«القبائل» تبرأت بشكل تام وكامل من «أى خائن ممن سعى للمال على حساب وطنه»الجيش يُطهر سيناء ويُمشط كل متر لتوفير «حياة كريمة».. ودعم الأسر باحتياجاتهمالقبائل تمنع دفن أى «خائن» أو نسبه لها.. وتتعاون بشكل كامل مع الجيش المصرى

«فى الأوله.. قلنا جيِّنلك وجينالك ولا تهنا ولا نسينا، والتانية.. قلنا ولا رملاية فى رمالك عن القول والله ما سهينا، والتالتة.

. إنتى حملى وأنا حمالك صباح الخير يا سينا، وصباح الخير يا سينا رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى ضمينا وبوسينا يا سينا، مين اللى قال كنتى بعيده عنى وأنتى اللى ساكنه فى سواد الننى، مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان، ورسيت مراسينا على رملة شط سينا، وقلنا يهون علينا. دا اول الشطئان، وصباح الخير يا سينا رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى ضمينا وخدينا يا سينا».

ما أشبه يوم فرحة مصر بعودة سيناء فى ٢٥ أبريل عام ١٩٨٢، بهذه الأيام التى استطاعت القوات المسلحة المصرية من تحرير سيناء مرة أخرى من الإرهاب الأسود الذى كاد أن يتمكن من مفاصلها، وجعل حياة أهلها فى ظلام دامس، ومازال اهالى القرى الحدودية فى نطاق مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، يحتفلون بالانتصار على الارهاب، والعودة إلى منازلهم بعد انتهاء القوات المسلحة من تطهير كافة المدن بنطاق المحافظة، وتمشيط وتطهير القرى من «دنس الإرهاب الأسود»، حتى خط الحدود الدولية الشرقية، وضمت تلك الجهود كلاً من قرى المهدية، ونجع شبانة، وأبو مسافر، والمزحلف، والعجرا، والطايرة، وقوز أبو رعد.

وكانت القوات المسلحة قد انتهت من تطهير وتفتيش كل متر من تلك القرى فى الأيام القليلة الماضية، بعد مغادرة أهالى القرى الحدودية لها، وانتقالهم للعيش فى مدن العريش والإسماعيلية والزقازيق والقاهرة وغيرها، لمنح القوات المسلحة الفرصة لاستخدام «القوة» فى مواجهة العناصر الإرهابية، دون أية مخاوف على الأهالى، وهو الأمر الذى تزايد فى فترات سابقة حتى استخدامهم كـ«دروع بشرية»، لإحباط عمليات «التطهير».

وارتكزت عملية التطهير على معلومات دقيقة وفرتها هيئة الاستخبارات العسكرية، بالتعاون مع أهالى قرى مدينة رفح، والمنطقة الموجودة جنوبها، بتنسيق كامل مع القوات المسلحة بنطاق محافظة شمال سيناء، لضمان ضبط العناصر التكفيرية، أو التعامل معها، دون الإضرار بالأبرياء من أهالى تلك القرى.

وانتقلنا على أرض الواقع إلى القرى التى بدأت الحياة فيها للعودة لطبيعتها فى مدينة رفح، والتى أظهرت أن القوات المسلحة نجحت فى طرد العناصر الإرهابية من كامل مدن محافظة شمال سيناء، وقراها حتى خط الحدود الدولية الشرقية، مع استمرار أعمال التفتيش والمداهمات فى المناطق الصحراوية، لضمان تطهير شبه جزيرة سيناء من فلول الإرهاب، وحماية أهاليها من شرورهم، وذلك بالتزامن مع العمل على تحقيق مشروعات التنمية الشاملة، والتى تكفل لأهالى تلك القرى «الحياة الكريمة».

أولى المناطق التى زرناها، والتى تبعد 2 كيلومتر فقط عن خط الحدود الدولية، كانت قرية المهدية، والتى بدأ أهاليها فى التوافد عليها، قبل أيام قليلة من شهر رمضان المُعظم، والتى عادت بعض الأسر إليها كاملة، وعادت بعض الأسر ممثلة فى عائلها ورجالها، ليطمئنوا على استقرار الأوضاع، وصولاً للتواصل مع أهاليهم للعودة لأراضيهم.

ويقول أحد مشايخ قبيلة السواركة من سكان قرية «المهدية»، إن أهالى قرى مدينة رفح كانوا يعيشون فى حالة من اليأس والحزن الشديد، بسبب التنظيمات الإرهابية ووجودهم داخل قراهم، مع استخدام العنف والقوة معهم لإجبارهم على طاعتهم، مشيراً إلى أن من يخالف رأيهم كانوا يصفونه بـ«المرتد»، ويعذبونه أمام الجميع أسوأ أنواع العذاب حتى الموت، ليرهبوا أهالى القرية، مثل ذبح البعض بحجج واهية، وإطلاق النيران على آخرين، وصولاً لاستخدام «الشنيور» فى قتل أهالى تلك القرى.

ويضيف أنهم فوجئوا بأن الإرهاب قد انتهى من قراهم، بعد ملاحم متتالية للتعاون بين أهالى سيناء والقوات المسلحة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قد انتهت من تطهير قريتهم الحدودية قبل عدة أشهر، لكن لم يُسمح لهم بالعودة إليها، إلا بعد تمشيط كل متر فى القرية، للاطمئنان على عدم وجود فخاخ، أو متفجرات أو إلغام أو بقايا مخلفات الحرب معهم، والتى قد تضر الأهالى وأبنائهم.

ويواصل: «مثلما بدأ أهالينا فى بناء قريتنا، سنبنيها، وسنعمر أراضينا، ونزرعها»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة والجهات المسئولة فى الدولة تواصلت معهم، وسيتم توفير كامل احتياجاتهم التنموية، لإصلاح ما دمره الإرهاب فى الفترة المقبلة.

ويلتقط أحد أبناء قبيلة الرميلات، من سكان قرية المهدية الحدودية، أطراف الحديث، مشيراً إلى أن السواد الأعظم من أهالى شبه جزيرة سيناء وطنيين، وأن «القبائل» تبرأت بشكل تام وكامل من «أى خائن ممن سعى للمال على حساب وطنه»، على حد قوله.

ويوضح أن ظهور الإرهابيين فى قرية المهدية، وتحولها لـ«بؤرة إرهابية» حدث فى يوم وليلة خلال عام 2013؛ حيث فوجئ أهالى القرية ذات صباح بوجود أشخاص غرب كثر، وبعض من أهالى رفح، وصفهم بـ«القلة القليلة» المتعاونين معهم، مع وجود سيارات لديهم، وأعلام وسلاح، مشيراً إلى أن هؤلاء التكفيريين كان بينهم أشخاص من سيناء، ومن الوادى، ومن فلسطين، وسوريا، وليبيا، وحتى دول غربية، موضحاً أن تلك التنظيمات كان بينها «أجانب كثر»، ما يعنى أن مصر كانت تُحارب ميليشيات مدعومة خططياً واستخباراتياً من الخارج، وليس مجرد أشخاص «معتادى إجرام»، أو ذوى فكر خرب فقط.

ويكشف ابن قبيلة الرميلات، أن الإرهابيين فخخوا عدد كبير من منازل قريتهم، حتى يتم تفجيرها سواء عن بُعد أو باستخدام ما يُعرف بـ«شراك خداعية»، مما فجر عدد كبير من منازل الأهالى.

ويُشدد أحد أبناء قبيلة السواركة، والذى يعيش فى منطقة «الطايرة»، القريبة من الحدود المصرية الشرقية أيضاً، على أن أهالى سيناء حاربوا الإرهاب جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة، حتى إذا اضطروا إلى مغادرة أراضيهم بسبب «العناصر الإرهابية» فإنهم واصلوا التواصل مع القوات المسلحة، وهو أمر رئيسى ساهم فى تحقيق الأمن والاستقرار، موضحاً أن القبائل السيناوية توافقت على منع دفن أياً من أبناؤهم المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية فى مقابرها، وعدم نسبه للقبيلة أو الأعراب عموماً، بسبب الدمار والخراب الذى ألحقوه بقراهم.

وانتقلنا إلى منطقة «نجع شبانة»، القريبة من خط الحدود الدولية أيضاً، والتى نجحت القوات المسلحة فى تطهيرها من دنس العناصر الإرهابية، أحد أبناء نجع شبانة صاحب الـ17 عاماً والعائد مؤخراً لقريته برفح بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية، أنهم غادروا منازلهم بإرادتهم فى ظل تواجد العناصر الإرهابية، موضحاً أنهم «اتمسكنوا لحد ما تمكنوا»، عبر إعطاء بعض الأهالى لأموال، ووعدهم بامتيازات، لكن الأغلبية العظمى رفضت التعاون معهم، لذا لجأ الإرهابيين لتخويف الأهالى، وتدمير منازلهم.

ويلتقط أحد الأهالى العائدين لقراهم مرة أخرى، أطراف الحديث، موضحاً أنهم لم يكونوا يحلموا بالعودة لأراضيهم مرة أخرى، لكن القوات المسلحة نجحت فى استرداد الأرض، بل ويجرى التنسيق لإطلاق حزمة كبيرة من المشروعات الخدمية والتنموية للقرية، ما يكفل لأهالى القرية مصدر دخل وحياة كريمة بعيداً عن أية أنشطة غير قانونية قد يسعى البعض لاستقطابهم إليها.

ويوضح أن قرى رفح على موعد مع منظومة «بنية تحتية» متكاملة، مثلما تواصل معها المسئولين، ورجال القوات المسلحة؛ حيث يجرى عمارة منازلهم، وتجديدها وحتى بناؤها حال تضررها بشكل كامل، كما يجرى رصف الطرق، وحفر آبار، مع السعى لتوفير المزيد من المشروعات فى الفترة المقبلة.

 

وعن الأنفاق بين «رفح»، وقطاع غزة، قال إن الأهالى كانوا يبلغون القوات المسلحة عنها، وأى شىء سلبى يتم رصده، مضيفاً: «فى البداية كنت تستطيع أن تقول إن هناك 5 آلاف نفق أو يزيد، وهى الأنفاق التى (بوظت البلد)، عبر استخدامها لمرور السلاح والأفراد والعتاد وغيرها، حتى استطاعت القوات المسلحة من القضاء على خطرها.

ويشير إلى أن أحد الأساليب الخسيسة للعناصر الإرهابية، نظراً لفقد ادعاء تعاون الأهالى مع الجيش بأنهم كانوا يتهمون الأهالى بـ«العمالة» دون أى صحة لهذا الأمر، حتى يعذبونهم ويذبحوهم ويخوفون أهالى سيناء لينضموا إليهم، لكن ذلك لم يتحقق.

وعن رحيلهم من القرية، قال إن الإرهابيين كانوا يجبرونهم على ترك منازلهم، بما فيها من أثاث وسلع حتى يأخذونها لأنفسهم، مضيفاً: «كان ممنوع ترحل، ولو رحلت يجب أن تترك خلفك كل شىء»، معرباً عن ثقته بأن الأمور ستتغير للأفضل بفضل جهود القوات المسلحة المصرية الباسلة.

ويشدد أحد أهالى قرى رفح المُحررة من العناصر الإرهابية، على أنه لولا الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وجهود القوات المسلحة، لم يكن الإرهابيين ليتركوا مدن وقرى شمال شرق سيناء التى حولوها لبؤرة فى وقت سابق، موضحاً أنهم يجولون أراضيهم ليلاً ونهاراً حالياً بدون خوف من التنظيمات والعناصر الإرهابية، كاشفاً عن أن القوات المسلحة توفر لهم حصص ومواد غذائية، وكافة احتياجاتهم المعيشية حتى يقضون يومهم بـ«حياة كريمة».

فيما، يقول أحد أبناء أهالى قرية نجع شبانة جنوب رفح، إن ما عاشوه من ويل ومآسى بسبب التنظيمات الإرهابية، جعلت أهالى القرية يكرهون أى فرد قد يكون شبيه بالتنظيمات الإرهابية، موضحاً أنهم يوجهون طاقة الغضب الموجودة لديهم حالياً لطاقة خير ورخاء وبناء لصالح الوطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإرهاب الأسود فرحة مصر القوات المسلحة المصرية تحرير سيناء الإرهاب التنظیمات الإرهابیة العناصر الإرهابیة أن القوات المسلحة أهالى القریة تلک القرى مدینة رفح أحد أبناء إلى أن

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تدمر مخبأ عسكريا أوكرانيا في اتجاه كراماتورسك دروجكوفسكي

أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأن وحدات من الفرقة السادسة التابعة لقوات مجموعة «الجنوب» الروسية، دمرت مخبأً عسكريا محصنا يضم أفرادًا من القوات المسلحة الأوكرانية، أثناء تنفيذ مهام قتالية في اتجاه كراماتورسك - دروجكوفسكي.

وقالت الدفاع الروسية في بيان: «خلال استطلاع مواقع العدو، رصد مشغلو الطائرات المسيرة نظاما روبوتيًا تابعًا للقوات المسلحة الأوكرانية، يُوصل إمدادات غذائية إلى الوحدات الأمامية. بعد رصد الهدف، نفذت الطائرة المسيرة ضربة دقيقة، ما أدى إلى تدمير النظام».

وأشار البيان إلى أن مشغلي الطائرات المسيرة رصدوا مخبأً يضم عناصر معادية في الغابات، ونُقلت إحداثيات الهدف إلى طاقم مدفعية مدفع هاوتزر «دي-30».

وأوضح البيان أنه «نتيجة لضربات دقيقة عدة، تم تدمير المخبأ مع جنود العدو بداخله».

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن تصرفات أطقم قوات مجموعة «الجنوب» الروسية، ساهمت في قمع نشاط وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في هذا القطاع من الجبهة في منطقة العملية العسكرية الخاصة.

وتهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير2022، إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف لسنوات.

ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات «ليوبارد 2» الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف «الناتو» والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.

اقرأ أيضاًروسيا تدمر 12 مسيرة أوكرانية فوق أراضيها خلال 4 ساعات

بوتين: سنرد بشكل ساحق على أي تهديدات لروسيا

زيلنيسكي: لا وقف لإطلاق النار مع روسيا لأنها ترفض ذلك

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تدمر مخبأ عسكريا أوكرانيا في اتجاه كراماتورسك دروجكوفسكي
  • «لم ولن نفرط في حقوقنا».. رئيس الوزراء: القوات المسلحة وقفت بقوة لحماية حدودنا
  • مدبولي: القوات المسلحة تقف شامخة لحماية حدود وأمن مصر القومي
  • الدفاع الروسية": تحييد عسكريين وتدمير مركبات أوكرانية في كراسنوليمانسك
  • الجيش المصري يعلن تفاصيل الانفجار المدوي في الهايكستب شرق القاهرة
  • محافظ الغربية يستقبل مساعد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة
  • القوات الروسية تحرر بلدة بالاغان في جمهورية دونيتسك الشعبية
  • مصر تحتفل بالعيد الـ٩٣ للقوات الجوية
  • قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي
  • المتحدث العسكري يكشف أسباب الانفجار الذي وقع في بالهايكستب