الندم في معناه المجرّد هو تجربة فردية عندما يحدد الفعل في غير مكانه أو زمانه. ويرتبط تحقّقه بوجود حرية الاختيار. ويأخذ مفهوم الندم شكلا من أشكال التكهّن -رجما بالغيب- بأن ما حدث هو أسوأ مما كان سوف يحدث لو أننا اخترنا القرار المغاير. فيجد المرء نفسه أمام ماضٍ تفلّت منه، واتّخذ مقاما ثابتا لا يملك أن يحكم سيطرته عليه.
وكلّما كانت «لو» أكثر تركيزا وإصرارا في استخدامها زادت حدّة شفرتها. وقد تتحول في بعض الحالات إلى أداة سامة تفضي إلى الموت؛ لأنها في هذه الحالة تخلق عجزا ذهنيا مطلقا يرفض معه العقل التصالح مع الواقع.
مما جاء في الـ«لو» شرعًا ذكر في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله الكريم قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزنّ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان». يتضح تماما من الحديث الشريف أن الإنسان ما أن يواجه القدر بعين السّخط والرفض حتى يفقد توازن نفسه وسلامها الداخلي، وكأنه يقف فوق أرض رخوة. من هنا نجد أن العلاقة بين «لو» والشعور بالندم هي علاقة تمثّل منطق السببية العكسية؛ لأنه الشعور الذي يعقب القرار، ويؤثر فيه سلبا إذا ما تحوّل من الندم التكيّفي إلى ما يسمى بالندم المعطّل. وهي ظاهرة نفسية معقّدة لها جذورها البيولوجية، والتبعات السلوكية التي تصاحبها.
أما عني فأذكر أن عهدي بالندم قديم؛ فقد كان في اختياري للتخصص الأول أثناء الدراسة الجامعية في مراحلها الأولية، ولكنني أنزع إلى تجاوز الأمر اليوم. ولستُ متيقنة تماما مدى مجانبتي للصواب؛ فأنا أرى أنه ما زال في العمر متسع، والعلم لا يتوقف عند الدرجة الدراسية، ولا عند تخصص أكاديمي بعينه. أعترف بأنني امرأة تكره الركون إلى الندم، وترى أن التجاوز هو استراتيجية ذكية كموقف بديل وأكثر صوابا على الرغم من أن شعور الندم يعد من المشاعر المعرفية ذات الطابع الأخلاقي إذا ما كان في إطاره المنطقي؛ لأنه يستفز الإحساس بالذنب، ويحفّز الشعور بالمسؤولية الشخصية، والرغبة في تصحيح المسار.
جاء في كتاب «الذَباب أو الندم» المترجم عن مسرحية جان بول سارتر أن الإنسان حر بالمطلق، ومسؤول عن كل ما يفعله، وعن قراره في الإقدام أو الإحجام في أفعاله. وأستخلص من ذلك أن الندم في فلسفة سارتر ما هو إلا اعتراف ضمني بهذه الحرية، لكنه قد يتحوّل إلى تفلّت وهروب إن لم يُتبعه فعلا جديدا يغيّر ما يمكن تغييره.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث لجسمك عند تناول عصير الطماطم
عند تناول عصير الطماطم، يحدث لجسمك العديد من الفوائد الصحية المهمة، لأنه غني بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، ولكن له بعض الأضرار في حالات معينة. إليك ما يحدث لجسمك:
فوائد عصير الطماطم للجسم:
1. تحسين صحة القلب:
يحتوي على الليكوبين (Lycopene) وهو مضاد أكسدة قوي يقلل من الكوليسترول الضار ويحسّن ضغط الدم.
غني بالبوتاسيوم، ما يساعد في تنظيم نبضات القلب.
2. تقوية المناعة:
يحتوي على فيتامين C وA وE، وهي فيتامينات تعزز مناعة الجسم ضد الأمراض.
3. يحسن صحة الجلد:
الليكوبين يحارب الجذور الحرة التي تسبب الشيخوخة.
يساعد على نضارة البشرة وتقليل حب الشباب.
4. يساعد على الهضم:
غني بالألياف والماء، فيحسّن حركة الأمعاء ويقلل من الإمساك.
5. يدعم صحة العين:
يحتوي على فيتامين A والبيتا كاروتين، ما يفيد النظر ويقلل خطر التنكس البقعي.
6. مفيد للدايت:
منخفض السعرات الحرارية، ويمنح الشعور بالشبع.
7. يحارب الالتهابات:
يحتوي على مضادات التهابات طبيعية، قد تقلل من أعراض التهابات المفاصل أو الجسم عامةً.
أضرار ومحاذير عند الإفراط في شربه:
1. زيادة الحموضة:
الطماطم حمضية، وقد تزيد من ارتجاع المعدة أو حرقة المعدة عند البعض.
2. ارتفاع الصوديوم (لو مضاف له ملح):
عصير الطماطم المُعلّب غالباً يحتوي على نسبة عالية من الملح، ما قد يرفع ضغط الدم.
3. مشاكل في الكُلى (في حال الإفراط):
بسبب غناه بالبوتاسيوم، قد يضر مرضى الكُلى عند تناوله بكثرة.
4. احتمال التحسس:
البعض لديهم حساسية من الطماطم وتظهر عليهم أعراض مثل الحكة أو الطفح.
للاستفادة القصوى، تناول عصير الطماطم الطازج دون ملح أو مواد حافظة، ويفضل ألا تتجاوز كوبًا واحدًا يوميًا.
المصدر the health site