فى خضم الأفراح التى تعيشها مصر حالياً بمناسبة الذكرى 42 لتحرير سيناء الغالية، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننسى الدور الوطنى الكبير الذى لعبته قبائل سيناء قاطبة، فالقبائل السيناوية كان لها دور كبير فى كل المعارك الكبيرة التى خاضتها مصر من أجل تحرير أرض الفيروز سواء من المحتل الصهيونى الغاشم أو من الإرهابيين وجماعات التطرف المختلفة التى زرعها نظام الإخوان الفاشستى بالبلاد.

. فقبائل سيناء العظيمة أدت دوراً وطنياً لا يمكن أبداً تجاهله أو إغفاله، إلى جوار جيش مصر العظيم، سواء من خلال الدعم المعلوماتى أو اللوجستى أو من خلال المشاركة العظيمة التى تقوم بها مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن.
وهنا يأتى دور القبائل فى سيناء، فإذا كان الهدف الأول للجيش المصرى بعد تحرير أرض الفيروز، هو إعادة الأمن والأمان إلى هذه البقعة المباركة، كان لقبائل سيناء ذات الهدف ويأتى على رأس كل مشايخ سيناء فى هذا الصدد، الشيخ إبراهيم العرجانى أحد أبرز أفراد قبيلة الترابين، فقد آمنت قبائل سيناء وعن عقيدة تامة وكاملة بأن إعادة الأمن والأمان إلى سيناء هو ضرورة وطنية كبرى، ووضع الجميع يده مع الدولة المصرية خاصة القوات المسلحة المصرية من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه، ولأن قبائل سيناء لا تعرف الخوف ولم يتسلل إلى قلوبهم فى يوم من الأيام على مدار التاريخ الطويل، كانوا مثالاً يحتذى به فى الوطنية الخالصة من أجل الوطن وأدوا دوراً بارزاً مع جيش مصر العظيم فى دحر الإرهاب والقضاء على كل البؤر الإرهابية داخل الأرض المباركة.
وفى هذا الإطار كان دور الشيخ إبراهيم العرجانى العظيم، وهو أحد أبناء قبيلة الترابية الذى نجح فى جمع قبائل سيناء على قلب رجل واحد، وتم تشكيل اتحاد قبائل سيناء تحت راية واحدة، من أجل تحقيق الدعم الشعبى للجيش المصرى والمشاركة فى إعادة الأمن والاستقرار إلى أرض الفيروز، بعد وخلال الحرب الضروس ضد الإرهاب، ولأن قبائل سيناء كانت لها الدور العظيم مع الجيش خلال حروب مصر كلها مع الاحتلال الصهيونى، كان لها أيضاً دور بارز ومهم جداً فى عمليات القوات المسلحة والشرطة المدنية فى تطهير سيناء من مناجيس الإرهاب وجماعات الإرهاب والتطرف التى زرعها نظام الإخوان الذى غار إلى غير رجعة. وكعادة القبائل السيناوية ضرب اتحاد القبائل الذى نجح فى تأسيسه الشيخ العرجانى، أروع الأمثلة الوطنية فى دعم الجيش المصرى، وتمثل ذلك فى تنظيم شباب القبائل مجموعتين، الأولى جمع المعلومات عن العناصر الإرهابية، والثانية تقديم كل دعم لوجستى لقوات إنفاذ القانون فى مواجهة عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود أو التهريب من خلال الأنفاق على حدود مصر الشرقية.
ولأن قبائل سيناء لديها الدراية الواسعة بأرض الفيروز، نجح اتحاد القبائل الذى تم تشكيله بإرادة وقدرة العرجانى، تم تحديد ورصد كل أماكن العناصر الإرهابية المتطرفة فى أية بقعة على أرض الفيروز، وتم إبلاغ الجهات المختصة بها، للتعامل معها، مما كان له أكبر الأثر فى مساعدة الجيش والشرطة بالتعامل مع الإرهابيين والقضاء عليهم وتطهير الأرض فى دنس هؤلاء الأوباش الذين ارتكبوا المجازر فى حق المصريين على مدار عدة سنوات حتى تخلصت منهم البلاد إلى غير رجعة. كما لعب الشباب باتحاد القبائل كما قلت من قبل دوراً وطنياً رائعاً من خلال قدرتهم على جمع المعلومات عن العناصر المتطرفة وأماكن تواجدهم، إضافة إلى الإبلاغ عن الأنفاق التى حفرها الإرهابيون بطرق غير شرعية مع قطاع غزة لدخول العناصر المسلحة التى تنفذ عمليات ضد الوطن والمصريين.
وهذا الدور البطولى لشباب اتحاد القبائل كان له أكبر الأثر فى دعم الجيش فى الحرب على الإرهاب وعودة الأمن والأمان والاستقرار إلى سيناء الحبيبة.
لم يكتف اتحاد القبائل بهذا الدور العظيم، بل كان له دور بالغ التأثير وهو جمع كل المعلومات حول المتورطين مع العناصر المتطرفة سواء كان هذا التورط بالسلاح أو الدعم اللوجستى أو حتى من خلال الترويج لأفكار المتطرفين أو إيوائهم أو توفير الطعام لهم، وبالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة المصرية، كان لهذا الدور تأثير إيجابى ومهم فى التعامل مع الإرهابيين الأوباش المناجيس والقضاء على هؤلاء الخونة الذين ساعدوهم لارتكاب المجازر فى حق المصريين والوطن الغالى.
والحقيقة التى لا يمكن إغفالها أو تجاهلها أن أبناء سيناء تحت راية هذا الرجل الصادق الوطنى إبراهيم العرجانى، لهم فى عنق المصريين دين كبير، فبهم ومعهم كانت لهم أدوار وطنية يسجلها التاريخ بحروف من نور فى مساعدة الجيش المصرى العظيم والشرطة المدنية فى اجتثاث الإرهاب ودحر أوكاره، وهذا الدعم الوطنى من جميع أبناء سيناء لا يستحق فقط الإشادة به ولكن يحتاج إلى الكثير وسيسجل التاريخ لهم كل هذه الأدوار الوطنية لتكون نبراساً للأجيال القادمة على مر التاريخ المصرى.
شكراً للرجل الوطنى العرجانى.. وشكراً لكل قبائل سيناء وشكراً لكل ابن فى أرض الفيروز الذين نجحوا جميعاً مع جيش مصر بأن نعلن أن سيناء ومصر خالية من الإرهاب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التاريخ المصري د وجدى زين الدين القبائل السيناوية تحرير أرض الفيروز اتحاد القبائل قبائل سیناء أرض الفیروز من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

القبيلة اليمنية في عهد المسيرة القرآنية .. امتداد للأصالة وتجسيد للهوية الإيمانية

يمانيون / تقرير / خاص

شكلت القبيلة اليمنية عبر مراحل التاريخ المتعاقبة إحدى ركائز الهوية الوطنية، ورافعة للاستقرار السياسي والاجتماعي، ومصدرًا للقيم والأعراف النبيلة. وفي ظل “المسيرة القرآنية”، ازدادت أهمية هذا المكون الأصيل من المجتمع اليمني الحضاري ، وبرز كعنصر فاعل في صيانة الهوية الإيمانية، والدفاع عن المبادئ الوطنية، ومواجهة التحديات التي تهدد سيادة اليمن واستقلاله وفي هذه المرحلة الحساسة كانت القبيلة رمانة الميزان وقوة ثابتة أبلت بلاءً حسناً بدور يجسد المعنى الحقيقي للموقف المشرف في كل الأحداث والمتغيرات التي شهدها الوطن ، وأصبحت القبيلة في قلب المشروع القرآني، تشارك في بنائه، وتحميه، وتقدّم له الرجال والمواقف والمبادئ، في امتداد طبيعي لتاريخها المجيد . 

القبيلة اليمنية… من الجذور التاريخية إلى الحضور الرسالي

عُرفت القبيلة اليمنية منذ آلاف السنين بأنها حاملٌ لهُوية البلاد، وصاحبة الدور الأبرز في نشوء الدول القديمة كمملكة سبأ ومعين وحِمير. وقد ظلت القبائل عبر التاريخ حافظة لسيادة البلاد، مدافعة عن الأرض والعِرض، ورافضة للغزو والوصاية.

في عهد “المسيرة القرآنية”، وجدت القبيلة اليمنية نفسها في مشروع يُجسّد جوهرها القيمي والتاريخي: مشروع يرفع راية الاستقلال، ويعتمد على القرآن منهجًا، ويركز على رفض التبعية والانبطاح السياسي. فكان هذا التلاقي بين قيم القبيلة ومبادئ المسيرة عاملًا رئيسيًا في صمود المجتمع اليمني رغم التحديات الهائلة.

القبيلة في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من اللافت في مسار المسيرة القرآنية أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لم يتعامل مع القبيلة كعنصر تقليدي، بل كقوة استراتيجية ذات أبعاد دينية ووطنية ومجتمعية. في معظم خطاباته، خاطب القبائل اليمنية بإكبار وتقدير، مؤكدًا على دورها المركزي في دعم الجبهات، وترسيخ القيم القرآنية، ومساندة معركة التحرر من الهيمنة الأجنبية ، ففي إحدى خطاباته عام 2020، قال السيد القائد يحفظه الله : “القبائل اليمنية برجالها الأحرار ومواقفها الأصيلة، كانت السند الأول للجبهات، وقدّمت القوافل والرجال، وصبرت وثبتت، وكانت الحصن المنيع في وجه كل المؤامرات” .

كما شدد حفظه الله في أكثر من مناسبة على أن القبيلة يجب أن تكون في طليعة مشروع بناء الدولة العادلة، وأن تتخلى عن كل موروث سلبي يتعارض مع القيم الإيمانية الحقة، وتتمسك بما يعزز الانتماء لله والوطن.

 القبيلة كقوة دفاع عن الأرض والعقيدة

منذ انطلاق العدوان  الغاشم على اليمن في 2015، وقفت القبائل اليمنية في صدارة المواجهة، ليس فقط بتقديم المقاتلين والعتاد، بل بالموقف الجمعي، الذي رفض الخنوع، وصمد في وجه كل محاولات الاختراق السياسي والقبلي.

تشير تقارير ميدانية لـمركز عين الإنسانية (2022) إلى أن أكثر من 65% من مقاتلي الجبهات ينتمون للقبائل، وأن الدعم الشعبي الذي قدمته القبائل في شكل قوافل وغذاء ووسائل نقل، كان حجر الزاوية في استمرار المعركة والدفاع عن السيادة ، لقد كانت القبيلة حامية للثوابت، ورافضة للفتن، ومُحطمة لمشاريع التجزئة والتمزيق.

 القبيلة والهوية الإيمانية… ارتباط لا ينفصل

تمثل الهوية الإيمانية في المسيرة القرآنية منظومة من القيم المستمدة من القرآن الكريم، كالعزة، والنصرة، والولاء لله، والبراءة من أعداء الله. وهذه القيم ليست غريبة عن القبيلة اليمنية، بل هي جزء من تكوينها، ما جعل التحام القبائل بالمشروع القرآني طبيعيًا وغير مفتعل.

القبيلة ليست فقط رافعة عسكرية أو اجتماعية، بل حاضنة لهُوية متكاملة، وقادرة على حماية القيم الإيمانية من الاختراقات الثقافية والفكرية. وقد كان لهذا التلاحم دور بارز في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحصين المجتمع ضد الفتن الطائفية والمذهبية.

وبحسب دراسة لمؤسسة بنيان التنموية (2023)، فإن برامج التعبئة الثقافية داخل القبائل ساعدت على رفع الوعي بأهمية الهوية الإيمانية، وربطت العمل الجهادي بالقيم الدينية والاجتماعية.

 من مواجهة العدوان إلى بناء الدولة

لم تكتفِ القبائل بالمشاركة في الدفاع عن الوطن، بل انخرطت في مؤسسات بناء الدولة، من خلال المشاركة في لجان المصالحة الوطنية، ومجالس الحوكمة المحلية، والمبادرات المجتمعية للتنمية.

السيد القائد أكّد مرارًا في خطاباته أهمية تحول القبيلة من كيان تقليدي إلى شريك واعٍ في مشروع بناء الدولة العادلة، القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإرساء العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد.

كما أشاد بتجارب القبائل التي تحوّلت إلى مراكز إنتاج زراعي وتنموي، ووجّه بدعمها وتطوير قدراتها بما يعزز من استقلال اليمن اقتصاديًا.

خاتمة

القبيلة اليمنية، في عهد المسيرة القرآنية، لم تعد مجرد موروث اجتماعي، بل تحولت إلى قوة جامعة، ومصدر فاعل للثبات والبناء، ومنظومة أخلاقية وروحية تستمد قوتها من الإيمان، وتعبّر عن الذات اليمنية الأصيلة.

لقد وجد المشروع القرآني في القبيلة اليمنية سندًا صلبًا، ووجدت القبيلة فيه امتدادًا نقيًا لقيمها التاريخية، فكان التحام الطرفين عنوانًا لمرحلة جديدة في تاريخ اليمن: مرحلة العزة، والتحرر، والبناء.

مقالات مشابهة

  • «شكرا إنكم بتشتموني».. أول تعليق لـ رانيا يوسف بعد افتتاح مدرسة الرقص في الإمارات
  • خلال عام.. العناية المركزة في أورام الأقصر تستقبل 205 حالة للأطفال
  • إنطلاق المؤتمر الدولى السابع لكلية العلوم بنين بازهر أسيوط أغسطس المقبل
  • رافع الرويلي: الوجه المُشرق للكرة السعودية شكراً للزعيم شكراً بونو
  • مكافحة الإرهاب الكوردستاني يُسقط طائرة مسيرة مفخخة
  • أول تجربة للزراعة.. جني القطن المصري في سيناء خلال شهرين
  • المانجا طابت على الشجر .. بدء موسم حصاد المانجو السكري بجنوب سيناء.. زراعة 6800 فدان هذا العام
  • الإعلام أثناء الأزمات بين الحرية والمسؤولية
  • شكرا لكل الناس.. بسمة بوسيل تشكر متابعيها لسؤالهم عن ابنها
  • القبيلة اليمنية في عهد المسيرة القرآنية .. امتداد للأصالة وتجسيد للهوية الإيمانية