يعد مهرجان كان السينمائي أحد أهم وأعرق المحافل الفنية في العالم التي يتابعها الملايين سنوياً ليس فقط بسبب حضور أشهر النجوم لفعالياته أو لتنافس أهم الأفلام وصناعها على جوائزه المرموقة، بل من أجل متابعة أبرز صيحات الموضة الصيفية من على سجادته الحمراء الأيقونية، لذلك تدفع بيوت الأزياء والمجوهرات العالمية ملايين الدولارات كل دورة لشراء حقوق الشراكة وتسليط الضوء على تصميماتها ووجوها الإعلانية من النجوم والنجمات خلال أيام "كان" خاصةً لأنه يقام من قلب موطن الموضة الأصلي فرنسا، بالإضافة لاستغلال بعض العلامات تركيز وسائل الأعلام العالمية على الحدث وتطلق تشكيلاتها من قلب الريفيرا الفرنسية أو لإقامة فعاليات ضخمة على هامش المهرجان.

شعار مهرجان كان السينمائي (غيتي إيميجز)

ومع اقتراب انطلاق الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي في الـ14 من مايو /أيار، كان لابد من تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة التي تربط صناعة الموضة العالمية بالمهرجان العريق منذ عقود طويلة.

سجادة "كان" الحمراء ومصممو الأزياء

تترقب عدسات كاميرات الصحافة العالمية والعربية ظهور المشاهير على مدار أيام فعاليات دورات المهرجان السنوية بدايةً من خروجهم من أشهر فنادق المدينة الساحلية التي عادةً تكون جميع غرفها محجوزة طوال هذه الفترة، أبرزهم مارتينيز وكارلتون، وحتى وصولهم إلى السجادة الحمراء.

لذلك تعمل إدارة المهرجان على التعاقد مع علامات الأزياء والجمال من أجل تخصيص حصة لسفرائها لحضور الفعاليات الهامة مثلما شاهدنا استعراض النجمة الأميركية آن هاثاواي لقطع مجوهرات دار بلغاري بإحدى فعاليات نسخة عام 2022، وكذلك الحضور الطاغي لسفيرة دار لويس فيتون الفرنسي الهندية دبيكا بادكون بإطلالات متنوعة من توقيعه خلال فعاليات عام 2022 أيضاً، بينما كانت عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية جيجي حديد سفيرة علامة مجوهرات ميسيكا الدورة الماضية، إلى جانب بعض النجمات العرب مثل مايا دياب وليلى عبد الله.

كما أسهمت السجادة الحمراء لمهرجان كان في تحقيق نقلة نوعية في مسيرة بعض مصممين الأزياء العالميين والعرب أبرزهم المصمم السعودي محمد أشي الذي فتحت له أبواب العالمية مع ظهور النجمة الهندية إيشواريا راي بفستان أبيض مزين بالريش من توقيعه أثناء حضورها العرض الخاص بفيلم "الأوقات الجيدة" (La Bella Époque) عام 2019 الذي كان على قوائم أفضل إطلالات العام من قبل خبراء الموضة، ومن وقتها أصبحت تصميمات "أشي" خيار أهم الأسماء العالمية مثل كاردي بي وريتا أورا وسونام كابور.

وقد استطاع دار سكابارلي أن يثبت قدرة مديره دانيال روزبيري على تحقيق المعادلة الصعبة بين الأناقة الكلاسيكية والعصرية المفعمة بالتجدد، مع إطلالة عارضة الأزياء بيلا حديد في إحدى فعاليات نسخة عام 2021 التي جعلت الدار الإيطالي على قوائم الأكثر نشراً من قبل رواد شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي حال عدنا إلى أرشيف إطلالات المهرجان، سنقف أمام الظهور الخاص بالممثلة الإيطالية صوفيا لورين دورة كان لعام 1955 بفستانها الأبيض المطرز مع الفرو الذي كان من تصميم الإيطالي إميليو شوبيرت والذي كان السر وراء تهافت أيقونات الموضة العالمية على إبداعاته حينها، وهذه الإطلالة مازالت مصدر إلهام لصناع الموضة فهي تنتمي إلى أسلوب "سحر هوليود القديم".

"كان" وجهة فعاليات الموضة والجمال

تستغل بيوت الأزياء والمجوهرات وعلامات الجمال العالمية الأضواء المسلطة على أحداث المهرجان العالمي لتقدم فعاليات خاصة على هامشه، مثل اختيار المديرة الإبداعية لدار فرساتشي الإيطالي "دوناتيلا فرساتشي" لتقديم التشكيلة التي تعاونت فيها مع المغنية الإنجليزية دوا ليبا في عرض خاص على هامش المهرجان.

إلى جانب إقامة عدد من حفلات الموضة المعنية بقضايا خيرية ومجتمعية مثل منظمة "أزياء للإغاثة" التي اختارت مؤسستها، عارضة الأزياء الإنجليزية ناعومي كامبل، أن يكون المهرجان موقعا للعرض السنوي الخاص بها الذي يحضره دائماً أهم الأسماء في عالم الموضة والفن.

وبالإضافة إلى ذلك، تهتم بيوت الأزياء أيضاً بإقامة حفلات عشاء أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا المهرجان سنوياً.

جين فوندا تقف على السجادة الحمراء لحضور الحفل الختامي لمهرجان كان السينمائي السادس والسبعين (رويترز) شراكة طويلة مع دار مجوهرات "شوبارد" و"لوريال"

تعتبر علامة المنتجات التجميلية لوريال الشهيرة واحدة من الشركات الراعية لمهرجان كان منذ أكثر من 25 عاما، ويعتبر العرض الخاص بها -الذي يقام على هامش المهرجان ويسير على منصته سفراء العلامة من النجمات العربيات والعالميات- أحد شروط تعاقد "لوريال" وإدارة المهرجان، وهو يحمل رسائل خاصة بتمكين المرأة وهو البرنامج الذي تدعمه العلامة، لذلك تمنح جائزة تقدر بـ20 ألف يورو لإحدى صانعات الأفلام الشباب المعنين بقضايا المرأة.

أما دار مجوهرات شوبارد السويسري فهو يعتبر الراعي الأهم والأبرز للمهرجان، حيث تهتم الرئيس الشريك ومديرته الإبداعية كارولين شوفوليه بتصميم تشكيلة خاصة، والتي يتزين بها عادةً أهم النجوم والنجمات في العالم إلى جانب اختيارها كل عام لأم روحية للتمثال الذي يسلمه الدار للنجوم الشباب الصاعدين، وكان من بينهن جوليا روبرتس عام 2022 وناتالي بورتمان العام الماضي.

كما صمم دار "شوبارد" جائزة السعفة الذهبية التي تعد أهم جوائز المهرجان، والتي يتم تنفيذها داخل ورشة في سويسرا على يد أمهر صناع المجوهرات الراقية مستخدمين الذهب الخالص من عيار 18، وتزين بقطع صغيرة من الألماس النقي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مهرجان کان السینمائی

إقرأ أيضاً:

عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة في السعودية (صور)

انطلقت من جزيرة "أمهات" السعودية إحدى جزر البحر الأحمر فعاليات أسبوع الموضة الذي تنفذه هيئة الأزياء، على مدى 3 أيام، حيث لم تشهد المملكة سابقا مثل هذه الفعاليات.

السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال (فيديو)

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن هذا الحدث الثقافي الاقتصادي المقام في منتجع سانت ريجيس، في الجزيرة، محطة مهمة في مجال صناعة الأزياء في المملكة، وواحدة من أبرز مبادرات الهيئة لتعزيز هذه الصناعة ودمجها في السوق العالمية، ليكون قطاع الأزياء في المملكة حاضرا في المحافل العالمية ذات العلاقة بالموضة، ولاعبا رئيسيا في مختلف مجالات هذه الصناعة على الصعيد العالمي، لاسيما وأنها تمثل رافدا مهما وفعالا على مستوى اقتصاديات الدول".

وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة بوراك شاكماك، أن "هيئة الأزياء تسعى من خلال تنظيم أسبوع الأزياء الأول في البحر الأحمر إلى صياغة منصة تجسد التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع".

وشدد على أن "هذا الحدث الثقافي يجسد التزام الهيئة الثابت بدفع صناعة الأزياء في المملكة للأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها مواهبنا من أبناء وبنات هذا الوطن مع شخصيات وكيانات دولية، ذات سمعة وخبرة في مجال الموضة وصناعة الأزياء، وفق خطة واضحة وجدول زمني معد بعناية، ومجموعة متميزة من العلامات التجارية السعودية والعالمية، القادرة على تزيين منصاتنا في مختلف المحافل وصالات العرض محليا وإقليميا ودوليا".

ولفت شاكماك الانتباه إلى "الاستراتيجيات والخطط التي تعمل الهيئة وفقها، الهادفة بشكل أساسي إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الساحة الدولية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030".

يذكر أن أول أيام هذا الأسبوع شهد عرضا افتتاحيا للأزياء لـ 7 علامات تجارية، منها 5 علامات تجارية سعودية، وعلامتان أجنبيتان والذي كان يوم الخميس الماضي.

وشهد يوم الجمعة ثاني أيام الفعالية عرضا لملابس البحر للمصممة المغربية ياسمينة قنزل، وشاركت فيه عارضات عالميات.

AFP

وخلال الحفل استعرضت مصممة الأزياء المغربية، مجموعة من تصميماتها لبدلات من قطعة واحدة لملابس البحر، في أول عرض من نوعه داخل المملكة.

وأوضحت قنزل في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أنها "حاولت من خلال تلك التصميمات إظهار ملابس السباحة الأنيقة التي تمثل العالم العربي"، مضيفة أنها "عندما جاءت إلى السعودية أدركت أن عرض ملابس السباحة في المملكة يعد لحظة تاريخية، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم مثل هذا الحدث".

فيما ينتظر أن يعيش حضور هذا المهرجان الثقافي في اليومين القادمين فعاليات جانبية وعروض أزياء تضم مجموعة متنوعة من الأزياء، تشمل المجوهرات، والملابس الجاهزة، وأزياء المنتجعات لمصممين ومصممات سعوديين إلى جانب خبراء ومتخصصين في مجال صناعة الأزياء من حول العالم.

AFP

المصدر: "واس"+"أ ف ب"

 

 

مقالات مشابهة

  • «تجربة لن تتكرر».. استقبال حار لكيفن كوستنر في مهرجان كان السينمائي
  • إختتام فعاليات مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في طرابلس
  • جزيرة الجحب تشهد فعاليات مهرجان عدن الأول للغوص الحر
  • انطلاق فعاليات الدورة الـ 28 من مهرجان المسرح الجامعي في دمشق
  • رئيس هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية يستقبل منظمي مهرجان السينما استعداداً للدورة الأربعين
  • عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة في السعودية (صور)
  • «القومي للمرأة» يشارك في افتتاح مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة
  • السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
  • تاراتاتا تفتتح فعاليات مهرجان إيزيس لمسرح المرأة
  • الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟