المساعدات الأميركية تكشف مخاوف الإسرائيليين من الارتهان لواشنطن
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
القدس المحتلة- رحب المستوى السياسي الإسرائيلي بمصادقة مجلس النواب الأميركي على خطة مساعدات عسكرية واسعة لإسرائيل بقيمة 26.4 مليار دولار، التي حظيت بدعم النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واعتُبر ذلك مؤشرا لعمق العلاقات ومتانة التحالف بين واشنطن وتل أبيب، ورسالة إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط.
ووسط الترحيب الرسمي، أجمع محللون وباحثون إسرائيليون أن الدعم العسكري الأميركي سيمكّن تل أبيب من استمرار الحرب على جبهتي قطاع غزة ولبنان، لكنه بالمقابل يعكس مدى ارتهان إسرائيل وتعلقها بالولايات المتحدة، واستحالة استغنائها عن الدعم والمساعدات المالية والعسكرية القادمة من واشنطن.
تفاصيل المشروعجاء تصويت مجلس النواب على مشروع قانون تقديم المساعدات العسكرية الجديدة لتل أبيب، بموافقة 366 عضوا ومعارضة 58، ومن المتوقع أن يوافق عليه مجلس الشيوخ خلال الأيام المقبلة، لنقله لاحقا إلى التوقيع النهائي من قِبل الرئيس جو بايدن.
وتهدف المساعدات إلى تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، في ظل استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ سيخصص جزء منها للمنظومة الدفاعية وتعزيز الآليات الهجومية، وجزء آخر سيخصص للمساعدات الإنسانية.
وتشمل الحزمة المخصصة لإسرائيل والبالغة حوالي 26.4 مليار دولار على 4 مليارات دولار لمنظومتي "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" الدفاعيتين، و1.2 مليار دولار لنظام الدفاع "مغين أور" الذي يعمل بتقنية الليزر، ويستمر العمل على تطويره خلال الحرب.
وإلى جانب ذلك، تشمل حزمة المساعدات ميزانيات لتعزيز القدرات الهجومية، و4.4 مليارات دولار لتجديد وتحديث المنتجات الهجومية والدفاعية والخدمات الأمنية المقدمة لإسرائيل، و3.5 مليارات دولار لشراء أنظمة أسلحة متقدمة ومعدات هجومية أخرى، و9.2 مليارات دولار مساعدات إنسانية.
احتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمساعدات بتغريدة على حسابه في منصة "إكس" قال فيها "لقد وافق الكونغرس الأميركي بأغلبية كبيرة على قانون المساعدات الذي يحظى بتقدير كبير، والذي يعكس المساعدات القوية من الحزبين لإسرائيل ويحمي الحضارة الغربية، شكرا أميركا".
ومن الجانب الأمني، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على حسابه في "إكس" قائلا "عندما تواجه إسرائيل تهديدات من 7 جبهات، من بينها إيران، فإن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل".
كما رحب وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالموافقة على حزمة المساعدات لإسرائيل، وكتب على حسابه في "إكس" "شكرا لك رئيس مجلس النواب مايك جونسون، على قيادتك التي قادت الجهود لتمرير حزمة المساعدات لإسرائيل في مجلس النواب، وشكرا لزعيم الأقلية عن الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، الذي دعمها".
وأضاف كاتس في تغريدته أن "التصويت على حزمة من أجل إسرائيل بدعم ساحق من الحزبين يثبت العلاقات القوية والشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويبعث برسالة قوية لأعدائنا، آمل أن يتم تمرير الاقتراح في مجلس الشيوخ قريبا بدعم قوي من الحزبين".
الموقف ذاته عبر عنه رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا، الذي قال في بيان مقتضب لوسائل الإعلام إن "التصويت بالكونغرس يبعث رسالة قوية وواضحة إلى أعدائنا، مفادها أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى".
وتابع في بيانه "إنني أثني على قيادة رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وسيتذكر التاريخ أنك فعلت الشيء الصحيح في أحد أكثر الأوقات أهمية ومفصلية، وأشكر زعيم الأقلية والأغلبية الساحقة من مجلس النواب الأميركي على إظهارهم من خلال أفعالهم أن العالم الحر لا يزال يقف معا".
وكتب رئيس "المعسكر الوطني" الوزير بيني غانتس في حسابه على "إكس" أيضا "أود أن أعرب عن تقديري العميق لشركائنا الأميركيين لدعمهم الثابت لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، إن حزمة المساعدات التي أقرها الكونغرس تؤكد مرة أخرى للعالم أجمع الالتزام الأميركي الصارم من الحزبين بأمن إسرائيل".
وأضاف "في هذه الأوقات الحرجة، تعتبر القيادة الأميركية مهمة للغاية في المنطقة، وفي العالم بأسره، القيادة التي تسمح لإسرائيل بحماية قيمنا ومصالحنا المشتركة، أن إسرائيل عازمة على مواصلة النضال من أجل إعادة المختطفين في أقرب وقت ممكن، واستكمال مهمة تفكيك حركة حماس، وبالتعاون مع شركائنا، لتمهيد الطريق لمستقبل أكثر أمانا واستقرارا في المنطقة" على حد تعبيره.
تجديد مخزون الأسلحةوفي قراءة لدلالات الدعم الأميركي، قال الباحث في معهد الأمن القومي بجامعة تل أبيب عوفر شيلح إن "مشروع قانون المساعدات الخاصة سيسمح لإسرائيل بتغطية جزء كبير من تكاليف الحرب، وسيمكن وزارة الدفاع الأميركية من تحويل مساعدات إلى تل أبيب لتمويل تجديد الموارد من الذخيرة للقوات البرية والاحتياجات الحالية الأخرى، وتجديد المخزونات في المستودعات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي".
وأوضح أن أقساما أخرى من المساعدات ستخصص لتطوير المنظومات الدفاعية، التي تولي الولايات المتحدة اهتماما بها، وخاصة نظام "مغين أور" الذي يعمل بأشعة الليزر، حيث لن تستخدم هذه المساعدات مباشرة لتغطية تكاليف الحرب.
وأشار شيلح إلى أن المساعدات الأميركية ستسمح -أولا وقبل كل شيء- للجيش الإسرائيلي بتجديد كامل المعدات والأسلحة الأساسية، وكذلك الصواريخ الاعتراضية للدفاع الجوي، قائلا إن "على النظام الإسرائيلي أن يبلور مفاهيم مناسبة لاستخدام المساعدات بالشكل الصحيح".
تحالف دفاعيترى الصحفية الإسرائيلية المختصة بالشأن الأميركي طال شنادير، أن المساعدات المالية والعسكرية الأميركية الضخمة لإسرائيل تعد "تحالفا دفاعيا في الشرق الأوسط بحكم الأمر الواقع"، مع استمرار الحرب في غزة والتصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله والتوتر الأمني بين إسرائيل وإيران.
وأشارت شنادير إلى أن أولئك الذين تساءلوا عن شكل التحالف الدفاعي مع واشنطن يمكنهم مراجعة آخر أسابيع القتال والتصعيد في المنطقة. وقالت إن "إسرائيل تدين للدعم الأميركي، وفي المقابل يجب عليها الاستماع إلى إملاءات البيت الأبيض، التي تشمل المساعدات الإنسانية لجنوب قطاع غزة والمشاركة بالعمليات العسكرية والتخطيط الإستراتيجي المشترك".
وكجزء من التحالف الدفاعي الفعلي، تقول شنادير في مقال لها بموقع "زمان يسرائيل" إن "ما تحتاجه إسرائيل حاليا من الولايات المتحدة هو الصبر والدعم المعنوي والمادي لعدة أشهر، وتوريد المعدات العسكرية الدفاعية والهجومية، وربما حتى المساعدات المالية".
وخلصت للقول إن "التحالف الدفاعي مع الأميركيين يعني أيضا استخدام التهديدات، سواء بالتصريحات أو على أرض الواقع، وعليه يتم في إسرائيل مناقشة المعنى المزدوج للتحالف الدفاعي".
ولكن، رغم وصفها بالمساعدات الضخمة، تعتقد شنادير أن هذه المساعدات تلحق الضرر بالصورة المستقلة للجيش الإسرائيلي، على حد تعبيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات حزمة المساعدات ملیارات دولار مجلس النواب من الحزبین
إقرأ أيضاً:
الآلية الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة لن تبدأ العمل في موعدها
نقل موقع "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين إسرائيليين مساء السبت 24 مايو 2025 ، قولهم، إن الآلية الأميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة لن تبدأ العمل في موعدها، وذلك بعد أن كان موقع "واينت" قد أورد في وقت سابق أن بدء توزيع المساعدات في إطار الآلية نفسها سيكون اعتبارا من يوم الاثنين المقبل.
وبحسب الصحيفة ، فإن توزيع المساعدات بالطريقة المعتادة سيتواصل مع مخاوف من وقوعها بيد حركة حماس .
وقالت الصحيفة إن الشركة الأمريكية لم ترتب أمورها وهناك تأخير لأيام للاستعداد لوجستيا.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، السبت ، تفاصيل تنفيذ الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
وقالت الصحيفة، إنه "من المتوقع أن يبدأ تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية في قطاع غزة يوم الاثنين أو الثلاثاء، وليس غدا الأحد كما كان مخططا، وذلك لأسباب لوجستية".
وأوضحت أنه "يبدو على الأقل بأن نقاط توزيع المساعدات الأربع في قطاع غزة من المرجح أن تبدأ عملها يوم الاثنين أو الثلاثاء".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "تم إنشاء ثلاث نقاط توزيع في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بين محوري موراج وفيلادلفيا، أما الرابعة فهي بين محور نتساريم ومخيمات الوسط على شارع صلاح الدين تماما".
وأضافت أنه "تتمتع جميع النقاط الأربع بنفس الخصائص: يحتوي مجمع التوزيع على مدخلين على نفس الجانب للدخول والخروج ومدخل واحد من الجهة الأخرى، وجدار حدودي داخلي يربط بين المدخل والمخرج من نفس الجانب، وستكون هناك سدود ترابة تحد أي مجمع للتوزيع".
وأكدت أنه "سيصل ممثل عن إحدى العائلات الغزية إلى مركز التوزيع ويتسلم صندوقا من المواد الغذائية بعد تفتيشه عند المدخل".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية باراك: خلال الأيام القليلة المقبلة سيُجبر نتنياهو أن يكون أمام اختيارين إفراج مرتقب عن الباحثة الإسرائيلية المحتجزة في العراق بشروط إسرائيل: إجماع بالأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة تبادل مع حماس الأكثر قراءة أبرز بنود البيان الختامي للقمة العربية حول القضية الفلسطينية وغزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد شاهد: قرابة الـ100 شهيد – مجازر إسرائيلية جديدة في جنوب وشمال قطاع غزة اليوم ضغوط مكثفة - إسرائيل تستعد لاتخاذ قرار حاسم بشأن صفقة الأسرى خلال ساعات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025