موقع النيلين:
2025-05-17@19:06:26 GMT

مكي المغربي: عشاء للسفير الزين!

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT


من أجمل الأخبار التي بددت علي الحزن والأسى في هذا الفترة العصيبة على السودان وطنا وشعبا، إعتماد السفير الزين إبراهيم سفيرا للسودان في “الزهرة الجديدة”، ومندوبا للسودان في الاتحاد الافريقي واللجنة الاقتصادية الافريقية للأمم المتحدة بأديس أبابا.

الزين ثلاثي اللغات وثلاثي المجالات .. يضاف إلى دبلوماسيته الحيوية والراسخة، وذكاءه الإجتماعي، فترة في بواكير العمل قضاها بين الصحافة والترجمة.

ولمن لا يعرف الترجمة ويقلل من شأنها، هي فن التصرف اللغوي الأخطر، إذ ربما يرتبك مؤتمر كامل أو لقاء سيادي عالي المستوى بسبب سوء التصرف.

تجربة الزين السابقة في أديس أبابا كانت الأكثر إشراقا وتحدثت عنها في حينها أنا والزميل معتز بركات (المحبوس في الجزيرة حاليا)، وسأترك أعمال الزين تتحدث عنه هذه المرة ثم يأتي دوري في التعليق بإذن الله تعالى.

لدي ذكريات كثيرة في أديس وبالذات في الاتحاد الافريقي واللجنة الاقتصادية، و”اتحاد الغرف التجارية والصناعية الافريقية” حيث شغلت موقع منسق الاعلام ثلاث سنوات، وغير ذلك من تعاون مع المنظمات ومكاتب الميديا.

بعيدا من السياسة وتناول القضايا الإقليمية والدولية ودور محطة أديس فيها، وبعيدا عن التحليل لمجريات العلاقات السودانية الاثيوبية، من أطرف ما خرجت به من فترة أديس هو “فن الطبخ” وبالذات الفرن، ولم أكن قبلها أجيد أي شيء، ولكن الحاجة أم الإختراع.
السبب أنني كعادة السودانيين أساهر واتعشى، ولمن لا يعلمون، أديس مدينة صباحية، والمواطن الأثيوبي “كائن صباحي”، وما يتحدث به الناس عن “حياة الليل” هو نشاط في أماكن محددة وطرقات محددة للسواح والأجانب، ولا علاقة له بمواطن أديس أبابا العادي إطلاقا.
المبني الذي أسكن فيه، ضمن “مجمعات بالديراس” السكنية ينام أهله في الثامنة ومعظمهم موظفين، جاري مفتش تعليم أو موجه تربوي أو ما يعادل ذلك، يخرج من بيته السادسة صباحا ويصل مقر عمله مشيا على الأقدام.

لم أسمع منه طيلة اقامتي سوى السلام وأن السودان وإثيوبيا أصدقاء. في مرة يتيمة طرق بابي وفي يده عريضة إزعاج من السكان ضد بار على الطريق، طلب مني التوقيع وتم إغلاق البار.

ما شجعني في أديس على الطبخ، أن الضأن أرخص من البقري والدجاج، والكبدة تقريبا بالمجان، وبدأت بصواني الفرن، لأنني عادة أكون ملزم بكتابة وإرسال مقال أو ورقة، ولا يوجد وقت للمتابعة و “سواطة الحلة”، كما أن الصينية تدخل كما هي الثلاجة، وآخذ منها قليلا للتسخين كل يوم بالطوة (لا يوجد مايكرويف).

حتى الفرن كان مستعملا اشتريته من “سوق شولا” القريب وحملته على كتفي للبيت.
لم يكن في الفرن مؤقت “تايمر” لذلك كنت أحدد الزمن (غالبا ساعتين) وأنهمك في الكتابة ثم أوقفه، في بعض الأحيان لا بد من كشف القصدير قليلا حتى يأخذ الأكل وجها مقرمشا.
أجدت العديد من وصفات صواني اللحم والخضروات، بل ابتدعت المحشي المغطى بالكستليتة الضاني بالفرن، ولدي فيديوهات في ذلك.

لم يكن لدي أصدقاء البتة، بل من أسرار نجاحي في فترة أديس والحمد لله البعد تماما من شلليات السودانيين والسهر معهم، وإهدار الزمن، والكفاية بالمناشط العامة في النادي السوداني والعزومات الرسمية والجانبية مع المحترمين.

إحساس بعض السودانيين بالزمن يضيع في أديس، بل الإحساس بالعمر أيضا، عدد منهم باختصار صيد سهل لأسباب الفشل و”أنتم تعلمون”.

بالمقابل أحتاج إلى ساعات لأخبركم عن مستوى الجدية والتنافس على الإتقان بين أصدقائي الاثيوبيين أو الأجانب المقيمين فيها، باختصار هي عاصمة الدبلوماسية الأفريقانية.
من الطرائف، ورشة عمل صغيرة من عشرين شخصا، كنت ضمن اللجنة المنظمة، وطلب مني تحديد مطعم أو متعهد لتوفير الوجبة، قلت لهم على الفور أنا أعرف سوداني متميز لهذا الغرض.

لم يكن هدفي الربح اطلاقا بل أعتقد أنني أضفت قليلا من عندي، وبسبب الخوف من تحدي التسخين حيث لا توجد معدات بوفيه مفتوح كان الطبق الأساسي هو شرائح البيانكو الباردة بفصوص الثوم، يضاف الي البوفيه دجاج بروست طلبته من الخارج ساخنا، والباقي سلطات وفيها طبق كبير “سلطة دكوة” مكسوة بالبقدونس الناعم بغرض استعراض الثقافة السودانية.
بحمد الله حصدت مقدارا من الاشادات قبل اخبرهم أنني الشيف وجاهز لتلبية الطلبات.
قضيت بعدها في مومبسا – كينيا فترة قصيرة، وفكرت جديا في افتتاح مطعم، بل طلب مني صاحب هوتيل صغير افتتاح ركن شاورما، وكان مصرا على ذلك ومنحني إيجار مجاني ثلاثة أشهر، سبب إلحاحه أن معلم الشاورما لا بد أن يكون طويل وعربي الملامح حتى ينافس مطاعم طربوش و المائدة، باختصار كان يريدني “سوري مزيف”!

لم يكن لدي خبرة، ولكن ليس هذا السبب، شاهدت العديد من الفيديوهات عن التقطيع والرص ولكن كان التحدي هو “مسكة السكين” سيافي وهذا كان يستدعي خسارة مرة أو مرتين كاملتين قبل التدشين، وفي النهاية أنا واثق سأتقنها.

السبب الحقيقي الذي جعلني أصرف النظر أنني كنت أفكر في أمتلاك بزنس وليس صنعة.
بيني وبينكم، بعد الحرب فتشت تلفونه، وشغال معاه حاليا “رسائل الجمعة” من باب الاحتياط.
المهم، سنعود أديس، وسأدعو أعز أصدقائي من الصحفيين هناك، توكل، وأنور، وميكونون، وشافي، وأندوآلام، وزلالم، وأولما، وشيفراو، وكريم، ونور، وزينابو، وحسن التوم، وآخرين على عشاء من إعدادي بإذن الله تعالى.

عايدة وسمراويت وتقست وكوثر ويوديت من الاقسام الفرنسية والانجليزية والعربية تعزمهم دكتورة راوية كريمة السفير الزين حيث كان آخر لقائي مع الزين في زواجها الميمون والمزدهر بإيمان الشريف.

حالي يحيي .. لم أذكرك قاصد .. كرهتنا كل ما نجي من السودان جيبو معاكم طحنية .. أها .. لا نحن في سودان ولا في طحنية .. ارتحت.

أصدقائنا في الاتحاد الافريقي شيخ العرب وفارس الهلالية .. السفير صلاح حماد رئيس سكرتارية الحوكمة، والسفير الأنيق الحاذق يوسف الكردفاني مدير إدارة البروتوكول، والوجيه الخطير جمال كرار شقيق القطب الاشتراكي كمال كرار، والمهندس راشد الطويل حاليا في الجزائر نائب وكالة الطاقة الافريقية .. جاييكم بالمهلة في عمود جادي.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی أدیس لم یکن

إقرأ أيضاً:

"كان" الشباب... المنتخب المغربي يواجه مصر وعينه على بلوغ النهائي

يواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره المصري، اليوم الخميس، بداية من الساعة السابعة مساء، على أرضية ملعب الدفاع الجوي، بالعاصمة المصرية القاهرة، لحساب نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية لأقل من 20 سنة مصر 2025.

وتتطلع العناصر الوطنية إلى تحقيق الفوز، لمواصلة المشوار في العرس الإفريقي، بحجز مقعدا لها في المشهد الختامي، ومواجهة المتأهل من مباراة نيجيريا وجنوب إفريقيا، والبحث بعد ذلك عن اللقب الثاني لها في هذه المسابقة، والسير على خطى المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة الذي توج باللقب الإفريقي، وكذا المنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة.

وسيكون جميع اللاعبين متاحين للناخب الوطني محمد وهبي، بغية الاستعانة بهم في هذا اللقاء أمام البلد المنظم، الذي تتطلع من خلاله العناصر الوطنية إلى الوصول للنهائي للمرة الرابعة، علما أن المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة سبق وفاز بلقب كأس أمم إفريقيا لهذه الفئة سنة 1997، فيما حل مرة واحدة في المركز الثالث سنة 1998، وفي المركز الرابع سنة 2005.

وعلاقة بالمباراة أعلاه، قال محمد وهبي، مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، إن طموح النخبة الوطنية هو الوصول إلى النهائي، والعودة إلى الديار بالكأس، بالرغم من أن المباراة أمام مصر ستكون صعبة جدًا، مشيرا إلى أن اللاعبين مستعدين ويرغبون في كتابة تاريخهم.

وتابع الناخب الوطني، خلال الندوة الصحافية التي تسبق مباراة الأشبال والفراعنة، أن الخطة لا تزال هي نفسها أمام جميع المنتخبات، مؤكدا أنه فخور جدًا وسعيد بالفوز في ربع النهائي رفقة كل الطاقم واللاعبين، والتأهل إلى كأس العالم، بعد 20 سنة من الغياب.

وأشار مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، إلى أن ما يعرفه هو أن الكل يريد الذهاب إلى كأس العالم متوجا بلقب كأس أمم أفريقيا، وقول للجميع أنهم الأبطال، معتبرا أن هذا أمر مهم.

واختتم محمد وهبي، تصريحاته خلال الندوة الصحافية، أن لديه عدد كافٍ من اللاعبين، ولا توجد لديه إصابات، موضحا أن اللاعبين مستعدين لتحقيق لفوز ويريدون اللعب، ومشيرا في الوقت ذاته، أن لديه كامل الثقة فيهم لتحقيق نتيجة إيجابية والوصول إلى المشهد الختامي.

وفي السياق ذاته، اسقرت لجنة الحكام، التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على اسم الحكم التوغولي أكليسو غناما، لقيادة المباراة، بمساعدة كل من أموس أبينغ ندونغ من الغابون، مساعدا أولا، وسبوموسا سيفيفو من إسواتيني، كمساعد ثاني.

كلمات دلالية المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة منتخب مصر نهائيات كأس الأمم الإفريقية لأقل من 20 سنة كوت ديفوار

مقالات مشابهة

  • رغم الاستيراد…أسعار زيت الزيتون تواصل ارتفاعها في السوق المغربي
  • طريقة عمل صينية الوراك بالبطاطس في الفرن
  • اللادا السوفياتية ترفض الاندثار وتتحدى الحداثة في شوارع أديس أبابا
  • المنفي للسفير البريطاني: وجهت بوقف الاستفزازات بصفتي القائد الأعلى   
  • نجوى كرم تحصد الملايين بـ «زين الزين» وتعد بأغنيات باقي الألبوم قبل الصيف
  • "كان" الشباب... المنتخب المغربي يواجه مصر وعينه على بلوغ النهائي
  • مفاوضات مع أنس المهراوي مهاجم فريق المكناسي المغربي
  • ترامب بطريقه إلى الإمارات من قاعدة العديد في قطر
  • "كان" الشباب: المنتخب المغربي يختتم تحضيراته استعدادا لمواجهة مصر
  • استقبال حافل.. أمير قطر يقيم عشاء دولة لترامب في قصر لوسيل