صحيفة أثير:
2025-05-13@17:59:57 GMT

“نيرفانا”..شغفٌ بالكلمة سطّرته شاعرة

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT

“نيرفانا”..شغفٌ بالكلمة سطّرته شاعرة

أثير- مكتب أثير في تونس
قراءة : محمد الهادي الجزيري

كلمة أولى لسيّد الرجال ..، تحبّرها الشاعرة التونسية سلوى القلعي لوالدها في صياغة نصّ افتتاحي بعنوان ” ذاك الرجل العظيم ” لم أستطع مفارقة النصّ لصدقه ونبل تدفّقه .. ووفائه الرائع لوالد أعطى كل ما لديه لابنته.. سوى باقتطاع هذه الفقرة :
” لم يُغرم أبي بالشعر يوما
لم يقرأ لوركا ولا اسبينوزا
لم يصِف يوما شعوره
لكنّه كان يسمح لي كثيرا أن أسكن المكتبة كفأر.

.”

في الحقيقة هذه النبتة المتسامقة ..لم أكن أعرفها فهي تنتمي لجيل آخر جديد من شعراء تونس..، وكان أن استمعت إليها في جلسة خصّصها اتحاد الكتّاب التونسيين لسماعها ومناقشتها حول مجموعتها الشعرية ” نيرفانا ” ..، وقد راقت لي في طريقة إلقائها برغم أنّها تكتب قصيدة نثر..الصعبة جدّا على الذين يتطفّلون عليها … ، وتكثيفها للمعنى في أقلّ ما يمكن من مفردات ، وشكرتها إبان القراءة ..فما كان منها إلا إهدائي لنسخة من هذه المجموعة ..، وها إنّي بعد شهرين تقريبا ..أطلّع عليها وأقدّمها للقراء الكرام…

.. أفتتح بها قراءتي للمجموعة …، تقول الشاعرة :” وأنا …سيّدة السفر
” أقتني من هول الكلام تذاكر
أمُرّ دون أن يفتّشني درك الحدود
لا شبهة على حقائبي البيسطة
لا أحد يعلم حقّا كم كابوس راوَدَ كافكا
وعذّبني
لا أحد يراك بين طيات ملابس النوم
مؤجّلا كبطاقة ..”

هكذا تصدّر سلوى القلعي متنها الشعري ببطاقة تعريف كاملة تكشف خلالها أنها سيدة السفر..، وأيّ سفر.. إنه رحيل دائم في الكلام وبالكلام..، لن يقدر أحد ولا جهة على تفتيشها.. فما تحمله هو روحها وكيانها الواحد المتعدّد..، إذن نحن في حضرة سيدة تواجه العالم بكافكا وغيره من العباقرة الأفذاذ… ولا حبيب لها سوى الشعر..، أما الآخر فهو بين طيات ملابس النوم.. وتستطيع القول أنه مؤجل بطاقة مهملة..، فلا شيء يمنعها من السفر..، ونحن نرجو أن توغل في ذاتها أكثر فأكثر.. وتقطف لنا مثل هذه الفقرات الباقات في ” فوضى الصباح ”
” لست مهرة لكنّي
حرف حرّ وسيئ المزاج قليلا
كثيرا ربّما…
من قال أنه يجب أن أغتسل كل صباح؟
هل يجب حقا أن أفعل ذلك؟
وأنا التي نام الليل في حضنها
وصنعت من الغيم بركة عود وعنبر؟
وشكّت من نجمات منتصف الصبح مشطا…
ومن الندى سكبت حلما وشلال قصائد؟
سأنزل من فراشي بي.
رأسي المخربة أولا
تزحف منها كل الكوابيس إلى الأرض..”
وفي هذه القصيدة وفي غيرها كثير من الكوابيس التي تسكن رأسها وتريد التخلّص منها، تريد أن تتحرّر من كلّ ما يتعلّق بها ..، الانعتاق من الكذّابين والعاشقين المنكسرين ..، والانفلات من مظاهر الشحاذين والسكارى ..وكلّ من يدعوا أنّهم مجانين النصّ ومتمرّدون على كلّ شيء ..، خصوصا تريد الابتعاد كلّ البعد عن الخائفين على الوطن ..أو ربّما يدعون ذلك …، إنّها قصيدة ” فوضى الصباح ” تعكس لنا الفوضى العارمة التي تعيشها الشاعرة ومجتمعها من عشاق ومنتحلي صفة ..

ثمّة قصيدة بعنوان ” فقط فكري ” تنمّ عن أفكار الشاعرة وما يجول في خاطرها من هواجس وأحلام وكوابيس أيضا ..، فالقصيدة على بساطة شكلها وطرحها على القارئ تذهب بعيدا في ” أنا ” الشاعرة وفي رغبتها في الطيران الحرّ وفي تغيير العالم ..، سأقتطع مطلع هذا المتن الشعري المفتاح :
” اذهبي لصالون الحلاقة دائما
وأنت تجلسين على مقعد الجلد الدّوار ..فكّري …
أفردي شعرك المبلّل وفكّري
أنّك ربّما تتحوّلين يوما إلى عصفور حرّ
أو تغريدة على تويتر ..يقرؤها كلّ البشر
عن حرق آخر الإقطاعيين وتجّار اللحم الحيّ ..”

مجموعة “نيرفانا” لسلوى القلعي.. متن جريء وشجاع.. حبرته شاعرة شغوفة بالكلمة والمعنى والصور والخيالات والمجازات ..، جمعت عمرها في سبعة وثلاثين نصا شعريا.. متعدد المشاغل وموجوع بآلام لا حصر لها.. وفيها من الوفاء والإخلاص الكثير والكثير…، أرجو أن أكون قد عرّفتُ بها حسب ما يكفي المقالة المحدودة في الزمن والمساحة…، ولنا مواعيد أخرى مع سيدة السفر.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

“مش” سياسة!

“مش” سياسة!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

         لا أكتب في #السياسة، بل بعيدًا عنها، ولي في ذلك أسباب عديدة ليس أهمها أن كل كتّابنا يكتبون! ولا سطوة قانون الجرائم الإلكترونية، فالقانون يرصد الكتابة في أي موضوع حتى لو نقدت لاعبًا رياضيّا، أو أغنية عن الجوازات والجمارك! وليس خوفًا من كثرة الممنوعات العادية التي ارتقى بها الإعلام الرسمي، والإعلام المجتمعي إلى مرتبة القداسة المطلقة!. كل هذه عوامل مُهمة، تمنع الكتابة في السياسة، لكن ما هو أكثر من هذا هو عدم الوضوح، بل التعمية الفاعلة وربما المقصودة، وندرة المعلومات، والتيار الذي يدعوك لكتابة ما يكتبون، وما أنا بكاتب ما يكتبون!!

(01)

مقالات ذات صلة #ارهقتم_الوطن و #اتعبتم_المواطن 2025/05/11

ردّ الفعل الغريزي:الدونكيشوتية!

           تنتفض الهُوية الأردنية، سواء أكانت جامعة، أم”مدرسيّة”، كلما  جاء فاسق  بنبأ، وتبدأ معركة  وصفها مالك العثامنة بأنها: دون كيشوتية، تقاتل فيها الهُوية الأردنية مجموعات ضخمة من الأعداء الوهميّين.

         كنت  توهمت أن محاضرة الروابدة الأخيرة في منتدى الحموري قد نجحت في تطمين كل أردني على هويته، وعلى ثبات دولته، وعدم تبنّيها ما تخجل منه! لكن على ما يبدو أن مشكلتنا أكبر! فالمعركة الأخيرة، أو الغزوة الأخيرة ضدّ  ما ادّعته منظمة  أجنبية أعادتنا إلى مرحلة ما قبل محاضرة الروابدة!!

(02)

الهُوية في مناهجنا الدراسية!

          ليس سرّا أنّ مناهجنا قد قدمت مفهومًا ناقصًا للهُوية حين ربطته بدين الأغلبية! قد تكون الكتب عدّلت بعد تعرضها للنقد، ولكن ضعف قدرة التعليم على تعريف الهُوية الوطنية لن يساعد على ترسيخ مفهوم هوية وطنية أردنية “جامعة”. وهكذا فشل الشارع في تعريف الهُوية، وفشل السياسي كذلك،  وهذا ربما يكون مفهومًا، لكن كيف يمكن تفسير فشل المناهج المدرسية في تعريف الهُوية؟؟؟ ولذلك سيبقى الجدل مثارًا حول الهُوية الوطنية. فهل الهُوية حجاب سرّي لا يجوز الاقتراب منه، أو كشفه؟

(03)

مَن “يكربج” الإعلام؟

         لدينا وزير إعلام ناجح، و”فهيم”، ولدينا إعلاميون ناجحون، ولدينا وسائط وأدوات إعلامية عديدة. فلماذا لا نقدم إعلامًا ناجحًا؟ هل هو وجود من يتحكم بالإعلام، ولا يثق به؟ لماذا يعتمد إعلامنا الرسمي وربما شبه الرسمي على أشخاص لا يرغب المشاهد حتى في  سماعهم، فما بالك في مشاهدتهم على الشاشات؟!! وهل صحيح أن الإعلام الرسمي يُظهِر من يشاء، ويُخفِي من يشاء بوعي كامل لكن من غير حساب؟؟ فمَن “يفرمل” الإعلام؟؟

(04)

جماعة الإخوان!

          ما زال الإعلام يتحدث عن الإخوان على أنهم “جماعة”. لقد حلّت الدولة الإخوان كونهم جماعة، ولذلك لدينا  أفراد كانوا إخوانًا، أو من كانوا إخوانًا قبل حلّهم، وليس لدينا  جماعة أو تنظيم!. في ندوة جمعية العلوم السياسية، تحدث المختصون الثلاثة، وتحدث رئيس الجمعية عن “جماعة الإخوان” وليس عن أفراد الجماعة! فأي فهم هذا؟!!

          قد لا أؤيد ما حصل مع جماعة الإخوان، هذا أمر آخر، لكني لا أفهم أن الإعلام الرسمي والمختصين ما زالوا يقولون: جماعة الإخوان! فهل هناك نيّة للإبقاء عليهم  على أنهم جماعة؟!!

فهمت عليّ؟!!

مقالات مشابهة

  • “الخارجية” تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفيرة بروناي
  • فلسطين: رابط الأسماء التي تم فرزها بقرعة مكرمة الحج 2025 - قطاع غزة
  • شاهد | النظرة القاتمة تخيم على مطار “بن غوريون”
  • ترامب وضع “حكومة نتنياهو” بين فكي كمّاشة
  • قصر طائر بـ”نصف مليار $”.. هذه هي الطائرة التي أهدتها قطر لترامب (صور)
  • كاثرين هيبورن في ذكرى ميلادها.. سيدة الأوسكار الحديدية التي كسرت قواعد هوليوود (تقرير)
  • صحيفة عبرية: “إسرائيل” معزولة مرة أخرى بسبب ابتعاد شركات الطيران وارتفاع تكاليف السفر الجوي
  • “مش” سياسة!
  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • “عدم قدرتي على مشاركته الحياة الزوجية” .. سيدة في دعوى طلاق للضرر: «مش بيغسل إيده وبياكل اللحمة نية»