ما صحة “التسريبات” التي تتحدث عن صفقة وشيكة تعدها إدارة بايدن للتطبيع بين السعودية و”إسرائيل”؟ وما هي النقاط الثلاث “المغرية” التي حملها سوليفان الى ولي العهد؟ وماذا وراء هذا الحجيج الأمريكي المكثف الى الرياض هذه الايام
تاريخ النشر: 28th, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان لا يمر شهر، ومن بداية العام الحالي، دون ان يقوم مسؤول امريكي كبير بزيارة المملكة العربية السعودية حاملا سلة من العروض المغرية، في محاولة مستميتة لإعادة العلاقات التحالفية الخاصة المتميزة بين البلدين الى مجراها الطبيعي، والحد من نفوذ الصين وروسيا، وتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية.
***
توماس فريدمان كاتب العمود في صحيفة “نيويورك تايمز”، والمقرب من الرئيس بايدن وادارته، قال في مقاله الأخير “ان بايدن ينظر في صفقة كبيرة في الشرق الاوسط، عنوانها الأبرز توقيع معاهدة أمنية أمريكية سعودية على غرار حلف الناتو، تتعهد فيها واشنطن بحماية المملكة، وتزودها بأسلحة حديثة مقابل التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”. وكشف فريدمان الذي التقى بايدن الأسبوع الماضي، “ان السعوديين يريدون ثلاثة أشياء من أمريكا، الأول: اتفاق دفاع مشترك، والثاني: الحصول على برنامج نووي سلمي، والثالث: شراء أسلحة متطورة وخاصة منظومة صواريخ ثاد، وطائرات الشبح “اف 35”. ما كتبه فريدمان يشكل انعكاسا لتمنيات أمريكية، ومحاولة متأخرة من قبل الرئيس بايدن لاستعادة نفوذ بلاده المتآكل في منطقة الشرق الأوسط، والاقدام على محاولة يائسة لإنقاذ دولة الاحتلال الإسرائيلي من ازماتها الداخلية، بتصدير عبئها الى المملكة ودول عربية أخرى، وتعاظم التهديدات الوجودية لها من قبل محور المقاومة الذي تتزعمه ايران واذرعها في الشرق الأوسط، ومن جانب كتائب المقاومة الفلسطينية الشابة التي تتبنى خيار المقاومة المسلحة لطرد الاحتلال. سوليفان زار المملكة سرا وعلنا مرتين على الأقل، وظل ينتظر في الأولى لعدة أيام للقاء الأمير محمد بن سلمان، وعندما تعطف عليه الأخير باللقاء لعدة دقائق، لم يجد أي تجاوب مع عروضه المغرية، ومطالبه بفك الارتباط السياسي والاقتصادي مع المحور الصيني الروسي، وتجميد العلاقات مع ايران، ونحن ننقل هنا عن مصدر دبلوماسي عربي مقرب من السعودية. المملكة العربية السعودية لم تعد بحاجة الى الولايات المتحدة التي بدأ نجمها في الافول، وقيادتها للعالم تتآكل، وتطاردها الاخفاقات في اكثر من مكان، وخاصة امام الروس في أوكرانيا، والصين في شرق آسيا والقارة الافريقية، وبلغ الهوان بإدارتها الى اللجوء لهنري كيسنجر الذي تجاوز المئة من العمر لإصلاح علاقاتها مع الصين، وبذر بذور الفتنة بينها وبين روسيا الاتحادية، والبحث عن وساطة للخروج من الحرب الأوكرانية. المملكة العربية السعودية في اعتقادنا لم تعد بحاجة الى معاهدة دفاع مشترك مع أمريكا، خاصة بعد خذلانها، أي أمريكا، لاوكرانيا بعد ان ورطتها بالحرب، ولم ترسل جنديا واحدا او حاملة طائرات اليها لمنع سقوط خمسة من اقاليمها الشرقية في قبضة الجيش الروسي، واكتفت بالتصدق عليها ببعض الأسلحة والذخائر القديمة، مضافا الى ذلك انها (أي المملكة)، وعندما الحماية الامريكية اثناء حرب اليمن بمقتضى معاهدة 1945 التي وقعها الرئيس روزفلت مع الملك عبد العزيز آل سعود، سحبت أمريكا جميع بطاريات “الباتريوت” ومنظومة صواريخ ثاد الأكثر تطورا. اما اذا انتقلنا الى النقطتين الآخريين اللتين ذكرهما الصحافي فريدمان، أي الحصول على برنامج نووي سلمي من أمريكا، وشراء أسلحة متطورة منها، فإنها، أي المملكة تستطيع الحصول على هذا البرنامج من الصين، وروسيا، وحتى كوريا الشمالية، ودون أي شروط، ومن يريد منظومات صواريخ باتريوت الامريكية التي ثبت فشلها، ويترك منظومات صواريخ “اس 400″ و”اس 500” الروسية المتقدمة جدا، واسألوا تركيا والجزائر واليونان الحليفة الاوثق لواشنطن، والعضو في حلف الناتو التي اشترت صواريخ “اس 300” الروسية مبكرا. *** ختاما نقول ان المملكة التي عززت مكانتها في المنطقتين العربية والإسلامية، واقدمت على اختراق استراتيجي كبير بإعادة العلاقات الى ذروتها مع ايران، وفرشت السجاد الأحمر للرئيس الصيني في الرياض في كانون اول (ديسمبر) الماضي، لم تكن، ولم تعد، بحاجة الى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تعيش حاليا حالة انهيار داخلي غير مسبوقة، ولا نعتقد انه من مصلحتها خسارة الشعبية العربية والإسلامية التي استعادتها بقوة الفترة الأخيرة، برفضها التطبيع، والإصرار على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ونجحت في إمتصاص عاصفة صفقة القرن، والثور “الترامبي” الهائج، واتفاقات “سلام ابراهام” حتى الآن على الأقل. منذ ان ادارت المملكة ظهرها للحليف الأمريكي المخيب للآمال واوضاعها تتحسن، فإتفاق “ابوك بلس” مع روسيا نقلها من دولة تواجه عجزا ماليا اضطرها الى بيع أسهم شركة “أرامكو” درة الصناعة النفطية السعودية وحولها الى دولة تملك خزينتها فائضا ماليا يزيد عن 200 مليار دولار سنويا، وتستعد الآن للانضمام الى منظومة “بريكس” التي يبلغ حجم تبادلها التجاري معها الآن، وقبل توسيعها، حوالي 160 مليار دولار سنويا، وهناك خطط لمشاريع سياحية قد تجعلها قبله السياح الأولى في الشرق الأوسط، وتقلص الاعتماد على النفط. من يريد أمريكا و”إسرائيل” بعد ذكر كل ما تقدم يا سيد بايدن، وتابعك فريدمان؟
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی الشرق
إقرأ أيضاً:
شنايدر إلكتريك تطلق العلامة التجارية "لوريتز نودسون" في السعودية لدعم تحول المملكة في مجالي إدارة الطاقة والتحول الرقمي
إطلاق هذه العلامة التجارية الاستراتيجية يأتي تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 وتلبية للطلب المتزايد على البنية التحتية الذكية والمستدامة
أطلقت شنايدر إلكتريك، الشركة الرائدة عالميا في التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة، رسميا علامتها التجارية العالمية "لوريتز نودسون" المتخصصة في حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة ذات الجهد المنخفض في السوق السعودي. يمثل هذا الإطلاق المرحلة التالية في التحول الاستراتيجي للعلامة التجارية "لوريتز نودسون"، والمعروفة سابقًا بأسم L&T، وذلك عقب استحواذ شنايدر إلكتريك على أنشطة الكهرباء والتحكم الآلي للشركة في عام 2020، مما يؤكد التزام شنايدر إلكتريك المستمر بالابتكار وتوسيع نطاق عملها في المملكة.
أقيم حفل الإطلاق بمدينة الرياض في فعالية حصرية شهدت حضور أكثر من 150 ضيفًا من كبرى الشركات العاملة في القطاع الصناعي، وشركاء استراتيجيين، إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة. وقد حضر الفعالية محمد شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك في المملكة العربية السعودية، باكستان، اليمن والبحرين، جولسا فولادينجاد، نائب الرئيس للإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شنايدر إلكتريك، وعدد من قيادات الشركة.
ويعكس دخول لوريتز نودسون إلى السوق السعودي التزام شركة شنايدر إلكتريك الثابت بدفع عجلة التحول الرقمي وتحول الطاقة في المملكة بالتزامن مع تسريع الانتقال نحو اقتصاد رقمي منخفض الكربون بما يتماشى مع رؤية 2030، حيث تتميز لوريتز نودسون بكونها أكبر شركة تقوم بتقديم أحدث حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة التي تدعم البنية التحتية الحيوية، والصناعات، والمباني، والمنازل، مما يعزز كفاءة الطاقة، ويضمن موثوقية التشغيل، ويحسّن معايير السلامة ويرسخ مبادئ الاستدامة.
صرّح محمد شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك في المملكة العربية السعودية وباكستان واليمن والبحرين قائلاً: " تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا ملحوظًا مدفوعًا برؤية 2030، نحو اقتصاد رقمي مستدام" وأضاف: " في شنايدر إلكتريك، نفخر بأننا نلعب دورًا فعالاً في هذه الرحلة، حيث يمثل إطلاق لوريتز نودسون فصلاً جديدًا في مهمتنا لتقديم حلول مبتكرة وفعالة في قطاع الطاقة إلى المملكة. ونثق أن فريق لوريتز نودسون سيسهم في دفع عجلة الابتكار المستمر وتقديم مساهمات جوهرية ضمن هذا السوق الديناميكي والمتنوع، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات التكنولوجية للشركة ونهجها الرائد."
وتتمتع شنايدر إلكتريك بتواجد محلي قوي داخل المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن منشأة تصنيع خاصة في الدمام تبلغ مساحتها 7000 متر مربع، مخصصة لإنتاج لوحات الجهد المنخفض والحلول ذات الصلة من لوريتز نودسون، تضمن هذه القدرة الإنتاجية المحلية سرعة الاستجابة لاحتياجات السوق المتغيرة، وسرعة الوصول للعملاء، مما يعزز التزام الشركة طويل الأمد بتوطين الابتكار في المملكة العربية السعودية.
من جانبه، قال ناريش كومار، نائب الرئيس الأول لشركة لوريتز نودسون: "تأسست لوريتز نودسون على إرث من التميز الهندسي والابتكار. واليوم، نحن متحمسون لجلب هذا الإرث إلى المملكة العربية السعودية من خلال شنايدر إلكتريك. وتتمثل مهمتنا في تمكين شركائنا وعملائنا من الحصول على حلول توزيع كهربائية آمنة وموثوقة وفعالة، والتي من شأنها أن تجمع بين الريادة التكنولوجية العالمية والفهم العميق للسوق. كما نتطلع إلى دعم تطورات البنية التحتية للمملكة من خلال محفظة منتجاتنا المبتكرة والمستدامة ."
وتأسست لوريتز نودسون التي كانت تُعرف سابقًا بأسم L&T Switchgear – منذ أكثر من سبعة عقود، وتُعدّ واحدة من أكثر الأسماء الموثوقة في مجال حلول التوزيع الكهربائي والأتمتة. وتنتشر حلول العلامة التجارية لتشمل البنية التحتية الحيوية في قطاعات عديدة منها الطاقة، المياه، المطارات، التصنيع، المباني الذكية، والرعاية الصحية، وذلك بفضل قاعدة تصنيعية تبلغ مساحتها 2.1 مليون قدم مربع في الهند وأكثر من 30 مكتبًا فرعيًا.
يعتمد تحول المملكة نحو الرقمنة والطاقة المتجددة، على التقنيات التي تتسم بالمرونة، الفاعلية، والجاهزية للمستقبل. وبينما تسعى المملكة العربية السعودية لتوليد 50% من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، تلعب البنية التحتية الكهربائية دورًا حاسمًا في تمكين هذه الأهداف الطموحة. وتستعد لوريتز نودسون لدعم هذا التطور من خلال تقديم حلول تساهم في مرونة الطاقة والتنمية المستدامة في المملكة.
ويؤكد هذا الإطلاق التزام شنايدر إلكتريك طويل الأمد تجاه المملكة، والذي يقوم على سلسلة من الشراكات والتعاون الناجحين عبر القطاعين العام والخاص على مدار أكثر من أربعة عقود.