حيثما استطعنا، وهذا يعني العمل على كل مستوى من مستويات الحكم، لأننا رأينا مجالس مدن ومجالس مقاطعات تحاول تمرير قرارات تمنع التظاهر.
وبالتالي، أتفهم تركيز الناس على السياسة الوطنية، لكن أذكرهم بأن كل سياسة ظالمة بدأت يوما في ولاية ما. وهنا تكمن قوتنا الحقيقية، وبالمقاومة المدنية نستطيع إيقاف كثير من الظلم قبل أن يتفاقم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الحزب الدیمقراطی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب يخاطر بحياته المهنية من أجل جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا الفاتنة (ما القصة؟)
تصدرت مغازلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، على هامش حضورهما فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام، عناوين الأخبار خلال الساعات الأخيرة حيث امتدح جمالها باعتبار إنها كانت المرأة الوحيدة المشارك.