جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-02@17:26:23 GMT

مأزق العدو في غزة (2- 2)

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

مأزق العدو في غزة (2- 2)

 

محمد بن سالم البطاشي

 

 

نواصل في الجزء الثاني من المقال، تلخيص أبرز نقاط المأزق الذي تلبس الاحتلال الإسرائيلي وقادته:

9- إدانة كيان الاحتلال في منابر دولية هامة مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني ووقوف ممثلي الكيان عاجزين عن رد سيل الاتهامات والانتقادات لأفعالهم الهمجية والتي فاقت كل خيال.

10- انكشاف جرائم إسرائيل أمام القاصي والداني وانهيار الصورة النمطية التي حرصت إسرائيل على تثبيتها في عقول الجمهور الغربي، وبات واضحًا حجم هذا التحول الكبير في الرأي العام العالمي بحيث أصبح يقض مضاجع الساسة الغربيين المؤيدين للصهيونية وربيبتها إسرائيل، ويهدد كراسيهم في أية انتخابات قادمة والانتخابات المحلية التركية الأخيرة خير مثال لما سيحدث للأحزاب والشخصيات الموالية لإسرائيل.

11- اتساع نطاق المقاطعة داخل المجتمع الغربي للبضائع الصهيونية والشركات والمؤسسات الغربية التي تدعم إسرائيل وجيشها (إيرلندا مثالا).

12- تصاعد وتيرة المقاومة في كل من اليمن، لبنان والعراق، حيث يتصدر اليمن السعيد المشهد بهجماته البطولية على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية التي تحمل البضائع للعدو وضد تحالف ما يُسمى بحامي الازدهار التي تحاول دولة يائسة تأمين قوافل الإمداد اللوجستي للعدو، وكذلك ضربهم المتكرر والموجع لمدينة أم الرشراش وتعطيل مينائها.

13- حملة المقاطعة الشعبية الناجحة في العديد من الدول العربية لمنتجات الشركات والمؤسسات الداعمة للعدوان أياً كانت جنسيتها.

14- ذهاب نتنياهو وحكومته إلى شخصنة الحرب واعتبار استمرارها هو الضمانة الوحيدة لبقائهم في الحكم، دون مُراعاة للصالح العام، دفع بالكثير من الساسة إلى الانضمام إلى الشارع المشتعل المصمم على إسقاط نتنياهو وحكومته وانتخاب حكومة تستطيع التفاوض على إنهاء الحرب وعودة الأسرى.

هذا غيض من فيض المأزق الذي وجدت فيه حكومة العدو نفسها. وعلى الجانب المقابل نجد أن مرور الوقت يعمل لصالح المقاومة ويُمكن للمراقب رصد ذلك من خلال: تزايد أعداد القتلى وذوي العاهات المستديمة في صفوف العدو، حيث ترهقه عمليات الرعاية الطبية وإعادة التأهيل. وعجز العدو عن السيطرة على الأحياء والمدن التي يتوغل فيها ويضطر إلى نقل وسحب جنوده من حي لآخر لمُواجهة النقص الحاد في صفوفه. واستمرار إطلاق الصواريخ على عمق الكيان وغلاف غزة، الأمر الذي أصاب قادة العدو العسكريين والسياسيين بالحيرة والذهول وأضاف لهم عارا آخر.

كما تتزايد حالات الانتحار والحالات النفسية بشكل حاد وغير مسبوق في صفوف مجندي الجيش الذين يدخلون القتال وكأنهم يجرون إلى الموت جرا. علاوة على التكتيات والأساليب المبتكرة التي تتبعها المقاومة والتي أربكت جيش العدو وتركته عاجزا عن مجاراتها فضلاً عن التغلب عليها، وكذلك جرأة المجاهدين في مواجهة آليات وجنود العدو ومهاجمتهم له من المسافة صفر بكل ثقة واقتدار، وجبن وانهزامية جنود العدو في مواجهة المجاهدين المدربين تدريبًا عالياً والمتميزين بعقيدة راسخة وإيمان كالجبال بعدالة قضيتهم وحتمية انتصار الحق على الباطل. فضلًا عن الصمود الأسطوري للمواطنين في غزة في مواجهة جرائم الاحتلال التي لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.

وأيضًا السيطرة الميدانية للمقاومة وخوضها معارك شرسة مع العدو وإيقاعها الخسائر المتتالية في صفوفه، وتماسك القيادة والسيطرة على المجاهدين من كل الفصائل من قبل قيادة المقاومة والذي حيَّر العدو.

من كل ما سبق، يتبيّن بوضوح أن العدو يعيش مأزقًا حقيقيًا ليس باستطاعته الخروج منه في ظل هذه الحكومة الفاشية الفاشلة، التي أصبحت مشلولة تمامًا بفعل الخلافات المستحكمة بين أعضائها؛ سواء في الحكومة الموسعة أو في مجلس الحرب، وما التأجيل المتتالي لاجتماعات مجلس الحرب إلّا إحدى تجليات هذه الأزمة ودليل فشلها المتفاقم يومًا بعد يوم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في ذكرى استشهاده: هذا ما قاله هنيه بلقائه الأخير مع ممثلي أنصار الله



وتحدث الشهيد هنية خلال اللقاء بإسهاب عن أهمية اليمن في المعركة الكبرى ضد الاحتلال، قائلاً إن "أنصار الله هم أنصار الحق".. مشيرًا إلى أنه أبلغ الإمام الخامنئي بذلك عندما التقاه.

وأضاف" اسمكم انصار الله وهذا الاسم هو اسم على مسمى حقيقة انتم انصار الله وأنصار الحق والله اصطفاكم وادخركم لهذه المعركة، قال الله تعالى" وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".

وأضاف" وحقيقة كنا نتمنى سابقا وأنتم على حدودنا ولكن تدبير الله جعلكم في موقع استراتيجي، وموقفكم لدى العدو لم يكن في الحسبان حتى أصبح الموقف اليمني هو الابرز والضاغط على المستوى الاستراتيجي".

وأشاد الشهيد هنية بالحضور الأسبوعي القوي للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائلاً" السيد عبد الملك حفظه الله يطل أسبوعيا بكلمات قوية ومؤثرة، وكذلك المسيرات المظاهرات في الساحات بذلك الحضور والزخم الذي لم يحدث مثله في التاريخ بمثل هذا الزمن دون كلل أو ملل وحتى دون أن تنقص تلك الجماهير وأنا اتابعها أسبوعيا"

وأكد أن الذي يقود الجهاد اليوم هو التيار الاسلامي وهو المتمثل في محور المقاومة، والذي يقود هذه المقاومة ضد العدو هم المستضعفون، قال الله تعالى: "‏وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ”.

وقال "هذا معناه إذا توفرت هذه الإرادة للمستضعفين فهم من سيغيرون التاريخ، وهناك مرتبة عظيمة يصل إليها المؤمن المجاهد، مرتبة الصبر وهي مرتبة عظيمة وهناك مرتبة أعلى منها وهي مرتبة الرضى، والآن هناك مرتبة أكبر وهي التي يمتلكها المجتمع اليوم وهي مرتبة الحمد والشكر أن اتخذ الله منهم شهداء، وحمد وشكر على كلما ابتلوا به، وهذه نعمة عظيمة وفضل من الله".

وأضاف "لا أريد أن أتحدث عن محور المقاومة فهو معروف من قبل، وإنما هناك المدد الجديد والإضافة النوعية، والهامة، التي لم يكن يتوقعها العدو أو يحسب لها أي حساب، هذه الإضافة هي ما جاء من اليمن للصراع مع العدو، وهذا مدد استراتيجي وليس محدود، اليمن يملك ممرًا في البحر ويحاصر العدو من خلاله اقتصاديا، وأصبح العدو مخنوق وأعلن الميناء إفلاسه".. مؤكدا أن الطائرة المسيرة التي استهدفت يافا بعدها الاستراتيجي أن قلب العدو أصبح مهدد من المقاومة في اليمن، وحسابات العدو اصبحت صعبة.

وعبّر الشهيد إسماعيل هنية خلال اللقاء عن امتنان الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة لأنصار الله، قائلاً" نحن نشكر أنصار الله على ما قاموا به، وأنصار الله هم أنصار الحق، أنتم لا تعرفوا المعنويات في العامة الفلسطينية عندما يأتي أي استهداف من أنصار الله للعدو، وعندما يتابعوا خطابات السيد عبد الملك وينظروا المظاهرات في الساحات بهذا الزخم والحماس ترتفع معنوياتهم كثيرا ويشعروا بالأمل".

وحيا باسم فصائل المقاومة الفلسطينية ونيابة عن كل محور المقاومة والشعب الفلسطيني، السيد عبدالملك الحوثي وأنصار الله، سائلًا الله تعالى التأييد والنصر لهم وأن يكتب أجرهم ويجزيهم خير الجزاء، مختتمًا حديثه بالقول "شكرًا لكم، وتحياتنا الحارة وسلامنا للسيد عبد الملك الحوثي، ولكل الأخوة في أنصار الله".

مقالات مشابهة

  • "المجاهدين": استمرار الإبادة والتجويع وصمة عار في جبين المجتمع الدولي
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
  • جيل الطوفان‎
  • المستشار الإعلامي السابق لوزير جيش الاحتلال: الحرب حوّلت “إسرائيل” إلى شرير العالم وعزلتها 
  • الحرب احتمال قائم.. مفاوضات سلاح المقاومة في لبنان مستمرة
  • في ذكرى استشهاده: هذا ما قاله هنيه بلقائه الأخير مع ممثلي أنصار الله
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟