كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مقال نُشر يوم أمس الإثنين، إن حركة حماس ما زال لديها آلاف المقاتلين في غزة، رغم أن إسرائيل تدّعي أنها قضت على آلاف من مقاتلي الحركة في حربها الضارية المستمرة على القطاع منذ أكثر من نصف عام.

اعلان

وافتتحت نيويورك تايمز تحليلها بالقول: "أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى إضعاف حماس.

فقد تم إضعاف معظم كتائب الحركة وتشتت شملها. وقُتل الآلاف من عناصرها، وتم القضاء على قائد عسكري كبير واحد على الأقل".

ومع ذلك، حسب نيويورك تايمز، "لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية من الحرب: تحرير الرهائن وتدمير حماس بالكامل".

شبكة أنفاق واسعة

وقالت الصحيفة إن مقالها يستند "على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأعضاء في حماس وفلسطينيين في غزة"، وإن بعضهم تحدث "بشرط عدم الكشف عن هويته".

وقدّرت نيويورك تايمز، على الرغم مما تصفه بـ"الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس"، أن جزءًا كبيرًا من قياديي الحركة لا يزال في مكانه، وأن هؤلاء القياديين رفيعي المستوى يتحصنون "في شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض"، وأنهم أصحاب القرار فيما يتعلق بمفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وزير إسرائيلي يقر بأن حماس "العدو الأضعف" عرضهم "للضرر الأسوأ"

وتابعت الصحيفة: "مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون يقولون إن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء حيّة وإعادة تشكيلها بمجرد توقف القتال".

حسب ما نقلته نيويورك تايمز، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية تقدّر فقدان حماس قدرًا كبيرًا من قوتها القتالية، وتخمن أن إعادة تكوين هياكل الحركة "ستستغرق وقتًا طويلًا".

"لكن هذا لا يعني أن حماس قد دُمرت. فقد قال مسؤولون إسرائيليون إن الحركة وغيرها من المنظمات المسلحة لا يزال لديها العديد من القوات فوق الأرض وتحتها. وقال مسؤول من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل صمدوا في شمال غزة"، حسب الصحيفة.

وقال مسؤولون ومحللون أمريكيون تحدثوا لنيويورك تايمز إن من المرجح أن تظل حماس قوة ذات نفوذ في غزة بعد انتهاء القتال، "ولكن مدى سرعة إعادة بنائها سيعتمد على قرارات إسرائيل في المراحل التالية من الحرب وفي أعقابها".

"المقاومة فكرة"

ونقلت الصحيفة عن دوغلاس لندن، الضابط المتقاعد من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، والذي عمل لدى الوكالة مدة 34 عامًا، قوله: "المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، والتي تتجلى في حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، هي فكرة بقدر ما هي مجموعة ملموسة من الناس. لذا، فبقدر الضرر الذي قد تكون إسرائيل قد ألحقته بحماس، فإن الحركة لا تزال تمتلك القدرة والمرونة والتمويل وطابورًا طويلًا من الأشخاص الذين ينتظرون على الأرجح التسجيل والانضمام لها، بعد كل هذا القتال والدمار وهذه الخسائر في الأرواح".

في هذا السياق ذكر المقال تقييمًا استخباراتيًا سنويًا صدر في شهر آذار/ مارس، أعربت فيه وكالات الاستخبارات الأمريكية عن شكوكها حول قدرة إسرائيل على تدمير حماس فعليًا، والتي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وحسب هذا التقرير الاستخباراتي، فإن "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة طويلة الأمد من حماس لسنوات قادمة"، وإن الجيش الإسرائيلي "سيكافح لتحييد البنية التحتية لحماس تحت الأرض، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية."

عملية رفح

أما الآن فقد وصل الأمر إلى رفح، وفق الصحيفة، التي أضافت: "يعتقد الجيش الإسرائيلي أن أربع كتائب من مقاتلي حماس تتمركز في المدينة وأن الآلاف من المقاتلين الآخرين قد لجأوا إليها، إلى جانب نحو مليون مدني".

وحسب المقال، يرى المسؤولون الإسرائيليون "أن السبيل الوحيد لتدمير تلك الكتائب هو هجوم كبير للقوات البرية على رفح"، كما يؤكد "الخبراء الأمنيون الإسرائيليون أن تدمير الأنفاق بين غزة ومصر التي تزود حماس بالسلاح سيكون هدفًا حاسمًا أيضًا".

نجاح ولادة قيصرية طارئة.. إخراج طفلة من رحم والدتها التي قتلت بغارة إسرائيلية على رفح

لكن اجتياح رفح المخطط له أصبح نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فواشنطن تريد لإسرائيل أن تشن غارات محددة الأهداف على المواقع التي تدعي أن حماس تتحصن فيها، ولكن فقط بعد إجلاء المدنيين.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم في "أحاديثهم الخاصة إن الطريقة الوحيدة لحمل إسرائيل على وقف عملية رفح هي من خلال صفقة إطلاق سراح الرهائن."

إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون، حسب الصحيفة، إنهم يعتقدون أن عملية رفح هي وحدها التي أبقت حماس في المفاوضات.

المصادر الإضافية • نيويورك تايمز

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أزياء أول شحنة من طائرات سوخوي "سو-35" الروسية ستصل إلى طهران في غضون أيام إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية استخبارات حركة حماس غزة رفح - معبر رفح اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب على غزة في يومها الـ200.. استمرار للقصف واكتشاف مقابر جماعية في القطاع يعرض الآن Next عدة مخابز تستأنف عملها في مدينة غزة بمساعدة برنامج الغذاء العالمي يعرض الآن Next بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب من راجمات الصواريخ يعرض الآن Next مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل أبيب لعقد صفقة تبادل جديدة يعرض الآن Next شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد اعلانالاكثر قراءة شاهد: عواصف ثلجية قوية تضرب بافاريا وتتسبب بفوضى عارمة في الطرق السريعة حرب غزة: اشتباكات ضروس شرق جباليا وحماس تدين تصريحات بلينكن ومحاولة تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق بعد أيام من زيارة شولتس إلى بكين.. ألمانيا تعتقل ثلاثة مواطنين بتهمة التجسس لصالح الصين "ثرواتكم ستذهب لمن لديهم الكثير من الأطفال".. مودي يواجه انتقادات حادة بعد خطاب "معاد للمسلمين" شاهد: ثلاثة حرجى في حادثة دهس في القدس ووسائل التواصل تتناقل لقطات تظهر العملية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الشرق الأوسط مظاهرات الحرب في أوكرانيا روسيا الصين إيران يهود Themes My EuropeالعالمBusinessالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل غزة الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مظاهرات الحرب في أوكرانيا My Europe العالم Business السياسة الأوروبية Green Next الصحة سفر ثقافة فيديو كل البرامج Job Offers from Amply Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقس English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية استخبارات حركة حماس غزة رفح معبر رفح إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الشرق الأوسط مظاهرات الحرب في أوكرانيا روسيا الصين إيران يهود السياسة الأوروبية إسرائيل غزة الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مظاهرات الحرب في أوكرانيا السياسة الأوروبية نیویورک تایمز یعرض الآن Next فی غزة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية بيانًا صحفيًا استذكرت فيه سيرته، مؤكدة أن استشهاده لم يكن نهاية لمسيرته، بل "محطة مفصلية تؤكد أن قادة المقاومة يختمون حياتهم كما عاشوها: في قلب المعركة، وعلى طريق القدس".

استشهاد في المنفى.. وجثمان في الدوحة
استشهد هنية فجر يوم الثلاثاء 31 تموز/ يوليو 2024، في العاصمة الإيرانية طهران، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته المؤقت خلال زيارة رسمية كان يجريها ضمن سلسلة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين لمناقشة تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وقد نُفذت الغارة باستخدام طائرة مسيّرة يُعتقد أنها عبرت الأجواء الإقليمية بدعم استخباراتي.

أسفرت الضربة عن استشهاد هنية ومرافقيه وعدد من المسؤولين الإيرانيين الميدانيين. ورغم الغموض الذي لفّ تفاصيل العملية في البداية، إلا أن وسائل إعلام عبرية أكدت لاحقًا وقوف "الموساد" ووحدة "أمان" العسكرية خلف العملية، التي اعتُبرت من أكثر العمليات جرأة منذ اغتيال القائد قاسم سليماني في 2020.

وقد وُري جثمان هنية الطاهر الثرى في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور حاشد من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، وبتغطية واسعة رسمية وشعبية. وأعلنت "حماس" آنذاك أن الرد سيكون ميدانيًا واستراتيجيًا، مؤكدة أن "الدم لن يُهدر، بل سيتحول إلى نارٍ تحت أقدام المحتلين".

إرث مقاوم طويل.. من الانتفاضة إلى طوفان الأقصى

استعرض بيان "حماس" مسيرة الشهيد، التي بدأت منذ تأسيس الحركة في أعقاب الانتفاضة الأولى عام 1987، وتواصلت عبر عقود من النضال في ساحات العمل التنظيمي والسياسي والدبلوماسي والمقاوم. تولى هنية رئاسة الوزراء في أول حكومة فلسطينية بعد فوز "حماس" في انتخابات 2006، ثم أصبح رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، في واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وأشار البيان إلى دوره في مواجهة الحصار والحروب المتكررة على قطاع غزة، فضلاً عن مساهماته في العمل الدبلوماسي على امتداد العواصم العربية والإسلامية، بما في ذلك جهوده لتثبيت المقاومة في الوجدان العربي والدولي.

صوت القرآن والموقف السياسي

لم يكن الجانب السياسي وحده ما طبع شخصية هنية، بل كان ـ كما وصفه البيان ـ صاحب "صوت شجي في تلاوة القرآن، وحضور جماهيري حاسم، ومواقف لا تتزعزع"، من أبرزها عبارته الشهيرة: "لن تسقط القِلاع، ولن تُخترق الحصون، ولن يَخطفوا منا المواقف، ولن نعترف بإسرائيل".

دعوة لتخليد ذكراه بيوم عالمي لغزة والقدس

وفي رسالة وفاء حملت طابعًا استراتيجيًا، دعت "حماس" إلى اعتبار يوم الثالث من آب/ أغسطس من كل عام "يومًا وطنيًا عالميًا" لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، وليكون منصة لحراك جماهيري مستمر حتى وقف حرب الإبادة والحصار، وإنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية.

دماء على الطريق.. من أبنائه إلى نفسه
ذكّر البيان بالتضحيات الشخصية التي قدمها القائد هنية خلال حياته، والتي توّجها باستشهاده، بعد أن قدّم عددًا من أبنائه وأحفاده شهداء في العدوان الإسرائيلي على غزة خلال عملية "طوفان الأقصى".

وأكدت "حماس" أن الشهادة لم تُبعد القائد عن مسار المقاومة، بل رسّخت صورته "كقائد ميداني حتى وهو بعيد عن أرض الوطن"، معتبرة أن دمه المسفوك في طهران وجثمانه في الدوحة، إنما "يجسدان امتداد المعركة في بعدها العربي والإسلامي".

المقاومة مستمرة.. وعهد على الوفاء

اختتم البيان بالتأكيد على التزام الحركة بالسير على خطى الشهيد هنية وكل القادة الشهداء، "تمسكًا بالثوابت، ودفاعًا عن الأرض والمقدسات، وحمايةً لشعبنا، حتى تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وجددت "حماس" شعارها الراسخ: "وإنَّه لجهادٌ.. نصرٌ أو استشهاد."



مقالات مشابهة

  • “القسام” تفجر جرافة عسكرية صهيونية في مدينة جباليا
  • فصائل فلسطينية: وقف الإبادة والتجويع واجب فوري لا يُساوَم عليه وسلاح المقاومة مرتبط بالتحرير
  • فصائل فلسطينية حول مؤتمر نيويورك: الطريق للحل يبدأ بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • حماس ردًا على "إعلان نيويورك": المقاومة وسلاحها استحقاق وطني
  • أربعة من أيداهو.. جريمة هزّت أمريكا في كتاب يتصدّر قائمة نيويورك تايمز
  • بعد تعديل تقرير عن طفل غزة.. احتجاجات واتهامات لصحيفة نيويورك تايمز بـالكذب
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • نيويورك تايمز: 5 تكتلات تتشكل في نيويورك لهزيمة ممداني
  • مؤتمر نيويورك: اقامة دولة فلسطينية خلال 15 شهرا
  • إعلان نيويورك: يجب أن تنهي حماس حكمها في غزة وتسلّم أسلحتها