جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-16@11:46:23 GMT

الطوفان الإيراني الكبير

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

الطوفان الإيراني الكبير

 

 

حمد بن سالم العلوي

إنْ كانت المقاومة الفلسطينية دشَّنت "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، وقد أحدث انعطافة بالتاريخ، وأسست لحقبة تحررية مُهمة، فإنَّ الطوفان الإيراني الكبير، يأتي اليوم في نفس السياق، وسوف يؤسس لتاريخ مختلف، سيشمل منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا وربما العالم كله، وسوف يساعد على خلق فهم جديد لعالم مُتغير ومتعدد الأقطاب، وذلك بالتعاون مع روسيا والصين، لإخراج العالم أجمع من هيمنة قذرة ينتهجها الغرب ضد ما عداهم من شعوب العالم ودوله، وذلك إلى عالم حر ينشد العدل والمساواة والاحترام المتبادل.

الطوفان الإيراني الكبير، يُضارع في قوته ومقداره وتأثيراته المستقبلية طوفان الأقصى، الذي حدث في 7 أكتوبر 2023، هذا إذا ما نظرنا إلى فارق القوة والإمكانيات، وذلك بين قوة دولة كإيران، وقوة منظمات فلسطينية محاصرة في قطعة أرض محدودة المساحة والإمكانيات كذلك، ولكن التأثير في كلتا الحالتين كان كبيرًا ومُؤثرًا وتاريخيًا.

إيران التي اضطرتها الأحداث لتعلن عن نهاية صبرها الإستراتيجي، إنما خدمت نفسها أولًا، وثانيًا شعوب المنطقة من المستضعفين في الأرض، وعلى رأس ذلك محور المقاومة، الذي كان وكأنه يحرث في أرض جدباء، وإيران التي أبلغت عن أنها قوية بما فيه الكفاية، ولكنها عقلانية في تصرفاتها لأكثر من مرة، وذلك من خلال إسقاط طائرة التجسس الأمريكية قبل سنوات، وحتى في ردها على مقتل قائدها الثوري قاسم سليماني في العراق، وقد دكت قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق بالصواريخ، ورغم الخسائر التي أحدثتها في تلك القاعدة؛ أكانت في الأفراد والمعدات أو المباني، ولكن سرعان ما حول المنافقون تلك الصفعة الكبيرة إلى سراب كما يحلو لهم التصوير، فصوروا ذلك الرد إلى مجرد حادثة بسيطة لا تستحق الاهتمام، خدمة لسيدتهم أمريكا وربيبتها إسرائيل.

ولكن.. فإن تمادي الصهاينة في جبروتهم وغيهم الآثم، وذلك في الاعتداء بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل مجموعة من القادة العسكريين المهمين، فكان الواجب هنا؛ أن تتخذ إيران القرار بالرد المباشر ومن داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهنا من الممكن أن نقول؛ "ربِّ ضارة نافعة" فإيران التي بلغت من القوة العسكرية مبلغًا كبيرًا، جعلها تزود روسيا ببعض الطائرات دون طيار، وهذا فيه دلالة على أن الصناعات الحربية الإيرانية، أصبحت في وضع يحسب له ألف حساب، فعندما تأتي دولة كروسيا وتعطي الثقة إلى الصناعات الإيرانية، فإن ذلك يعطي إيران زخمًا قويًا من الثقة بالنفس، وإيران التي كانت تدور حول عرش التتويج كقوة عالمية صاعدة، لكنها ظلت مترددة ومؤجلة لحقها، ولكنها أضطرها العدو الصهيوني أن تعلن عن ذاتها، وذلك حتى لا يظل الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر، وأن إشهار نفسها كقوة عسكرية فاعلة عالمية سيردع العدو، وذلك حتى لا يتجرأ الكيان الصهيوني عليها في كل مرة، وذلك عندما ظلت تتبنى كتم الغيظ، ولكن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، ورأت أن العدو الصهيوني يتمادى في جبروته، وهو المعروف عنه أنه يسخر من والقوانين الأنظمة الدولية، وظل يضرب بكل المواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط كعادته.

هُنا وقع الفأس على الرأس، وألزم إيران حرق المراحل إلى التتويج المحق، والارتقاء على مقعدها الشاغر، ورغم ذلك لم تقم إيران بهجوم انفعالي انتقامي وعلى الفور، فظلت تسعى من خلال دبلوماسية هادئة، لكي تعرّي الأمم المتحدة ودول الاستكبار العالمي، فردهًا تطلب وقف الإبادة الجماعية في غزة، وردهًا تطلب إدانة لإسرائيل في الأمم المتحدة، فلم تجد من وراء ذلك إلا التهميش وعدم الاكتراث، فعندئذ قررت أن تستغل الحق الذي منحها إياه القانون الدولي، وذلك بشن ضربة منسقة ومعلنة، وعلى قواعد عسكرية واستخبارية للعدو في الأراضي المحتلة، وهي لم تكن غادرة ولا ضد المدنيين كما هي عادة الكيان الصهيوني في حروبه الكثيرة ضد العرب، وبهذا الهجوم الكاسح الذي تصدت له أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وكما قيل ألمانيا كذلك، بالإضافة إلى الكيان الصهيوني، ولكنها حققت الأهداف التي رسمتها لهذا الهجوم، وهنا ارتقت إيران بجدارة وبلا منازع مكانتها على عرش القوى العسكرية المهمة في هذا العالم، وأصبحت منذ يوم 14 من أبريل 2024 دولة عظمى في المنطقة والعالم.

لذلك لا أبالغ إن قلت إن إيران التي كان الغرب يحاول تهميشها، وقبرها بالحصار والتهم المضللة، قد خرجت من تلك الشرنقة البغيضة، وخاصة دول الاستكبار العالمي بعدم الاستماع لما تقوله؛ فاعتبارًا من 14 أبريل 2024 ستكون إيران مسموعة، ليس في الإقليم وحسب؛ وإنما في كل المحافل الدولية، وعندما يتكلم وزير خارجيتها، سيصغي إليه العالم كما يصغون لوزراء خارجية أمريكا وروسيا والصين، وقد لا تحتاج إيران في الإعلان عن قوتها العسكرية بعد هذا التاريخ المهم، فالذين كانوا يشككون في قدرة إيران العسكرية والاعتبارية، قد رأوا رأي العين ما جرى للكيان الصهيوني، وقد حُشر قادته وشعبه في الأنفاق، خوفًا على حياتهم من الهجوم الإيراني الكبير، ولو لا التكبيرات التي كان يرددها الفلسطينيون، وهم يشاهدون ويصورون عبور الطائرات المسيرة والصواريخ بكافة أنواعها هي تعبر فوق رؤوسهم، متجهة إلى أهدافها في الأراضي المحتلة، وإلا صدق الناس كذب إسرائيل ورئيس الولايات المتحدة، الذِّين قالوا إن 99% من الصواريخ والطائرات قد أسقطت.

إذن.. العالم ما بعد الطوفان الإيراني الكبير، أصبح عالمًا مختلفًا تمامًا، وسيظل كذلك حتى تتحرر فلسطين، رغم أنوف صهاينة العرب وسادتهم.

فلا نقول إلا صبرًا أهل غزة العزة إن النصر آتٍ، وإن طوفان الأقصى هو بداية النهاية للصهاينة، وأنَّ لا أحد سيموت بغير تقدير من الله، وهم مكرمون بالشهادة والحياة الأبدية، ومن يجرؤ ويصبر ينتصر.. وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التلفزيون الإيراني: مقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلال الهجوم الإسرائيلي

إيران – أعلن التلفزيون الإيراني اليوم السيت، مقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلال الهجوم الإسرائيلي على البلاد.

وقال التلفزيون الإيراني إن “العميد غلام رضا محرابي مسؤول شؤون الاستخبارات بهيئة الأركان، والعميد مهدي رباني مسؤول العمليات في هيئة الأركان العامة.تم قتلهم في العدوان الإسرائيلي”.

يأتي ذلك، في وقت قال مصدر مطلع لوكالة “فارس” الإيرانية للأنباء نقلا عن “كبار القادة العسكريين في إيران”، إن الحرب ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل كل إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة.

وقال المصدر “الحرب التي بدأت مع اعتداءات الكيان الصهيوني ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل جميع المناطق المحتلة التابعة لهذا الكيان وقواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وسيكون المعتدون هدفا لرد إيراني حاسم وواسع النطاق”.

وأضاف المصدر المطلع أن القادة العسكريين الكبار أكدوا أن “هذه المواجهة لن تقتصر على العمليات المحدودة التي جرت الليلة الماضية، وأن الضربات الإيرانية القادمة ستتواصل، وستكون هذه الإجراءات مؤلمة للغاية وتجعل المعتدين يندمون بشدة”.

وشنت إيران ليل أمس وفجر اليوم السبت، 6 موجات من الإطلاقات الصاروخية باتجاه إسرائيل من الشمال حتى الجنوب، ردا على هجوم إسرائيلي بدأ أمس الجمعة 13 يونيو، مستهدفا منشآت نووية إيرانية وبنى تحتية عسكرية، ما أدى إلى مقتل قادة عسكريين وأمنيين بارزين وعددا من علماء الذرة.

وأدت الضربات الصاروخية الإيرانية إلى مقتل 3 إسرائيليين في المجمل، وإصابة العشرات، بالإضافة إلى دمار هائل لا سيما في تل أبيب وسط إسرائيل، لم يسبق له مثيل.

وفي هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم الجيش الإيراني اليوم السبت أن الإطلاق الصاروخي القادم سيكون بنحو ألفي صاروخ، أي 20 ضعفا من الهجمات السابقة.

وكان الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ فجر الجمعة، ضد إيران قد أسفر عن مقتل عدد من القادة في الجيش والحرس الثوري الإيراني أبرزهم:

قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي. رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري. قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد. قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة. قائد قوة الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، طاهر بور. قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، داود شيخيان. نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني اللواء مهدي رباني (مع زوجته وأولاده)

أبرز القتلى من علماء الذرة

 أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري. العالم النووي مهدي طهرانجي. العالم النووي فريدون عباسي. العالم النووي عبد الحميد مينوشهر. العالم النووي أمير حسين فقهي العالم النووي مطلبي زاده

وبينما تحدثت مصادر عن إصابة، علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني والمشرف على المفاوضات النووية، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن علي شمخاني قتل.

المصدر: وسائل إعلام إيرانية

مقالات مشابهة

  • بالخريطة التفاعلية.. الأهداف الإسرائيلية التي استهدفها القصف الإيراني
  • التقدم والاشتراكية يدين العدوان الصهيوني على إيران ويحذر من تداعياته الإقليمية والدولية
  • إيران: سيتم تعويض الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء العدوان الصهيوني
  • عاجل : الصواريخ الإيرانية تضرب عمق الكيان الصهيوني من جديد (تفاصيل)
  • مهدي طارمي يغيب عن معسكر إنتر في أمريكا بسبب الهجوم الإيراني
  • التلفزيون الإيراني: مقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلال الهجوم الإسرائيلي
  • "الأزهر" يُدين "العدوان الصهيوني على إيران": همجية تُنذر باشتعال المنطقة
  • الأسد الصاعد والوعد الصادق.. حصاد الخسائر الإيرانية الإسرائيلية بعد اشتعال المواجهة
  • المرشد الإيراني يتوعد إسرائيل: سنجعل الكيان الصهيوني الوضيع عاجزا ومشلولا
  • رئيس هيئة الطيران المدني السوري أشهد الصليبي لـ سانا: تقرر الاستمرار في إغلاق الممرات الجوية التي قد تتأثر بالتوترات القائمة في المنطقة، وذلك حتى الساعة 20:00 بتوقيت دمشق، حرصاً على ضمان أعلى معايير السلامة للطيران المدني