الذهب الأحمر.. بهجة وفرحة بين مزارعي جنوب سيناء بموسم جني العنب الفليم
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تدلت عناقيد العنب من الأشجار داخل مزارع جنوب سيناء، لترسم لوحة فنية في حضن جبال طور سيناء التي أصبحت تربة خصبة زراعية لكافة المحاصيل الزراعية، مما يجعل المحافظة تتجه بخطوات ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل سواء كان للسكان أو للقطاع السياحي.
وانتشر العمال داخل المزارع لجني ثمار العنب وسط بهجة وفرحة بجودة المحصول الذي يشبه حبات اللؤلؤ، تمهيدًا لتوزيعه على تجار الجملة في الأسواق.
قال محمود صالح، صاحب إحدى مزارع العنب بمدينة طور سيناء، إنّ موسم حصاد العنب "الفليم" انطلق مع بداية الشهر الجاري، موضحًا أن عملية الجني تتم على 3 مراحل، وفي كل مرحلة يجري جمع العناقيد التي نضجت، وتظهر من خلال لونها الأحمر وحجم حبات العنب، إضافة إلى نسبة السكر فيه، في آخر أيام الحصاد خلال هذه الفترة، مُشيرًا إلى إنتاج الفدان هذا العام يتراوح بين 8 وحتى 10 أطنان.
وأوضح أن العنب "الفليم" يعد من أشهر أنواع العنب التي تجود زراعته بجنوب سيناء، وينضج مبكرًا مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيرًا إلى أنه يجري العناية بأشجار العنب بداية من شهر يناير من كل عام، من خلال تقليمها وتجهيز الطراحات الجديدة وربطها في السلوك حتى تشيل الإنتاج بعد النضح، كما تجري عملية الري بشكل يومي في بداية موسم التوريق والتزهير حتى بدء تركيز نسبة السكريات فيه، عند ذلك يتم تقليل الري تدريجيًا حرصًا على سلامة العناقيد، مع الحرص على عدم تعرضها للشمس بشكل مباشر "تكون العناقيد مغطاة بالأوراق حتى لا تجف وتتحول إلى زبيب".
وأكد أن أسعار العنب ترتبط بموعد الحصاد، ففي في بداية الموسم يتم بيع الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 40 حتى 50 جنيهًا، والآن يباع بنحو 25 جنيهًا للكيلو، لافتًا إلى تقبل الأسوق بجنوب سيناء لهذا السعر، خاصة أنه قبل انتشار زرعة العنب بالمحافظة كان يجري جلبه من سوق العبور بالقاهرة، ويكون سعره مرتفع بالإضافة إلى عدم جوته لتعرضه للتلف خلال النقل.
وأضاف أن مزارعو جنوب سيناء حريصين على إنتاج أكبر قدر من العنب لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتصدير الفائض خصة أنه يعد من المحاصيل الأورجانيك بالمحافظة، مؤكدًا أن محصول العنب هذا العام مبشر بالخير، والجميع يشعر بالسعادة بسبب الدخل الناتج منه.
على جانب آخر، أكد محمد سعد، أحد العمال بالمزرعة، أنّ محاصيل لعنب من أكثر المحاصيل لزراعية تأثرًا بالتغيرات المناخية، لذا يتطلب عناية خاصة، حتى يكون ذات إنتاجية عالية، تغطي تكلفته وتحقق أرباح لأصحاب .
ولفت إلى أن جميع العمال بمزارع العنب لا يعرفون الكسل ويعملون في نشاط، خاصة أنه يحتاج إلى عناية خاصة نظرًا للظروف البيئية بالمحافظة، بجانب ظروف المياه والتربة الرملية التي تحتاج رعها يوميًا، مؤكدًا أنه كما كانت التربة التي يزرع فيها العنب خصبة وغنية بالعناصر الغذائية، كما كانت الإنتاجية أفضل.
وأوضح أن التربة بجنوب سيناء صالحة لزرعة جميع أنواع العنب، وتعطي إنتاجية عالية في حالة تقديم خدمة وعناية جيدة منذ بدء موسم التقليم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جنوب سيناء الذهب الأحمر العنب الفليم طور سيناء جنوب سیناء
إقرأ أيضاً:
إيران غيّرت المعادلة
ما قبل العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يختلف عما بعد هذا العدوان، خاصة أنّ قواعد الاشتباك قد تبدّلت ومعادلات جديدة قد فرضت.
مخطئ من يظنّ أنّ هدف العدوان هو الملف النووي، لأنه رغم كلّ الاستهدافات فإنّ المواد المخصبة من اليورانيوم لا تزال موجودة بكميات كافية والمنشآت النووية الإيرانية بقيَت سليمة دون أيّ ضرَر يُذكر، وعلى الرغم من اغتيال عدد من العلماء إلا أنّ الأبحاث موجودة وهناك من يستطيع استكمال ما تمّ إنجازه، وبالتالي فإنّ الملف النووي لم يتضرّر لدرجة أن يتمّ إيقافه أو أنّ هناك حاجة لوقت طويل لإعادة ترميم ما استهدفته الحرب.
عسكرياً وعلى الرغم من تنفيذ العدو الصهيوني لسلسلة اغتيالات طالت عدداً من القيادات العسكرية الإيرانية، إلا أنّ القيادة الإيرانية امتصّت الهجوم وقامت بترميم المراكز القيادية من خلال تعيين بُدلاء لهم، وهؤلاء لديهم من الخبرة ما يكفي للحفاظ على توازن العمليات، وكان هذا التوازن واضحاً من خلال بدء عملية الوعد الصادق 3، والتي تمّ إطلاقها بشكل تصاعدي يُحاكي الواقع الميداني بشكل دقيق ابتداءً من عمليات إطلاق الصواريخ البالستية، مروراً بتنفيذ عمليات مركبة يتمّ فيها إطلاق أسراب المُسيّرات بالتزامن مع إطلاق الصواريخ البالستية، علماً أنّ طهران تمتلك العديد من الوسائل القتالية التي لم يتمّ استخدامها حتى الآن.
إنّ الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال لا تحتمل الحروب الطويلة وقد اعتاد الكيان المحتلّ على تنفيذ حروب خاطفة تحقق أهدافاً استراتيجية، أما اليوم فإنّ الحرب أصبحت مفتوحة وضمن آليات مدروسة.
أما على الصعيد السياسي الدولي فإنّ الإدارة الأمريكية لا ترغب حتى الآن في التخلي عن مصالحها في المنطقة والدخول بالحرب بشكل مباشر، فيما هناك العديد من الدول التي تؤيد حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها خاصة أنّ العدوان يستهدف المدنيين والمرافق العامة.
ستبقى مختلف الاحتمالات واردة، كذلك الأمر بالنسبة لردود الأفعال، لكنه من المؤكد أنّ القيادة والشعب في إيران لن يقبلوا بتقديم أيّ تنازلات، وبالتالي سيكون التفاوض إنْ وُجد من منطق القوة وليس من منطق الضعف.