الأخوة الإسلامية.. حقوقها ومفسداتها
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
جعل الله الأخوة سمة المؤمنين فى الدنيا فقال: «إنما المؤمنون إخوة» وجعلها الله كذلك سمة المؤمنين فى الآخرة حين قال: «ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين»، وهى أعظم نعمة امتن الله بها على عباده «واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا»، وقال: «هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم».
وهذه الأخوة سببها الإيمان والعقيدة فهى أخوة قائمة على الحب لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم: «أوثق عرى الإيمان الحب فى الله والبغض فى الله» فرابط أخوة الدين والعقيدة أقوى من رابط النسب، لذا لما قال نوح «رب أن ابنى من أهلى وأن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين» قال له المولى سبحانه «يا نوح أنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح فلا تسألنى ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين».
أما حقوق الأخوة والصحبة فالحق الأول فى المال، قال حكيم: «والله إنى لأستحى من الله تعالى أن أسأل لأخ من إخوانى الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم».
الحق الثانى طعام الإخوان وكسوتهم: لقول الإمام على: «لأن أجمع نفرا من أصحابى على صاع لى أحب إلى من عتق رقبة».
الحق الثالث: الإعانة بالنفس والبدن فى قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال، وصدق النبى صلى الله عليه وسلك حين قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم». ولهذا يجب دوام زيارتهم فى الله لما لذلك من عظيم الأجر عن الله سبحانه وتعالى.
الحق الرابع: حق الأخ على اللسان بالسكوت مرة والنطق مرة أخرى، وذلك بالسكوت عن ذكر عيب فى حضوره وغيابه والسكوت على أسراره وعدم البوح بها.
الحق الخامس: العفو عن الزلات والهفوات «لا تقطع أخاك ولا تهجره إذا أذنب فإن يرتكبه اليوم ويتركه غدا».
الحق السادس: دوام الدعاء له حيا وميتا قال: «إذا دعا وكل الله ملكا يؤمن على دعائه ويقول ولك مثله».
الحق السابع: الوفاء والإخلاص بدوام محبته حتى بعد موته مع أولاده وأصدقائه ومحبيه.
أما مفسدات الأخوة فأولها الطمع فى الدنيا أو فيما عند الناس وثانيها التفريط فى الطاعات وثالثها الوقوع فى المخالفات الشرعية ورابعها عدم التزام الأدب فى الحديث، وخامسها برود العاطفة وسادسها النجوى وسابعها الاعتداد بالرأى وضيق الصدر عن سماع النصح أو العتاب، وثامنها كثرة المخالفة له فى الأقوال والأفعال والكبر و،الفظاظة والإصغاء للنمامين والحاسدين وإفشاء السر واتباع الظن والتدخل فى خصوصياته و الأنانية والاستعلاء وعدم الاكتراث بمشاكله وهمومه.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ذِكر واحد من واظب عليه صباحا ومساء أصبح من أهل الجنة
هناك ذكر واحد من واظب عليه كل يوم صباحا ومساء؛ أصبح من أهل الجنة، وهو دعاء سيد الاستغفار، الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء سيد الاستغفارعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم( سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ) رواه البخاري في كتاب الدعوات باب أفضل الاستغفار .
أثر الاستغفار في استجابة الدّعاءإنّ للاستغفار أثرًا كبيرًا في استجابة الدّعاء.. أنّ المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الصّحيح عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ المسلم الذي لا ذنب له يكون دعاؤه مقبولًا عند الله- تعالى-، بينما لا يتقبّل الله تعالى دعاء الظّالمين والعاصين لأنّهم بعيدون عن الاستغفار والتّوبة الصّحيحة في حياتهم.
إنّ المسلم الذي يستغفر ربّه دائمًا يكون حريصًا على اجتناب الكسب الخبيث والمال الحرام، الّذي هو سببٌ من أسباب عدم استجابة الدّعاء، ففي الحديث الشّريف نعيٌ لحال من يدعو الله تعالى وملبسه حرام ومأكله حرام، وعذّي بالحرام، فالاستغفار واستجابة الدّعاء أمران متلازمان فحيثما يكون الاستغفار والتّوبة يكون الدّعاء المستجاب، وإذا غاب الاستغفار ولم تصدق التّوبة غابت أسباب استجابة الدّعاء.
والله- سبحانه وتعالى- يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه، قال تعالى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا، كما أنّ من مظانّ استجابة الدّعاء تحيّن أوقات معيّنة للدّعاء ومنها وقت نزول المطر.
إن لزوم الاستغفار هو سبب لتفريج الهمّ وإزالة الكرب. أن الإستغفار والحرص عليه يجعل المسلم من أولياء الله الصالحين وعباده المتّقين، الذين لا يرد الله دعاءهم ولا يخيب رجاءهم، كما جاء في الحديث القدسي الشّريف: (لئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ).