محمد عبدالقادر: فى انتظار (عيدية) الجيش
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
يستقبل السودانيون غدا عيدهم الثالث وسط المواجع والفواجع التى رتبتها حرب الخامس عشر من ابريل العام الماضي، ياتي العيد والماسي كثيرة والاحزان لايحيطها الحديث ولاتعبر عنها الكتابة، ولكنا مازلنا واثقين من نصر الله يملؤنا الرضاء والتسليم ثقة بان امره كله خير.
هذا الشعب المؤمن الذى ضرب فى فجاج الارض نازحا ولاجئا وتوزع بين مصائر القتل والسحل والاغتصاب والسلب والنهب، يستبشر بالنصر القادم باذن الله ويعلم ان نهاية الجنجويد الظلمة وشيكة على ايدى ابطال جيشنا الباسل وقواته المساندة الاخرى والمستنفرين.
رغم احزانه يستقبل شعبنا الكريم العيد بفرحة الصائم الذى قضى شهره فى القيام والدعاء والتقرب الى الله، وسيحيي سنة العيد محتسبا وفرحا بنصر الله الذى تحقق طوال العام الماضى مع الاطمئنان الى ان ما يحمله هذا العيد من انتصارات وشيكة ستعلن نهاية التمرد البغيض واستئصال شافته من ارض السودان الى الابد..
العيد عندنا هو الانتصار والعودة الى الديار، سنعايش فرحته بمزيد من الدعاء والاحتساب وترقب النظر المؤزر..
والعيد عندنا هو جيشنا، خنادقه وبنادقه، شهداؤه وجرحاه، وهو قواتنا المساندة وجميعهم يقضون هذا العيد فى الخنادق ووسط صوت الدانات وازيز المدافع وصخب الراجمات، وكلام ( الكلاش) الذى لا ينتهى..
وسيظل عيدنا هو الحلم بعودة الجزيرة التى تدور رحى حربها هذه الايام وتحصد قتلى الجنجويد فى عمليات للتاريخ يسطر فيها جيشنا اروع ملاحم البطولة الفداء..
سننتظر هدية الجيش للعيد تحرير الجزيرة والخرطوم وبحري ومدن دارفور واكمال تنظيف ام درمان، وتعافي جنوب كردفان من سرطان الغدر المتكرر الجبان.
العيد عندنا هو الثار لحرائرنا المغتصبات بواسطة الجنجويد الاوغاد، ورد الحقوق والصاع صاعين لكل مواطن تم تنزيحه بالغدر والحقد.
عيدنا سيكون فى تنظيف السودان من العملاء والخونة الذين ناصروا سرطان الجنجويد وعاونوه فى ارتكاب كل فظائعه وجرائمه بحق السعب السودانى.
فرحتنا بالعيد لن تغادر (صندوق الجيش) وخنادقه وخطوط دفاعه الامامية، ونصرة قيادته وانتظار وعدها لشعبنا بالنصر المبين.
التهنئة بالعيد لشعبنا السوداني العظيم ولكل ممسك بزناده قابضا على جمر قضية الوطن، لابطالنا المنتشرين فى كافة مواقع العمليات ، لكل من يبذلون ارواحهم فداء لعزة تراب الوطن الغالي، للشهداء واسرهم وللجرحى والمفقودين، لقيادة جيش السودان وكل مساندية فى معركة الكرامة، ولكل المخلصين من ابناء شعبنا الداعمين لقواته الباسلة ، الخزي والعار للجنجويد القتلة ومشايعيهم من طوابير الداخل وعملاء الخارج.
وكل عام والشعب السوداني بالف خير..
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ورطة عيال دقلو
التاريخ اللغوي والإصطلاحي الإنساني عامرٌ بالأمثال والحِكم المستمدّة من الوقائع، والتي تختصر القصص والمفارقات والمواقف في مُفردات بسيطة حتى يسهل تداولها، والقرآن الكريم حافلٌ بضرب الأمثال كما هو معلوم.
وما أحدثه الأشقاء الأشقياء ( *عيال دقلو* ) وما أدخلوا فيه أنفسهم ومجتمعهم وكل من تعاقد معهم أو راهن عليهم أو تآمر معهم، أدخلوهم في ( *ورطة* ) جديرةٌ بإحتلال مقعدها في محفل الأمثال السودانية المستخلصة من التجارب.
ولعلَّ إشتداد الحبل في رقاب الجميع هو الذي حمل آلاف الرسائل للقائد البعاتي ونائبه الهطلة تشكو إليهم سوء الأحوال، وتكاثرت الشكايات وتنوّعت ما بين الإحساس بالظُلم والفرز العنصري داخل مكوّنات الجنجويد في داخل إطارها العنصري الكبير، عطاوة ، جنيدية ، تمارس أبشع انواع التمييز القبلي ومنهم من يشكو رقّة الحال وعدم توفّر السلاح والمؤن الغذائية والدواء، ومنهم من يحتج على التفرقة في مُعاملة الجرحى الذين يتعفّنون في العناقريب تحت الشجر وقليلٌ منهم يحظى بالسفر للعلاج في جوبا والإمارات، ومنهم من يشكو التهميش في التعيينات في حكومة الوهم برغم عدم جدواها لكنّها فضحت النوايا تجاه من نذر نفسه مقاتلًا مع عيال دقلو ليحقّق النصر ( *للقضية* ) وينالهُ من ذلك نصيبٌ أو حتى إعتبار لمن مات أو فُقد او جُرح وأُعيق.
والورطة تتعمّق كُل يومٍ وتتسع بإزدياد حصائل الموت في صفوفهم، والهزائم التي لحقت بهم وإجماع الشعب السوداني كلّه ( *عدا القحّاطة* ) ضدهم، وإغلاق الباب تمامًا أمام عودتهم تحت أي مسمّى تفاوضي أو غيره، الأمر الذي حدّد حركتهم وبقاءهم فقط في الحيّز الضيّق الذي تبقّى لهُم، وهُم في حالة خوفٍ مُستمر وقلق من تقدّم الجيوش عليهم، فضلًا عن غياب كُل القيادات، فالبعاتي غائبٌ تمامًا من مسرح الأحداث، حتى أحاديثه الإسفيرية المفبركة لم تعُد متاحة، مع تأكيد إصابة الشقيّ عبد الرحيم الذي يرقدُ الآن في إحدى مشافي الإمارات ( *لا شفاه الله ولا عافاه* ) وكذلك تأكيد هلاك الخائن اللواء عثمان عمليات، وتغييب اللواء عصام فضيل في السجن وقد كان مُشرفًا على سجون المليشيا وتعذيب الأبرياء،
وهلاك أكثر القادة الميدانيين في موسم الصيد الذي أبدعت فيه الإستخبارات العسكرية في مراقبة تحرّكاتهم وتحديد أماكنهم وإختراق، خاصّةً دوائرهم ومن ثُم إرسال المسيّرات لتسوقهم للجحيم وبذر الشك بينهم وفتنة التخوين والتخابر مع الجيش، وقد أدّى هذا الإجراء الى إرتباكٍ كبير ومؤثّر في حركة ما تبقّى من قيادات معزولة وغير مخوّلة لإتخاذ قرارٍ أو توفير مطلوبات.
وتمتدُّ الورطة بآثارها على نُظّار السوء والعُمد الذين تم شرائهم بالبكاسي وبعض المال المزيّف المطبوع في شرق النيل سابقًا والضعين حاليًا، وتعداد الهلكى من شباب القبائل لدرجة أنَّ تقديرات من هلك من أبناء المسيرية فقط نحوًا من مئتي وخمسين ألف رجل وما يزالُ حميدتي يطلب المزيد لوقود ( *الحربة* ) كما يسمّيها، ولا يهمّه من هلك ما دام عيال دقلو في سلامٍ وأمنٍ في عواصم العالم ما بين دبي ومُدن تركيا ، وكمبالا ، ونيروبي ، وجوبا،
وما دامت الغشامة والحمق والغباء وحبوب الكبتاجون متوفرات في شباب هذه القبائل.
• ورطة مجتمع بحاله إختلت فيه نسب التزاوج ما بين الذكور والإناث مما يؤثّر مباشرةً على النمو السُكّاني، فضلًا عن الآثار النفسية والسلوكية السيئة المترتّبة على هذا الإختلال، والترمّل واليُتم والمعاناة المركّبة، ولا يُمكن تلافي هذه الآثار إلّا من بعد عقود طويلة من السنوات.
• ورطة الإدارت الأهلية لا تقلُّ فداحةً عن غيرها في هذه الرمال المتحرّكة، فقد كانت من قبل إرتباطها بعيال دقلو في حِلٍّ وراحة ومكان تبجيل وإحترام، فتخلّت عن أسباب ذلك ومضت مع عيال دقلو طمعًا في المزيد من السُلطة والحُكم والنفوذ، فلم تنل إلّا ( *العجاج* ) كما قال العبّادي في رائعته السايق الفيّات وهو يصفُ الكلاب التي تطارد العربة والواقعة في ( *قريتنا الرماش ولاية سنار* ) وربّما الكلاب هُنا أفضل حالًا بإعتبار عودتها إلى حالها، ولكنَّ الإدارة الأهلية خرّبت ديارها أولًا ثُم طاردت سُلطة عيال دقلو فلم تقطع ارضًا ولم تبقَ ظهرًا فهي ( *المنبت* ) في تجلّي خسارته.
• ورطة القحّاطة بأشكال مسمّياتهم صمود ، تأسيس ، القوى المدنية الحية ، .. الخ ، كانت سيّدة المجالس، وصاحبة الصوت الأعلى والحصري في الحُكم، فتورّطت مع عيال دقلو بإستخلاص كُل الحُكم خالصًا لهم من دون الجيش، وراهنوا على مظهر الدعم السريع وزيّه القشيب، وعرباته الجديدة وسلاحه الكثير، وما أسرع ما إنكسرت ( *عصا العز* ) مع أول إشتباك مع صلابة جُند الوطن، ووقع ذلك على رؤوس القحّاطة ففقدوا ما كانوا عليه، وضلَّ عنهم مستقبل الحُكم في السودان إلى الأبد بفضل الله.
• ورطة عيال دقلو لم توفّر أحدًا ولم تستثني أحد، فتلك هي الإمارات العربية التي كانت تنهتك العهود والإخاء، وتدعم الجنجويد ما تخاله سرًا محضًا لا يطّلعُ عليه أحدٌ حتى تفوز بالحُسنى، فأبى مكرُ الله إلّا أن يُميط لثامها ويفضحها أمام الملأ الدولي، ويوثّق خيانتها وتآمرها حتى عرف القاصي والداني خسّتها، وخُبثها ، ودناءتها، وهي تنهبُ بالقوة أموال السودان وموارده وسيادته بواسطة جيشٍ من المرتزقة العالميين، ومع ذلك أراها الله القويّ، أراها أعمالها حسرات عليها، فلم تظفر من السودان بشيءٍ ذي بالٍ غير ذهبٍ مهرّب ملوّث بالدم والعَرق، سيحمى في جهنّم وتُكوى به ظهور وأجناب آل زايد ليذوقوا عذاب كنزهم الحرام ، وخسارة الإمارات لم تقف عند حد فشل مشروع السيطرة على السودان ، ولكن تداعي صورتها، وإنكشاف عورتها، وتناقض موقفها أمام الرأي العام العالمي، وحُرمة دخولها السودان من أيّ بابٍ مثل حُرمة ( *مكة على الكُفّار* ) فأيٍ طفل سودانيّ اليوم ذاق مرارة الحرب، إرتبط في وعيه ولا وعيه إسم الإمارات كقاتل مأجور من اليهود، وكُل ذكرى سيئة، وخاطرة موجعة، وتخيّل مُفجع يطلُّ من خلاله وجه شيطان العرب وعلم الإمارات التي تواطأ حتى بعضُ العقلاء من شيوخها تواطئوا بالصمت على ما يفعله بن زايد بشعب السودان المسلم.
ومن فرط ورطتها الآن لم تستطع أن تعترف بحكومتها ( *الوهمية* ) التي أوعزت لخدّام مشروعها أن يعلونها في توقيتٍ تكون هي وآخرين في البيت الأبيض لتجد لها إعترافًا أو موازاة مع حكومة السودان الشرعية، ولكنّها صمتت لما رأت كيف صارت الأمور، ولم تجرؤ بالإعتراف بالعلاقة ( *غير الشرعية* ) التي أنتجت وهم تأسيس تأففًا من القرف، وحياءً من المجتمع الإقليمي والدولي.
• هذه الورطة المتشظّية كالقنابل العنقودية تتناسل وبإستمرار لتُلحق الأذى بكُل من إنتسب إليها بأيّ شكلٍ وبأيّ درجة.
نعم هذا في الدُنيا، أمَّا في الآخرة وهي ليست ببعيد فإنَّ الناس سيقفون أمام الديّان، وسيرون عدلهُ كيف يقتصّ للجلحاء من القرناء، وذلك اليوم لا يؤخذ عدل ( *فدية أو غرامة* ) ولا تنفعُ شفاعة، من آل فلان الملك والأمير والشيخ والوجيه.
يقيننا أهل السودان أنَّ الحرب في نهاياتها بحول الله، وإنَّ جُندنا لهم الغالبون بحول الله، وما يجري الآن في بوادي وقيزان كُردفان هو قاب النصر وقوسيه بإذن الله،
وما تقدّمه القوّات المسلّحة، وأمن يا جِنْ ، المُشتركة ، والبراؤون، والدرّاعة للسمع والطاعة هو إفتداءٌ بطوليّ لحماية الشعب والوطن.
عجّل الله النصر وشفى صدور قومٍ مؤمنين.
*لا تفاوض مع الجنجويد والقحاطة*
*لا تسامح*
*لا نسيان*
*بـَلْ بـَـسْ*
✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد