قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن حب الأوطان والدفاع عنها من الإيمان، لافتًا إلى أن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان يحب وطنه.

عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان 

وتابع العالم الأزهري، خلال تصريحات له اليوم الخميس:  "الحفاظ على الوطن واجب شرعي، حتى من قتل دون أهله فهو شهيد، والإسلام يحث على الدفاع عن الوطن حتى ولو بالضحية وبالحياة، وبقول لأهالي الشهداء يكفى إن أولادكم أحياء عند ربهم".

وأضاف: "الحفاظ على الوطن واجب على الجميع صغيرًا كبيرًا أو رجل أو إمرأة، البعض فاكر إن الدفاع عن الوطن يكون من خلال الجيش، لكن كل منا يدافع عن وطنه بطريقته وفى مجاله، كل من يخلص فى عمله سواء العالم والمعلم والطبيب والمهندس، وخلافه، كل منا يخدم ويدافع عن وطنه بإتقانه لعمله".

خالد الجندي: كل حبة رمل في سيناء تحكي قصة شهيد.. فيديو كل حبة رمل في سيناء تحكي قصة شهيد 

فيما أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أهمية أرض الفيروز، سيناء التي سمعت حديث الله سبحانه وتعالى مع نبيه موسى عليه السلام، ومرّ عليها النبيين والصالحين، والأولياء المقربين، وشهدت انتصارات كثيرة، ورويت بدماء آلاف الشهداء من الوطن.

وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الخميس، إلى أن كل حبة رمل في سيناء تحكي قصة شهيد ضحى بحياته من أجل حماية هذه الأرض.

ولفت إلى أن احتفال الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعيد تحرير سيناء، دليل على أن مصر لن تفرط في حبة رمل من سيناء ولا تملك حق التفريط فيها؛ لأنها ملك لكل شهيد ضحى بحياته، وحرم منه أهله من أجل أن تبقى سيناء حرة مستقلة، مؤكدًا أن مصر تتذكر شهدائها كل عام بالترحم والاحترام والتوقير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حب الوطن الشهداء أحياء أرض الفيروز لعلهم يفقهون علماء الازهر تحرير سيناء 42 حبة رمل

إقرأ أيضاً:

أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية

أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه. 

ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية. 

منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.

طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.

عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة. 

لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.

لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية. 

كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.

عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح. 

واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.

زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم. 

محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة. 

هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.

توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل. 

إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.

أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه. 

ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • حسام موافي لأسرة طفل السباحة: ابنكم شهيد.. فيديو
  • أزهري يوجه رسالة للأسر وطريقة التعامل مع أسئلة الأطفال
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • بعد تطويره ورفع كفاءته.. محافظ سوهاج يفتتح نادي الإيمان لذوي الإعاقة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70 ألفًا و373 شهيدًا
  • انتشال 30 جثمان شهيد من مقبرة جماعية بغزة
  • الأرصاد والدفاع المدني تحذر من مخاطر البرق القادم من السحب
  • غزة : الدفاع المدني يواصل انتشال أكثر من 300 شهيد من المقابر العشوائية
  • انتشال جثامين 30 شهيدًا من مقبرة جماعية في مستشفى الشفاء بغزة