جلالة السلطان يؤدي صلاة العيد في جامع السيدة فاطمة بنت علي بولاية السيب
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
العُمانية: احتفلت سلطنة عُمان اليوم بأوّل أيام عيد الفطر السعيد، وقد أدّى حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- صباح اليوم صلاة عيد الفطر السّعيد لعام ١٤٤٥هـ بجامع السّيدة فاطمة بنت علي بولاية السّيب بمحافظة مسقط.
وأمّ المصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الذي استهلّ خطبة العيد بالتكبير والحمد لله على نعمه والصلاة والسّلام على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
وتناولت خطبةُ العيد ما أفاضَ اللهُ علينا من كرمه في عُمانَ الخير بثلاثيةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومة بإرادةٍ موحّدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ، والعيش في تناغمٍ يجسِّد الاستقرار والنموَّ المستمرَّ، وعلى أرضٍ هي أساسُ الهويةِ والمواطنة يسعى القائدُ فيها إلى الخيرِ العام ويشاركهُ الشعب في النهضة والعمل والبناء، وما نعيشه من رباط الأخوّة ووحدة الصف واتحاد الكلمة ويقظة الضمير والحفاظ على الأخلاق والرّحمة والسّلام.
وفيما يأتي نصّ الخُطبة:
اللهُ أَكْبَرُ ما تَنزَّلتِ اللَّطائفُ بِالمـــــددِ.
اللهُ أَكْبَرُ ما تتابعتِ العطايا بِلا عَدد.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
لَهُ الملكُ والفضلُ والحمدُ، ولهُ الثناءُ على ما قَضى وأنعمَ وتَفرَّدَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رَسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى صحابتِه وأهلِ بيتِه بلا عدٍّ: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
أيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
يستديرُ الزّمنُ، وتتجدّدُ معهُ الأحداثُ؛ وما الأعوامُ والشهورُ والأيامُ إلاَّ مرايا تجارِبنا، مخلّفة في وجودنا مسحة من الحكمة والعبرة، وكل نهاية حدث ميلادٌ لحدث جديد، ومنْ هنا كانَ انتهاءُ شهرِ الصومِ بدايةً لحياةٍ تستمرُّ بالخيرِ والالتزامِ، وتُثبتُ قيمَ إيماننا، لِنعيشَ بوعيٍ روحيٍ أعمقَ، فالصومُ عنِ الأهواءِ التزامٌ دائمٌ، والصومُ عنِ النقائصِ لا يتوقفُ، وكذا العباداتُ كلّها: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
ورمضانُ محطةٌ بارزةٌ في الرحلةِ الروحيةِ الأكبر، حيثُ العبادةُ والتقربُ إلى الله، والوعيُ الذاتيُّ، والسُّموُّ بالنفسِ، وصلاحُ الحياة، والاتصالُ الدائمُ بالخالق؛ قالَ صلى اللهُ عليه وآله وسلم: (بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ بيتِ اللهِ تعالى لمنِ استطاعَ إليه سبيلا).
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أَيُّهَا النَّاسُ:
في عالمٍ يزدادُ تعقيدًا وتداخلًا واضطرابًا؛ يُصبحُ إيقاظُ الضميرِ الإنسانيِّ، وتجديدُ التزامِنا بالقيمِ المشتركة: أمرينِ مهمَّينِ؛ للإبقاءِ على إنسانيتنا، والحفاظِ على ما تَبقَّى منَ الأخلاقِ والرحمةِ؛ انطلاقًا من قول الحقِّ: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
الضميرُ بوصلةٌ أخلاقيةٌ تدفع نحوَ عالمٍ منَ العدلِ والرحمةِ والسلامِ، والضميرُ اليقظُ لصوتِ أخيهِ الإنسانِ يذكِّرُنا دائمًا بأننا جُزءٌ من نسيجٍ أكبرَ، منتمونَ إلى الإنسانيةِ العامةِ، ونعملُ من أجلِ الإنسان أينما كانَ، فهذا هدفُ الرسالاتِ كلِّها: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
وفي قلبِ كلِّ إنسانٍ يكمنُ الضميرُ القادرُ على الإحساسِ بالآخرينَ، واحتضانِ الروحِ الجماعيةِ للإنسانيةِ. وما إيقاظُ الضميرِ إلاَّ منْ أجلِ بناءِ جسورِ التعاطفِ والتراحمِ فيما بيننا، والتعالي على أسبابِ اختلافِنا، مؤمنينَ بأنَّ الخيرَ الذي نُقدِّمُه اليومَ يُسهمُ في بناءِ غدٍ أفضلَ للجميع.
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
بعدَ أن شَهدْنا معًا فرْحةَ صيامِ شهرِ رمضانَ المباركِ، واجتمعْنَا فيهِ على الطاعةِ والعبادةِ والتقربِ إلى الله، ورسَّخْنا معانيَ التعاونِ والتآلفِ والتكاتف في مشهدٍ إيمانيٍّ سامٍ، ها نحنُ اليومَ نَتَشاركُ فرحةَ هذا العيدِ البهيجِ، تتعزَّزُ فيه قيمُ المحبّةِ والتآلفِ، وتتجلى فيه صورُ الإخاءِ والترابطِ، فنسارعُ الخُطَى لِتهنئَةِ بعْضِنَا البَعْضِ بوجوهٍ باسمةٍ مستبشرة، ونفوسٍ متصافيةٍ متآخية، ودعواتٍ خالصةٍ صادقةٍ.
ونحمدُ اللهَ حقَّ حمْدِه وكريمِ فضلهِ على ما نعيشُه في هذا الوطنِ العزيزِ من رباطِ الأُخُوّةِ ووحْدَةِ الصفِّ واتحادِ الكلمةِ ونعمٍ شتّى وأفضالٍ لاتُعدُّ ولا تُحصى.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
أفاضَ اللهُ علينا من كرمهِ في عُمانَ الخير بثلاثيّةٍ راسخةٍ: قيادةٍ وشعبٍ وأرضٍ، مدعومةٍ بإرادةٍ موحدةٍ، ومسؤوليةٍ مشتركةٍ، وعزمٍ جماعيٍ. وتعيشُ معًا في تناغمٍ يُجسِّدُ الاستقرارَ والنموَّ المستمرَّ؛ وعلى أرضٍ هيَ أساسُ الهويةِ والمواطنة، يسعى القائدُ إلى الخيرِ العامِّ ويشاركُهُ الشعبُ في النهضةِ والعملِ والبناء.
في حبِّ الوطنِ روحٌ تجمعُنا لتصلَ بينَ قلوبِنا وترابِ هذهِ الأرض، وكلُّ خطوةٍ نخطوها نحوَ تقدّمِه هي شاراتُ انتصارٍ لأرواحِنا، وكل قطرةِ وفاءٍ نذرفُها في سبيلِ الوطنِ فإنها تَسقي شجرةَ المستقبلِ التي ستُظلّلُ أجيالَنا المقبلةَ.
اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ
(إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
اللَّهُمَّ ابسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ.
اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَاركْنَا بامتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بالأَمْنِ وَالرَّخَاءِ، حَائِزًا كُلَّ خَيْرٍ، سَالِـمًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَيَّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِالمَجدِ وَالتَّمْكِيْنِ، وافـْتَحْ لَهُ فُتُوحَاتِ الخَيْرِ، ومَقَادِيْرَ العَزْمِ، وَسَابِغَ النِّعَمِ، اللَّهُمَّ أَحِطْه بِجَلاَلٍ مِنْ لَدُنكَ يَحْمِيْه، وَنُورٍ مِنْ لُطْفِكَ يَحْوِيْهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ في عَيْنِ حِفْظِكَ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ؛ وَاجْعَلْ شَعْبَهُ في وَحدَةٍ وَوِئام، وَأدمْ عَلَيْهِ الخَيْر وَالعَدلَ وَالسَّلاَم.
اللَّهُمَّ كُنْ للمُستَضْعَفِينَ في فِلَسطينَ وَغيرِهَا عَضُدًا وَنَصيرًا، وَمُدَّهم بِمَدَدٍ مِنْ قُوَّتِكَ وَسَنَدًا مِن لَدُنكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ. (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- التّهاني والتّبريكات بهذه المناسبة الطيبة من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي والمستشارين والقادة العسكريين وعدد من المسؤولين، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا مباركًا سعيدًا.
ولدى خروج جلالة سلطان البلاد المفدّى من جامع السّيدة فاطمة بنت علي أطلقت المدفعيّة إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى -أيّدهُ اللهُ.
بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الوفيّ بأن يحفظه ويبارك في أيامه وأعياده ويُعيد على جلالتِه المناسبات السعيدة أعوامًا مديدة.
أدّى الصّلاة بمعيّة جلالةِ السُّلطان المعظم عددٌ من أصحاب السُّمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وجناب السّادة والسّادة البوسعيد وكبار القادة العسكريين وعددٌ من أعضاء مجلس عُمان وأصحاب السّعادة وعدد من الرؤساء التنفيذيين لجهاز الاستثمار العماني وشيوخ وأعيان ولاية السّيب وجمعٌ من المواطنين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ى الله
إقرأ أيضاً:
متى أصلي الضحى ركعتين فقط؟.. بدأ وقتها من نصف ساعة فلا تضيع فضلها
متى أصلي الضحى ركعتين فقط اليوم ؟.. صلاة الضحى إحدى السنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، والتي شدد على الحرص عليها واغتنامها.. عدد ركعات صلاة الضحى يبدأ من ركعتين ويصل إلى 12 ركعة ، ومن ثم يتساءل الكثيرون عن متى أصلي الضحى ركعتين فقط ؟، حيث إنها إحدى الوصايا النبوية الثلاث، التي حث عليها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وشدد على أحبابه ضرورة اغتنام فضلها للفوز بثوابها العظيم، وحيث طلعت الشمس منذ دقائق فهذا يطرح السؤال عن متى أصلي الضحى ركعتين فقط اليوم؟.
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الضحى التى نصليها بعد شروق الشمس بثلث ساعة تسمى صلاة الإشراق وتصلي في هذا الوقت بركعتين فقط.
وأوضح "عثمان " في إجابته عن سؤال : ( متى أصلي الضحى ركعتين فقط ؟)، أنه إذا كان شروق الشمس يكون على الساعة 7 صباحا فإنه في الساعة 6:11 صباحًا يمكن أداء صلاة الشروق سواء ركعتان أو أربعة وقال بعض العلماء أن عدد ركعات صلاة الضحى يصل إلى 12 ركعة، وأقلهم ركعتين.
وأضاف الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن صلاة الضحى من السنن المؤكدة التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ووقت صلاة الضحى يبدأ من بعد طلوع الشمس بثلث ساعة، ووقت السماح لصلاة الضحى يكون حتى قبل أذان الظهر بـ 5 دقائق.
ونبه إلى أن عدد ركعات صلاة الضحى، أقلها ركعتان وأكثرها 8 ركعات، وقيل 12 ركعة، ويجوز صلاة الضحى لو قبل صلاة الظهر بربع ساعة أو نصف ساعة، أما لو كانت قبل الظهر بـ5 دقائق فلا يجوز لأنه من الأوقات التي يكره فيها الصلاة، منوهًا بأن صلاة الشروق وصلاة الضحىهما صلاة واحدة، التى تكون زكاة عن عافية البدن وسلامة الأعضاء.
متى صلاة الضحى اليوموورد أن صلاة الضحى تُصلى ركعتين بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدرَ رمحٍ، وتسمى بصلاة الضّحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضًا: صلاة الأوابين هي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار، وصلاة الشروق أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتى عشرة ركعة.
وداوم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- على صلاة الشروق وحثّ عليها الصّحابة –رضوان الله تعالى عنهم-، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد ورد في صلاة الشروق أسماء أُخرى، منها: صَلاة الضحى.
و سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
وفي حديث النبي: "من صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعد يَذكُرُ اللهَ عزّ وجل حتى تطلعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتين؛ كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ قال: قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: تامَّةٍ تامَّةٍ" إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى فهي كصلاة الضحى لكن الفرق، الشروق: أن تصلي الفجر في جماعة وتظل في مجلسك تذكر الله حتى تطلع الشمس ثمّ تصلي ركعتا الشروق، وهي أفضل من أن تصلي الضحى حين يشتدّ وقوف الشمس.
فضل صلاة الضحى ركعتينجاء في فضل صلاة الضحى ركعتين أنّ من صلى صلاة الفجر في جماعة ثمّ جلس في مصلاه حتّى شروق الشمس ثمّ صلى ركعتين فله أجر حجة وعمرة تامّتين، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثمّ قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتّى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ).
و رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى»، كما جاء في فضل صلاة الشروق ما رُوي أيضًا عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: «أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ».
وورد من ثواب صلاة الضحى ركعتين ، أن الملائكة تشهد صلاة الضحى، لما ورد أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: «صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ»، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ».
حكم صلاة الضحىورد أن صلاة الضحى نافلةٌ مستحبّةٌ، وهذا ما اتّفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة: الشافعية، والحنفية، والمالكية، والحنابلة، واستدلوا على قولهم بما رواه الصحابي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
فضل صلاة الضحى1- من صلى صلاة الضحى في أول وقتها بعد شروق الشمس فله مثل ثواب الحاج والمُعتمر.
2-تُجْزِئُ عن الصّدقة المطلوبة عن كل مفصل من مفاصل جسم الإنسان الثّلاث مئة وستّين في كل يوم يُصْبِح فيه العبد.
3-تقوم صلاة الضحى مقام التّسبيح والتّحميد والتّهليل والتّكبير.
4-صلاة الضحى بها يتقرّب العبد إلى الله سبحانه، ويفوز بمحبته عز وجل، باعتبارها من النوافل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عادَى لي وليًّا فقَد بارَزني بالمحارَبةِ، وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افتَرضتُه عليْهِ، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمَعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطِشُ بها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها، فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يسعى، ولئن سألني لأعطينَّهُ، ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ، وما تردَّدتُ عَن شيءٍ أنا فاعلُهُ تردُّدي عن قَبض نفسِ عَبدي المؤمنِ يَكرَهُ الموتَ وأكرَهُ مَساءتَهُ، ولابد لَهُ منْه».
5- ومن فضل صلاة الضحى جلب الرزق والبركة فيه .
6- كفالة الله لمن صلاها أربع ركعات بأن يكفيه نهاره من المؤنة وغيرها: عن أبي ذر رضى الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -تبارك وتعالى-: "ابن آدم اركع لي أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره".
7- من النوافل التي حرص عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
8- صلاة الضحى غنيمة عظيمة: هي من الصلوات التي يغنم المُصلّي بها الكثير من الغنائم، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى فهو أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة».
9-الدعاء بعدها مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات مستجاب.
10- عظمة أدائها تأتي أيضاً من تعظيم الله -تعالى- لشأنها والقسم بها في سورة الشَّمس، حيث قال -سبحانه-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، وكذلك تسميته -سبحانه وتعالى- لسورةٍ باسمها في القرآن، وقسمه بها في أوَّل آياتها، قال -تعالى-: (وَالضُّحَىٰ).
11- الاقتداء والتأسّي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمداومة على ما داوم عليه من السُّنن.
12- سببٌ لمغفرة الذنوب والسّيئات.
عدد ركعات صلاة الضحىأجمع العلماء على أنّ أقلّ صلاة الضّحى ركعتان، أمّا أكثرها فقد اختلفوا فيه؛ فقال بعضهم أكثرها ثمانية، وقال آخرون أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وقال فريق لا حدّ لأكثرها، وفيما يأتي بيان ذلك:
1-ذهب المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ أقلّ صلاة الضّحى ركعتان وأكملها ثمانية، لما رُوِي من حديث أم هانىء - رضي الله عنها-: «أنَّهُ لَمَّا كانَ عَامُ الفَتْحِ أتَتْ رَسولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وهو بأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عليه فَاطِمَةُ ثُمَّ أخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ به، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى»؛ فإن زاد على ذلك عامداً عالماً بنيّة الضّحى لم ينعقد ما زاد على الثّمان، فإن كان ناسياً أو جاهلاً انعقد نَفلاً مُطلقاً عند الشافعيّة، والحنابلة.
2-ذهب الحنفيّة إلى أنّ أكثرها ستّة عشر ركعة وأما إذا زاد على ذلك؛ فإمّا أن يكون قد نواها كلّها بتسليمةٍ واحدةٍ، وفي هذه الحالة يُجزّئ ما صلّاه بنيّة الضّحى وينعقد الزّائد نفلاً مُطلقاً، إلا أنّه يُكره له أن يُصلّي في نفل النّهار زيادةً على أربع ركعات بتسليمةٍ واحدةٍ، وإمّا أن يُصلّيها مُفصّلةً اثنتين اثنتين، أو أربعاً، وفي هذه الحالة لا كراهة في الزّائد مُطلقاً.
3- ذهب أبو جعفر الطبريّ والمليميّ والرويانيّ من الشافعيّة وغيرهم إلى أنّه لا حدّ لأكثرها، وقال العراقيّ في شرح الترمذيّ: "لم أرَ عن أحدٍ من الصّحابة والتّابعين أنّه حصرها في اثنتي عشرة ركعة"، وذهب إليه السيوطي كذلك، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنّه سُئِل: "هل كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُصلّونها؟ فقال: نعم، كان منهم من يُصلّي ركعتين، ومنهم من يُصلّي أربعاً، ومنهم من يمدّ إلى نصف النّهار"، وعن إبراهيم النخعيّ أنّ رجلاً سأل الأسود بن يزيد: "كم أُصلّي الضّحى؟ قال: كما شئت".
كيفية صلاة الضحىورد أنه إذا أراد المسلم أن يُصلّي صلاة الضحى ، فلا بُدَّ أن يكون جاهزاً حسيّاً ومعنوياً، فيتوضّأ ثم يتوجَّه للمكان الذي سيُؤدّي فيه الصلاة، ويُصلّي الضُحى بالكيفية الآتية:
1- النيَّة؛ وذلك بأن ينوي أن يُصلي الضُحى.
2- يُكبّر تكبيرة الإحرام.
3- يَقرأُ دعاء الاستفتاح.
4- يَقرأُ سورة الفاتحة.
5-يَقرأُ آياتٍ أو سورة قصيرة بعد الفاتحة.
6-يُكَبر ويَركعُ ويَقولُ في رُكوعه: سبحان ربي العظيم.
7- يَرفعُ من الركوع حتى يستوي قائماً، قائلاً: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
8- يُكبر ويَسجدُ ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.
9- يَرفع من السُجود ويَجلس جلسةً قصيرةً.
10-يَسجد سجدةً ثانيةً ويقول في سجوده كما قال في السجود الأول.
11- يرفع من السجود ويُصلّي باقي الركعات كما صلَّى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس للتشهد بعد صلاة الركعتين.
12- يجلس للتشهُّد الأخير، وقراءة التشهد والصلاة الإبراهيميّة.
13-يُسلّم عن يمينه، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.
14-يُسلّم عن شماله، ويقول أثناء التسليم: السلام عليكم ورحمة الله.