كان يا ما كان في غزة يحصد جائزة أفضل إخراج في نظرة ما بمهرجان كان
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
فاز الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) بجائزة أفضل إخراج ضمن قسم "نظرة ما" في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي. الفيلم من إخراج التوأمين طرزان وعرب ناصر، وقد شهد عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الرسمية للقسم الذي يحتفي بالأصوات السينمائية المختلفة والجريئة.
وقد تقاسم طرزان وعرب ناصر جائزة الإخراج، في خطوة اعتبرت تقديرا لرؤيتهما السينمائية المتميزة، ولقدرتهما على نقل صورة مختلفة عن غزة، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها.
وعبر المخرجان عن سعادتهما وامتنانهما لهذا التكريم، مشيرَين إلى أن السينما بالنسبة لهما كانت دائمًا محاولة للبقاء، ورسالة حياة وسط الركام.
مقاومة في زمن الحصارتدور أحداث الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" عام 2007، داخل قطاع غزة المحاصر، حيث يتتبع العمل قصة صديقين يحاولان البقاء وسط واقع خانق.
يحيى، طالب جامعي يحلم بالهروب من القطاع، يعمل على إعداد الفلافل في زاوية مطبخ صغير داخل مطعم يملكه صديقه أسامة. يستخدم مطحنة لحم يدوية لطحن الفول والأعشاب، في ظل انقطاع دائم للكهرباء، أما أسامة فهو شاب ذو شخصية آسرة، يدير مطعمه البسيط بينما ينخرط في تهريب الحبوب المخدرة مستعينا بوصفات طبية مسروقة. معًا، يستخدمان وجبات الفلافل لإخفاء تلك الحبوب وتوزيعها سرا.
إعلانفي الخلفية، يلاحقهما شرطي فاسد يحاول السيطرة عليهما مستخدما سلطته وسلوكه القمعي، لتتحول رحلتهما إلى مواجهة مع الفساد، في سردية تمزج بين المرارة والروح الساخرة، بعيدًا عن الطرح السياسي المباشر.
غزة التي لم تعد كما كانتخلال العرض العالمي الأول لفيلمهما "كان يا ما كان في غزة" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، صرّح المخرجان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر أن أحداث الفيلم تدور في عام 2007، وهي مرحلة مفصلية في تاريخ القطاع، إذ كان يرزح آنذاك تحت حصار خانق، مما زاد من تعقيد الحياة اليومية للسكان وفاقم تدهور الأوضاع المعيشية
وأوضح الأخوان ناصر، اللذان غادرا غزة عام 2012، أن الواقع الذي يصوره الفيلم لم يعد موجودًا كما كان، قائلين إن القطاع اليوم يواجه كارثة إنسانية حقيقية بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى دمار واسع النطاق وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا.
وقال طرزان إن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة اشتد تدريجيًا عبر السنوات، حتى بلغ حد "الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يزال يتحكم حتى في كمية السعرات الحرارية المسموح بدخولها إلى القطاع.
ورغم هذا الواقع المأساوي، شدد المخرجان على أن أهل غزة ما زالوا يتمسكون بالحياة، ويتمتعون بقدرة لافتة على الصمود. وذكر طرزان أن والده لا يزال يقيم في شمال غزة، رغم تدمير منزل العائلة، مضيفا أن والده كان يحرص دائما على ترميم ما تهدم من منزله فور سقوط أي صاروخ.
وأشار الشقيقان إلى أن أفلامهما لا تسعى إلى تقديم خطابات سياسية مباشرة، بل تهدف إلى تسليط الضوء على الإنسان الفلسطيني، وعلى تفاصيل حياته اليومية في ظل ظروف استثنائية، وقالا إن ما يعنيهما أكثر هو الإنسان "من يكون، وكيف يعيش، وكيف يحاول التكيّف مع واقع بالغ القسوة".
ذكر الشقيقان أن فكرة فيلم "كان يا ما كان في غزة" وُلدت عام 2015، وعملا على تطويرها على مدى سنوات من خلال كتابة عدة مسودات متتالية للسيناريو. وأوضحا أن الهدف كان تقديم صورة مختلفة لغزة بأسلوب مستلهم من روح السينما الغربية، من خلال قصة بسيطة تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية لسكّان القطاع، عبر شخصيتين أو ثلاث. وأكدا أن الإلهام جاء من مدينتهما الأصلية، غزة، حيث يبقى البُعد الإنساني حاضرًا رغم الاحتلال والحصار والظروف القاسية، مشددَين على أن إنسانية الناس هناك تظل جوهرا لا يمكن محوه.
إعلانالشقيقان طرزان وعرب ناصر اللذان شاركا من قبل في مهرجان كان بفيلمها القصير "كوندوم لد" في عام 2013، بعد مرور 12 عاما يعودان ليحصدا جائزة "نظرة ما" في الإخراج، بفيلم "كان يا ما كان في غزة"، وهو ثالث أفلامهما الروائية.
والفيلم من إنتاج دولي مشترك بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، بمشاركة قطر والأردن.
فريق العمل والمشروعات القادمةيشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين البارزين، من بينهم نادر عبد الحي، الذي عُرف بأدائه في فيلم "فرح"، ورمزي مقدسي، أحد أبطال فيلم "اصطياد أشباح" الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين، إلى جانب مجد عيد، الذي شارك في فيلم "عنكبوت مقدس" الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان.
أما المشروع السينمائي المقبل للأخوين ناصر، فيتناول حكاية 3 نساء من غزة تتقاطع طرقهن في خضم واقع قاس، ويكشف عن نضالهن اليومي وتحدياتهن المستمرة من أجل البقاء، حيث يسلط الضوء على قوتهن وصمودهن في الدفاع عن أبسط حقوقهن في الحياة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما کان یا ما کان فی غزة مهرجان کان جائزة أفضل
إقرأ أيضاً:
المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي
فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي بـ جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي اليوم، السبت، عن فيلمه «كان مجرد حادث».
مهرجان كان السينمائي يمنح السعفة الذهبية لفيلم الانتقام الإيرانيواستقبل الجمهور بحفاوة بالغة المخرج، الذي رفع ذراعيه على الفور واتكأ على مقعده في ذهول قبل أن يصفق لزملاءه والجمهور من حوله. على خشبة المسرح، هتفت لجنة تحكيم مهرجان كان. رئيسة المهرجان، جولييت بينوش، التي رفعت اسم بناهي في المهرجان عام 2010 تكريمًا للمخرج الذي كان آنذاك قيد الإقامة الجبرية.
على خشبة المسرح، قال بناهي: "فلنتحد.لا ينبغي لأحد أن يجرؤ على إملاء نوع الملابس التي يجب أن نرتديها، أو ما يجب أن نفعله أو ما لا يجب أن نفعله. السينما مجتمع. لا يحق لأحد أن يُملي علينا ما يجب علينا فعله أو الامتناع عنه".
يُكمل فوز فيلم "كان مجرد حادث" سلسلةً غير مسبوقة من النجاحات السينمائية: فقد دعمت شركة التوزيع المستقلة "نيون" آخر 6 أفلام فائزة بالسعفة الذهبية. وتُعد "نيون"، التي حصلت على جائزة "كان مجرد حادث" للتوزيع في أمريكا الشمالية بعد عرضه الأول في مهرجان كان، بعد فوز أفلام "طفيلي" و"تايتان" و"مثلث الحزن" و"تشريح السقوط" و"أنورا" بالسعفة الذهبية.
جاء حفل ختام مهرجان كان عقب انقطاعٍ كبيرٍ للتيار الكهربائي ضرب جنوب شرق فرنسا يوم السبت، فيما اشتبهت الشرطة في أنه حريقٌ مُتعمّد.وقبل ساعاتٍ قليلةٍ من بدء توافد النجوم على السجادة الحمراء، عادت الكهرباء إلى كان.
اقرأ أيضاًمع ختام فعالياته.. مهرجان كان السينمائي يستعد لتوزيع جائزة السعفة الذهبية
مهرجان كان السينمائي.. المخرج جورج لوكاس يتسلم جائزة السعفة الذهبية الفخرية
من هو باندا الفائز بجائزة «كلب السعفة الذهبية» لعام 2025؟