فيروس مدمر يهدد إمدادات الشوكولاتة في العالم.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
يهدد فيروس من البق الدقيقي إمدادات الشوكولاتة عن طريق إصابة أشجار الكاكاو، ومع ذلك، ابتكر العلماء طريقة لحماية الأشجار من فيروس البراعم المنتفخة.
وأصبحت الشوكولاتة في خطر بسبب فيروس ينتشر عن طريق حشرة البق التي تصيب أشجار الكاكاو في غرب أفريقيا.
وفيروس البراعم المنتفخة هو مرض ينتقل عن طريق حشرة تسمى البق الدقيقي.
تحب هذه الكائنات الزاحفة العيش في المناخات الحارة. وقد قضى الفيروس - الذي يوصف بأنه أحد أكثر الفيروسات تدميرا بيئيا على وجه الأرض - على 50 ألف هكتار من أراضي زراعية الكاكاو في غانا، وهي ثاني أكبر منتج للشوكولاتة في العالم.
ومع ذلك، يعتقد العلماء في غانا وأمريكا أنهم تمكنوا من فك الشفرة، ووجدوا طريقة جديدة لوقف الفيروس. وفي الوقت نفسه، يهدفون إلى إنقاذ واحدة من أكثر الحلويات المحبوبة في العالم في الوقت نفسه.
وفي الوقت الحالي، يأتي 50% من الشوكولاتة في العالم من دولتين: ساحل العاج وغانا.
ومن المؤسف أن أشجار الكاكاو تعرضت لأضرار بالغة بسبب هذه الحشرات.
وفقدت غانا أكثر من 254 مليون شجرة كاكاو في السنوات الأخيرة، في حين أصيب نحو 20 في المائة من محصول الكاكاو في ساحل العاج.
وقال بنيتو تشين شاربنتييه، أستاذ الرياضيات بجامعة تكساس في أرلينغتون: "يشكل هذا الفيروس تهديدا حقيقيا للإمدادات العالمية من الشوكولاتة".
في حين أن أرخص طريقة لحماية الأشجار هي قطع الأشجار المصابة وزراعة الأشجار المقاومة، ويمكن للمزارعين أيضًا إعطاء لقاح. ومع ذلك، فإن اللقاح باهظ الثمن وله تأثير غير مباشر على كمية الكاكاو التي تنتجها الشجرة.
وأفاد موقع "مترو " أن العلماء في جامعة كانساس، وPrairie View A&M، وجامعة جنوب فلوريدا، ومعهد أبحاث الكاكاو في غانا، ابتكروا طريقة جديدة لمعالجة الفيروس.
من وجهة نظرهم، من خلال زراعة الأشجار على مسافة من بعضها البعض، يمكن للمزارعين منع البق الدقيقي من القفز من شجرة إلى أخرى ونشر الفيروس.
واستخدم الباحثون بيانات رياضية لتحديد المسافة المثلى لزراعة الأشجار لتقليل انتشار الفيروس.
وقال تشين شاربنتييه: "ما كنا بحاجة إلى القيام به هو إنشاء نموذج لمزارعي الكاكاو حتى يتمكنوا من معرفة المسافة التي يمكنهم من خلالها زراعة الأشجار الملقحة بأمان من الأشجار غير المحصنة من أجل منع انتشار الفيروس مع إبقاء التكاليف تحت السيطرة لهذه الأشجار الصغيرة".
"على الرغم من أن هذه النماذج لا تزال تجريبية، إلا أنها مثيرة لأنها ستساعد المزارعين على حماية محاصيلهم بينما تساعدهم في تحقيق محصول أفضل. وهذا أمر جيد بالنسبة للمزارعين، فضلاً عن إدماننا العالمي للشوكولاتة".
اقرأ أيضاًنصائح هامة لـ حماية موتور السيارة من التأثر بارتفاع درجات الحرارة
ارتفاع سعر أوقية الذهب 266 دولارا.. والمحلي يتراجع مع تداعي قوى الطلب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أشجار الكاكاو الأشجار الشوكولاته فيروس الکاکاو فی فی العالم
إقرأ أيضاً:
بصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب
تتربع جمهورية غانا على عرش الذهب في القارة السمراء، حيث تحتل المرتبة الأولى إفريقيًا والسادسة عالميًا، بإنتاج بلغ 130 طنا عام 2024، «ما يعادل 6.3 مليون أونصة»، ويعد الذهب واحدًا من أكثر المعادن فاعلية في الاقتصاد الغاني، وتأثيرًا في الحياة الاجتماعية والسياسية لهذا الشعب ذو الغالبية المسيحية، الذين تجاوزت نسبتهم 70% وتصل نسبة المسلمين إلى 20%، فيما تمثل الديانات والمعتقدات الأخرى 10%.
وتقع غانا ذات الـ 34 مليون نسمة في غرب إفريقيا، وتبلغ مساحتها نحو 238.5 كيلومترًا مربعًا، وتُعد من الدول ذات التأثير المتزايد في الاقتصاد الإقليمي بفضل ثرواتها الطبيعية المتنوعة، ويصل الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 88 مليار دولار، بمعدل دخل للفرد يقارب 2.600 دولار أمريكي سنويًا.
يتميز الاقتصاد الغاني بتنوع قطاعاته، من بينها التعدين، النفط، الغاز الطبيعي، إلى جانب الزراعة، خاصة إنتاج الكاكاو، إلا أن الذهب يُعد الركيزة الأساسية لاقتصاد البلاد، إذ يشكل ما بين 48% إلى 60% من إجمالي صادرات البلاد، ويسهم بنحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي، كما يوفر قطاع الذهب أكثر من 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويضخ ما يقارب 2 مليار دولار سنويًا في خزينة الدولة من خلال الضرائب والعوائد المختلفة، مما يجعله حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية للدولة.
ويُمثل المعدن الأصفر أكثر من 90% من عائدات التصدير المعدنية، حيث وصلت صادرات الذهب في عام 2024 إلى 11.6 مليار دولار، بزيادة هائلة قدرها 53% عن عام 2023، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 30%.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج غانا من الذهب يُمثل حوالي 4% من الإنتاج العالمي للذهب، ويقدّر الاحتياطي المؤكد في أراضيها بنحو 8% من الاحتياطات العالمية، وأعلن البنك المركزي الغاني نهاية العام الماضي، أن احتياطياته من الذهب قد ارتفعت إلى 30.5 طنًا، بزيادة قدرها 11 طنًا عن العام المنقضي، ويرجع هذا الارتفاع إلى سياسة الحكومة التي تُجبر شركات التعدين على بيع 20% من إنتاجها للبنك المركزي بالعملة المحلية، بهدف دعم احتياطيات العملات الأجنبية.
وتقترب غانا بشكل كبير من الدخول ضمن الخمسة الأوائل في إنتاج الذهب عالميًا، إلى جانب دول مثل الولايات المتحدة، كندا، الصين، روسيا، وأستراليا، وسط منافسة قوية بين جنوب إفريقيا التي تحتل المرتبة الثانية في إنتاج الذهب إفريقيًا بإجمالي 100 طن سنويًا وفقًا للعام الماضي.
ويُستخرج المعدن الأصفر في غانا من خلال طريقتين رئيسيتين، الأولى التعدين واسع النطاق«LMS»، والتي تديره كبرى الشركات الأجنبية مستخدمة أحدث التقنيات والمعدات الثقيلة، مثل شركات Newmont الأمريكية، وشركة Asante Gold الكندية، وشركة Perseus Mining الاسترالية، وAnglo Gold Ashanti وGold Fields من جنوب إفريقيا، ويتركز عمل الشركات في مدن مثل: «أوبواسي، تاركوا، وأكيم».
وأما ثاني خيار لاستخراج الذهب، هو التعدين الحرفي وصغير النطاق «ASM»، المعروف باسم «جالامسي»، والذي يمارسع بشكل غير قانوني في الغالب، ويشكل هذا النوع تحديًا كبيرًا للدولة، وذلك بسبب استخدام الطرق البدائية مثل الحفر اليدوي والغسل بالماء، ما يؤدي إلى تدمير البيئة وتلوث الأنهار، وتدهور الأراضي، ويتواجد في مدن مثل: «أشانتي، وبونو».
وبحسب تقارير إعلامية دولية، فإن إنتاج التعدين الحرفي يُقدر بنحو 40% من إنتاج الذهب في غانا، ومن بين 70 إلى 80% من هذا النشاط غير مرخص، حيث تشارك في هذا القطاع مجموعات مسلحة ومنظمات إجرامية محلية وأجنبية.
تتركز مناجم الذهب في غانا في المناطق الجنوبية والغربية من البلاد، وتنتشر في مناطق الغابات والسافانا، ويمكن الإشارة إلى أهم مناطق الإنتاج على النحو الآتي:
- إقليم أشانتي: يعتبر قلب صناعة الذهب في غانا، ويحتوي على منجم أوبواسي، أحد أقدم وأكبر مناجم الذهب في إفريقيا، والذي تديره شركة Anglo Gold Ashanti.
- منطقة تركوا: تُنتج نسبة كبيرة من ذهب غانا بفضل غنى تربتها بالذهب السطحي وسهولة استخراجه، وتحتوي على عدد من المناجم المفتوحة، ومن بينها منجم Tarkwa الكبير، والذي تُديره شركة Gold Fields.
- منطقة بريبري ودامان: تقع بالقرب من تاركوا، وتُعد أيضًا من المناطق النشطة في التعدين، توجد بها مناجم تابعة لشركات دولية كبرى.
- منطقة سيفوي وينشي: تحتوي على عدد من المناجم الصغيرة والمتوسطة، تعرف بتوسع نشاط التعدين الأهلي فيها.
- المنطقة الشرقية والغربية الوسطى: بها عدد من المناجم غير الرسمية ومواقع التعدين الأهلي التقليدي المعروف باسم «جالامسي».
أطلقت الحكومة الغانية، مبادرة «Gold Bod» في عام 2024، بهدف السيطرة على موارد الذهب في البلاد والاستفادة القصوى من ذلك المعدن المهم، حيث تمثلت مهمة المبادرة في شراء الذهب من صغار المنقبين، بهدف كسر احتكار السوق السوداء وتحقيق الشفافية، وعند تولي الرئيس الجديد للبلاد «جون دراماني ماهاما»، قام بإنشاء قوة مهام خاصة تسمى «GOLDBOD Task Force»، لمكافحة التعدين غير الشرعي، باستخدام تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي وكاميرات مثبتة على أجسام رجال الأمن لتعزيز المحاسبة.
وبحسب تقارير سويسرية، فإن الدولة الأولى إفريقيًا في إنتاج الذهب تخسر سنويًا ما يزيد عن 2 مليار دولار بسبب تهريب الذهب والتهرب الضريبي، وأكدت التقارير أنها خسرت خلال خمس سنوات فقط قرابة الـ 11.4 مليار دولار بسبب تهريب أكثر من 229 طنًا من الذهب لدول مختلفة.
وتتجه صادرات الذهب الغاني بشكل رئيسي إلى الأسواق العالمية، في آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة الوجهة الرئيسية في آسيا، حيث استقبلت 53.1% من صادرات غانا إلى القارة، فيما استقبلت سويسرا الوجهة الأوروبية الأهم نحو 60.2% من الصادرات إلى القارة العجوز، وحصلت دولة جنوب أفريقيا على نحو 60.5% من الصادرات إلى القارة السمراء.
وتشهد البلاد منافسة متزايدة من قبل شركات ودول أجنبية، خصوصًا من الصين والإمارات وجنوب إفريقيا، التي تسعى لتأمين موطئ قدم في هذا القطاع الواعد، سواء بالاستثمار المباشر أو النفوذ السياسي والمالي.
وتواجه الحكومة تحديات كبيرة، متمثلة في القضاء على الفساد وتهريب الذهب عبر طرق غير شرعية، وإذ تمكنت من السيطرة على الأوضاع، وتنفيذ إصلاحات حقيقية والاستفادة من الموارد، فإن الذهب سيمثل الركيزة الرئيسية في عملية التنمية، سواء في قطاع التعليم، الصحة، البنية التحتية، الزراعة، التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وخلافه، إلى جانب توفير فرص عمل حقيقية لملايين من المواطنين في البلاد، ما سيدفع الدولة إلى التقدم والازدهار.
اقرأ أيضاًغانا تسجل أول حالة وفاة بفيروس جدري القردة
«تصديري الصناعات الكيماوية» ينطلق إلى بعثة تجارية لغانا
حريق هائل يدمر أحد أكبر الأسواق في غانا.. والتحقيقات تكشف مفاجأة