كاتبة أسترالية: حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة تثبت نفاق الإعلام الغربي وتضليله للحقائق
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
سيدني-سانا
أدوات الإعلام الغربية المضللة وأساليب النفاق والمراوغة عن الحقيقة التي تتبعها ماكينات الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا مسؤولة بشكل مباشر عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر حسب الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون، فالتلاعب بالوقائع لصالح جهة معينة، والتعامي عن مجريات الأحداث كنهج رئيسي وأجندة ثابتة منحت قوى الاستعمار والهيمنة فرصة شن الحروب وارتكاب الجرائم دونما رقيب.
وفي إشارة إلى تحيز الإعلام الغربي لكيان الاحتلال الإسرائيلي وممارساته المضللة للتغطية على جرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة قالت جونستون في مقال نشرته على منصة ميديام: “إن دمار قطاع غزة المحاصر يثبت أن هذا الإعلام ليس إلا مجرد هراء، فهو يبتعد كل البعد عن نقل ولو جزء بسيط من الحقائق، ويحرص على ضخ صورة مزيفة تصور الولايات المتحدة وحلفاءها على أنهم المدافعون عن الحريات، وهم في واقع الأمر من يقتل الحريات والديمقراطية في كل أنحاء العالم”.
وأضافت جونستون: “لو كان الإعلام الغربي يتحلى ولو بشكل جزئي بالمصداقية لما كانت واشنطن وحلفاؤها يدعمون “إسرائيل” في الحرب المفتوحة، التي تشنها على المدنيين والأطفال المحاصرين في غزة”.
وتابعت جونستون: “لم يكن لواشنطن أن تتعامى عن حرب التجويع، التي يرزح تحتها الفلسطينيون، وهي التي تتشدق بالحديث عن الحريات وحقوق الإنسان في كل مناسبة، لكنها تدعم في حقيقتها مثل هذه الممارسات الوحشية مخالفة القوانين الدولية والإنسانية”.
وأوضحت جونستون أن الإعلام الغربي لا يحمل أي مصداقية ولا يمكن الوثوق بما ينشره من مزاعم، في وقت يغطي فيه على الجرائم المروعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياً بحق الفلسطينيين، وفي وقت تقمع فيه أصوات الصحفيين الأمريكيين والغربيين وكل من يحاول انتقاد حرب الإبادة الإسرائيلية أو يتحدث عن تحيز الإعلام الغربي الكامل للرواية الإسرائيلية.
ومن أبرز الأدلة على زيف ما يقدمه الإعلام الغربي وفقاً لجونستون ما كشفت عنه وثيقة توجيهات عامة في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والتي تقيد فيها إدارة التحرير تغطية صحفييها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتحظر عليهم استخدام كلمات ومصطلحات تصف الحقائق على الأرض، وتعري جرائم الاحتلال، بما فيها عبارات مثل إبادة جماعية أو تطهير عرقي أو حتى أراض فلسطينية محتلة، لتبتعد بذلك كل البعد عن أولى أساسيات الإعلام الحقيقي في نقل الوقائع.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الإعلام الغربی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هيريت ستو.. كاتبة أشعلت حربًا بقلمها
في عام 1852، صدرت رواية صغيرة من 300 صفحة، لامرأة أمريكية لم تكن تعرف خارج الأوساط الدينية والأدبية المحلية، لكنها لم تكن رواية عادية، ولا كانت امرأة عادية. إنها هيريت بيتشر ستو، الكاتبة التي أطلقت شرارة الغضب الأخلاقي في أمريكا ضد مؤسسة العبودية، بقلمها فقط.
الرواية كانت “كوخ العم توم”، والنتيجة كانت واحدة من أكثر الحركات الاجتماعية زخمًا في تاريخ الولايات المتحدة.
“هذه هي السيدة التي أشعلت حربًا كبيرة!”بهذه الكلمات استقبلها الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عندما التقاها في البيت الأبيض عام 1862، أثناء اشتعال الحرب الأهلية الأمريكية.
لم يكن هذا الإطراء مجازًا سياسيًا، بل اعترافًا حقيقيًا بقوة الأدب في التأثير على المجتمعات وتغيير المسارات التاريخية.
رواية زلزلت الضمير الأمريكينشرت ستو روايتها في وقت كانت فيه أمريكا منقسمة بشكل حاد بين الشمال المناهض للعبودية، والجنوب الذي يعتمد على استعباد السود اقتصادياً واجتماعياً.
جسدت الرواية معاناة العبيد السود من خلال شخصية “العم توم”، الرجل الطيب الذي تمزقه أهوال العبودية ويجبر على تضحيات إنسانية مؤلمة.
الرواية لم تكن فقط قصصية، بل كانت شهادة إنسانية موثقة، استخدمت فيها ستو مصادر حقيقية من شهادات العبيد والناجين، مما أعطاها بعدًا واقعيًا صادمًا في ذلك الوقت.
ردود فعل غاضبة… وانتشار غير مسبوقحقق الكتاب مبيعات قياسية، إذ بيع منه أكثر من 300 ألف نسخة في عامه الأول فقط بالولايات المتحدة، ووصلت ترجماته إلى أوروبا والشرق الأوسط. في المقابل، أثارت الرواية سخط الجنوبيين الذين اتهموها بتشويه صورة مجتمعهم.
الصحف الموالية للعبودية شنت هجومًا حادًا عليها، لكنها لم تتراجع، بل أصدرت لاحقًا كتابًا بعنوان: “مفتاح إلى كوخ العم توم” لتوثيق المصادر التي استندت إليها في روايتها.
امرأة من قلب الوعظ إلى قلب المعركةولدت هيريت في عائلة دينية بروتستانتية صارمة في ولاية كونيتيكت عام 1811، ونشأت على قيم الإصلاح والعدالة.
عاشت مع زوجها في مدينة سينسيناتي، قرب الحدود بين الولايات الحرة والولايات العبودية، حيث شاهدت بنفسها قصص الفارين من الرق، ما جعلها تؤمن بأن السكوت خيانة.
عبر قلمها، لم تكن ستو مجرد كاتبة، بل مناضلة ضد الظلم الاجتماعي، سبقت عصرها في توظيف الأدب كوسيلة لتغيير الواقع.
إرث لا يزال حاضرًارغم مرور أكثر من 170 عامًا على صدور الرواية، لا تزال “كوخ العم توم” تدرس في الجامعات وتناقش في المحافل الأدبية كأحد أهم الأعمال التي غيرت الوعي الجمعي.
كما تم تحويل الرواية إلى مسرحيات وأفلام، وأصبحت شخصية “العم توم” رمزًا للتضحية، وإن كانت أحيانًا مثار جدل حول معنى الخنوع أو الصبر السلبي، ما يعكس تعقيد التلقي الأدبي عبر الأجيال