السومرية نيوز-دوليات

روّت عراقية مهاجرة كواليس ماحدث على قارب المهاجرين الذي كان متوجها الى بريطانيا عبر بحر المانش صباح الثلاثاء الماضي، عندما صعدت مجموعة مسلحة بالعصي والسكاكين على متن القارب كمهاجرين دون ان يدفعوا أموالا للمهربين. كان القارب يحمل 50 مهاجرًا من بينهم العراقية هيفين (18 عاما)، قبالة بلدة ويميرو الساحلية الفرنسية، ويستعد للانطلاق الى بحر المانش باتجاه بريطانيا، قبل ان تهاجم مجموعة مكونة من 50 الى 60 شخصا اخرين، قارب المهاجرين ويريدون الالتحاق بهم بالرغم من ان القارب لايحمل هذا العدد.



وهاجم هؤلاء بالعصي والسكاكين وتسببوا بشجار كبير على متن القارب ما أدى الى وفاة 5 اشخاص، وقالت هيفين: "كان الناس يتشاجرون، وكان الناس يدوسون على بعضهم البعض، وكانوا يموتون ويتم إلقاؤهم في المياه".

وقالت إنها سقطت في الماء لكن شخص آخر على متن القارب أخرجها، وغرق راكبان آخران سقطا في الماء، ومن بينهما فتاة صغيرة. وتوفي ثلاثة أشخاص آخرين على متن القارب.

وقالت هيفين إنها "كرهت حقا" مجموعة الأشخاص الذين خطفوا قاربهم، وأصرت على أنهم يجب أن يتحملوا المسؤولية عما حدث.

وأضافت: "لقد تسببوا في مأساة كبيرة، لقد مات الناس بسببهم، لو لم يأتوا ويبدأوا القتال، لما حدث أي من هذا".

ووقعت المأساة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء في المياه قبالة بلدة ويميرو الساحلية الفرنسية، وتوقف القارب، الذي انطلق وعلى متنه 112 شخصا، على شريط رملي على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من الشاطئ.

وبحلول الوقت الذي وصلت فيه خدمات الطوارئ، كان من الواضح أن الناس قد لقوا حتفهم، سواء على متن القارب أو في الماء.

وقالت هيفي: "كان الجميع يصعدون على متن السفينة وكان هناك عدد كبير جدًا من الأشخاص - أكثر من 110 شخصا، لقد حاولت أن أكون في المقدمة، ولكن بعد أن سقطت في الماء جلست على حافة القارب ولم أذهب إلى الطرف الآخر - حيث كان الناس يتقاتلون".

وقالت إن مجموعتها، التي تضم ما بين 50 و60 شخصا، وصلت إلى الشاطئ في ويميرو بعد اتباع تعليمات مهربي البشر الذين أخذوا أموالهم مقابل ترتيب العبور إلى بريطانيا، وانتظروا مختبئين حتى يقوم المهربون بإعداد القارب، ثم رأت ضباط الشرطة وقيل لها ببساطة أن تركض نحو الماء.

وفي تلك المرحلة، ظهرت المجموعة المنافسة أيضًا، وصعدت إلى القارب مع الأشخاص الذين دفعوا أموالاً للمهربين، وقالت هيفين إنها شاهدت مهاجرين من هذه المجموعة يحملون العصي والسكاكين، ويواجهون الشرطة والركاب الأصليين.

عندما انطلق القارب، وكان مثقلًا بالحمولة بشكل استثنائي، اتجه نحو القناة، لكن القتال كان لا يزال مستمرًا وكان من الواضح أن بعض الأشخاص كانوا يُسحقون، وكانوا يصرخون قائلين إن الناس عالقون تحت أشخاص آخرين، وأنهم لا يستطيعون الخروج، وأن البعض يسقط تحت أقدام الناس".

أمضت هيفين سبعة أشهر في السفر عبر أوروبا منذ مغادرتها العراق، وقالت إنها تريد الوصول إلى بريطانيا لأنها "بلد أفضل بالنسبة لي، بالتأكيد من حيث اللغة، ولكنها أيضًا، من نواحٍ أخرى كثيرة، أفضل من بقية أوروبا".

لقد قامت بـ 30 محاولة لعبور القناة، لكنها فشلت في كل مرة، في بعض الأحيان كانت الشرطة الفرنسية هي التي دمرت القوارب، وفي أحيان أخرى تعطل القارب الذي كانت تستقله، وفي إحدى المرات، تعطل القارب على بعد ساعة واحدة فقط من المياه البريطانية.

لكنها لم تردعها الصدمة التي تعرضت لها، وتنوي المحاولة مرة أخرى للوصول إلى بريطانيا في أقرب وقت ممكن. قالت: "ربما في نهاية هذا الأسبوع".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: على متن القارب فی الماء

إقرأ أيضاً:

من زجاجة إلى قارب.. مبادرات شعبية لإيصال المساعدات إلى غزة (شاهد)

مع استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة وتغلق فيه المعابر وتقيد شاحنات الإغاثة، لم يجد الناس سبيلًا للتعبير عن تضامنهم مع سكان غزة إلا باللجوء إلى البحر، وابتكار أفكار لمحاولات تضامنية رمزية تحي في النفوس روح الدعم والتضامن مع سكان غزة.

ومع انتشار مبادرة "زجاجة الأمل"، التي انطلقت من السواحل المصرية والعربية على البحر المتوسط بوضع المساعدات والرسائل داخل زجاجات بلاستيكية مغلقة وإطلاقها في البحر نحو غزة، بدأت تظهر موجة جديدة من الابتكارات الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توظف أدوات بدائية لكنها مليئة بمشاعر التضامن والحب، لمحاولة إيصال الدعم إلى أهل القطاع المنكوب حتى لو بصورة رمزية.

مبادرات من رحم الأزمة.. كيف طورت الفكرة؟
وانتشر خلال الساعات الأخيرة تغريدات وصورة شارحة توثق طرقًا مبتكرة وملهمة، بدأ بها مصريون، لتطوير الفكرة الأصلية من "زجاجة الأمل"، وتحويلها إلى أدوات تنقل كميات أكبر من الطعام والأدوية عبر المياه.

وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي منشور يحمل تصميماً لقارب صغير من الفلين والزجاجات، قادر على حمل ما يصل إلى 5 كجم من البقوليات أو الأدوية، مع دفة ومظلة ملاحية بدائية لضمان توازن القارب ومقاومته للأمواج، جاءت تحت عنوان: "فكرت كتير بحل أفضل من القزايز.. وده اللي وصلت له". وقد حظيت بتفاعل كبير وإشادات بروح المبادرة والابتكار.



وفي السياق ذاته تفاعل الشباب المصري بابتكار فكرة أخرى لا تقل إبداعا، تمثلت في قارب مغلق، مصنوع بالكامل من الزجاجات البلاستيكية، بدا كـ "طرد بحري" أشبه بكبسولة إنسانية، مقسمة داخليا لتخزين الغذاء والدواء بطريقة عملية، مع مظلة تتيح للقارب الاستفادة من الرياح وتوجيهه نحو سواحل غزة.




فكرة خارجة من عباءة الخذلان
ومن جانبه أشاد أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى، الدكتور عبد الله معروف فيه بروح الشباب المصري، الذين "فكروا خارج الصندوق واستحضروا مشهد أم موسى، التي ألقت ابنها في البحر متوكلة على الله”.

وأضاف معروف: "العاجز مَن أعلنَ عجزه وقعدَ في بيته.. أما المؤمن فلا يرى أمامه غيرَ مهمةٍ يجب أن يفعلها، ثم يعتذر لله عز وجل ولا يمن عليه بالعمل"

ووصف المبادرة بأنها "فكرة خارجة من عباءة الخذلان ورداءة الصمت"، معتبرًا أنها وصلت بالفعل إلى قلوب أهل غزة، حتى وإن لم تصل كل الزجاجات ماديًا.

وانتقد معروف الأصوات التي سخرت من المبادرة أو قللت من شأنها، مؤكدًا أن "العاجز هو من أعلن عجزه وقعد في بيته"، بينما سعى هؤلاء الشباب إلى كسر حاجز اليأس والتخاذل بما توفر لهم، واضعين ثقتهم بالله ومؤمنين بقوله: "أنا عند ظن عبدي بي".

وختم بالقول إن مثل هذه المبادرات، رغم رمزيتها، تمثل رسالة أمل، ودعوة للاستمرار في التفكير والإبداع، والبحث عن طرق تتجاوز العجز العربي الرسمي في ظل المأساة المستمرة التي تعيشها غزة.

تفاعل وتطوير 
وبينما تباينت الآراء حول جدوى الفكرة، لجأ البعض إلى تحليل علمي يدعم إمكانية نجاح المبادرة، فلم يقتصر تفاعل الشباب المصري مع الفكرة على تداولها إلكترونيًا، بل تجاوز ذلك إلى محاولات تطوير واقعية، حيث علق أحد المتخصصين بالإشارة إلى إمكانية نجاح الفكرة علميًا، مستشهدًا بمحاكاة مفتوحة المصدر تعرف بـ "Open Drift simulation". .

وقال: تلك هى محاكاة لمركب تسقط حمولتها من المساعدات الإنسانية (غذاء ودواء) القابلة للطفو قبالة العريش، والنتيجة هي أن الانجراف الحر بفعل التيارات المائية سيحمل المساعدات (بعون الأعز الأجل) إلى شواطئ أسيادنا الصامدين في القطاع خلال أيام قليلة، مؤكدا أن المحاكاة قام بها خبير في هذا المجال.



فيما تفاعل أخر قائلا " يجب كذلك تغليفه ووضع غطاء محكم من البلاستيك فوقه أو شيء يمنع تسرب الماء إليه وتلف أو ضياع ما فيه في حالة انقلابه



لم يكتفي الشباب بابتكار طريقة لإيصال المساعدات فحسب بل قدموا أفكارا لكيفية الاستفادة من المكونات التى ابتكروا بها حاملات المساعدات في معيشتهم في غزة، وقال أحد الشباب قائلا " وبعد ما يوصل بالسلامة ويأخذوا منه الغذاء والدواء يعملوا منه حاجات زي كدا"



مقالات مشابهة

  • من زجاجة إلى قارب.. مبادرات شعبية لإيصال المساعدات إلى غزة (شاهد)
  • سارة خليفة من مذيعة بقنوات شهيرة لتاجرة مخدرات وصولا إلى السجن
  • شيرين رفيع تروي موقفًا طريفًا مع علي البليهي في أحد مراكز التسوق بجدة
  • إحالة سارة خليفة و27 آخرين للجنايات بتهمة جلب مواد تستخدم فى تخليق المخدرات
  • النيابة العامة: إحالة سارة خليفة و27 آخرين إلى الجنايات للاتجارفى المخدرات
  • الطارف.. احباط محاولة هجرة غير شرعية على البحر و توقيف 10 أشخاص
  • ناشطة على متن حنظلة تروي للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام الإسرائيلي
  • مصرع 13 شخصا بينهم أطفال بغرق عبّارة في نيجيريا
  • إنقاذ عشرات المهاجرين من غرب أفريقيا تعطل قاربهم قبالة سواحل موريتانيا
  • وفاة 13 شخصا وفقدان العشرات جراء انقلاب قارب في نيجيريا