يمانيون:
2024-06-01@08:28:05 GMT

السيد عبدالملك الحوثي هو المفاجأة وليس اليمن

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

السيد عبدالملك الحوثي هو المفاجأة وليس اليمن

ناصر قنديل

شعب اليمن العظيم لم يتغيّر في حبه لفلسطين ونهضته لنصرة القضايا العربية، وتاريخ ساحاته شاهد على ذلك. قدرة اليمن على تحقيق معجزات ترفع مكانة العرب في العمارة والحضارة واللغة لم تتغيّر، ومنجزات اليمن حاضرة غير قابلة للإلغاء أو التهميش… الذي تغير هو أن اليمن وجد قائداً استثنائياً فذاً، عقائدياً حتى النخاع الشوكي، استراتيجياً من طراز رفيع، ذكاء سياسيّ مركّب متعدّد المهارات، قدرة توعوية وتثقيفية ودعوية سجاليّة وإقناعية لافتة ومبهرة، شجاعة ميدانية بخلفية استعداد عالٍ للتضحية لا تضاهى… السيد عبدالملك الحوثي هو هذا القائد.

لقد راقب اليمنيون مسيرة هذا القائد وتوثقوا من صدقه وعمق رؤيته وصواب منهجه، فوثقوا به قائداً. وكان مرور الأيام والشهور والسنوات شاهداً على اتساع قاعدة هؤلاء الذين يتوثقون فيثقون. وشيئاً فشيئاً نجح السيد عبدالملك باستقطاب شرائح من النخب والمثقفين والشعراء والكتاب والمفكرين، وبإشعال مشاعر النخوة والشعور بالعزة والكرامة لدى العشائر العربية العريقة في اليمن، فحصل على مبايعة هؤلاء كزعيم سياسيّ، دون أن يضعف ذلك من وهج عقائديّته والتزام محازبيه العقائديين وولائهم.

كانت تجربة السيد عبدالملك في حروب صعدة قبل ما سُمّي بـ»الربيع العربي» وما لحق اليمن منه، فرصة لبناء النواة الصلبة لتنظيم أنصار الله. وهي نواة ثقافية عقائدية نضالية وعسكرية، تشرّبت مع السيد عبدالملك أهمية الجمع بين خصوصيتها العقائدية ووطنية يمنية مخلصة، وعروبة صافية، وإسلام منفتح، فتحوّلت تلك القبضة من المؤمنين الواثقين إلى قيادة يمنية موثوقة. وجاءت الثورات العربية التي فرضت حضورها في اليمن فرصة لحضور أنصار الله في معادلات حوارات يمنية، وفتحت الباب لتظهير مشروع سياسي يمني يحمله أنصار الله، ويتعرّف عليه اليمنيون. وعندما حان الوقت في العام 2014 نجح أنصار الله باستقطاب غالبية شعبية وعسكرية أتاحت انتفاضة بيضاء سيطرت على أغلب الجغرافيا اليمنية دون قتال، في ظل ولاية منتهية لرئيس ركيك ضعيف لا يشبه اليمن بشيء.

تعرّض اليمن، خلال سنوات ما بعد الحرب الظالمة التي شنت عليه، لتشويه كبير، وحصار أكبر، وكان المناخ العربي الشعبي والسياسي على مستوى الحكومات والأحزاب عدائياً بحق اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك. لم يفتّ ذلك في عضد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك، بل زادهم تعلقاً بالصبر سلاحاً، والمثابرة على موقف الحق الدفاعي المشروع حتى تقف الحرب الظالمة.

ورغم كل مرارة الحرب لم يتردّد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك في مد اليد للجار الأبرز والأهم، الذي تمثله السعودية، والذي كان يقود الحرب، والمعادلة هي: نكون أقوى معاً، والحرب بلا أفق، وذراع اليمن لن يكسر، وإرادته لن تصادر، ولن يكون حديقة خلفية لأحد؛ لكنه ليس مشروع عداء واستهداف وتآمر ضد أحد، خصوصاً السعودية، رغم الحرب، ورغم مشروعية الخلاف في النظرة للكثير من العناوين. والحرب على اليمن بنظر اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك هي حرب أمريكية – «إسرائيلية»، فلماذا يتحمل الجار والشقيق عبء ما تمثل من شرّ ويكون هو رأس حربتها؟!

جاء «طوفان الأقصى» ليظهر لليمنيين والعرب والمسلمين والعالم ماذا يمثل اليمن، وكيف يفكّر أنصار الله، وماهية مشروع السيد عبدالملك. وانطلقت مسيرة نصرة غزة التي حوّلت البحر الأحمر إلى ممر مائي يحاصر منه كيان الاحتلال، وتعجز أمريكا عن كسر الحصار. وأمسك اليمن بقيادة السيد عبدالملك بحق النقض (الفيتو) في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن. وكلما قال الأمريكي: لا لوقف الحرب على غزة ولا لفك الحصار عنها؛ قال اليمن: لا لعبور السفن «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية شركاء العدوان على غزة. فأكل العرب أصابعهم ندامة على ظلمهم لليمن، وهم يرونه بأمّ العين ينازل أمريكا كل يوم ويفوز عليها، ويكتشفون كم هو الأمريكي ضعيف عندما لا يمنحه العرب غطاء لحروبه، وكم هو اليمن عزيز الذي لم يستعمل قوته في البحر الأحمر لأجل ذاته، لكنه لم يبخل بوضعها في كفة الميزان عندما صارت نصرة غزة في الكفة الموازية، حتى صار علم اليمن وصور السيد عبدالملك وصوت العميد يحيى سريع من رموز فلسطين ونصرتها على مساحة العالم.

اليمن اليوم هو مفاجأة ما بعد الطوفان. وكما كان الطوفان مفاجأة أظهرت أن المفاجأة هي شعب غزة ومقاومتها الأقرب إلى أساطير الإغريق في صناعة البطولات، أظهرت مفاجأة اليمن المفاجأة السارة التي مثّلها وجود قائد تاريخي استثنائي عربي هو السيد عبدالملك الحوثي، يفخر اليمنيون بالانتساب إلى مدرسته، ويفخر كل عربي حر شريف بأنه يعيش في زمانه. ومَن سمعه بالأمس وهو يتحدث عن مقاومة حزب الله ويترافع عن إنجازاتها، تيقن بأن مدرسة الأخلاق التي افتتحتها المقاومة في السياسة الحديثة هي سر من أسرار انتصاراتها.

# السيد القائد#السيد عبدالملك بدرالدين الحوثيً#اليمن#ناصر قنديل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک

إقرأ أيضاً:

أنشأ مقر قيادة في اليمن وجنَّد المرتزقة.. فيلق القدس يشرف على عمليات الحوثي في البحر الأحمر

باتت الصورة واضحة من خلال التقارير والمعلومات الاستخباراتية التي يتم الكشف عنها تباعاً بشأن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في الإشراف والمتابعة للعمليات الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي، ضد السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمنطقة المجاورة له.

طرق الدعم الإيراني المقدمة عبر فيلق القدس للحوثيين متعددة، فهناك وحدات وفرقة متعددة للإشراف على تجنيد وتدريب عناصر حوثية للقيام بالمهام لضرب واستهداف السفن والأهداف البحرية، ووحدات متخصصة بتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة لدروع السفن، إضافة إلى الألغام البحرية العائمة.

التقرير الأخير الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كشف أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قام بتجنيد وحدات مرتزقة حوثية إرهابية بعد تدريبها في إيران لأجل تنفيذ مخطط استهداف السفن والملاحة في باب المندب، الممر الاستراتيجي الهام الذي يربط قارات العالم. 

وحدات إرهابية

وفقاً لتقرير مجلس المقاومة الإيرانية، فإن الوحدة الإرهابية الحوثية تلقت تدريبيات عسكرية بحرية مكثفة، وهي وحدات جديدة المنشأ يتم إعطاؤها الكثير المهارات على كيفية مهاجمة السفن والقرصنة وعمليات التفجير وغيرها من الأعمال التي باتت تمارسها المليشيا الحوثية بشكل علني لعرقلة خطوط التجارة العالمية ليس فقط في البحر الأحمر بل امتدت إلى باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي.

ويؤكد التقرير أنه بعد الضربة الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عام 2020، تضررت قدرة إيران على التأثير على الدول المجاورة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا. وجاء في التقرير: "للتعويض عن هذا الفشل، لجأ الحرس إلى التدخل في اليمن، لا سيما الأنشطة الإرهابية البحرية المتصاعدة وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه".

وبحسب الكاتبة والمحللة السياسية، رولا القط، فإن الخلايا الإرهابية التي شكلها فيلق القدس الإرهابي التابع للنظام الإيراني لشن هجمات إرهابية ضد السفن والأهداف البحرية الأخرى في الشرق الأوسط تلقت تدريبات مكثفة ومسلحة بشكل كامل من قبل إيران لتنفيذ أهدافها وأجندتها المحددة لها. 

إشراف إيران مباشر 

في يناير من العام 2020، جرى الإعلان عن تخرج نحو 200 من عناصر مليشيا الحوثي، من دورات عسكرية بحرية تلقوها داخل ما تسمى أكاديمية خامنئ للعلوم والتكنولوجيا البحرية. وتلت هذه الدفعة دفعات أخرى جرى تدريبها عبر وحدات بحرية بالوكالة تقوم بالتدريبات لهذه الخلايا الحوثية.

موقع أكاديمية خامنئي، الواقعة في مدينة زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان شمال إيران، ساهم بشكل كبير في تدريب الخلايا الإرهابية الحوثية التي عادت لليمن لتنفيذ المخطط المحدد في ضربة الملاحة البحرية تحت مبرر شماعة "نصرة غزة ودعم الشعب الفلسطيني".

وأشارت الكاتبة إلى أن فيلق القدس التابع لقوات الحرس أنشأ مقرًا للقيادة في اليمن، وهذا المقر مشغول بتجنيد قوات مليشيا الحوثي الذين يتم إرسالهم إلى إيران لتلقي التدريب، حيث يوفر فيلق القدس التدريب في دورات بحرية متخصصة لقائمة طويلة من القوات العميلة التي لا تأتي من اليمن فحسب، بل من العراق وسوريا ولبنان ودول إفريقية أيضًا. ثم يتم إرسال هؤلاء المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل خلايا إرهابية بحرية وتنفيذ هجمات بناءً على أوامر من فيلق القدس.

مراكب للتهريب

تقارير متعددة آخرها تقرير للمعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق" كشفت عن امتلاك فيلق القدس شبكة تهريب واسعة مشغولة بتوفير الأسلحة والمعدات لوكلائه المكلفين بتنفيذ هجمات بحرية. ولعل أبرز ما تم التنبه له هو استغلال فيلق القدس للدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر، خصوصا الصومال لأجل تهريب الأسلحة والدعم العسكري الإيراني إلى ذراعهم في اليمن.

وفقاً للمعلومات تعد الصومال نقطة رئيسة في محور عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية صوب اليمن، حيث يستغل فيلق القدس المراكب الصغيرة والزعائم التي تنطلق من الصومال إلى موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية بحجة التبادل التجاري، لأجل عمليات التهريب. 

كما أن القيادة المشتركة لقوات التحالف الدولي، كشفت عن ضبط عدد من المراكب الشراعية والسفن الصغيرة في خليج عُمان، وهي تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات التي كانت في طريقها لصالح مليشيا الحوثي في اليمن. 

وبحسب تقارير المعارضة الإيرانية يعتبر ميناء جاسك أحد أهم موانئ إيران المستخدمة لنقل الشحنات المحددة على المراكب الشراعية وإرسالها إلى وجهاتها. تلقى الحوثيون في اليمن زوارق سريعة وصواريخ وألغامًا وأسلحة أخرى من فيلق القدس التابع لقوات الحرس.

تصعيد مدروس

ما يجري اليوم من تصعيد حوثي في البحر الأحمر، بعيد كل البعد عن شماعة "نصرة غزة"، فالكثير من الدلائل والحقائق والمؤشرات تؤكد أن المليشيا الحوثية ماضية في تهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الاستراتيجي، خدمة لأهداف إيران وأجندتها الواضحة في الحصول على مكاسب لصالح ملفها النووي.

وقالت الكاتبة والمحللة السياسية رولا القط، إن هذا السلوك المزعزع للاستقرار قد تصاعد منذ صعود المتشدد إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة، حيث اشتد التدخل المدمر لفيلق القدس في المنطقة، وكذلك الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي تشنها طهران، موضحة أن تصعيد النظام الإيراني للعنف البحري يتماشى مع تصعيده لهجمات الطائرات بدون طيار في دول الخليج، فضلاً عن تحدياته النووية.


مقالات مشابهة

  • إنطلاق المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني لجهة الشمال كرافعة إقتصادية لإحداث فرص الشغل
  • 50 مدرساً وعاملاً انطلقوا جميعهم من دافع إيماني واستجابة لله ورسوله والسيد القائد
  • السيد نصرالله يعلن التضامن الكامل مع اليمن شعبا وجيشا أمام العدوان الأمريكي البريطاني
  • عاجل : محافظ البنك المركزي يقود معركة استعادة الاقتصاد اليمني والعملة الوطنية وينسف رواية زعيم الحوثيين ويعلن : قراراتنا سيادية وليس لها أي صلة باي جهات داخلية او إقليمية
  • أمريكا وبريطانيا تعلنان شن ضربات ضد 13 هدفا لـ”أنصار الله” في اليمن
  • أنشأ مقر قيادة في اليمن وجنَّد المرتزقة.. فيلق القدس يشرف على عمليات الحوثي في البحر الأحمر
  • أقوى ضربة مزلزلة تهز عبدالملك الحوثي .. والأخير يصرخ ويستغيث بالسعودية لإنقاذه
  • عبدالملك الحوثي يرد شخصيا على قرارات البنك المركزي اليمني الأخيرة.. لن تصدق ماذا قال!
  • العجري: تحذيرات السيد القائد بخصوص البنوك جدية وجاهزون لكل الاحتمال
  • أنصار الله يتوعدون السعودية والإمارات بحرب لا تبقي ولا تذر.. تطورات خطيرة