مصر – علق محللان سياسيان مصريان على لقاء وزير خارجية مصر مع نظيره التركي امس السبت، وعلى الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، للقاء نظيره رجب طيب أردوغان.

وأكد هاني الجمل المحلل السياسي المصري المختص بالشأن التركي “أهمية لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره التركي هاكان فيدان، والذي جرى امس السبت في اسطنبول، وقال إنه “هام وحساس ويحمل في طياته ثقل الدولتين الإقليميتين في وقت دقيق تمر به منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل الأوضاع الساخنة في فلسطين والقرن الإفريقي”.

وأضاف أن “هذا اللقاء جاء في جملة من التطورات الإقليمية كان أهمها تطور العلاقات المصرية التركية خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة بعد جفاء العلاقات الثنائية بين البلدين لأكثر من عشر سنوات، بسبب استقبال أردوغان لجماعة “الإخوان” المسلمين، بعد مظاهرات 30 يونيو وإزاحة الإخوان من سدة الحكم في مصر”.

واستطرد: “لكن بعد اللقاء الحميمي بين الرئيس السيسي والرئيس أردوغان على هامش كأس العالم في قطر تسارعت وتيرة التقارب بين الكبيرين من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء والتي ساهمت في زيادة التعاون الاقتصادي بينهما إلى 10 مليارات دولار، كما يؤسس هذا اللقاء إلى العمل على التحضير لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي على مستوى القيادتين”.

وتابع الخبير: “هذه علامة مهمة في العمل المشترك وتحقيق الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات وحجم الدولتين فضلا عن الترتيب لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا في المستقبل القريب والتي تعد من الشواهد المميزة في عودة العلاقات الثنائية خاصة التجارة والاقتصاد أحد أقوى أشكال التعاون والاستثمارات في مصر، ويبلغ حجم التجارة بيننا 8 مليارات دولار”.

وأردف: “هناك هدف خلال زيارة رئيس الجمهورية تركيا، لزيادة حجم التجارة إلى 15 مليار دولار من خلال توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة وإعادة تشغيل الشحن البحري وتعزيز العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية، وهناك فرصة لتعزيز التعاون في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية فضلا عن السعي إلى ترسيم الحدود البحرية من أجل استخراج الغاز، وتهيئة الأجواء لانضمام تركيا لمنظمة غاز شرق المتوسط، وتقارب وجهات النظر بين تركيا واليونان وقبرص بجهود مصرية، هذا بجانب التنسيق مع تركيا في لعب دورا في تهدئة الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، بعد رغبة إثيوبيا شراء ميناء بربرة في (صومالي لاند) وهو ما قد يشغل الأمور في هذه المنطقة بعد عسكرة البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثين على السفن الأمريكية وتأثير ذلك على حركة التجارة الوافدة إلى قناة السويس بنسبة 40‎%‎”.

وقال الجمل: “كما أن هذا اللقاء يضع أسس التعامل مع الرغبات الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين والمضي قدما في أن تكون تركيا وسيطا بجانب مصر وبديلا عن قطر في مفاوضات الهدنة الاإسانية بين إسرائيل وحركة الفصائل لما تتمتع به من علاقات قوية بقادة حركة الفصائل والذين لهم تواجد مميز في تركيا سواء سياسي أو اقتصادي”.

وقد حذر الجانبان من أن الحرب في قطاع غزة ستؤدي إلى توسع الصراع في المنطقة وطالبا المجتمع الدولي بالضغط لفتح المعابر الإسرائيلية الستة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة والتأكيد على صيغة حل الدولتين.

ومن جهته، قال المحلل السياسي المصري المختص بالشأن التركي، محمد ربيع الديهي: “لا شك في أن زيارة السيسي لتركيا والتي تعد الأولى من نوعها منذ وصوله للحكم في عام 2015، سوف تدشن الزيارة مسار ونمط جديد أكثر تعاون وتوسع في العلاقات بين البلدين خاصة على صعيد الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز التعاون والترابط الاقتصادي”.

وأضاف: “خاصة وأن زيارة السيسي لتركيا سوف تفتح مجالات جديدة في التعاون بين البلدين فضلا عن تعزيز التعاون في المجالات القائمة وعلى رأسها التعاون الاقتصادي والأمني والعسكري في ضوء ما يشهده الشرق الأوسط من اضطرابات أمنية وسياسية قد تضع المنطقة أمام حرب إقليمية شاملة”.

وفي سياق متصل، يتوقع المحلل السياسي أن “تحمل الزيارة في طياتها تنسيقا مصريا تركيا في بعض الملفات والقضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمه الليبية وتطورات المشهد في سوريا”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟

يرى الكاتب جهاد إسلام يلماز في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت التركية" أن ميثاق التعاون الدفاعي المرتقب بين تركيا وسوريا، ليس مجرد اتفاق ثنائي يضمن مصالح البلدين، بل شراكة إستراتيجية مهمة للغاية في ظل التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط.

وأوضح يلماز، أن هذا التقارب غير المسبوق جاء عقب سقوط نظام بشار الأسد عام 2024، وصعود إدارة جديدة في دمشق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيابة العامة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق الأسدlist 2 of 2مخلفات الحرب في الشمال السوري إرث ثقيل ينتظر الحلend of list

وقد وفرت التحولات الجارية في المنطقة -حسب الكاتب- أرضية طبيعية للتقارب بين تركيا وسوريا، إذ تسعى دمشق إلى كسر عزلتها السياسية، بينما تبحث أنقرة عن شريك مستقر على حدودها الجنوبية، وترغب في إعادة التوازن الديموغرافي والإنساني بخصوص اللاجئين، ونقل التعاون العسكري إلى بُعد اجتماعي.

ومن هذه الزاوية، يعتقد الكاتب أن الاتفاق الإستراتيجي المرتقب لا يقوم فقط على منطق أمني، بل يشمل كذلك مسارات إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاندماج بين مكونات المجتمع السوري.

ويوضح يلماز، أن دمشق تُبدي اهتماما بالاستفادة من القدرات التركية في مجالات التكنولوجيا والدفاع، وعلى وجه التحديد أنظمة الدفاع الجوي، والأنظمة غير المأهولة، وتقنيات تأمين الحدود.

ويتابع الكاتب، إن الميثاق الدفاعي المنتظر بين أنقرة ودمشق لا يعكس فقط مصالح أمنية متبادلة، بل يعبّر عن محاولة إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي في المنطقة.

دور تركيا في الشرق الأوسط لم يتأسس تاريخيا على القوة العسكرية فحسب، بل على فهم عميق للتوازنات السياسية

بواسطة جهاد إسلام يلماز

ويشير الكاتب إلى أن تركيا تحتاج إلى طوق دفاعي جوي وبري متماسك على حدودها الجنوبية في ظل التوترات في شرق المتوسط بشأن مناطق النفوذ البحري.

ويؤكد الكاتب أن هذه الخطوة تظهر قدرة أنقرة على ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة، كما تُعزز توازن العلاقات بموسكو.

إعلان

ويوضح أن دور تركيا في الشرق الأوسط لم يتأسس تاريخيا على القوة العسكرية فحسب، بل على فهم عميق للتوازنات السياسية، والشراكة الدفاعية التي تسعى أنقرة إلى تأسيسها اليوم مع دمشق تعدّ تجسيدا عصريا لهذا الإرث التاريخي.

مقالات مشابهة

  • أقوى رد على الجماعة الإرهابية.. «مصريون» ينظمون وقفة في باريس تأييدا للرئيس السيسي
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره في بنين بمناسبة العيد القومي
  • بدء أول تدفق للغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا
  • تركيا تبدأ ضخ مليارات الأمتار المكعبة من الغاز إلى سوريا
  • كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟
  • شرفة يبحث مع سفيرة هولندا تعزيز التعاون في القطاع الزراعي
  • زيادة حادة في العجز التجاري الخارجي لتركيا
  • مفاجآت يكشفها مصطفى بكري: الرئيس السيسي رفض عرضا من «ترامب» بشأن غزة
  • باكستان والولايات المتحدة توقّعان اتفاقية لتعزيز التجارة الثنائية
  • وزير الدفاع والإنتاج يلتقى نظيره الإيطالي لبحث التعاون العسكري المشترك