واشنطن بوست: حدة الصدام بين إسرائيل وإيران تهدأ بينما تظل أزمة غزة قائمة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه بحلول نهاية الأسبوع، بدأت الأمور تهدأ قليلا، فبعد اشتباك نشب بين إيران وإسرائيل بطريقة تبعث على القلق وغير مسبوقة خلال الأسبوع السابق ردا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا، أطلقت طهران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ من الأراضي الإيرانية يوم السبت الماضي باتجاه أهداف في إسرائيل، وتم تحييد الهجوم في الغالب من جانب إسرائيل وحلفائها، غير أن مثل هذا الهجوم جعل إسرائيل تشعر بأن يتعين عليها للانتقام.
وقالت الصحيفة -في تقرير لها اليوم - إنه يبدو أن الرد جاء في الساعات الأولى من يوم الجمعة، لكنه تأخر بعد أن نصح العديد من المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين إسرائيل بضبط النفس، وأشارت التقارير إلى غارات إسرائيلية محدودة محتملة بالقرب من منشأة نووية بارزة في منطقة أصفهان بوسط إيران ويبدو أن الهجوم تم اعتباره بمثابة تحذير لإيران بشأن المدى الذي يمكن لإسرائيل الوصول إليه ومعرفتها بالأصول الحساسة للنظام في إيران والمواقع العسكرية.
ونسبت الصحيفة إلى إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "على إيران أن تفهم أنها عندما تعمل ضدنا، فلدينا القدرة على الضرب في أي وقت ويمكننا أن نحدث أضرارا جسيمة.. لدينا قوة جوية ذات قدرة عالية والولايات المتحدة تقف إلى جانبنا".
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن أهمية الحادث في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، قائلا إنها "لم تكن ضربة" و"كانت أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا - وليست طائرات بدون طيار" كما وافق أيضا على إنكار إسرائيل، مشددا على أنه ليس من الواضح أن هناك "صلة" بين الضربة وإسرائيل ورأى أن إيران لن يكون لديها "أي ردود فعل جديدة" ما لم يكن هناك أي إجراء إسرائيلي آخر.
ورأت الصحيفة أن هذه أخبار جيدة إذ تنتج حرب الظل الطويلة الأمد بين البلدين الكثير من السيناريوهات بسبب سوء التقدير من أي من الجانبين، ورأى الخبراء أن الأسبوع الماضي ربما يكون أحد أكثر اللحظات خطورة حتى الآن.
أما عن الأوضاع في غزة.. فقد أشارت واشنطن بوست، إلى أن هناك سببا أقل يدعو للتفاؤل عندما يتعلق الأمر بغزة، وهي المنطقة المحاصرة الواقعة في مرمى إسرائيل والتي تعد موقعا لوَاحدة من أكثر الكوارث الإنسانية المربكة في العالم إذ ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين خلال أكثر من ستة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى أكثر من 34 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة التي تقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور إنه من "المصداقية" التقييم بأن هناك مجاعة منتشرة بالفعل في مناطق غزة، لا سيما في شمال القطاع في حين قالت إسرائيل وواشنطن إن تدفقات المساعدات الإنسانية تحسنت في الأيام الأخيرة في حين تمضي إدارة بايدن قدما في جهودها لإنشاء رصيف بحري على ساحل غزة بحيث يمكن لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى جلب الإمدادات الغذائية عبر البحر لكن الجماعات الإنسانية قالت إنه لم يتغير الكثير على أرض الواقع وأن أزمة الجوع المترامية الأطراف لا تزال مستمرة.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الحرب مازالت مستمرة أيضا، وقال مسؤولون محليون أمس الأحد إن الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة -التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب الصراع- أسفرت عن مقتل 22 شخصا بينهم 18 طفلا خلال الليل وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم بري بعيد المدى على رفح، على الرغم من اعتراضات العديد من حلفاء إسرائيل، بما في ذلك إدارة بايدن.
ويرغب نتنياهو في إعطاء الأولوية للقضاء على كتائب حماس هناك، بغض النظر عن الصخب الداخلي المتزايد المطالبة بالتوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في أسر حماس، بينما يخشى منتقدو إسرائيل من أن يفضي مثل هذا الهجوم إلى وضع مئات الآلاف من المدنيين في مرمى النيران، ودفع العديد من سكان غزة إلى الخروج من القطاع وزيادة انتكاسة الجولات المتقطعة من الدبلوماسية ذات الصلة بالصراع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن بوست إسرائيل إيران
إقرأ أيضاً:
تراجع مفاجئ في سياسة الضغط القصوى.. واشنطن تُجمّد العقوبات على إيران
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدرت تعليمات بوقف فرض أي عقوبات جديدة على إيران، في خطوة تعكس تحولاً مؤقتاً في استراتيجية “الضغط الأقصى” التي تنتهجها واشنطن تجاه طهران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أرسلت الأسبوع الماضي توجيهاً رسمياً إلى وزارتي الخارجية والمالية، بالإضافة إلى مجلس الأمن القومي، طلبت فيه “تعليق جميع الأنشطة المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران”، دون تحديد مدة هذا التعليق أو الإشارة إلى شروط استئنافه.
ورغم أن نائبة المتحدثة، آنا كيلي، لم تنفِ هذه المعلومات بشكل مباشر، إلا أنها أكدت أن “أي قرارات جديدة بشأن العقوبات سيتم الإعلان عنها من قبل البيت الأبيض أو الجهات المختصة”، ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات متعددة في الفترة المقبلة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن وزارة الخزانة الأمريكية أرجأت خلال الأسبوعين الماضيين الإعلان عن عقوبات جديدة على طهران مرتين على الأقل، ما يعزز من مؤشرات التهدئة المؤقتة، وكانت آخر مرة فرضت فيها الولايات المتحدة قيوداً جديدة على إيران في 21 مايو الماضي.
ورغم وقف تشديد العقوبات، تواصل واشنطن فرض القيود الأساسية، بما في ذلك الحظر على صادرات النفط الإيراني وتجميد أصول طهران في الخارج، غير أن بعض مسؤولي إدارة ترامب أبدوا قلقاً من غياب الوضوح بشأن نطاق ومدة هذا التوقف، معتبرين أنه قد يكون مرتبطاً بمراجعة شاملة للنهج الأمريكي في ضوء المحادثات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني.
يُذكر أن الرئيس ترامب صرح يوم 30 مايو بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي قريب مع إيران، لكنه لم يقدّم جدولاً زمنياً محدداً، وفي المقابل، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الطرفين ما زالا بعيدين عن التوصل إلى تفاهم شامل، مشيراً إلى استمرار وجود “خلافات جوهرية” في بعض بنود الاتفاق المحتمل.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران جموداً نسبياً، وسط ضغوط دولية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.