يمثل فصل الربيع أهم أوقات العام لنشاط وتكاثر الطيور في المملكة، لما يتميز به هذا الوقت من توفر الطعام والمأوى واعتدال الأجواء المناخية، وزيادة معدل الأمطار خلال أشهر مارس وأبريل ومايو، ويرتفع نشاطها في بناء الأعشاش والتبييض حتى نهاية شهر يوليو.

ويعد أبرز الطيور النادرة على مستوى العالم طائر "العقعق العسيري"، الذي يعيش في مساحة صغيرة على سروات منطقة عسير، كما أنه يعد من الطيور المهددة بالانقراض، حيث رصدت العديد من الدراسات الميدانية الأخيرة أعداد الطائر التي لا تتجاوز الـ 100زوج، تتنقل بين غابات العرعر في المساحة الواقعة بين مركز السودة، وحتى محافظة "تنومة".

ويشير كتاب "الطيور في السعودية"، الصادر عن شركة "أرامكو" السعودية 2021م، إلى أنه في عام 1936 م اعتبر بعض الخبراء الغربيين أن طائر العقعق العسيري امتداد لسلالة العقعق الأوراسي الشهير الذي يشيع وجوده تقريباً في شتى أنحاء أوروبا، وكثير من مناطق آسيا ذات المناخ المعتدل، ومع عمليات الرصد واستمرار الدراسات العلمية تم تسجيل العقعق العسيري نوعاً مستقلاً وبناء على ذلك وفي عام 2016 أعلنت جمعية الطيور العالمية رسمياً أن العقيق العسيري نوع مستقل بحد ذاته، وتم إعطاؤه الاسم العلمي Pica pics asirements.

ويتميز "العقعق العسيري" عن نظيره " الأوراسي" بانعزاله في بيئة جغرافية هي منطقة عسير التي تبعد عن أقرب وجود لـ" الأوراسي" بأكثر من 1200 كيلومتر، كذلك يوجد اختلاف بينهما في اللون حيث يتميز بكثافة اللون الأسود في الريش، إضافة إلى كثافة في اللونين الأخضر والأرجواني في الذيل، كما أن جناحيه قصيران، وذيله أقصر وقدميه أكبر ، ومنقاره أكبر بكثير.

ومن أبرز الصفات المميزة لـ"العقعق العسيري" إصدار نداءات مختلفة تماماً، لا سيما نداء التواصل الذي يستخدمه باستمرار أثناء تنقله في أسراب للبحث عن الغذاء، كذلك يعد مختلفاً جينياً بالفعل عن سائر أنواع العقعق الأخرى.

وبحسب الباحثين المشاركين في تأليف كتاب "الطيور في السعودية"، فإن طائر العقعق العسيري يتغذى على الحشرات والنمل والنحل والجراد وبذور النباتات والفاكهة، إلى جانب توت الحبوب المتساقطة والأرز المسلوق في مواقع التنزه.

وفي مواسم التكاثر تضع أنثى "العقعق" ما بين 5 إلى 7 بيضات تقوم بحضانتها لمدة تتراوح بين 16 إلى 22 يوماً ولكن في النهاية لا يبقى على قيد الحياة سوى اثنين إلى أربعة فراخ بحسب توفر الغذاء ومناعة العش من الأخطار والمفترسات.

ولجمال هذا الطائر وندرته عالمياً، عملت عدة جهات حكومية على دراسات للحفاظ على ما تبقى من الأزواج ومساعدتها في التكاثر وحمايتها من الانقراض ، حيث أنجزت شركة "أرامكو" دراسة بحثية في 2018م لحصر أعداد "العقعق العسيري" وكثافتها، واستخدامها لبيئتها الطبيعية وتوزعها، وتم تثبيت جهاز تتبُع متطور على عدد من هذه الطيور لمعرفة سلوك العقعق والأماكن التي يعيش فيها وطرق ترحاله.

ويقدر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أنواع الطيور المسجلة في السعودية بـ" 499 " نوعاً، منها 401 من الطيور المقيمة أو المهاجرة و11 نوعاً من الطيور النادرة التي تظهر بشكل منتظم في المملكة، في حين يزورها 87 نوعاً من الطيور الشاردة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: العقعق العسيري الحياة الفطرية الأجواء المناخية الطيور من الطیور

إقرأ أيضاً:

طائر يعكّر مزاج الملك تشارلز وتقاليد العائلة المالكة في مهب الريح

خاص

يبدو أن أجواء عيد الميلاد هذا العام في ساندرينجهام، المقر الشتوي المفضل للملك تشارلز الثالث، لن تكون كما اعتادتها العائلة الملكية.

فقد كشفت صحيفة “ذا صن” البريطانية عن أزمة غير معتادة تهدد تقليدًا ملكيًا عريقًا: نقص حاد في طيور التدرج، مما قد يُفضي إلى إلغاء جلسة الصيد التقليدية التي تُقام سنويًا في “يوم الصناديق” أو ما يُعرف بـ”Boxing Day”، والموافق لـ26 ديسمبر.

وهذا التقليد الذي يمتد لسنوات طويلة، لا يمثل مجرد نشاط ترفيهي، بل يحمل في طياته رمزية عائلية واجتماعية عميقة.

ويُعد الصيد في موسم الأعياد من الطقوس التي يحرص الملك تشارلز، البالغ من العمر 76 عامًا، على الحفاظ عليها، وفاءً لإرث والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وتأكيدًا على ارتباطه بالتقاليد البريطانية العريقة.

لكن النقص في الطيور هذا العام لم يكن وليد الصدفة، إذ يرجع – بحسب ما ورد في التقرير – إلى قرار اتخذه الملك بنفسه في وقت سابق، يقضي بمنع استيراد الطرائد من الخارج، في محاولة لدعم التوازن البيئي داخل ممتلكات العائلة المالكة.

والقرار الذي حمل بُعدًا بيئيًا نبيلًا، لم ينجح عمليًا، خاصة مع إلغاء منصب حارس اللعبة، الذي كان يتولى مراقبة أعداد الطيور وتنظيم موسم الصيد.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن الأجواء في ساندرينجهام كانت متوترة، قائلاً: “لقد كانت كارثة.. لا طيور، لا إطلاق نار، فقط وجوه غاضبة. الملك لم يُخفِ استياءه”.

الخبيرة الملكية هيلاري فوردويتش قالت لقناة “فوكس نيوز ديجيتال” إن تشارلز يشعر بإحباط عميق، ليس فقط بسبب تعطل التقاليد، ولكن لأن ساندرينجهام تمثل له رمزًا شخصيًا وعائليًا، وأضافت: “ما يحدث يمسّ إرث والدته، ويضع إدارته للمكان في موقف محرج”.

ومع هذا التحول المفاجئ، ظهرت دعوات داخلية لإعادة النظر في بعض الطقس، فالمذيعة البريطانية هيلينا تشارد اقترحت، على سبيل المثال، استبدال جلسة الصيد التقليدية بنشاط رمزي مثل “تصوير الحمام الطيني”، مشيرة إلى أن الملك تشارلز لا يتحرج من كسر بعض العادات إن اقتضت الضرورة، مثلما فعل في خطابه الأخير لعيد الميلاد الذي ألقاه من كنيسة محلية بدلًا من أحد القصور الملكية.

وفي ظل هذه الأجواء، يرى بعض المراقبين أن هذا الظرف قد يشكل فرصة لإصلاح بعض العلاقات العائلية المتوترة، وعلى رأسها الخلاف مع الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، المقيمين في الولايات المتحدة بعد انسحابهما من الحياة الملكية عام 2020،وقال الخبير الملكي إيان بيلهام تيرنر: “ربما حان الوقت لجمع الشمل.. فهذا ما يليق بروح الميلاد”.

ورغم التحديات، يواصل الملك تشارلز أداء واجباته الملكية، رغم خضوعه لعلاج من مرض السرطان، الذي لم يُفصح عن طبيعته بعد، وبين الالتزام بالتقاليد والرغبة في تجديدها، يبدو أن العائلة المالكة على موعد مع عيد ميلاد مختلف هذا العام، تختلط فيه مشاعر الحنين، والواقع البيئي، والتحديات الشخصية.

مقالات مشابهة

  • غدًا.. انطلاق الجولة الثالثة والأخيرة من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن
  • حلبة كورنيش جدة تشهد غدًا ختام منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن 2025م
  • محافظ أبين: نرحب بأي جهود من شأنها الاستجابة للمبادرة التي أطلقناها قبل عام بفتح طريق عقبة ثرة
  • طائر يعكّر مزاج الملك تشارلز وتقاليد العائلة المالكة في مهب الريح
  • رئيس «النحالين» بالقصيم: مناحل المنطقة تنتج 16 نوعا من العسل خلال 11 شهرا بالعام
  • موجة وفيات بسبب القرادة في تركيا
  • فرنسا تسابق الإنفجار المؤجل
  • الذايدي بعد خسارة الأخضر: طارت الطيور بأرزاقها
  • امل: نجدّد على شرعية المقاومة لمقاومة الاحتلال
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية