تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
شاركت مديرية التضامن الاجتماعى بالغربية، جمعية الأورمان فى تنظيم قافلة علاجية استهدفت توقيع الكشف الطبي على (146) مريضا ضمن المرضى غير القادرين بقرية كوم عبود مركز بسيون، وقرية ميت المخلص مركز زفتى، وقرية كفر سبطاس مركز طنطا، وقرية بلشاى مركز كفر الزيات بالتعاون مع المستشفى الجامعى بطنطا، وذلك تحت رعاية الدكتور طارق رحمى، محافظ الغربية، وضمن جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.
وأكد أحمد حمدى عبدالمتجلى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالغربية، أن تنظيم القافلة تم وفق خطة مسحيه تستهدف كل العزب والنجوع بالتعاون مع المستشفى الجامعى بطنطا، وأن المستفيد من هذه الخدمة الطبية الأسر الأولى بالرعاية وفق معايير أهمها ان تكون هذه الأسر بلا عائل من أرامل وأيتام او أن يكون عائل الاسرة مصاب بمرض يمنعه من تكسب قوت يومه واسرته .
من جانبه أكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أنه تم اجراء كافة الفحوصات والأشعة والتحاليل الطبية اللازمة بالمجان تمامًا مع تحمل الجمعية نفقات إنتقال المرضي ذهابا وعودة، بالاضافة الى صرف العلاج الدوائى لمن يحتاج، وإجراء عمليات جراحات العيون المختلفة بداية بالمياه البيضاء والمياه الزرقاء مرورًا بجراحات الشبكية وصولًا الى زرع القرنية، وجميع عمليات القلب،وتسليم الأجهزة التعويضية وتقديم جميع الخدمات الطبية لمن يحتاج وكل ذلك بالمجان تمامًا .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسر الأولى بالرعاية الأسر الاولى بالرعاية الاسر الاولى التحالف الوطني للعمل الأهلي ا التحالف الوطنى للعمل البيض البيضاء الاسر أحمد حمدي
إقرأ أيضاً:
توقف.. كي لا تتوقف تمامًا
سلطان بن محمد القاسمي
بينما كنت أتصفح هاتفي في لحظة من لحظات التوقف القليلة، مرت أمامي تغريدة للدكتور أسامة الجامع، كانت تغريدة لا ترفع الصوت ولا تطرق الباب، لكنها دخلت إلى قلبي بهدوء، وجلست هناك طويلًا. قال فيها ما معناه: "تخيل أنك تقود سيارتك نحو هدف، وترفض أن تتوقف للتزود بالوقود حتى لا تتأخر، فتتفاجأ بأنَّ السيارة توقفت قبل أن تصل. لا وصلت لهدفك، ولا حافظت على طاقتك."
كانت تلك الكلمات كأنها كُتبت لي أو عني، وكأنها مرايا تعكس حالًا يعيشه كثيرون دون أن يعترفوا به. كم مرة قلنا: "سأرتاح لاحقًا"، ولم يأتِ ذلك اللاحق أبدًا؟ كم مرة قدّمنا العمل على أنفسنا، وركضنا خلف المسؤوليات حتى تآكلت أرواحنا؟
تذكرت وقتها شابًا عرفته عن قرب. لم يكن موظفًا عاديًا، بل مثالًا نادرًا في الجدية والالتزام. كان أول الواصلين إلى المكتب، وآخر من يُغادره. إن دخل في مشروع، انغمس فيه بكل جوارحه، يكتب التقارير، يراجع التفاصيل، يتحقق من كل صغيرة وكبيرة، يتطوع للمهام الطارئة، ولا يرفض طلبًا يُطلب منه. كان تلميذًا نجيبًا في مدرسة العمل بلا توقف.
حتى في إجازاته القليلة، كان يحمل الحاسوب معه، ويضع هاتفه على الطاولة في حالة طوارئ دائمة. لم يكن يعرف للراحة طريقًا، وكان يقول دائمًا: "لا أريد أن يُقال يومًا أنني قصرت، ولا أريد أن أشعر بالذنب إذا فاتني شيء."
مرت السنوات وهو على هذا النهج، يكسب ثناء المديرين، وإعجاب الزملاء، لكنه في داخله كان يخسر شيئًا فشيئًا. لم يكن يدري أن الضريبة ستُدفع من صحته، من هدوئه، من علاقته بأسرته، من روحه التي باتت لا تفرّق بين الليل والنهار.
ذات يوم، استيقظ وهو يشعر أن كل شيء ثقيل. لا لشيء بعينه، بل لأن الجسد والعقل والروح جميعهم قالوا له: كفى. لم يشأ أن ينهض من سريره، لم يستطع أن يفتح حاسوبه، ولا أن يرد على رسالة. جلس أمام النافذة طويلًا، ثم قال بصوت مسموع: "أنا تعبت من كل شيء."
في تلك اللحظة، لم يكن ضعيفًا كما قد يظن البعض، بل كان في قمة قوته. لأنه ولأول مرة، اختار أن ينقذ نفسه. قرر أن يتوقف. لا لأنه استسلم، بل لأنه لم يعد يريد أن ينتصر على حساب ذاته.
بدأ رحلة العودة إلى نفسه، خطوة بخطوة. قلص مهامه، استعاد إجازاته، جلس مع عائلته كضيف طال غيابه. عاد إلى القراءة، إلى المشي، إلى الهدوء. ولم يخسر عمله، بل أصبح أكثر وعيًا بتوازنه، أكثر وضوحًا في عطائه.
قصته ليست نادرة، لكنها تُروى قليلًا. لأن من يعيشها غالبًا لا يملك الوقت للبوح، أو لا يدرك ما يحدث له إلا بعد فوات الأوان.
وقد علّمنا الإسلام مبدأ التوازن من أصوله. قال الله تعالى: "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، في دعوة واضحة إلى ألا يُنسينا الطموح حقنا في الحياة الطيبة. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن لبدنك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا"، يُؤكد المعنى ذاته، فالنفس ليست مجرد وسيلة للإنجاز، بل أمانة يجب صونها.
وعندما بالغ بعض الصحابة في العبادة حتى ظنوا أن هذا هو كمال الإيمان، علّمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الاتزان هو سُنّته، وقالها بوضوح: "فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وقد لا يدرك البعض أن العطاء المتوازن أكثر أثرًا من العطاء المستنزِف. فالنفس عندما تُكرَه على الاستمرار في العطاء دون أن تنال حقها في الترويح، تُصبح كالأرض اليابسة التي أُرهقت من الزرع دون أن تُسقى. خذ من نفسك، لكن لا تتركها خاوية.
وكم من المشاريع أُحبطت، ليس بسبب سوء التخطيط، بل لأن القائمين عليها لم يصمدوا نفسيًا، لأنهم أهملوا وقودهم الداخلي، وراهنوا على طاقتهم وكأنها لا تنضب، فالتوقف المؤقت ليس تعطيلًا، بل هو تأمين لاستمرار أطول، وجودة أعلى.
إن الحياة ليست ساحة سباق لا تتوقف فيها إلا عند النهاية، بل هي درب طويل يحتاج إلى محطات للراحة، للتأمل، لإعادة التوازن، ومن لا يتوقف باختياره، قد يُجبره الإنهاك على التوقف رغمًا عنه.
فيا من تكدّ ليل نهار، وتُنجز بصمت، وتؤجل راحتك مرارًا... تذكّر أن العمل نعمة، لكنه لا يجب أن يبتلعك. وأن الإخلاص لا يعني الاستنزاف، وأن الاتقان لا يقتضي أن تُهمل نفسك.
قف، خذ نفسًا. لا تنتظر لحظة الانهيار لتقول "كفى". اغلق هاتفك ليوم، قل "لا" لمهمة يمكن أن تنتظر، اجلس مع من تحب دون جدول، واخرج مع نفسك إلى مكان لا تطلب فيه من الحياة شيئًا سوى الهدوء.
التوقف لا يُعيبك، بل يحفظك. وإن أعظم النجاة، أن تنقذ نفسك وأنت في منتصف الطريق، قبل أن تذبل، قبل أن تتلاشى.
توقّف... كي لا تتوقف تمامًا. وتذكّر في نهاية الطريق، لن يبقى معك سوى صحتك وعائلتك. لا المنصب، ولا التصفيق، ولا رسائل الشكر ستمنحك الدفء إن انهرت. وحدهم من يحبونك لذاتك، ووحدها راحتك الداخلية، هي التي تستحق أن تُؤجل العالم من أجلها.
رابط مختصر