خبراء: الرباط المقدس فى خطر.. والتوسع فى مبادرات الأزهر هو الحل
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
أكد الخبراء أن المبالغة فى متطلبات الزواج هى إحدى العادات البالية التى دمرت الرباط المقدس، وجعلت الزواج فى مصر عبئاً كبيراً على الشباب وأسرهم، ولذلك زادت نسبة العنوسة بين المصريين، ومن ثم لابد من العودة للجذور والتخفيف عن الشباب واتباع المبادرات التى يتبناها الأزهر الشريف وبعض المبادرات الشعبية التى تهدف إلى تخفيف الأعباء لتشجيع الشباب على الزواج.
وهو ما أكده الشيخ على المطيعى، عالم بالأزهر الشريف، مشيراً إلى أن تجهيز العرائس بشكل مبالغ فيه وشراء أجهزة وأدوات منزلية كثيرة فوق الحاجة، يعد إسرافاً نهى الله عنه وقال «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين»، فلا علاقة للإسلام بالإسراف، فهذه عادات عرفية صنعها الجهل، حيث يعتقد البعض أن الجهاز يجب أن يكون كثيراً حتى تتشرف العروس وأسرتها أمام الناس، وهذا يترتب عليه استدانة والدها أو والدتها، ومنهن يتيمات تقوم الأم بتجهيزهن وتصبح غارمة تدخل السجن لعدم قدرتها على السداد.
وأضاف أن المبالغة فى تجهيز العرائس يعتبر من باب التعسير على الناس، ويمحق البركة ولو تأملنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أعظم النساء بركةً أيسرهن مئونةً» فالإكثار من الجهاز ليس من مقاصد الشرع فى الزواج.
وأشاد «المطيعى» بدور الأزهر فى العام الماضى، فى تدشين مبادرة مجمع البحوث الإسلامية، لتقليل التكاليف الباهظة للزواج بمحافظات مصر والتى انطلقت تحت عنوان «لتسكنوا إليها» وهذا دور الأزهر فى التوعية، ولعل الإعلام لم يسلط الضوء بشكل كافٍ على هذه المبادرة التى دعت لتكون مراسم قراءة الفاتحة مقصورة على الأب والأم والأشقاء، والشبكة لماذا لا تقتصر على دبلة فى حضور العائلة فقط، والجهاز يقتصر على الأساسيات بأقل تكلفة ممكنة.
كما نظم الأزهر مبادرة للزوجين فى التأهيل الأسرى كان لها مردود جيد، لذلك يطالب «المطيعى» بضرورة التوسع فى تلك المبادرات التثقيفية لتشمل كل من أراد الزواج، لتعليمه كيفية تكوين الأسرة والحفاظ عليها، وعلينا توعية الناس بهذه المبادارت وتسليط الضوء عليها للحفاظ على كيان الأسرة.
وأكد أن البعض لديه بعض المفاهيم المغلوطة عن الزواج كخدمة الزوجة لوالدة زوجها، فهذا أمر غير واجب، كما أن العروس ليست مطالبة بشراء أجهزة لها، ومن تعتقد أنها زوجت ابنها لتقوم زوجته بخدمتها فهذا أمر مرفوض شرعاً، فالله لم يخلقها خادمة ولكن عليها رعاية بيتها والحفاظ عليه نظيفاً لأنها تعيش فيه، وعليها رعاية أبنائها وتربيتهم، وكونها تخدم زوجها فهذا شىء من الفضل وليس واجباً.
وأضاف أنه على الزوجة مساعدة حماتها من باب وتعاونوا على البر والتقوى ومن الرحمة أيضاً، أى أن يتم ذلك بحب واحترام وليس بالفرض والتحكم، والرجل الذى يقول إن زوجته خادمة لوالدته فهذا تحقير من شأن المرأة التى خلقها الله حرة عزيزة لا تنكسر.
وأكد الشيخ «المطيعى» ضرورة عدم تسلط الحماة على زوجة ابنها، وإفشاء أسرارها، كما أن إفشاء الزوج لأسرار بيته لوالدته فهذا حرام شرعاً، فلكل بيت أسراره وخصوصيته التى يجب عدم فضحها، وهذه كلها أمور نهانا الله عنها، واذا طبقنا شرع الله فى كل شىء واتبعنا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكل هذا الأمور ستنضبط انضباطاً قوياً، وستنتهى مثل هذه العادات الخاطئة التى لا تمت للدين أو للشرع.
زواج إجرامى
والتقط أطراف الحديث الخبير القانونى أيمن محفوظ، قائلاً؛ الزواج فى مصر فى كثير من حالاته يمكن أن يسمى الزواج الإجرامى، حيث يتم فى كثير من الأحيان سلب الزواج من مضمونه الذى هو سبيل للمودة والرحمة، وتحويله إلى زواج القهر والقسوة، وذلك من بداية العصبية والقبلية فى اختيار شريك الحياة، حيث تشترط العادات أن يتم الزواج بين عائلات محددة، بالإضافة إلى التمسك بعادات الجاهلية والرجعية وما ينتج عنها من مفاهيم مثل المغالاة فى المهور وتأثيث منزل الزوجية، مخالفين وصايا الرسول فى التماس الخاطب لخطيبته خاتم من حديد كمهر، وأن أقل النساء مهراً أكثرهن بركة، فلهذا نجد البركة قد تنزع من الزواح بسبب تلك المفاهيم الضالة لأهل العروسين، فتزداد المشاكل ومنها سقوط الغارمين والغارمات فى شرك السجن لأنهم حاولوا أن يتماشوا مع عادات بالية تسود المجتمع بدلاً من محاولة تغييرها والتخلص منها.
وأشار إلى أن النسب أصبح صراعاً بين العائلات وليس تواؤماً بينها، وتزداد الخلافات نتيجة فقد بعض العائلات لمفهوم كبير العائلة، ما يمنع الحلول الودية لأى مشكله زوجية، وتقوم مقامها الحلول الثأرية أو القانونية فتزيد وتتعقد المشاكل الزوجية أكثر وأكثر، والحل فى التوعية والثورة على تلك العادات البالية واقتحام المؤسسات الدينية والإعلامية للريف لتوعية المواطنين ودعوتهم لترك تلك العادات، مع تشديد العقوبات على زواج القاصرات أو التدخل فى حياة العروسين، كما أن التوسع فى التعليم سيكون حائط الصد للخرافات وعادات أهل الريف فى الزواج.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الأزهر: في البحر أو بين الأهل الكل محتاج إلى الله
قال مركز الأزهر للفتوى، إنه لا يستغني الإنسان عن ربه في جميع أحواله وشئونه، وكيف يستغني مخلوق عن خالقه وهو مفتقر إليه، وإن ملك كل شيء، وجُمِعت له الدنيا؟ .
الإفتقار للهوأضاف مركز الأزهر فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإمام ابن قدامة رحمه الله قال: (واعلم أنّ مَن هو في البحر على اللَّوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه، ممن هو في بيته بين أهله وماله) [الوصية المباركة: ص77]
فالدعاء هو توجه العبد لله سبحانه على وجه الافتقار فيما أراد من صلاح دينه ودنياه، وهو عبادة من أجل القربات؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. [أخرجه الترمذي]
واضاف في بيان له : على المسلم ألا يلجأ في دعائه ومناجاته إلا إلى الله تعالى؛ قال سيدنا النبي ﷺ: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» [ أخرجه الترمذي ]، وأن يجعل الدعاء سبيله إلى تحقيق ما رجاه مع الأخذ بالأسباب المشروعة؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». [أخرجه ابن ماجه]
ويستحب للمؤمن الإكثار من الدعاء، والإلحاح في الطلب؛ فإن الله تعالى يحب أن يرى من عبده افتقارَه بين يديه، وصدق اللجوء إليه؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كان النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا». [أخرجه مسلم]
وتابع: لا يكف المسلم عن دعاء ربه، وسؤاله من فضله في جميع شئونه، ما صغر منها وما كبر، قال تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}. [النساء: 32] ولا يكون دعاء المسلم عند الشدائد والملمات فقط، وإنما يجتهد في دعاء ربه على كل حال؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ». [أخرجه الترمذي]
وأكد أن اللجوء إلى الله بالدعاء ليس مبررًا لترك العمل والتواكل، بل المؤمن الحق هو الذي يتعلق بالله ويدعوه ويرجوه ويأخذ بالأسباب الدنيوية المشروعة.
ويُحسن المسلم الظن بربه عند سؤاله، ويوقن أنه سبحانه مجيب دعائه، ومحقق رجائه، ولا يجعل دعاءه مجرد كلمات تجري على لسانه؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ». [أخرجه أحمد]
وأشار إلى أن دعاء المؤمن لا يضيع أو يرد؛ فإما أن يرزق به الإجابة، وإما أن يكون ذخرًا لآخرته، وإما أن يدفع الله عنه به السوء والبلاء؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «ما من مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها» قال: إذًا نُكثِرَ، قالَ: «اللهُ أَكثَرُ». [أخرجه البخاري في الأدب المفرد].