افتتح وزير الخارجية الصيني وانغ يي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بسؤال بدا كالتحذير.

"هل ينبغي على الصين والولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على المسار الصحيح للمضي قدما نحو استقرار العلاقات أم الانزلاق إلى دوامة الهبوط؟ هذا هو السؤال الكبير أمام بلدينا واختبار حقيقي لإخلاصنا وقدراتنا".

إقرأ المزيد بلينكن يدعو الصين إلى "منافسة اقتصادية صحية"

وكان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قد دعا، في مقطع فيديو نشره على موقع X للتواصل الاجتماعي يوم أمس لدى وصوله شنغهاي، إلى ما أسماه "المنافسة الاقتصادية الصحية" بين البلدين، وقال إنه، وعلى الرغم من الخلافات الحقيقية مع الصين فإن الولايات المتحدة تتعامل بشكل "مباشر"، وتفضل الدبلوماسية المباشرة، التي تراها "مهمة لتجنب سوء الفهم والحسابات الخاطئة".

وقد بدأت مناقشات لبينكن مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ثم مع وزير الأمن العام وانغ شياو هونغ، الذي صرح بأن بلينكن سيشهد كذلك اجتماعا مع الرئيس شي جين بينغ، لم يعلن عنه من قبل، وأكد مسؤول آخر في وزارة الخارجية أن بلينكن سيلتقي شي جين بينغ قبل مغادرة البلاد في وقت متأخر من اليوم الجمعة.

وتتزايد المحادثات بين الجانبين في الأشهر الأخيرة، حتى مع تزايد الخلافات، حيث شدد بلينكن ووانغ على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، لكنهما أعربا عن أسفهما أيضا لأن الانقسامات أصبحت أكثر خطورة بطبيعتها.

وتختلف الولايات المتحدة والصين في عدد من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية المثيرة للجدل، وقد وقعت تلك الانقسامات في بؤرة الضوء بوقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع قانون ضخم للمساعدات الخارجية يتضمن من بين عناصره مساعدات لتايوان.

وأشارت تعليقات الوزيرين إلى قائمة طويلة من الخلافات التي تمت مناقشتها، بما في ذلك تايوان وبحر الصين الجنوبي، والتجارة، وحقوق الإنسان، ودعم الصين لروسيا، وإنتاج وتصدير المواد الأفيونية الاصطناعية.

وقال وانغ لبلينكن في بداية المحادثات التي استمرت حوالي خمس ساعات ونصف الساعة، إن العلاقات الصينية الأمريكية بدأت تستقر بشكل عام، ولكن في نفس الوقت لا زالت العوامل السلبية في العلاقة تتزايد وتتراكم وتواجه العلاقة كل أنواع الاختلالات.

وقد استعرض وانغ، دون أن يذكر تفاصيل، الشكاوى الصينية المعروفة بشأن السياسات والمواقف الأمريكية بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان وحقوق الإنسان وحق الصين في إقامة علاقات مع الدول التي تراها مناسبة. وأضاف أن حقوق التنمية المشروعة للصين تعرضت للقمع بشكل غير معقول، وأن المصالح الصينية الأساسية تواجه تحديات، في ظل مخاوف صينية متسقة ومشروعة.

وتابع: "لقد دعونا دائما إلى احترام المصالح الأساسية لبعضنا البعض، ونحث الولايات المتحدة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين، وعدم إعاقة التنمية في الصين، وعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الصين بشأن سيادة الصين ومصالحها التنموية".

إقرأ المزيد بوتين يعلن نيته زيارة الصين في مايو المقبل

ورد بلينكن بالقول إن إدارة بايدن تعطي الأولوية للحوار الأمريكي الصيني حتى في القضايا محل الخلاف، مشيرا إلى أنه تم إحراز بعض التقدم في العام الماضي، لكنه نوه إلى أن المحادثات ستظل صعبة".

وقد وصل بلينكن إلى الصين يوم أول أمس الأربعاء، على خلفية توقيع إدارة البيت الأبيض على حزمة من المساعدات الخارجية تضمنت مساعدة لتايوان بقيمة 8 مليار دولار لمواجهة ما أسمته "عدوانية الصين المتزايدة تجاه تايوان وفي بحر الصين الجنوبي"، كما صوت الكونغرس الأمريكي، بدعم من بايدن، لصالح سحب استثمارات موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" من شركة ByteDance الصينية أو المخاطرة بالحظر في الولايات المتحدة.

وقد اعترضت الصين على المساعدات الأمريكية لتايوان، وأدانت على الفور المساعدات باعتبارها استفزازا خطيرا، كما عارضت بشدة الجهود المبذولة لفرض بيع "تيك توك".

في سياق منفصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس، عن زيارة مرتقبة له للصين في شهر مايو المقبل، في زيارة ستكون الزيارة الأولى للرئيس في فترة ولايته الجديدة التي تبدأ في 7 مايو.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن الجيش الأمريكي الجيش الصيني جو بايدن شي جين بينغ وزارة الخارجية الأمريكية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

قمة الأمن في آسيا.. عقد من الاستنزاف بين واشنطن والصين

سنغافورة- تنطلق مساء اليوم الجمعة أعمال قمة الأمن والدفاع في آسيا أو ما يعرف بـ"منتدى حوار شانغريلا" في سنغافورة وتستمر 3 أيام بحضور قادة جيوش ووزراء دفاع ورؤساء دول مطلة على المحيطين الهندي والهادي وغيرهم من أنحاء أوروبا.

وينظم المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية -الذي تأسس عام 1958 ويتخذ من عواصم عدة حول العالم مقرات له، في مقدمتها واشنطن ولندن وسنغافورة- هذه القمة في نسختها الـ21، والتي عقدت للمرة الأولى عام 2002 في فندق شانغريلا الشهير بسنغافورة.

ويلقي الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس كلمة افتتاحية بعد نحو عامين من تسلمه الرئاسة شهدا تعزيزا للتحالف الفلبيني مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند في مواجهة المد الصيني في بحر غرب الفلبين وبحر جنوب الصين.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ونظيره الصيني دونغ جون (يمين) في اجتماع ثنائي بسنغافورة اليوم الجمعة (رويترز) لقاء تاريخي

ويلقي غدا السبت الرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو كلمة، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بشهور وقبل أدائه اليمين الدستورية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقبل بدء القمة بساعات التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الصيني دونغ جون، وأجريا محادثات هي الأولى من نوعها وفي المجال الدفاعي منذ 18 شهرا بين واشنطن وبكين.

كما يأتي اللقاء بعد سلسلة تدريبات شاركت فيها الولايات المتحدة في مياه الفلبين وتدريبات صينية قرب تايوان، وأخرى صينية كمبودية استمرت لأسبوعين وانتهت قبل يومين، وامتدت إلى خليج تايلند المرتبط ببحر جنوب الصين من الجهة الغربية، ويشارك الوزيران في القمة ويُنتظر أن يلقيا كلمات رئيسية فيها خلال اليومين القادمين.

ويتفاوت تمثيل نحو 50 دولة مشاركة بين قادة دول ووزراء دفاع وقادة جيوش وعسكريين ودبلوماسيين آخرين من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا والسويد وفنلندا والنرويج وهولندا والنمسا وسويسرا وبولندا والسويد وأيرلندا والدانمارك والتشيك وإيطاليا وألمانيا واليونان.

ومن الدول الآسيوية تحضر الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وباكستان والهند وبنغلاديش وسريلانكا وماليزيا وفيتنام وتيمور الشرقية وسنغافورة والفلبين وكمبوديا ولاوس وبروناي دار السلام والمالديف ومنغوليا.

ومن دول الخليج تشارك قطر والسعودية وعُمان والإمارات والبحرين، إضافة إلى أستراليا ونيوزيلندا وفيجي وتونغا وبابوا وغينيا الجديدة وليتوانيا وإستونيا وممثلين عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.

 

وزير الدفاع السنغافوري نج إنغ هين (يسار) ونظيره الأسترالي ريتشارد مارليس على هامش حوار شانغريلا (رويترز) تقييم

ومع انطلاق القمة نشر المعهد المنظم تقريرا يضم تقييما للمشهد الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادي بعنوان "عقد من الاستنزاف" في ظل المنافسة المتصاعدة والتدافع المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في قضايا ومجالات مختلفة تجاوزت الجانبين الأمني والدفاعي إلى شبكات من الاستقطاب.

وتشمل مجالات المنافسة التقنية المتقدمة الصاعدة، بما في ذلك صناعة الرقائق الإلكترونية، إلى جانب المجال الدفاعي.

ويشير التقرير إلى أن إدارة الأزمة مهمة للغاية إقليميا، ولكن ذلك لا يُترك لواشنطن وبكين وحدهما، بل يمتد إلى أدوار مهمة تضطلع بها دول أخرى كاليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والهند وغيرها.

يحدث هذا في ظل اهتمام أميركي كبير في التعامل مع بكين ووسط ضغوط شكلتها صراعات أخرى في منطقتي الشرق الأوسط أثارت اهتمام صانعي القرار في واشنطن كما يقول التقرير، في إشارة إلى حربي روسيا في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتهما.

في هذه الأثناء، يتركز اهتمام الصين على تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية والتوسع الاقتصادي الإقليمي الذي يجعل جيرانها يشعرون بحالة من عدم الارتياح حسب وصف التقرير، لكنهم لا يزالون يعتمدون على أدائها الاقتصادي في جوانب من اقتصاداتهم وعلى استثماراتها الواسعة في دول المنطقة كما تشير إحصاءات أخرى مختلفة.

بالمقابل، تسعى دول "آسيان" -التي تقع وسط هذا التدافع جغرافيا وسياسيا واقتصاديا- إلى أن يكون لها أثر في حفظ الاستقرار الإقليمي.

ويظل التساؤل بشأن أي من المنتديات سيكون أثره فاعلا وملزما لقادة الدول إقليميا، حسب المصدر نفسه.

وجاء في هذا التقرير أن العقدين الماضيين شهدا تصاعدا في عدد التدريبات العسكرية المشتركة إقليميا، فالولايات المتحدة شاركت في أكثر من 1100 تدريب ومناورة في أكثر من 10 دول بمنطقة آسيا والمحيط الهادي، مقابل نحو 130 تدريبا ومناورة قامت بها الصين في الفترة نفسها.

تنافس وتدافع

وبينما تبدو التدريبات العسكرية التي تشارك فيها واشنطن أكثر تعقيدا واتساعا من حيث مجالات وتقنيات التدريب والدول المشاركة والمستضيفة فإن بكين تحاول إثبات حضورها في مشهد التدريبات المشتركة مع شركاء لها لتطوير مهارات في مجالات عديدة.

وهي تدريبات تخدم أغراضا إستراتيجية واسعة وتدرب جيوش الدول على الاستجابة لتحديات أمنية عديدة وتسهم في تشكيل الأمن الإقليمي.

ويتحدث التقرير أيضا عن الأدوار الدبلوماسية لقوى مؤثرة أخرى كالهند في منطقة آسيا والمحيطين الهندي والهادي، والتي ترى نفسها حليفا مفضلا في شراكات عسكرية مع دول آسيوية عديدة مقابل حضور للصين في بحر جنوب الصين ومنطقة جنوب شرق آسيا.

وبينما يسهم هذا في التنافس والتدافع الصيني الهندي يلاحظ المراقبون للمشهد الأمني تعزيز الهند تحالفها مع أطراف أخرى منافسة لبكين، كاليابان وكوريا الجنوبية والفلبين.

وهذا التدافع الإقليمي والتباين في المواقف ظهر في التعامل مع الوضع في ميانمار إثر آخر انقلاباتها العسكرية قبل 3 أعوام ونيف وتصاعد الصراع الداخلي فيها بين فصائل مسلحة وبين الجيش الميانماري.

وبدت الدول الغربية والصين والهند ودول آسيان متباينة في مواقفها ومقارباتها في التعامل مع عسكر ميانمار والحرب الدائرة فيها، وتكلفتها الإنسانية الباهظة على قوميات مختلفة في البلاد.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي وقف إطلاق النار في غزة
  • بلينكن يعلن قرار واشنطن بشأن استخدام أسلحة أميركية لقصف روسيا
  • قيس سعيد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين
  • بلينكن: واشنطن وافقت على استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا
  • الولايات المتحدة والناتو يؤكدان الالتزام الدائم بدعم أوكرانيا
  • وزير الخارجية الأمريكي: الوضع في غزة أصبح مأساويا ونسعى لفتح المعابر بالشمال
  • قمة الأمن في آسيا.. عقد من الاستنزاف بين واشنطن والصين
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره العراقي في بكين
  • استعرضا العلاقات المشتركة وسبل تعزيزيها.. وزير الخارجية يلتقي نظيره الصيني في بكين
  • لإجراء محادثات.. مسؤول صيني كبير في واشنطن