دار الإفتاء توضح حقيقة كراهية الزواج في شهر شوال.. ماذا قالت السيدة عائشة؟
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
يعد موضوع الزواج في شهر شوال وعلاقته بالطاعون من الموضوعات الشائكة التي يتداولها الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يزعم البعض أن الزواج في هذا الشهر مكروه شرعًا، ويربطون بين كراهية الزواج في شوال وبين وقوع الطاعون في هذا الشهر في بعض السنين، إلا أن دار الإفتاء نفت كل ذلك عبر موقعها الإلكتروني.
حكم الزواج في شهر شوالوقالت الإفتاء خلال حديثها عن الزواج في شهر شوال، إن بعض الناس يربطون بين كراهية الزواج في هذا الشهر وبين وقوع الطاعون فيه في بعض السنوات، لكن هذه الاعتقادات غير صحيحة ولا ينبغي الالتفات إليها.
واستشهدت الإفتاء خلال حديثها عن حكم الزواج في شهر شوال بما ثبت عن سيدَنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه تزوج في شهر شوال، فقد أخرج الإمام مسلم في «صحيحه»، عن عروة عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟»، قَالَ: «وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ».
حقيقية تحريم الزواج في شوالولم تكتفي الإفتاء بذكر الدلائل التي تنفي حرمة الزواج في شوال، بل استشهدت بقول الإمام النووي الذي أكدد على استحباب الزواج في هذا الشهر الكريم لقوله:« فيه استحباب التَّزْوِيجِ وَالتَّزَوُّجِ والدخول في شوال؛ وقد نص أصحابنا على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث، وَقَصَدَتْ عائشة بهذا الكلام رَدَّ ما كانت الجاهلية عليه وما يَتَخَيَّلُهُ بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال، وهذا باطل لا أصل له، وهو من آثار الجاهلية؛ كانوا يتطيرون بذلك لما في اسم شوال من الْإِشَالَةِ والرفع».
وأوضحت الإفتاء أن الزواج في شهر شوال يمثل عملاً يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويعتبره البعض مثالاً على الاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى، فهو يعكس قبول مشيئة الله ورضاه، ويظهر ثقة المؤمنين بقدرته وإرادته العليا، مٌستشهدا بقول الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي «يُنْدَبُ التَّزَوُّجُ في شوال والدخول فيه؛ للخبر الصحيح فيهما عن عائشة رضي الله عنها مع قولها ردًّا على مَن كَرِه ذلك».
انتشار الطاعون في شوالوأشارت «الإفتاء»، أن هناك معلومات متداولة عن حدث طاعون في شهر شوال، مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بينهم بعض العرائس، وقد استغل أهل الجاهلية هذه الحوادث للتشاؤم وتكريه إقامة الزواج في هذا الشهر، مستشهدا بقول لحافظ ابن رجب الحنبلي: قيل «إن أصله أن طَاعونًا وقع في شوال في سَنَةٍ من السنين؛ فمات فيه كثير من العرائس؛ فتشائم بذلك أهل الجاهلية، وقد ورد الشرع بإبطاله» اهـ.
وبخصوص الحديث عن حكم الزواج في شهر شوال، تابعت الإفتاء:« تحدث العلماء أيضًا عن رد فعل أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها على هذه الافتراءات لهذا الشهر الكريم، حيث نفت كراهية إقامة الزواج في شهر شوال وأكدت على حسن حظها بزواجها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر».
وانتهت الإفتاء حديثها بأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشاؤم، لما جاء أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى، ولَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الفألُ»، قالوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قال: «كَلِمَةٌ طَّيِّبَةٌ» متفقٌ عليه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حكم الزواج في شهر شوال الزواج في شهر شوال صلى الله علیه وآله وسلم الزواج فی شهر شوال الزواج فی شوال ج فی شوال رضی الله ى الله ع
إقرأ أيضاً:
زكاة مال الإيجار المُقدَّم.. الإفتاء توضح الحالات الجائزة للصرف على المحتاجين للسكن
استقبلت دار الإفتاء المصرية سؤالًا عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» حول حكم الزكاة على المال المدفوع مقدمًا لإيجار شقة، وهو من الأسئلة المنتشرة بين المواطنين مع ارتفاع تكاليف السكن واعتماد كثير من الأسر على دفع «مقدم إيجار» لتأمين مكان للمعيشة.
لا زكاة على المال المدفوع مقدّمًا للإيجار.. لأنه خرج للحاجة الأساسية
أوضحت دار الإفتاء أن الزكاة لا تجب على المال الذي تم دفعه مقدّمًا للإيجار؛ لأنه خرج من حيازة صاحبه لتحقيق حاجة أساسية وهي السكن.
وقالت الدار إن الزكاة لا تجب إلا إذا توفرت شروطها، وهي: بلوغ النصاب، مرور الحول، خلوّ المال من الدين، وأن يكون فاضلًا عن الحاجة الأصلية. وبما أن المال محل السؤال خرج بالفعل من ملك صاحبه وصُرف في ضرورة من ضرورات الحياة، فلا زكاة فيه.
هل يجوز دفع الزكاة لمَن لا يستطيع دفع إيجار الشقة؟
أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن إعطاء الزكاة لفقير عاجز عن دفع الإيجار جائز شرعًا؛ لأنه يجمع بين وصفين من مصارف الزكاة الواردة في القرآن الكريم:
الفقر
الغُرم (الدَّين)
واستدل المجمع بقوله تعالى:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ... وَالْغَارِمِينَ...} [التوبة: 60].
وأشار إلى أن العلماء—ومنهم ابن مفلح الحنبلي—أجازوا دفع الزكاة للغارم لقضاء دينه، بشرط ألا تكون وسيلة للتحايل لاسترداد الدين، لأن الزكاة حق لله يجب أن تصل لمستحقيها.
كما يجوز لصاحب المال إبراء المستأجر من دين الإيجار واحتساب ذلك من زكاته، وهو قول معتبر عند الشافعية.