العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
يعد مهرجان كان السينمائي أحد أهم وأعرق المحافل الفنية في العالم التي يتابعها الملايين سنوياً ليس فقط بسبب حضور أشهر النجوم لفعالياته أو لتنافس أهم الأفلام وصناعها على جوائزه المرموقة، بل من أجل متابعة أبرز صيحات الموضة الصيفية من على سجادته الحمراء الأيقونية، لذلك تدفع بيوت الأزياء والمجوهرات العالمية ملايين الدولارات كل دورة لشراء حقوق الشراكة وتسليط الضوء على تصميماتها ووجوها الإعلانية من النجوم والنجمات خلال أيام "كان" خاصةً لأنه يقام من قلب موطن الموضة الأصلي فرنسا، بالإضافة لاستغلال بعض العلامات تركيز وسائل الأعلام العالمية على الحدث وتطلق تشكيلاتها من قلب الريفيرا الفرنسية أو لإقامة فعاليات ضخمة على هامش المهرجان.
ومع اقتراب انطلاق الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي في الـ14 من مايو /أيار، كان لابد من تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة التي تربط صناعة الموضة العالمية بالمهرجان العريق منذ عقود طويلة.
سجادة "كان" الحمراء ومصممو الأزياءتترقب عدسات كاميرات الصحافة العالمية والعربية ظهور المشاهير على مدار أيام فعاليات دورات المهرجان السنوية بدايةً من خروجهم من أشهر فنادق المدينة الساحلية التي عادةً تكون جميع غرفها محجوزة طوال هذه الفترة، أبرزهم مارتينيز وكارلتون، وحتى وصولهم إلى السجادة الحمراء.
لذلك تعمل إدارة المهرجان على التعاقد مع علامات الأزياء والجمال من أجل تخصيص حصة لسفرائها لحضور الفعاليات الهامة مثلما شاهدنا استعراض النجمة الأميركية آن هاثاواي لقطع مجوهرات دار بلغاري بإحدى فعاليات نسخة عام 2022، وكذلك الحضور الطاغي لسفيرة دار لويس فيتون الفرنسي الهندية دبيكا بادكون بإطلالات متنوعة من توقيعه خلال فعاليات عام 2022 أيضاً، بينما كانت عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية جيجي حديد سفيرة علامة مجوهرات ميسيكا الدورة الماضية، إلى جانب بعض النجمات العرب مثل مايا دياب وليلى عبد الله.
كما أسهمت السجادة الحمراء لمهرجان كان في تحقيق نقلة نوعية في مسيرة بعض مصممين الأزياء العالميين والعرب أبرزهم المصمم السعودي محمد أشي الذي فتحت له أبواب العالمية مع ظهور النجمة الهندية إيشواريا راي بفستان أبيض مزين بالريش من توقيعه أثناء حضورها العرض الخاص بفيلم "الأوقات الجيدة" (La Bella Époque) عام 2019 الذي كان على قوائم أفضل إطلالات العام من قبل خبراء الموضة، ومن وقتها أصبحت تصميمات "أشي" خيار أهم الأسماء العالمية مثل كاردي بي وريتا أورا وسونام كابور.
وقد استطاع دار سكابارلي أن يثبت قدرة مديره دانيال روزبيري على تحقيق المعادلة الصعبة بين الأناقة الكلاسيكية والعصرية المفعمة بالتجدد، مع إطلالة عارضة الأزياء بيلا حديد في إحدى فعاليات نسخة عام 2021 التي جعلت الدار الإيطالي على قوائم الأكثر نشراً من قبل رواد شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي حال عدنا إلى أرشيف إطلالات المهرجان، سنقف أمام الظهور الخاص بالممثلة الإيطالية صوفيا لورين دورة كان لعام 1955 بفستانها الأبيض المطرز مع الفرو الذي كان من تصميم الإيطالي إميليو شوبيرت والذي كان السر وراء تهافت أيقونات الموضة العالمية على إبداعاته حينها، وهذه الإطلالة مازالت مصدر إلهام لصناع الموضة فهي تنتمي إلى أسلوب "سحر هوليود القديم".
"كان" وجهة فعاليات الموضة والجمالتستغل بيوت الأزياء والمجوهرات وعلامات الجمال العالمية الأضواء المسلطة على أحداث المهرجان العالمي لتقدم فعاليات خاصة على هامشه، مثل اختيار المديرة الإبداعية لدار فرساتشي الإيطالي "دوناتيلا فرساتشي" لتقديم التشكيلة التي تعاونت فيها مع المغنية الإنجليزية دوا ليبا في عرض خاص على هامش المهرجان.
إلى جانب إقامة عدد من حفلات الموضة المعنية بقضايا خيرية ومجتمعية مثل منظمة "أزياء للإغاثة" التي اختارت مؤسستها، عارضة الأزياء الإنجليزية ناعومي كامبل، أن يكون المهرجان موقعا للعرض السنوي الخاص بها الذي يحضره دائماً أهم الأسماء في عالم الموضة والفن.
وبالإضافة إلى ذلك، تهتم بيوت الأزياء أيضاً بإقامة حفلات عشاء أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا المهرجان سنوياً.
تعتبر علامة المنتجات التجميلية لوريال الشهيرة واحدة من الشركات الراعية لمهرجان كان منذ أكثر من 25 عاما، ويعتبر العرض الخاص بها -الذي يقام على هامش المهرجان ويسير على منصته سفراء العلامة من النجمات العربيات والعالميات- أحد شروط تعاقد "لوريال" وإدارة المهرجان، وهو يحمل رسائل خاصة بتمكين المرأة وهو البرنامج الذي تدعمه العلامة، لذلك تمنح جائزة تقدر بـ20 ألف يورو لإحدى صانعات الأفلام الشباب المعنين بقضايا المرأة.
أما دار مجوهرات شوبارد السويسري فهو يعتبر الراعي الأهم والأبرز للمهرجان، حيث تهتم الرئيس الشريك ومديرته الإبداعية كارولين شوفوليه بتصميم تشكيلة خاصة، والتي يتزين بها عادةً أهم النجوم والنجمات في العالم إلى جانب اختيارها كل عام لأم روحية للتمثال الذي يسلمه الدار للنجوم الشباب الصاعدين، وكان من بينهن جوليا روبرتس عام 2022 وناتالي بورتمان العام الماضي.
كما صمم دار "شوبارد" جائزة السعفة الذهبية التي تعد أهم جوائز المهرجان، والتي يتم تنفيذها داخل ورشة في سويسرا على يد أمهر صناع المجوهرات الراقية مستخدمين الذهب الخالص من عيار 18، وتزين بقطع صغيرة من الألماس النقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مهرجان کان السینمائی
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان فعاليات المهرجان الصيفي للأوبرا في الإستاد
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، فعاليات المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء “صيف الأوبرا 2025”، في تجربة فنية مميزة تُقام لأول مرة داخل إستاد الإسكندرية الرياضي.
وذلك بتنظيم من دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وتزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن انطلاق مهرجان “صيف الأوبرا” من داخل إستاد الإسكندرية يُعد تجربة نوعية تعكس سعي الوزارة لتطوير سُبل تقديم الفنون والارتقاء بآليات الوصول للجمهور، مشيرًا إلى أن اختيار هذا الموقع المتميز أتاح الفرصة لجمهور أوسع من مختلف الفئات للاستمتاع بالعروض الفنية الراقية في أجواء مفتوحة ومبهجة.
وأوضح أن هذه التجربة تأتي في إطار رؤية الوزارة لتحقيق العدالة الثقافية وتوسيع نطاق وصول الخدمات الثقافية والفنية إلى مختلف المحافظات والفئات الاجتماعية، وقال:"نؤمن بأن الفنون ليست حكرًا على القاعات المغلقة، بل يجب أن تصل إلى الناس في كل مكان، في الساحات العامة والملاعب والحدائق، وأن تُقدم للجمهور المصري بشكل يليق بذوقه الرفيع ويُعزز من وعيه ووجدانه. ومهرجان صيف الأوبرا هو إحدى ثمار هذه الرؤية، ونسعى لتكرار هذه التجربة الناجحة في محافظات أخرى دعمًا للسياحة الثقافية وتعزيزًا لرسالة الفن في بناء الإنسان.”
من جانبه، أعرب الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، عن فخره باستضافة المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء 2025 لأول مرة في إستاد الإسكندرية، معتبرًا إياه تجربة فنية وثقافية غير مسبوقة تُبرز مكانة المدينة الثقافية والتاريخية، مشددًا على أن الإسكندرية لطالما كانت ملتقى للحضارات، وها هي اليوم تُواصل دورها كمنارة للثقافة والفن.
وأكد المحافظ حرص المحافظة على دعم كل المبادرات الثقافية والفنية التي تُسهم في تشكيل الوعي المجتمعي وترسيخ القيم الإيجابية، مشيدًا بالتعاون المثمر مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية في تقديم عروض جادة وراقية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتستهدف مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية.
كما ثمّن مشاركة عدد كبير من ذوي الهمم وأعضاء الجمعيات الأهلية في فعاليات المهرجان، مؤكدًا أن الثقافة والفنون حق لكل مواطن، وأن الدولة حريصة على دمج جميع الفئات في الحياة الثقافية.
وقد استُهل الحفل بفقرة “شباب في شباب”، التي قدمتها فرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا تحت إشراف المايسترو تامر غنيم، وقيادة الدكتور محمد الموجي، وشملت مجموعة من الأغنيات المحببة ذات الإيقاعات الكلاسيكية والمعاصرة، منها:على رمش عيونها، أول مرة تحب يا قلبي، يا إسكندراني، سالمة يا سلامة، سهر الليالي، حرمت أحبك، عيناك ليالٍ صيفية، كل اللي لاموني، زي العسل، وأداها: كنزي، ياسر سعيد، وحنان عصام.
واختتمت الأمسية بحفل غنائي كبير للنجم إيهاب توفيق، قدّم خلاله باقة من أشهر أغانيه التي شكّلت محطات بارزة في مشواره الفني، منها: سحراني، عامل عاملة، أحلى منهم، مشتاق، ما تحلويش أكتر من كده، هدي القمر، بحبك يا أسمراني، علمي علمي، في حد شافنا، السهرة جامدة، مالهمش في الطيب، قدّك، مراسيل مراسيل، على كيفك ميل، الله عليك يا سيدي، تترجى فيّا.
ويتواصل المهرجان على مدار خمسة أيام من الأحد 27 وحتى الخميس 31 يوليو الجاري، ويشمل برنامجًا فنيًا متنوعًا، حيث يُقام يوم الإثنين 28 يوليو حفل لعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز يعقبه حفل للفنان أحمد جمال.
أما الثلاثاء 29 يوليو فيشهد حفلًا للفنانة ريهام عبد الحكيم يسبقه عرض “شباب في شباب 2” بمشاركة مطربي الأوبرا: محمد الخولي، فرح الموجي، ومحمد حسن، بقيادة المايسترو أحمد عامر.
وفي الأربعاء 30 يوليو، يُقدّم فريق وسط البلد عرضًا يليه حفل للفنان هشام عباس.
ويُختتم المهرجان مساء الخميس 31 يوليو بحفل موسيقي للفنان خالد سليم، يسبقه عرض موسيقي للموسيقار هشام خرما يتضمن مجموعة من مؤلفاته العصرية.