الصين تقود سوق السيارات الكهربائية بالعالم
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
تقف الصين في طليعة ثورة السيارات الكهربائية، وتقود النمو الهائل في هذه الصناعة التي يعول عليها العالم. ووسط المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ وضرورة الحد من انبعاثات الكربون، فإن الصين تظهر التزاما بالكهرباء لم يعزز مكانتها كأكبر سوق للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم فحسب، بل حفز أيضا تقدما كبيرا في التكنولوجيا والبنية التحتية، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وفي تحدٍ للاتجاه العالمي السائد للنمو البطيء في سوق السيارات الكهربائية، تواصل الصين إظهار أداء قوي. وفقا لجمعية سيارات الركاب الصينية، ارتفعت مبيعات سيارات الركاب الكهربائية بنسبة بلغت 34% في الربع الأول لعام 2024 وحده، لتصل إلى 1.8 مليون وحدة.
ويبرز هذا النمو الملحوظ بشكل كبير على خلفية انخفاض مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي بنسبة 10% خلال الفترة نفسها، مما يشير إلى تحول عميق في تفضيلات المستهلكين تجاه السيارات الكهربائية. ونظرا لأن ما يقرب من 40% من السيارات المباعة في الصين أصبحت الآن كهربائية، فإن البلاد ترسخ مكانتها بقوة باعتبارها السوق الأولى للسيارات الكهربائية على مستوى العالم.
عوامل تدفع طفرة السيارات الكهربائية في الصينووفقا للوكالة فإن نجاح الصين في الحفاظ على زخم نمو مبيعات السيارات الكهربائية يمكن أن يعزى إلى مجموعة من العوامل التي تتجاوز مجرد دعم السياسات الحكومية. وفي حين تلعب الأهداف والحوافز طويلة المدى بالتأكيد دورا محوريا، فإن انتهاء برامج الدعم منذ أكثر من عام يسلط الضوء على اتجاه جدير بالملاحظة، وهو زيادة جاذبية المركبات الكهربائية بسبب التقدم الكبير في التكنولوجيا والقدرة المتزايدة على تحمل تكاليفها. وكان تقديم نماذج السيارات الكهربائية الجديدة التي تتميز بأداء معزز وسعر منخفض عاملا أساسيا في دفع المستهلكين إلى اعتمادها عبر مختلف قطاعات السوق.
الأسعار المعقولة قوة جاذبةورغم الخطوات المتقدمة التي حققتها البلاد، لا تزال التحديات قائمة في اختراق شريحة السوق الشاملة، وخاصة بين المشترين من ذوي الدخل المتوسط. ومع ذلك، استجابت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الرائدة مثل "بي واي دي" ببراعة من خلال خفض أسعار نماذجها الكهربائية بشكل كبير.
وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الخطوة الإستراتيجية لم توسع نطاق السوق المحتملة بمقدار الثلث تقريبا فحسب، بل جعلت أيضا المركبات الكهربائية في متناول مجموعة سكانية أوسع. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت السيارات الهجينة (بي إتش إي في) كبديل مقنع، حيث توفر للمستهلكين خيارات أرخص مع معالجة المخاوف المحيطة بالنطاق والبنية التحتية للشحن في الوقت نفسه. وشهد الربع الأول زيادة ملحوظة في حصة السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت إلى نسبة بلغت 42%.
الآفاق والتحديات المقبلةوبينما تتوقع "بلومبيرغ نيف" أن تقترب مبيعات السيارات الكهربائية في الصين من 10 ملايين وحدة هذا العام، وهو ما يمثل نموا سنويا جديرا بالثناء بنسبة 20%، فإن المخاوف تلوح في الأفق بشأن تباطؤ اقتصاد البلاد.
وتقول بلومبيرغ إن قدرة شركات صناعة السيارات على مواصلة إنتاج السيارات الكهربائية التي تتميز بمواصفات محسنة وبأسعار معقولة ستكون أمرا محوريا في الحفاظ على النمو بعد العام الحالي. علاوة على ذلك، فإن التباطؤ المحتمل في مبيعات السيارات الكهربائية في الصين يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على الطلب العالمي، مما يؤثر بشكل كبير على شركات صناعة السيارات الدولية وخططها الإستراتيجية للسيارات الكهربائية.
الآثار العالمية والمنافسةوتقول الوكالة إن نفوذ الصين يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها، حيث يشكل الارتفاع الكبير في صادرات السيارات الكهربائية ضغوطا كبيرة على السوق العالمية. ولم يؤد هذا التدفق للمركبات الكهربائية الصينية إلى تكثيف المنافسة فحسب، بل حفز أيضا الابتكار على الساحة الدولية. وقد تجد الأسواق الأوروبية، على وجه الخصوص، نفسها في مواجهة المنافسة المتزايدة من العلامات التجارية الصينية، مما قد يستلزم فرض رسوم جمركية أعلى على المركبات الكهربائية المستوردة لحماية الشركات المصنعة المحلية. ومع ذلك، يمكن لهذه المنافسة المكثفة أيضا أن تكون بمثابة حافز للشركات العالمية القائمة لتعزيز عروضها، وبالتالي تحفيز الطلب الجديد وتعزيز الابتكار في قطاع السيارات الكهربائية.
أبرز تقارير الأرباحويقدم تقرير أرباح "جنرال موتورز" الأخير رؤى مقنعة حول مرونة السوق المحلية. وأدى الطلب المتزايد على سيارات "البيك أب" وسيارات الدفع الرباعي داخل الولايات المتحدة إلى تعويض التحديات التي تمت مواجهتها في مناطق أخرى، بما في ذلك الصين. في حين لا تزال الأسواق تنتظر تقرير تسلا هذا اليوم، بعد نجاح الشركة المستمر في اقتحام مكانة كبيرة في سوق السيارات الكهربائية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات السیارات الکهربائیة فی الصین مبیعات السیارات الکهربائیة
إقرأ أيضاً:
تقرير مبيعات الربع الثالث.. آبل وسامسونج تكتبان قائمة أكثر الهواتف مبيعا
يكشف تقرير جديد عن مبيعات الهواتف في الربع الثالث من 2025 أن آبل و سامسونج أعادتا كتابة قائمة أكثر الهواتف مبيعًا عالميًا، مع سيطرة شبه كاملة على المراكز العشرة الأولى، حيث يقود iPhone 16 العالم بينما يتصدر Galaxy A16 مشهد هواتف أندرويد.
وتعطي هذه الأرقام صورة واضحة عن كيفية تغيّر السوق بين الفئة الرائدة والمتوسطة، ومن يستحوذ فعليًا على جيوب المستخدمين حول العالم.
آيفون 16 يتصدر العالم… و17 Pro Max يدخل مبكرًايوضح التقرير أن iPhone 16 كان الهاتف الأكثر مبيعًا عالميًا في الربع الثالث من 2025، مستفيدًا من كونه الخيار “القياسي” لمعظم المستخدمين الذين لا يطاردون أعلى المواصفات.
كما نجح iPhone 17 Pro Max – رغم طرحه المتأخر في سبتمبر وصعوبة توفره في نهاية الربع – في حجز المركز العاشر عالميًا، بل أصبح الهاتف الأكثر مبيعًا في شهر سبتمبر وحده، ما يعكس قوة الطلب على الجيل الأحدث من آيفون فور وصوله للأسواق.
من بين المفاجآت التي رصدها التقرير صعود iPhone 16e – النسخة الاقتصادية في عائلة آيفون – إلى المراكز الخمسة الأولى عالميًا، لأول مرة في ربع ثالث.
يثبت هذا أن آبل لا تعتمد فقط على الهواتف الأغلى، بل تمتلك قاعدة واسعة من المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة iOS بسعر أقل، خاصة في الأسواق الناشئة أو بين من ينتقلون لأول مرة إلى آيفون.
كل الهواتف الخمسة الأولى تدعم 5Gللمرة الأولى في ربع ثالث، كانت جميع الهواتف الخمسة الأولى في القائمة من أجهزة 5G، ما يؤكد أن الجيل الخامس أصبح “الوضع الافتراضي” عالميًا وليس فقط ميزة إضافية في الهواتف الرائدة.
يعكس هذا التحول توسع تغطية الشبكات واستعداد المستهلكين للترقية إلى أجهزة أحدث، حتى في الفئات المتوسطة التي كانت تاريخيًا أكثر اعتمادًا على 4G.
سامسونج تملأ منتصف القائمة بسلسلة Galaxy Aبعد سيطرة آبل على المراكز الأولى، تهيمن سامسونج على الجزء التالي من الجدول بخمسة هواتف من سلسلة Galaxy A، تتوزع بين فئات سعرية مختلفة.
يبرز Galaxy A16 بوصفه الهاتف الأفضل مبيعًا بين أجهزة أندرويد، مع حضور قوي أيضًا لهواتف مثل Galaxy A36 وGalaxy A56 التي استفادت من تحسينات مثل مزايا Galaxy AI، الشحن الأسرع، وطول فترة الدعم البرمجي مقارنة بالأجيال السابقة.
LTE لم يمت بعد: A16 4G وA06 في المراكز العشرةرغم صعود 5G، يشير التقرير إلى أن Galaxy A16 4G وGalaxy A06 كانا الهاتفين الوحيدين من فئة LTE اللذين نجحا في دخول قائمة العشرة الأوائل عالميًا.
تعود قوة هذين الجهازين إلى مبيعات ضخمة في مناطق مثل أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يشكلان أكثر من نصف إجمالي مبيعات كل طراز، ما يعكس استمرار الطلب القوي على الهواتف الأرخص والأبسط.
غياب لافت لـ Galaxy S25 Ultra عن القائمةأحد التفاصيل التي “أثارت الدهشة” في التقرير هو غياب Galaxy S25 Ultra عن قائمة أكثر 10 هواتف مبيعًا، رغم كونه هاتفًا رائدًا قويًا ومبكر الإطلاق في 2025.
لكن عند النظر للصورة الكاملة، يوضح التحليل أن هذا الاختفاء منطقي نسبيًا، لأن البيانات تخص الربع الثالث فقط، بينما أُطلق الهاتف في الربع الأول، كما أن التركيز الإعلامي والمبيعات بدأ يتحول بالفعل إلى الجيل القادم Galaxy S26.
ماذا تخبرنا هذه القائمة عن شكل السوق؟تلخّص هذه الأرقام مشهدًا واضحًا أن آبل تهيمن على القمة بهواتفها الأساسية والاقتصادية، مع استمرار قوة عائلة iPhone 16، وسامسونج تعتمد بشكل رئيسي على سلسلة Galaxy A كمحرك كميات المبيعات، أكثر من سلاسل S وZ الرائدة.
ورغم أن هذه القوائم لن تدفع المستخدم لتغيير هاتفه بين ليلة وضحاها، إلا أنها تعطي مؤشرًا قويًا على توجهات السوق: أجهزة 5G المتوسطة والاقتصادية تستولي على الحجم، بينما تظل الهواتف الرائدة واجهة العلامة التجارية وربحيتها الأعلى.